أهمّ الأدعية في
شهر رمضان وفي ليلة القدر: هو دُعاء الفَرج
فما هي خُصوصيّاتُ هذا الدعاء في ثَقافة العترة؟!
:
في ثقافة العترة الطاهرة مِن أهمّ الأدعية في
شهر رمضان بنحوٍ عام.. وفي ليلة القدر المُباركة على نحو الخُصوص هو دعاء الفرج.
فقد ورد عنهم "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم" هذا التأكيد:...
(كَرّر في اللّيلةِ الثالثةِ والعشرين مِن
شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً و قائماً و قاعداً وعلى كلّ حال، و في الشهر كُلِّه، و كيف ما أمكنَكَ، و متى حضَرَ من دَهرك، فتَقول: (الَّلهُمَّ كُن لِوليِّكَ الحجَّة بن الحسن صلواتُكَ عليه وعلى آبائهِ في هذه الساعةِ و في كلّ ساعة وَليّاً و حافظاً و قائداً و ناصراً و دليلاً و عَيْناً حتى تُسكِنَهُ أرضَكَ طوعاً و تُمَتِّعَهُ فيها طويلاً)
[مصباح المتهجد]
👆🏻هذا الدعاء الشريف مِن الأدعيّة المُهمّة جدّاً والتي لها خُصوصيّة عند#أهل_البيت "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم".. وتَتّضح أهميّةُ هذا الدُعاء في عِدّة أمور:
✦ أولاً: أنّ هذا الدُعاء هُو مِن أدعية#شهر_رمضان.. والأدعية التي وَردَتْ في
شهر رمضان لها خُصوصيّة باعتبارها مَخْصوصةً بِهذا الزمان المُقدّس.. فشهرُ
رمضان أشرفُ الشهور، وأدعيَتهُ هي أشرف الأدعية.. هذا أولاً.
✦ ثانياً: أنّ هذا الدُعاء الشريف مَخصوصٌ بأشرفِ لَيلةٍ في
شهر رمضان.. الّليلة التي تُمثّل قَلْب
شهر رَمضان وهي: لَيلةُ القَدر.. التي هي ليلةُ القائم مِن آل مُحمّد "صلواتُ الله وسلامه عليه".
وأدعيةُ ليلة القَدْر لها خُصوصيّةٌ و مَنْزلةٌ تَختلفُ بها عن سائر أدعية
شهر رمضان.
✦ ثالثاً: كلماتُ أهل البيت "صلواتُ الله عليهم" تُشير إلى أنّ قراءة هذا الدعاء (دُعاء الفرج) ليستْ فقط في
شهر رمضان، وليستْ فقط في ليلة القَدر و انتهى الأمر.. وإنّما أَوصتْ كلماتُهم الشريفة بتكرار هذا الدعاء في
#ليلة_القدر في أفضلِ حالات العبادة.. بأنّ يدعو به المُؤمن (ساجداً، وقائماً، وقاعداً..) و هذهِ خُصوصيّةٌ ثالثة لهذا الدعاء الشريف.
إذ أنّه لا يُوجد عندنا دُعاء ورَدَتْ فيه توصيةٌ بقراءتهِ في أفضلِ حالاتِ العِبادة مثلَ هذا الدعاء.. (أن تدعو به ساجداً، وقائماً، وقاعداً، وقائماً) يعني تدعو به في حالِ صلاتك (سواء الصلاة الواجبة أو المُستحبّة في ليلة القَدر) تدعو بهِ، وفي حال السُجود تدعو به أيضاً، وفي حال القيام تدعو به،
✦ رابعاً: إنّ الرواية الشريفة التي وردتْ عن
#أهل_البيت بتكرار هذا الدُعاء.. برغم أنّها ذكرَتْ هذهِ المَراتب لقراءة هذا الدعاء: (في
شهر رمضان، في ليلة القدر، ساجداً قائماً، قاعداً..) إلّا أنّها لم تكتفي بذلك.. فقالتْ بعدها: (و على كلّ حال، و فِي الشهر كُلِّه، وكيف ما أمكنَكَ، و متى حضَرَ من دَهرك)
يعني يَلزم أيضاً تكرارُ هذا الدُعاء على كلّ حالٍ مِن الأحوال سواء في
شهر رمضان أو غير
شهر رمضان..
فكم إذن لِهذا الدُعاء مِن الأهميّة عند أهل البيت "صلواتُ الله عليهم"؟!
✸ بالنسبة لِقَول الرواية الشريفة: (ومتى حضَرَ مِن دَهرك)
• إمّا أن يكونَ المُراد: أي ومتى حضَرَ أيُ جزءٍ مِن دَهرك و زمانك فادعُ بهذا الدعاء.. يعني على طول الزمان يَلزمُك أن تقرَأ هذا الدعاء
• وإمّا أن يكون المُراد أي: ومتى حضَرَ هذا الدعاء في ذهنك في أيّ وقتٍ مِن أوقات حياتكَ فتَذكَّرتهُ في قلبك، في ذهنك فادعُ به وابتَهِلْ به.
• وإمّا أن يكون المُراد: أي متى ما حضَرَ وقتٌ مُناسب أن تدعو فيه.. كالأوقات التي يُستحَبُّ فيها الدعاء (مثل الدُعاء بين الطُلوعَيْن و سائر الأوقات المُستحبّة الأخرى)
• وإمّا أن يكون المُراد مِن قول أهل البيت (ومتى حضَرَ مِن دَهرك) أي مَتى حضَرَ قَلبكَ وخشع؛ لأنّ هذا الدعاء و سائر الأدعية بِحاجة إلى الحُضور القَلبي
فهذا الدُعاء لهُ خُصوصيّة على سائر الأدعية لِما فيه مِن هذهِ الميِّزات، ولِما يَظهرُ لِهذا الدُعاء مِن خُصوصيّة بالنسبة لإمام زماننا "صلواتُ الله وسلامه عليه" فهو مِن أهمّ أدعية#زمان_الغيبة.
و لا يُوجد دُعاءٌ مِن الأدعية ورد الإلحاحُ مِن الأئمة بِقراءتهِ و الطلَب بِتكرارهِ كهذا الدُعاء الشريف.
:
وبشكلٍ عام.. فإنّ أدعية
شهر رمضان كُلّها مُرتبطةٌ بشْكلٍ مُباشر بإمام زماننا "صلواتُ الله وسلامهُ عليه"، وهي تُوجّهُنا في كُلّ حَرْفٍ منها إلى إمام زماننا..
فإنَّنا إذا دقّقنا في أدعية
شهر رمضان نجد أنَّ مَضامينها تدورُ حول أربعةٍ مِن المعاني.. وكُلُّ هذهِ المعاني لاتنفكُّ عن الحُجّة بن الحسن "صلواتُ الله عليه"
◈ المعنى الأوّل السائد في الأدعية الّليلية والنهارية في أدعية هذا الشهر: هُو أنّها تتحدّثُ عن غَيبة#الإمام_الحجّة وعن الدُعاء بتَعجيلِ فرَجه "صلواتُ اللهِ وسلامه عليه" هذا أولاً.
◈ ثانياً: أنّ هَذهِ الأدعية تَتحدَّثُ عَن الحجّ المَبرور، فالدَاعي يَطلبُ في هَذا الشهر المُبارك التوفيق للحجّ المَبرور.. وأحاديثُ العِترة الطاهرة تُخبرنا أنّ (تَمامَ الحجّ هو لقاءُ الإمام المَعصوم "صلوات الله وسلامه عليه")