فِي مِثْل هذهِ الأيـام .. و نَحْنُ نقتربُ مِن نِهاية العَشْرة الأولى مِن شَهْر (ربيــع الأوَّل)..
يعيشُ أشياعُ
#أهل_البيت "صلواتُ الله عليهم" فيها مَشـاعرَ مُختلطـة (بينَ دمْعـةٍ و فَــرَح)..
أمَّا الدمْعـةٌ فهي دمعةُ حُزْنٍ و لوعة للمَصائبِ التَّي جَرَتْ على "البيت العَلَوي الطاهر" بعْد رحيل النبي الأكرم "صلّى الله عليه و آله"
تتبعُها ظلامـةُ
الإمام الحادي عَشَر و والدُ إمامنـا الحُجّة الموعود المُنتظر:
الإمام الزّاكي العسكري "صلواتُ الله و سلامهُ عليهما" و استشهادهِ مَسْمَومـاً مَظلومـاً مَهمومـاً غَريباً على يـد طاغيةِ زَمـانهِ المُعتمد العبَّاسي "لعنةُ الله عليه و على أشياعهِ وأتباعه" في الثامن من شهر ربيــع الأوّل،
و هيَ دمعةُ مُواساةٍ لمجْمع الرزايا والأحزان "قَلْب الحُجّة بن الحسن" صلواتُ الله و سلامهُ عليه
✦ و أمَّـا الفرحةُ فهي فرحتـــان (لا فرحـةٌ واحــدة)
🔸 الفرحةُ الأولى.. [و هي الأكبرُ و الأعْظم] :
هي فَرْحـةُ الشيعـةِ و استبشارها ببيعتهـا لآخِـر الأوصياء و الآخِـذُ بذُحُولِ الأنبياءِ و أبنـاءِ الأنبياء، و الطالبُ بثـــأر الزهراء و حُسينها المَقتولِ بكربلاء.
الإمامِ البقيَّةِ الأعظم مِن آلِ طـه و ياسين..
✱ و قد يقولُ قائلٌ هُنـا:
" أنَّ عَهْد الولايةِ و الإمامة ينتقلُ إلى المَعصوم الَّلاحق مِن حِين شَهادةِ
الإمام الَّذي يسبقهُ".
فتَقَلُّد
#الإمام_الحجّـة لعَهْد الإمامة بَدأ في نفْس لحْظة شَهادة أبيه الزاكي العسكري.. أي في الثامن مِن رَبيع الأوّل لا التاسع..
و هـذا صحيح،
إلاَّ أنَّه مِن غَير المُناسب أبداً أن تُبدي الشيعةُ فَرَحها و البُشرى في لحظةَ شَهادةِ
الإمام العسكري "صلواتُ اللهِ عليه".. فهي سَاعاتٌ نُواسي فيها قلْب الحُجّـة بن الحسن "صلواتُ الله و سلامهُ عليهما"..
فمن غَير المنطقي أبداً أن نُبدي مَشاعر الفَرَحِ و السرور في أجواءِ الشهادة المُفْجعـة لإمامنا الحادي عشر "صلواتُ الله عليه"
لهـذا جَرى إبداءُ الفَرَح و البَهْجـة في اليوم التاسع تَزامُنـاً مع عيد هلاك ظالم البتول (فهو الأنسبُ للفرح و البيعة للحُجّة بن الحسن "صلواتُ الله و سلامهُ عليهما")
✱ هُناك مَن يقُـــول:
أنَّنـا نُجدّدُ للأئمةِ "صلواتُ الله عليهم" العَهْد في كُلّ يَوم في أدعيتنا و زِيارتنا، و ليس هنالكَ يوم خاصٌّ لتتويجِ الأئمة "صلواتُ الله و سلامهُ عليهم"..
و نقــول:
صحيح .. و لكن إذا كانتْ الزيـارةُ والدُعاء تكفي لتجديد العَهْد.. فلمـاذا أمرَ الباري بالتعيّد في "عيد الغَدير و أسماهُ عيد اللهِ الأكبر"..؟!
و هذهِ التسميّة موجودة هي بعينها لليومِ التاسع من ربيع..؟!
✱ و قـد يقــول قائــل:
لمـاذا تخصيصُ الفَرَح بتقلّد
#الإمام_المهدي لعَهْد الإمامة دُون غيرهِ من سائر الأئمة "صلواتُ الله عليهم" حينَ تقلّدوا عهْد الإمامة..؟!
و الجوابُ واضحٌ قطعاً :
فالإمامُ الحُجّـة هو الفَرَج الأعظمُ الَّذي يَنتظِرُهُ جَميعُ الأنبياءِ و الأوصياء و أهْل الأرْض والسمـاء..
هو الفَرجُ الأتم و الظَفَرُ الأكبرُ الَّذي ينتظرهُ هذا الوجود بكلّ ما فيه..
بل هو الفَرَج الّذي ينتظرهُ الباري تعالى لإقامةِ مَشروع الخلافةِ الإلهيَّة على الأرض {قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ}
🔸 أمَّـا الفرحة الصُغـرى:
فهي فَرَحُ الشيّعـة بهلاكِ "ابن صُهاك" الطاغوتٍ الأكْبر مِن طواغيت و أعداءِ الصدّيقةِ الكُبرى و أعداء آلِ الرّسول "صلواتُ الله عليهم".. و هذا أمرٌ لا يُمكن تَجاهلهُ و إنكــارهُ و التغافل عَنهُ أبداً..
فهذه نُصوص أهْل بيتِ العصمـة تُؤكّد ذلك.. منها حديثُ إمامنـا الهادي "صلواتُ الله عليه" المُطوّل الَّذي قال فيه أنَّ
#رسول_الله "اللهُ عليهِ وآلهِ" قال في حقّ هذا اليوم:
(إنَّهُ يومٌ يُفْقَد فيهِ فِرعونُ أهْل بيتي وظَالمهم وغاصبُ حقَّهم....).
[بحار الأنوار-ج31]
:
و قــال أيضـــاً:
(..إنَّهُ اليوم الذَّي يُهْلِكُ اللهُ فيهِ عَدوَّهُ و عَدُوَّ جَدّكُما، و يستجيبُ فيهِ دُعاءَ أمّكُما..)
و يقصد
الإمام بعبارة يستجيبُ فيه دُعاء أُمّكما حين دعتْ الصدّيقة الكُبرى "صلواتُ الله عليها" على ابن صهاك حين مزّق وثيقة ملكيّتها لفدك و تفل فيها.. فقالت له الصدّيقة الكُبرى "صلواتُ الله عليها": (بَقَر اللهُ بطنك كما بقرتَ كتابي).
فُقطعاً هِي فَرْحـةٌ أُخرى تُضاف إلى بَشائر و أفراح هذا اليوم الأقدس (التاسع من ربيع الأوّل)..
ولكــن ..
تبقى الفَرْحةُ الأكمل و الأعْظم مُتوجهّـة و مُتعلّقـة بــ( البقيّة الأعظم) و بيعتهِ و تقلّده بشكل رسمي عَلَني لعهْد الإمامة.
لأنَّــهُ "صلواتُ الله عليه" هو الثأر الحقيقي الأكبر للزهــراء و الثأرُ الأكبر للعترةِ النُجبــاء "صلواتُ اللهِ و سلامهُ عليهم"..