الإمام الرضا يضع لنا إلى قانون نعرف مِن خلاله كم لنا مِن المَنزلة عندَ إمام زماننا..!
:
❂ يُحدّثنا الحسنُ بن الجَهْم، يقــول: قلتُ لأبي الحَسن الرضا "صلواتُ الله وسلامه عليه":
(لا تنسني مِن الدُعاء، قــال الإمام "عليه السلام": أو تَعلم أنّي أنساك؟ فتفكَّرتُ في نفسي وقلت: هُو يدعو لِشيعتهِ، وأنا مِن شِيعتهِ، فقلتُ: لا.. لا تنساني، قال الإمامُ "عليه السلام": وكيف علمتَ ذلك؟ فقُلتُ لهُ: إنّي مِن شيعتكَ، وإنَّك لتدعو لهم.
فقال "عليه السلام": هل علمتَ بشيءٍ غيرِ هذا؟ قلت: لا، قال الإمام "عليه السلام": إذا أردتَ أن تعلم ما لكَ عِنْدي، فانظرْ إلى مَا لي عنْدك)
[الكافي الشريف-ج2]
〰〰〰〰〰 👆🏻الإمام الرضا "صلواتُ الله عليه" في الحديث أعلاه يُرشد الحَسَن بن الجَهم إلى قانون واضح يعرف المُؤمن مِن خلالهِ كم لهُ مِن المنزلة عند إمام زمانه.
فيقول الإمام:
إذا أردتَ أن تعلم ما لكَ عِنْدي من المنزلة، فانظرْ إلى مَا لي عنْدك.. يعني انظرْ إلى قلبكَ.. وكاشفْ نفسك مُكاشفةً ومُصارحةً صادقة: كم لإمامكَ مِن المَنزلة عِندك؟ فإنَّ لكَ في قَلب إمامكَ مِن المَنزلةِ بقَدْر ما للإمام مِن المنزلةِ في قلبك.. خُصوصاً عند (المعصيّة).
لأنّ الإنسان قد يُعوّل على بَعض حالات الإقبال والتوجُّه التي يعيشُها مع إمامهِ في ساعات مُعيّنة، كساعات المُناجات وليالي وأيّام الجُمعات مثلاً.. فيتوهّم أنّ علاقته متينة وقويّة بإمام زمانه.. وهذا غير صحيح.
فليس المُعوّل على الحالة العاطفيّة فقط.. وإنّما المطلوب من العَبْد إذا أرادَ أن يعرف كم لهُ مِن المنزلة عند إمام زمانه، عَليه أن ينظرَ إلى قَلبهِ وإلى نفسهِ في جميع الحالات والظُروف ويرى كم لإمام زمانهِ مِن المنزلة عنده.. خُصوصاً إذا همَّ بالمعصيّة.. كما يُشير إلى هذا المعنى
#سيّد_الأوصياء "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" حِين يقول:
(مَن أرادَ مِنكم أن يَعلمَ كيفَ مَنزلتُهُ عند اللهِ فلينظرْ كيفَ منزلةُ اللهِ منهُ عند الذُنوب، كذلكَ منزلتهُ عند الله تبارك وتعالى)
[الخصال للشيخ الصدوق]
:
المضمون هو هو.. لأنَّ الله سُبحانهُ وتعالى إنّما يُراقبُ العِباد بعَينهِ الناظرة.. وعينُ الله الناظرة هو الإمام المعصوم، كما نُخاطبُ
#أمير_المؤمنين في زيارتهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا عين الله الناظرة).. وكذلك نُخاطبُ إمام زماننا في زيارتهِ الشريفة: (السلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الله فِي خَلْقِهِ..)
وكما يقول إمامنا
#باقر_العلوم "صلواتُ الله عليه":
(نَحنُ حُجَّةُ اللّهِ، ونَحنُ بابُ اللّهِ، ونَحنُ لِسانُ اللّهِ، ونَحنُ وَجهُ اللّهِ، ونَحنُ عَينُ اللّهِ في خَلقِهِ، ونَحنُ وُلاةُ أمرِ اللّهِ في عِبادِهِ)
[الكافي الشريف: ج1]
:
فالإمام المعصوم هُو عينُ الله الناظرة التي يَرعى بها العباد ويكونُ رقيباً عليهم بها في كُلّ أحوالهم.
فهل يستشعرُ العَبد ويستحضر رقابةَ عين الله الناظرة (التي هي رقابةُ إمام زمانهِ) هل يستشعر هذه الرقابة حينما يهمُّ بمَعصية، فيترك تلك المعصيّة خَجَلاً مِن إمامهِ وإكراماً وتعظيماً للإمام..؟!
أمّ أنّهُ يأتي بالمَعصية بلا مُبالاة ويَجعل إمامَ زمانهِ أَهونَ الناظرين إليه وأَخفُّ المُطّلعين عليه..؟!
خُصوصاً تلكَ المَعاصي التي تُؤدّي إلى العَبث في الدين.. فإنَّ مِن أوضحِ الأعمال الَّتي تُفكِّكُ بين الشيعي وبين إمامهِ: الذُنوب والمعاصي الَّتي تؤدِّي إلى العَبثِ بالدين.
كأن يُحرّم الإمامُ أمراً وينهى عنه، فيأتي الشيعةُ فيُحلّلون ما حرَّم الإمام ويرتكبون ما نهى عنه دُون استحضار لرقابة إمام زمانهم.. فيجعلون الإمام أهون الناظرين وأخفّ المُطّلعين عليهم.
هُنا يظهر كم للعَبد مِن المَنزلة عند إمامِ زمانه.. كما يقول
#الإمام_الرضا "صلواتُ الله عليه": (مَن لزِمَنا لزمناه، ومَن فارقنا فارقناه)
والقانون الإلهي واضح: (فاذكروني أذكركم).
؛
فإذا أردنـا أن نَعرفَ كم لنـا مِن المَنزلة عِند إمام زماننا، فلنُكاشف أنفُسنـا في لَحظة تفكّر وصِدْق مع النفس، ونَسأل:
• كم لإمامِ زماننا "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" مِن المنزلةِ عندنـا وفي نُفوسنا..؟! وكم تشغل خِدمتهُ المُقدّسة مِن مساحةٍ في حياتنا..؟!
• هل جعلنا إمامَ زماننا هو الأولويّة الأولى، والهمَّ الأوّل، والشُغل الشاغل في حياتنا..؟!
• هل جعلنا إمامَ زماننا أصْلاً في قائمة الأولويات..؟!
• هل نستحضر إمام زماننا حين تهمّ النفس بالمَعصية وتستجيب لهُتاف الشيطان في مُخالفة أمْر الإمام..؟!
بِمِقدار ما نَجعل لإمام زَماننا مِن المَنزلة في قُلوبنا، تَكون مَنزلتُنا عند إمام زماننا.. فالقانون القُرآني واضح (فاذكروني أذكركم).
:
سيّدي يا بقيّة الله الأعظم ♡:
عَمِيتْ عينٌ لا تَراكَ عليها رقيبا، وخَسِرتْ صفقةُ عبدٍ لم تجعلْ لهُ مِن حُبّك نصيبا..
سيّدي.. بمِيلاد جدّك المولى الرؤوف والسُلطان العَطوف إمامنا الثامِن ووَليّنا الضامِن عليّ بن مُوسى الرضا "صلوات الله وسلامه عليه".. بكَ صِلْنا،، عنكَ لا تقطعنا..
:
: