حقيقة التوحيد تتجلّى في دُعاء إمام زماننا في شهْـر
رجب(تأمّلات معرفيّة في الدعاء الرجبي
💖)
:
❂ نقرأ في سُورة الكهف قولهِ تعالى:
{و إذْ قُلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا إبليسَ كان مِن الجن فَفَسقَ عن أمْر ربّه أفتتّخذونه و ذُرّيتَهُ أولياء مِن دوني و هم لكم عدوّ بئس للظالمين بدلا* ما أشهدتهم خَلْقَ السماواتِ و الأرْض و لا خَلْقَ أنفسهم و ما كنتُ مُتَّخذَ المُضلّين عَضُدا}
✦ لاحظوا الآية الكريمة ماذا تَقول: (و ما كُنتُ مُتَّخذَ المُضلّين عَضُدا)..
الآيات الكريمة أعلاه تتحدّث عن الظالمين و تقول بأنَّ اللهَ تعالى لم يُشْهِدهم خَلْق السماوات و الأرض و لا خَلْقَ أنفُسِهم.. يعني هُم ما كانوا موجودين قبْل خَلْق السماوات و الأرض و لا كانوا موجودين قبْلَ خَلْق أنفسهم حتّى يكونوا شهوداً..
• ثُمّ تقول الآية الكريمة:
{وَ مَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدَا}
المُضلّون هُمُ الظالمون.. و يُقابلهم الهادون كما في قولهِ تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِر وَلِكُلِّ قَومٍ هَاد}
:
✦ الآن لنتأمّل سويّاً في دعاء إمام زماننا في
#شهر_رجب الذي بدايته (اللّهُمَّ إنّي أَسألُكَ بِمعانِي جَميعِ مَا يدعُوكَ بهِ وِلاَةُ أَمرِك..)
فلنتأمّل سويّاً في الفقرات التالية مِن دُعاء إمام زماننا حِين يقول إمامنا "صلوات الله عليه" و هو يتحدّث عن حقائق
#أهل_البيت "صلوات الله عليهم" يقول:
(لا فَرقَ بَينَكَ وَ بَينَهَا إلّا أنّهم عبادكَ و خلقك)
يعني لا فرقَ بينكَ يا ربّ و بين حقائق أهْل البيت البيت إلّا أنّهم عبادك و خلقك..
• ثُمّ يقول الدعاء:
(فَتْقُهَا و رَتْقُهَا بيَدِك بَدْؤُهَا مِنك و عَودُهَا إليك أَعْضَادٌ و أَشهَاد)
يعني: فَتْقُ هذه الحقائق القادسة و رَتْقُهَا بيَدِك.. بَدْؤُهَا مِنك و عَودُهَا إليك.. ثُمّ يقول الدُعاء عن أهل بيت العصمة:
(أعضادٌ و أشهاد).
هنا ركّزوا جيداً في هذه التعابير المهدويّة الشريفة (أعضادٌ و أشهاد) و اربطوا بينها وبين الآية السابقة في سورة الكهف حين يقول الباري تعالى:
{وَ مَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدَا}
فالمُضلّين ليسوا أعضاداً و لا أشهاد.. أمّا أهل البيت "صلوات الله و سلامه عليهم" فهم أعضادٌ و أشهاد بنصّ الدعاء المهدوي الشريف.. إذ يقول:
(أعْضادٌ و أشهاد، و مُنَاةٌ و أَذْواد و حَفَظَةٌ و رُوَّاد، فَبِهِم - أي بحقائق آل الله - مَلَأتَ سَمَائَكَ وَ أَرْضَك حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْت)
هذه هي الشهادة العُظمى.. و هذا هو التوحيد
فالشهادة تعني حضور.. يعني حضور حقائق أهل البيت في كلّ الوجود.
✦ ركّزوا في الدعاء الرجبي الشريف جيّداً لاسيّما تعبير (مَلأتَ سماءك و أرضكَ) حين يقول الإمام: (فَبِهِم ملأتَ سمائَكَ و أرْضَك حتَّى ظَهَرَ أنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْت)
لأنّنا نقرأ نفس هذا المضمون في دُعاء كُميل، حين يقول الدعاء: (و بأسْمائِكَ التي مَلَأَتْ أَركَانَ كُلِّ شَيء)
و صادقُ العِترة "صلوات الله عليه" في الكافي الشريف و تحديداً في باب التوحيد يقول: (نَحْنُ و الله الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)
فهم "صلوات الله عليهم" الأسماء الحُسنى التي ملأ اللهُ بها سماءَه و أرضَهُ حتّى ظَهَر أن لا إله إلّا الله..
هذا هو معنى
#التوحيد.. و هذا هو معنى الشهادة العُظمى (شهادة أنْ لا إله إلّا الله).
نحنُ غافلون عن هذه المعاني.. لأنّنا حينما نتشهّد بشهادة التوحيد نقولها هكذا لقلقلة مِن دُون تدبّر و تفكّر .. نقولها بهذا الّلسان الذي احتطبنا بهِ مِن الذنوب ما شاء الله.. و بهذا اللسان الذي يتحدّث عن قلْبٍ غافل و عن قلبٍٍ جاهل و عن و عن و عن.. عيوب لا حدود لها..
أمّا شهادة إمام زماننا فهي هذهِ: (فَبِهِم مَلَأتَ سَمَائَكَ وَأرضَك حَتّى ظَهَرَ أن لا إله إلّا أنت)
👆🏻هذه العبارة المهدوية تُشير إلى ظُهور حقيقة التوحيد في كلّ هذه الكائنات؛ لأنَّ الكائنات خُلقتْ مِن أنوارهم "صلوات الله عليهم"، و هذه قضيّة واضحة في كلمات المعصومين "صلواتُ الله عليهم" فهذا هو معنى (شهادة التوحيد).
• أمّا مقام هذه الشهادة فتُوجِزه عبارة الزيارة الجامعة الكبيرة (و ذَلَّ كُلَّ شَيءٍ لَكُم).. يعني ذَلّ كُلّ شيءٍ لأهل البيت لأنّهم أحاطوا بكلّ شيء، و لهذا ذلّ لهم كلّ شيء.. و لتوضيح هذه النقطة، فلنتأمّل سويّاً هذه الآية الكريمة حِين يقول الله عزّ و جلّ: {إنَّا زَيَّنَّا السماءَ الدُنيَا}
لاحظوا الآية.. القُرآن صريح بأنّ السماء الدُنيا قد زُيّنتْ بهذهِ النجوم و هذه الكواكب و المَجرّات.. و القُرآن حِين يتحدَّث عن هذهِ الزينة يُشير إلى أنّها في حالة توسُّع، فيقول: {و السماء بَنيناها بِأَيْدٍ و إِنَّا لَمُوسِعُونَ}
فهذهِ الزينة في حالة توسُّع.. و العُلوم الحديثة و التلسكوبات الحديثة ترصد هذا التوسّع و هذا التباعد بين المجرّات.
و على الرغم مِن أنّنا لا نُدركُ شيئاً مِن حقيقة هذا العالم، فما توصّل له الإنسان برغم هذا التطوّر العلمي الكبير لا يُعدّ بشيءٍ.. و معَ ذلك ف