أعيدوا النظر والتفكّر يا شيعة أهل البيت..
كما أعاد الكندي النظر في قناعاته بشأن تناقض القرآن..
(رواية أنيقة ودلالات عميقة في كلمات إمامنا
#الزاكي_العسكري "عليه السلام").
""""""""""""""""""""""""
■ وقفة عند حكاية أبي اسحاق الكندي في كتاب [مناقب آل أبي طالب: ج4] لابن شهر آشوب المازندراني.. جاء فيها:
(إنّ أبا اسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه - زمان
#الإمام_العسكري عليه السّلام-
أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك، وتفرّد به في منزله،
وإنّ بعض تلامذته دخل يوماً على
#الإمام_الحسن_العسكري "عليه السلام"، فقال له أبو محمّد:
أما فيكم رجل رشيد يردع أستأذكم الكندي عمّا أخذ فيه مِن تشاغله بالقرآن، فقال التلميذ: نحنُ مِن تلامذته، كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره؟
فقال له أبو محمّد: أتؤدّي إليه ما أُلقيه إليك؟ قال: نعم. قال: فصِرّ إليه وتلطّف في مُؤانسته ومَعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعتْ الأُنسة في ذلك، فقل:
قد حضرتني مسألة أسألكَ عنها، فإنّه يستدعي ذلك منك، فقل له:
إنْ أتاكَ هذا المتكلّم بهذا
#القرآن، هل يجوز أن يكون مُراده بما تكلّم مِنهُ غير المعاني الّتي قد ظننتها أنَّك ذهبتَ إليها؟ فإنّه سيقول لكَ: أنّه مِن الجائز؛ لأنّه رجل يفهم إذا سمع،
فإذا أوجب ذلك فقلْ له: فما يُدريك لعلّه قد أرادَ غير الّذي ذهبتَ أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه.
فصار الرجل إلى الكندي وتلطّف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعد عليّ، فأعاد عليه، فتفكّر في نفسه ورأى ذلك مُحتملاً في الّلغة وسائغاً في النّظر، فقال: أقسمتُ عليك إلّا أخبرتني مِن أين لك؟ فقال: إنّه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال كلّا.. ما مثلك مَن اهتدى إلى هذا، ولا مَن بلغ هذه المنزلة، فعرّفني من أين لك هذا؟
فقال: أمرني به أبو مُحمّد فقال: الآن جئت به، وما كان ليخرج مثل هذا إلّا مِن ذلك البيت، ثمّ إنّه دعا بالنّار وأحرق جميع ما كان ألفه)
■■■■■■■■■■■■■
🔴 الآن نقف وقفة تفكّروتدبّر عند هذه الرواية الشريفة..
لاحظوا ماذا قال
الإمام #الحسن_العسكري "عليه السلام" في الجواب الذي أفحم به الكندي، قال:
(إنْ أتاكَ هذا المتكلّم بهذا القرآن، هل يجوز أن يكون مُراده بما تكلّم مِنهُ غير المعاني الّتي قد ظننتها أنَّك ذهبتَ إليها؟)
يعني
الإمام يقول في جوابه.. أنّ الكندي فهِمَ
#معاني_القرآن بفهمه هو، ورأى تناقضاً في الآيات على الظاهر - بحسب فهم الكندي للآيات -
فالإمام "عليه السلام" يُخاطب الكندي، ويقول:
ألا يُوجد احتمال أنّ الله تعالى أراد من آياته الكريمة معانٍ آخرى غير المعاني التي صارتْ في ذهنكَ حين فهمت الآيات..؟ وهذا الجواب منطقي سليم.. ولهذا أقرّ به الكندي..
أقرّ أنّه مِن المُحتمل أنّ الله تعالى أراد شيء.. والكندي فهم شيء آخر..
ومن هنا يكون كلّ كتاب الكندي بشأن إثبات تناقض القرآن باطل، مع وجود هذا الاحتمال..
:
■ هذه الرواية الأنيقة ذات المعاني العميقة تُلفت نظرنا إلى نقطة هامّة جدّاً.. وهي أنّ القرآن لا يُؤخذ فهمه إلّا مِن
#أهل_البيت "عليهم السلام" فقط وفقط..
هم "صلوات الله عليهم" وحدهم فقط مَن يعرفون معاني الآيات وحقائقها..
وأمّا القائلون بأنّنا نستطيع فهم القرآن بأنفسنا مِن خلال التفكّر والتدبّر .. فهذا كلام باطل، يقود إلى الضلال..
:
❖ وهنا نقطة هامّة لابدّ مِن ذكرها.. وهي:
أنّ هناك روايات كثيرة جدّاً وردتْ عن أهل البيت "عليهم السلام" تُشير إلى وجود تحريف في القرآن..
ولكن كثير من علمائنا يذهبون إلى أنّ المقصود في هذه الروايات هو التحريف المعنوي وليس التحريف الّلفظي.. وهنا نقول:
✽ هل القائلون بهذا القول يملكون دليلاً يقينياً قطعياً لا يُخالطه الشكّ حتّى بنسبة 1% أنّ التحريف المقصود في كلمات الأئمة "عليهم السلام" هو التحريف المعنوي..؟
✽ هل هذه الاحتمالات الّتي أقنعوا أنفسهم بها في مسألة التّحريف وأنّه "تحريف معنوي"، هل هي صحيحة؟
✽ ألا يُحتمل أن تكون المضامين الواردة في أحاديث أهل البيت عن التحريف والتي تشير إلى أنّه "تحريف لفظي" ألا يوجد احتمال أن تكون هذه المضامين صحيحة.. وأنّ ما يذهب إليه العلماء من عدم وقوع التحريف الّلفظي ليس صحيحاً؟!
إذْ لا يوجد دليل قاطع يقيني على قولهم بأنّ المراد من أحاديث التحريف هو "التحريف المعنوي" فقط.. فلربّما الأئمة "عليهم السلام" يقصدون التحريف "الّلفظي والمعنوي" خصوصاً مع كثرة الروايات التي تُشير إلى ذلك..
فلماذا لا يُعيد علماء الشيعة النظر أيضاً فيما ذهبوا إليه مِن فهم.. كما أعاد الكندي النظر في قناعاته وغيّرها حين وجد مساحة لوجود احتمال آخر يُخالف قناعته..؟!
:
✨ خلاصة الحديث هي:
أنّ آيات القرآن لا يفهمها ويعرف حقائقها والمراد منها سوى المعصومين "صلوات الله عليهم".. هم "صلوات الله عليهم" مَن لديهم الحُكْم الفَصْل والقاطع واليقيني في معرفة دلالة الآيات والمراد منها..
https://youtu.be/fPSKfDh6TjU:
#الثقافة_الزهرائية