لماذا زيارة الأربعين مِن علامات المؤمن..؟!
لماذا لم يكنْ هذا الأمْر في زيارة عاشوراء مثلاً، أو زيارة عرفة.. أو غيرها من الزيارات الشريفة..؟!
سُؤالٌ يدور في أذهان الكثير مِن الشيعة.
:
✱ وأمّا الجواب عن هذا السُؤال، فنقول:
أنَّ هذا التصوّر بأنَّ زيارةَ الأربعين يعني زيارة الحُسين المُحدّدة بيومٍ واحد وهو (يوم العشرين مِن صفر) هي علامةٌ للمؤمن.. هذا التصوّر تصوّرٌ خاطىء.
لأنَّ الحديث عن (زيارة الأربعين) هو حديثٌ عن منظومة كاملة، حديثٌ عن مَوسم حُسيني كامل، وليس حديثاً عن يوم واحد.. حديثٌ عن موسم أربعيني يبدأ مِن أيّام عاشوراء وحتّى الأربعين.. (احديثٌ عن هذهِ الأربعينيّة الكاملة مِن الأيّام، و ليس يوم واحد).
لأنّ هناك أساساً مَن يفصل بين عاشوراء وبين الأربعين.. مع أنَّ عاشوراءَ مِن دُونِ الأربعين تُمثّل لوحةً مبتورةً ناقصة.. لأنَّ المشروع الحُسيني في التوقيت الزماني الرمزي على مُستوى الشعائر يبدأ مِن أيّام مُحرّم إلى الأربعين..
فـ(الأربعين) كما يُقال : هي الجُزء الأخير مِن العِلّة..
يعني أنَّ هذا المشروع الحُسيني بكاملهِ، آخر جُزء مِن هذا المشروع هُو يوم الخَتْــم، ويومُ الإمضاء، ولِذلك هو علامةٌ للمؤمن.
فلو كانَ الشيعيُّ لا يعبأُ ولا يهتمّ بهذا المَوسم الحُسيني (مِن أيّام مُحرّم إلى ما قبل عشرين صفر) فقط يأتي أو يعبـأ بيوم (عشرين صفر) لوحده،، فهذا الشخص لم يأتِ بالخِدمة الحُسينية و الوفاء للحُسين "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" حينما يأتي فقط يوم عشرين صفر لوحده، وما سبقه مِن أيَّـام كانتْ أيَّـام بُعْدٍ ولهوٍ وإعراضٍ عن الحسين، وتقصير وإهمال مع سيّد الشُهداء.
قضيّة (الأربعين) هي مَنظومةٌ مُتكاملة، يعني مَوسم حُسيني مُتكامل يبدأ مِن المُحرّم و ينتهي بالأربعين وليس يوم واحد فقط كما يتصوّر الكثيرون.
هذا الموسم، وهذه الفترة الكاملة الّتي بدايتها المُحرّم ونهايتُها الأربعين هي هذهِ بكاملها تُمثّل (علامةَ المؤمن) إذا كان الشيعي خِلال هذهِ الفترة حُسينيّاً، وأحيا في هذه الفترة أمر الحُسين "صلواتُ الله وسلامهُ عليه"..
،
وكما ورد في الروايات.. أنّه (مَن أخلص للهِ أربعين صباحاً جرتْ ينابيعُ الحكمةِ مِن قَلْبهِ على لسانه)
كذلك مَن أخلص للحُسين أربعين صباحاً (مِن عاشوراء إلى يوم الأربعين الحسيني) كانتْ هذهِ الأربعينيّة التي أخلصَ فيها للحُسين "عليه السلام" هي علامةً للمؤمن.. وإمامُ زماننا بتوفيقهِ يُفجّر ينابيع المَعرفة الحُسينيّة مِن قلب هذا المؤمن على لسانه.
هذا هو المراد مِن أنّ
#زيارة_الأربعين هي علامةٌ للمؤمن.. وليسَ المُراد أنَّ علامة المُؤمن يوم واحد فقط وهو زيارة يوم (العشرين من شهر صفر) وحده..!
وإلَّا فإنَّ كُلَّ الزيارات هي مِن علامات المُؤمن..
أي زيارة لسيّد الشُهداء هي مِن علامات المُؤمن.. فحتَّى لو تزور الحُسين مِن بعيد فهذهِ مِن علاماتِ المُؤمن..
إذْ لو لم تكن مُؤمناً .. لِمـاذا تزور الحُسين أصلاً..؟!
كُلّ الزيارات و إنْ كانتْ مِن بعيد.. بل حتَّى لو زارَ شخصٌ
#الإمام_الحسين وهو يقود سيارته، فهذه أيضاً مِن علامات المُؤمن.
،
بل حتّى زيارةُ شيعة أهل البيت تُعَـدُّ مِن علامات المُؤمن، وليسَ فقط زيارة المعصومين "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم".. وقد أشار أهل البيت "صلواتُ الله عليهم" إلى هذا المعنى.. إذ يقول
#الإمام_الرضا "صلواتُ الله وسلامهُ عليه":
(مَن لم يقدرْ أن يزورنا فليزرْ صالحي مَوالينا، يُكتبْ لهُ ثوابُ زيارتنا، و مَن لم يقدرْ على صِلَتِنا فليصلْ صالحي مَوالينا، يُكتبْ لهُ ثوابُ صِلتنا).
[كامل الزّيارات]
:
فكُل ما هو موجود في المنظومة العقائديّة الشيعيّة هو علاماتٌ المؤمن..
ولكن لهذهِ العلامة وهي (زيارة الأربعين) خُصوصيّة مِن بين كُلّ العلامات.. هذه الخصوصيّة تُشير إلى هذهِ القضيَّة: إلى هذهِ المنظومة العقائديّة والشعائريّة الحُسينيّة المُتكاملة (التي تبدأ من المُحرّم، وتنتهي بالأربعين).
لأنَّ هناك في الواقع الشيعي مَن يفصِل بين عاشوراء وبين الأربعين - كما أشرت - بل إنَّ هُناك عمائم شيعيّة تُنكر قضيّة الأربعين وقضيّة عودة السبايا في يوم الأربعين إلى كربلاء من الأساس.. فيجعلون صُورة عاشوراء مبتورة..!
لِذلك كانتْ زيارة الأربعين هي علامةُ للمُؤمن، لبيان أنَّ الموسم الحُسيني صُورةٌ كاملة مُتّصلة وليستْ مبتورة.. كما يريد أن يبترها مَن يبترها..
زيارة الأربعين صورة كاملة تبدأ مِن أيّام المحرّم و تنتهي في الأربعين.. كما تُخبرنا الروايات الشريفة أنَّه إذا هلَّ شهْرُ المُحرّم تنشرُ الملائكة قميصَ سيّد الشُهداء المُدمّى.. حتّى تُعلن للعالم كلّه أنّ الساعة الحُسينيّة تبدأ تعمل مِن هُناك.. وتتوقّف هذهِ الساعة عِند الأربعين.
(و هذا هو المقطعُ الحسيني الكامل الّذي يُمثّل بكلّه علامةً للمؤمن و ليس يوم عشرين صفر لوحده) فيوم الأربعين جزء لا يتجزأ مِن المشهد الحُسيني الكامل.
و المؤمن هو الذي يكون حُسينيّاً (أي يُحيي أمر الحسين) طوال هذهِ الأرب