سؤال يُطرح على الحُسينيّين للتفكّر:
هل مِن الوفاء للحُسين أنّ الجميع في الوسط الشيعي ينتفعون مِن
#الحسين، ولكن المشروع الحُسيني لم ينتفع بشيء؟! هل هذا مِن الوفاء؟! - وإنْ كان حتّى المشروع الحُسيني أساساً هو لنا نحن أيضاً -
✱ إذا أردنا أن ندرس الواقع الشيعي:
الآن هذا النشاط الحُسيني الضخم و الذي يستمرُّ مِن بدايات شهر محرّم، بل مِن نهايات شهر ذي الحجّة.. إلى بدايات شهر ربيع الأوّل..
هذا النشاط الحسيني المُكثّف و هذهِ الجهود الهائلة، و هذه الأموال الكثيرة التي تُصرف، والزمان الكثير الذي يُصرف، الجهود المعنوية، الماديّة، الإمكانات البشريّة،
هذه الإمكانات الهائلة التي تُصرف.. قطعاً تترتّب عليها منافع..
وإذا أردنا أن ندرس هذا الجوّ، سنجد أنّ الكثيرين ينتفعونَ مِن هذا الجوّ الحُسيني.
✱ على سبيل المثال:
✦ الزعامات الدينية تنتفع مِن هذا النشاط الحسيني، و يُكرّس هذا النشاط بإسمها وهي لا تبذل شيئاً.. بل لربّما هُناك بعض الزعامات الدينية - التي يُكرّس بإسمها هذا النشاط الحسيني - لو ثُنيتْ لهم الوسادة لكانوا مِن أوائل الذين يقفون في وجه هذا النشاط الحسيني!
و لكن و هم جالسون في بيوتهم ينتفعون مِن هذا الجوّ الحُسيني و يُكرّس بأسمائهم!
✦ أيضاً الزعامات السياسية في الواقع الشيعي هذهِ الزعامات هي الأخرى لو ثُنيتْ لها الوسادة لَما تركتْ شيئاً مِن هذا الواقع الحُسيني.. و لكن هُم أيضاً تُكرّس هذهِ الشعائر الحُسينية بأسمائهم!
✦ أيضاً الشخصيات الاجتماعية المَرموقة على المُستوى الاجتماعي (أصحاب الحُسينيات الكبيرة ، والمواكب الكبيرة..) هُم الآخرون ينتفعون مادّياً؛ لأنّ الناس لا تتبرّع بالأموال للمَواكب الصغيرة البسيطة..
(وهذا هو حال الدُنيا: الفقير لا يُعطى، الغني هو الذي يُعطى)!
فالكثير مِن أصحاب الحُسينيّات و المواكب ينتفعون مِن هذا الجوّ الحُسيني اجتماعياً، ماديّاً.. إلى تفاصيل أُخرى كثيرة....
✦و كذلك عُموم الشيعة ينتفعون مِن هذهِ الأجواء الحُسينية على مُستويات كثيرة قد يطول بنا الحديث إذا أردنا أن ندخل فيما ينتفعُ منه و به عُموم الشيعة مِن الأجواء الحُسينية (على المستوى المادي أو على المستوى المعنوي)
❖ النتيجة هي:
أنّ الجميع ينتفعون مِن الحسين بكلّ أبعاد الانتفاع في وجهه المادي والمعنوي، و لكن المشروع الحُسيني لم ينتفع ؟! فهل هذا مِن الوفاء ؟!
(علماً أنّ المشروع الحُسيني - كما مرّ - هو بالأساس للشيعة.. فنفعهُ عائدٌ على الشيعة و ليس على الحُسين)
:
✱ السبب في عدم انتفاع المشروع الحُسيني مِن هذا النشاط المُكثّف للحُسينيّين هو:
أنّ الشيعة أساساً لا تعرف الهدف المركزي في هذا المشروع.. فكيف لهم أن ينفعوا المَشروع و هُم لا يعرفونهُ معرفة صحيحةً و لا يعرفون هدفه المركزي..؟!
إمامنا
#سيد_الأوصياء "صلواتُ
الله عليه" يقول: (يا كُميل، ما مِن حركةٍ إلّا وأنتَ مُحتاجٌ فيها إلى معرفة).. والمُراد مِن الحركة هُنا : الأفعال، البرامج، المُخطّطات....
كلّ ما يُهندسُ الإنسان إلى تكوينه على المستوى المادي أو المُستوى المعنوي، في الجانب الديني أو في الجانب الدنيوي، شؤونات حياة الإنسان في مُختلف مجالاتها واتّجاهاتها،
فالمعرفة الصحيحة السليمة المُستلّة مِن حديث العِترة الطاهرة هي الخُطوة الأولى، و بعد ذلك يأتي العمل.. و يُشير إلى هذا المعنى كلمة إمامنا الكاظم "صلواتُ
الله وسلامه عليه":
(أفضلُ العبادة بعد المعرفة انتظارُ الفرج)
👆🏻فهذه الكلمة المُوجزة على قِصرها و اختصارها إلّا أنّها تجمعُ الحقيقة بكلّ أطرافها و اتّجاهاتها..
فحتّى انتظارُ الفرج هُو أيضاً لا يُمكن أن يتحقّق مِن دُون مَعرفة.. المعرفة الصحيحة أولاً قبل كُلّ شيء
،
فالسؤال هُنـا : كيف نَعرف المشروع الحُسيني..؟!
الجواب:
إذا أردنا أن نعرفَ المشروع الحُسيني، فهُناكَ كلمةٌ قصيرة لسيّد الشهداء "صلوات
الله عليه" تَختصرُ لنا هذا المشروع، و هي الكلمة التي قالها سيّد الشهداء لإمامنا
#سيّد_الساجدين "صلوات
الله عليهما" في الوداع الأخير قبل أن يخرج للمعركة ..
دخل سيد الشُهداء خيمة السجّاد "صلواتُ
الله وسلامهُ عليهما" و حادثه.. فمِن جُملة ما قالهُ إمامنا
#سيّد_الشهداء لسيّد الساجدين، قال:
(يا ولدي يا علي .. و
اللهِ لا يسكنُ دمي حتّى يبعثَ
اللهُ ولدي المهدي فيقتل على دمي مِن المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفاً..)
قطعاً السبعين ألفاً هُنا لا يُراد مِنها العدد.. وإنّما تُشير إلى الكثرة..
👆🏻هذه الجملة لسيّد الشُهداء تشرحُ لنا المشروع احُسيني..
فهذا قَسَم مِن سيّد الشهداء "صلوات
الله عليه" بأنّ دَمَه الطُهر الطاهر المُطهّر الأقدس الشريف سيبقى يفور و يفور و يغلي ولا يسكن حتّى يبعثَ
الله إمام زَماننا
#الحجّة_بن_الحسن "صلوات
الله عليه"..
يعني أنّ عيون سيّد الشُهداء و عيون الأئمة: السجاد والباقر والصادق، و عُيون المعصومين جميعاً "صلوات
الله عليهم أجمعين" تتطلّع إلى إمام زماننا
#بقية_الله الأعظم "صلوات
الله عليه"..
•