زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

Channel
Logo of the Telegram channel زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
@ZADI2Promote
9.51K
subscribers
1
photo
271
links
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.center/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فمن أقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم.. نال رضاه.. ورضى الله جلّ في علاه ...
إن من أطاع الرسول.. فقد أطاع الله... ومن أطاع الله حصلت له الهداية التامة قال تعالى:(( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)) (النساء الآية: 80).

وإن طاعة الرسول... هي سبب الرحمة الألهية ..لمن أطاعه.
قال تعالى: ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) (آل عمران:132) ...
والهداية التامة: قال تعالى: ((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)) (النور الآية 54).

وطاعة النبي سبب دخول الجنة: ((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى !!قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)).
-بل قال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد: (نظرت في المصحف ..فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعاً).
إضافة إلى إنها موجبة لحب الله للعبد...فمن اطاع رسول الله..فهو في نعيم مقيم..في دنياه وأخراه...
قال تعالى:((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) (آل عمران الآية: 31).

-فهل مانراه في واقعنا المعاش..فيه اقتداء واتباع لرسول الله ؟؟؟...حاشا وكلا...

بين أفعالنا وأفعاله...كما بين السماء والأرض..إن لم يكن أبعد..
أين نصرة المظلوم..؟ ..وأين إغاثة الملهوف...ومواسات المنكوب ؟

أين التناصح...والتآزر..والتعاون فيما بيننا...وأين الأخذ على يد السفيه وأطره على الحق أطرا...
أين...وأين...وأين.؟؟؟؟

واقع الأمة يندى له الجبين...تخاذل وتنافر...وتقاطع وتدابر...وكل يكيد لأخيه...وأضعنا الحقوق فيما بيننا...
وحبيبنا يقول:(( المسلم أخو المسلم..لايخذله ولايظله ولا يحقره...))..وفي رواية...(ولايسلمه).
وهانحن سلمنا إخواننا..للصهاينة
أحفاد القردة والخنازير..يعربدون
فيهم..يقتلون..يشردون..يأسرون...وينتهكون..يدمرون...يبيدون..
ونزعم أننا مسلمون...وأننا من أتباع سيد المرسلين....ونحن بعيدين كل البعد عن شرعه..
وهديه....
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....


@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
أيها الأحبة:
فأول عنصر للإقتداء برسولنا الأعظم محمدصلى الله عليه وسلم.. هي:(المحبة)..
وهي من أجل أعمال القلوب... وقدأوجبها الله تعالى في القرآن الكريم فقال:((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) (التوبة الآية: 24 ).

وحث عليها الحديث الشريف فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ)) (3) .

-طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم : ومن أقوى السبل للإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم هي (طاعته).... بل إن الإقتداء.. لا يتحقق إلا بها .. ولا يصدق بسواها... وهي دليل على العنصر الأول ...وهي محبته.

فجعل الله تعالى إتباع نبيه.. دلالة على حبه سبحانه ..قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))(آل عمران الآية: 31). .
فنطيعه في.. مأكله ومشربه.. ونومته ويقظته.. وعبادته و تذلله... وأدبه وأخلاقه... وكل أحواله ...وهذا من الإقتداء بالأفعال... وتنقسم إلى أقسام عديدة منها:

-الإقتداء به صلى الله عليه وسلم في الأخلاق: فإن نبينا صلى الله عليه وسلم.. كان أحسن الناس خلقاً... ووصفه الله بها بأجمل عبارة وأحكم جملة فقال: (( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) (القلم:4).

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم....

الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده... والصلاةوالسلام على من لا نبي بعده..

أمااابعد:

أيهاالأحبةالكرام:
ومن صورأخلاقه صلى الله عليه وسلم:
-صدقه ..صلى الله عليه وسلم : فهو أصدق من تكلم فلم يعرف الكذب في حياته جاداً أو مازحاً، وحرمه علينا... فقال:
((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)) (4).
وأخبر أن المؤمن.. قد يقع في المعاصي والآثام... لكنه لا يكذب أبداً ..كيف لا ..وهو الذي قال فيه تعالى.. وفي أتباعه ...ومن إقتدى به :(( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )) (الزمر:33).
-صبره.. صلى الله عليه وسلم : فلا يعلم أحداً.. مر به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات.. كما مر بنبينا... وهو صابر محتسب.. فصبر على اليتم و الفقر،.. وعلى البعد عن الوطن والأهل... وعلى الدنيا وزينتها.. فلم يتعلق منها بشيء.. بما فيها إغراء الولاية.. وبريق المنصب.. فناداه الله في عليائه فقال له: (( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ )) (النحل الآية : 127 ).
-جوده وكرمه: أكرم من خلق الله ...وأسرع بالخير من الريح المرسلة ..كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ...وكان يقول: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)). فهذا جانب بسيط من أخلاقه صلى الله عليه وسلم وما خفي عنا .. فالكتب مليئة به .

-الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في (عبادته):
-عبادته ليلاً: كان نبينا القدوة المثلى في عبادته لله تعالى.. فكان يقوم زمن راحته ..ووقت خلوته... تقول عائشة رضي الله عنها: ((أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ...
فَقَالَتْ له : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ..وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: ((أَفَلَا أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا))..

ذكره لربه: وكان أكثر الناس ذكراً لربه ومولاه،.. تنام عينه ولا ينام قلبه.. وكان يحث على هذا فيقول: ((سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ!! قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)) .

-شجاعته: أما عن شجاعته فما فر من معركة قط، أشجع الناس قلباً.. ما تأخر عن قتال أو نكص عند النزال.. بل كان إذا حمي الوطيس..احتمى الصحابة به...

يفر المسلمون في حُنين... فلا يبقى إلا (ستة )..من الصحابة يتقدمهم عليه الصلاة والسلام.
وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ».

فقد شارك صلى الله عليه وسلم المسلمين.. في حفر الخندق،... ويُثني على الله تعالى، ويشكره على نعمة الهداية، والتوفيق للأعمال الصالحة،.. ويتضرَّع إلى الله تعالى... أن ينصرهم على عدوِّهم،.. وتشجيعًا للصحابة رضي الله عنهم ...على مواصلة العمل.. وترغيبًا لهم في الأجر والثواب من الله تعالى.

وقد حضَّ الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين في كل زمان ومكان على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعند الحديث عن قصة إبراهيم عليه السلام، حثَّنا القرآن الكريم على التأسي به عليه السلام في كل أمره، وبمن معه؛ ...قال الله تعالى: (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )).. [الممتحنة: 4]، ....

ثم استثنى من ذلك الاستغفار لأبيه،.. وقد أعاد الكلام في ذكر الأُسوة للتأكيد،... وحثًّا للمؤمنين على التأسي بالسابقين... في صدق إيمانهم وشدة إخلاصهم؛.. قال تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )) [الممتحنة: 6].

فالتكرير "لمزيد الحث على التأسي بإبراهيم... فإنه يدل على أنه لا ينبغي لمؤمن أن يترك التأسي بهم".

فقد جعل الله عزَّ وجل.. الأسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم للإنسانية كلها،... ولم يحصرها في وصف أو خلق، أو عمل معين،... وما ذلك.. إلا من أجل أن يشمل الاقتداء..كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة.. لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد ورد لفظ الأسوة في القرآن الكريم... في المواضع الثلاثة السابقة...فقط، ....وقد أمر الله سبحانه وتعالى.. الأمة بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم،... وهذا الاقتداء مبني على أصلين: أحدهما:
-أن هذا جاء به الرسول،
-والثاني: أن ما جاء به الرسول وجب اتباعه.

فإذا ثبت الكلام المنسوب ..إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية الإسناد... ومن ناحية المتن،... فإنه لا مفرَّ من اتباعه،.. وليس للمؤمن أو المؤمنة الخيرة في ذلك" .

فجميع "ما تلقَّتْه الأمة... عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. حقٌّ لا باطلَ فيه، ...وهدى لا ضلال فيه، ..ونور لا ظلمة فيه، وشفاء ونجاة".

والله عز وجل... لا يرسل رسولًا إلى قومه ...إلا بعد اصطفاء.. واختيار، ....وهذا الاختيار والاصطفا...ء موجود في جميع الرسل.. عليهم الصلاة والسلام، وهم القدوة الحسنة لأقوامهم.. في كل أقوالهم.. وأعمالهم،.. والسلوك العملي.. الذي يتمتعون به ..يمثل واقعًا ملموسًا لدى الناس، ...وبذلك يكون اتباع الناس لهم.... من الأمور السهلة اليسيرة... لمن وفَّقه الله تعالى، وقدر هدايته.

فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.. هو الاهتداء الحقيقي؛ قال الله تعالى:(( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].

فالدعوة.. لا بد أن يسبقها...إيمان الداعي بما يدعو إليه،..ووضوحه في نفسه... ويقينه منه،
والقرآن الكريم ...قد حثَّ الفرد والمجتمع.. على التأسي.. والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم ..قولًا وعملًا، "
أما المتابعة في القول، ...فهو أن يمتثل المكلف كلَّ ما يقوله.. في طرفي الأمر..والنهي..والترغيب.. والترهيب،
وأما المتابعة في الفعل، ...فهي عبارة ..عن الإتيان بمثل ما أتى المتبوع به، ....سواء كان في طرف الفعل، ..أو في طرف الترك،
فثبت أن لفظ "واتَّبِعُوهُ" يتناول القسمين" .

وقَصَصُ القرآن... أمثال منصوبة للاعتبار ..والاقتداء بالصالحين.

فالقصص القرآني ...وسيلة من وسائل التربية.. وتنمية الأخلاق والقيم،.. فيستفاد منها بالعظات والعبر.. من التجارب السابقة، وتوضيح سُبل الخير،.. والتحذير من طرق الشر،..

فالقصة القرآنية: تمد الفرد والمجتمع... بالقيم الأخلاقية الإسلامية الصادقة،.. وتُسهم بإيجابية.. في غرس هذه القيم النبيلة في نفوس البشر...
🎤
خطبةجمعةبعنوان👇

( بمن نقتدي ..وكيف ؟)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمدلله رب العالمين...حمدا كثيرا طيبا مباركافيه...كمايحب ربنا ويرضاه...حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه...

الحمد لله.. الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون...

نحمده سبحانه ..على ما أكرمنا..بنبي الرحمة..ورسول المحبة..صلوات ربي وسلامه عليه...

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له...أثبت علينا الحجة بإرسال رسله...وإنزال كتبه.. لهدايتنا إلى المنهج القويم... وصراطه المستقيم..

رَضِيتُ حُكمَكَ يا مولاي مُذْ خُلِقَتْ
فيَّ الحياةُ ومُذ قدَّرْتَ لي قَدَرِيْ

والعَبْدُ عند كِلَا الحالَيْنِ مُمتَحَنٌ
بالشُّكر والصَّبرِ حتَّى آخر العُمُرِ

إنّيْ لَدَىٰ شُرفَةِ الآمالِ مُرتقبٌ
وبازغُ الفجر يطوي عتمةَ السَّحَرِ

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله..سيدالمرسلين....
وخاتم النبيين...وإمام الدعاة.. والمصلحين.. إلى يوم الدين ..

مَا ضَلَّ بِالخَبَرِ اليَقِينِ وَمَا غَوَى
أَبَدَاً وَلَـمْ يَنْطِـقْ حَـدِيثـًا عَنْ هَوَى

بَلْ جَاءَ بِالغَيْثِ الكَرِيمِ فَلَمْ يَذَرْ
شِبْرًا عَلَى وَجْهِ البَسِيطَةِ مَاارْتَوَى

صَلُّوا بِلَا شُحِّ عَلَـيْهِ وَ سَلِّمُوا
مَا لَاحَ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَا ضَوَى

صلى الله وسلم وبارك عليه.. وعلى آله وصحبه.. ومن دعا بدعوته..واقتفى أثره إلى يوم الدين...

أماااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولا بتقوى الله:
((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))..

-أيهاالأحبةالكرام:
في البداية سنتناول ذكر القدوة في القرآن الكريم في الموضعين التاليين:

الأول: حينما أمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء؛ قال الله تعالى: ((أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )) [الأنعام: 90].

فالله سبحانه وتعالى وضع "سائر الشرائع؛ ..لتكون حجة على جميع الأمم.. التي تنزل فيهم تلك الشريعة،...حتى إن المرسلين بها عليهم السلام... داخلون تحت أحكامها"... وهذا أمرٌ من الله عز وجل.. للرسول صلى الله عليه وسلم...فأمته تبع له فيما يشرعه ويأمرهم به..

-الثاني: حينما ذمَّ الله عز وجل -في القرآن الكريم- الكفارَ بسبب تقليدهم لآبائهم دون تدبر وتفكُّر؛ قال الله تعالى: (( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ )) [الزخرف: 22- 23].

فالقدوة.. لا تخرج عن نوعين: (قدوة صالحة... وقدوة سيئة).. "أسوة حسنة، وأسوة سيئة، فالأسوة الحسنة... في الرسول صلى الله عليه وسلم؛... فإن المتأسي به ...سالك الطريق الموصل إلى كرامة الله،... وهو الصراط المستقيم،...

وأما الأسوة بغيره، ...إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة...

والقرآن الكريم... والسنة النبوية المطهرة ..يفيضان بنماذج مشرفة ومشرقة...يُراد للأمة أن تهتدي بها،...
وكذلك يعرضان.. نماذج منحرفة وخاسرة؛... لكي نجتنبها ونعتبر بها..
فقد أخبر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ...أن تقليد الآباء والأجداد.. ليس جديدًا، ولكنها.. عادة مستحكمة في أهل الباطل.. وقد أنكرها الله سبحانه وتعالى عليهم.

-والقدوة الحسنة: هي "الاقتداء بأهل الخير والفضل، والصلاح في كل ما يتعلَّق بمعالي الأمور وفضائلها..

والقدوة الحسنة "أسوة لأتباعه... يقودهم بالفعل والقول،.. ويتأثرون بعمله الجميل، ولفظه الحسن، فيحذون حَذْوَه..

-وتنقسم القدوة الحسنة إلى قسمين:
-القسم الأول: القدوة الحسنة المطلقة: وهي التي بلغت منتهى الكمال البشري، وتتمثل في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،... وقد طالب القرآن الكريم المسلمين بها؛ قال الله تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) [الأحزاب: 21].

فأمر الله تعالى عباده بالتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم تأسيًا مطلقًا،... عن البراء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ..ينقل معنا التراب،.. ولقد وارى التراب بياض بطنه،.. وكان كثير الشعر،... فسمعته يرتجز ..بكلمات ابن رواحة رضي الله عنه، ...وهو ينقل من التراب يقول: «وَاللهِ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، إِنَّ الْأُلَى قَدْ أَبَوْا عَلَيْنَا، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: إِنَّ الْمَلَا قَدْ أَبَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا،
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.center/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)[المؤمنون: 1 - 7]، وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من يَضْمَنْ لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ له الْجَنَّةَ"(رواه البخاري).

وأعظم ما يجب الحفاظ عليه هو القلب؛ لأنه إذا صلح صلح الجسد كلُّه، وإذا فسد فسد الجسد كلُّه، وحفظه يكون عن الشرك بالله في التوكل والرغبة والرهبة والخوف والمحبة، وفي العمل لغير الله مثل الرياء والسمعة، وحفظه أيضًا عن أمراض الشبهات والشهوات.

وأعظم الحفظ التثبيت على دين الله والعصمة من الضلال والانحراف، قال -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)[إبراهيم: 27].

وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يحفظك"، فيعني أن يكون الله حافظًا لك في دينك ودنياك، وفي قلبك وعقلك، وجسدك وروحك، وسائر حواسك وجوارحك، كما قال -تعالى- في الحديث القدسي: "وما يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إليّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كنت سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ التي يَبْطِشُ بها، وَرِجْلَهُ التي يَمْشِي بها، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"(رواه البخاري).

ومنها: الحفظ من الهلاك، انظر قصص إبراهيم -عليه السلام- وهو في النار، وهاجر وابنها في الوادي غير ذي الزرع، وموسى وقومه أمام فرعون، ويونس في بطن الحوت، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- في الغار.

وفي الأيتام والذرية: الأيتام الذين أقام الخضر جدارهم، قال -تعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)[الكهف: 82]، قال ابن المنكدر: "إن الله يحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر".

ومن ذلك: حفظ البدن والجوارح، قال بعض العلماء: "مَنْ حَفِظَ اللهَ في صباه وقوته؛ حَفِظَه اللهُ في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بعقله وسمعه وبصره وحوله وقوته"، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يومًا وثبة شديدة فعوتب في ذلك، فقال: "هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر".

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله تجده تجاهك"، معناه: أن من حفظ حدود الله، وراعى حقوقه، وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه، يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل: 128]، وقال قتادة: "من يتَّقِ اللهَ يَكُنْ معه، ومَنْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ فَمَعَهُ الفِئَةُ التي لا تُغْلَبُ، والحارسُ الذي لا ينامُ، والهادي الذي لا يَضِلُّ".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين أصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المجتبى، وعلى الآل والصحب ومن اقتفى.

عباد الله: ثم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله...)، يأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأل العبد ربه أن ينزل به حاجته؛ لأن الدعاء عمود العبادة، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60]، وسؤال غير الله إن كان فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك، كما أشار إلى ذلك شرَّاح الحديث، ومجرد سؤالهم حتى فيما يقدرون عليه مذموم وخلاف الأَولى.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
احفظ الله يحفظك
للشيخ/ أحمد المعلم

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: عن ابن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: كنت خَلْفَ رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا، فقال: "يا غُلَامُ، إني أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لم يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله لك، وَلَوْ اجْتَمَعُوا على أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لم يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ"(رواه الترمذي).

عباد الله: هذا حديثٌ عظيمٌ جليلٌ، اشتمل على أصول عظيمة من أصول الإسلام، حتى قال بعض العلماء: "تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه"(جامع العلوم والحكم).

فأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله"، فهو يعني حفظ حدوده وحقوقه، وأوامره ونواهيه، وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده، فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه بقوله: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)[ق: 32-33]، هذا هو الحفظ العام.

وقد أمر العبد بحفظ أعمال مخصوصة مثل:

أولاً: الصلاة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[البقرة: 238]، وقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)[المعارج: 34].

ثانياً: الطهارة: كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يُحَافِظُ على الْوُضُوءِ إلا مُؤْمِنٌ"(رواه أحمد وابن ماجة والحاكم والبيهقي وصححه الألباني).

ثالثاً: والأيمان: جمع يمين وهو الحلف، قال -تعالى- بعد ذكر كفارة اليمين: (ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 89].

رابعاً: الأمانات والعهود: قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)[المعارج: 32].

خامساً: جوارح الإنسان: يجب أن يحفظها كلها عن الوقوع فيما حرم الله، وجاء الأمر بحفظ جوارح مخصوصة مثل: اللسان، والبصر، والسمع، والفؤاد، والفرج، قال -تعالى-: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا)[الإسراء: 36]، وقال -تعالى-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)[النور: 30]، وقال -عز وجل-: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 35]، وقال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السواحل، أو في الشوارع، أو أمام الشاشات والمسلسلات، التي يسمونها بالمسلسلات الرمضانية، والتي ينبغي أن تسمى بالمسلسلات الشيطانية، التي يبثها أعداء رمضان، وأعداء الدين، ليبعدوا المسلمين عن هذا الموسم الكريم، فأفق من غفلتك، ارجع إلى ربك، واحيى ليلة، وايقظ اهله، يوقظهم. ليعبدوا الله، يوقظهم ليقفوا بين يدي الله.

وهكذا نعمل مع أولادنا، وبناتنا وأزواجنا، نوقظهم ونأمرهم وننصحهم، بالعبادة لله سبحانه وتعالى، وجد وشد مئيزره، قالوا هذا كناية عنه، ولهذا كان يعتكف العشر الأواخر عليه الصلاة والسلام، وقيل هو كناية عن الجد والاجتهاد، وعلى كِلا الأمرين، فالنبي صلى الله عليه وسلم، كان نشيطاً في هذه العشر، وكان يترك أهله، ويعتكف إلتماساً لليلة القدر.

*فالله الله يا عباد الله:*
في هذه الأيام القلائل، الله الله في عصر الخير، الله الله في عصر الطاعة، في عصر البركات، في عصر النفحات، فيها الجائزة العظمى، فيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، العبادة في هذه الليلة، خير من العبادة في ثلاث وثمانين سنة، وبضعة أشهر، ليس فيها ليلة قدر، ليلة عظيمة، قال عليه الصلاة والسلام، من حُرم خيرها فقد حرم، وقال ولا يحرم خيرها إلا محروم.

فالبدار البدار بالفضائل، والحذر الحذر من الرذائل، فإنما هي أيام قلائل، والله أعلم هل تدرك رمضان أخر أم لا، الله أعلم رمضان سيعود، لكن أنت هل ستعود في مثل هذا الشهر، الله أعلم، فالفرصة سانحة، أغتنم الفرصة يا عبد الله، يقول ابن الجوزي رحمه الله تالله لو قيل لأهل القبور تمنوا لتمنوا يوماً واحداً من رمضان لما، لكثرة المآكل والمشارب والمسلسلات، إلى غير ذلك، لا والله، لكثرة ما يحصل فيه من الخيرات، والبركات والنفحات.
فالبدار البدار، إلى ما يرضي الله، سبحانه وتعالى.

أسأل الله عز وجل، أن يوفقني إياكم لكل خير، وإن جنبنا وإياكم كل سوء ومكروه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، من اليهود والنصارى المعتدين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلها، أولها وأخرها، سرها وعلانيتها.
*(ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).*
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه اجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.center/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
بالتوحيد تتوحدوا الأمة، التي أصبحت شذر مدر، كل حزب بما لديهم فرحون، فإذا رجعوا من التوحيد وحققوا توحيد الله، فيصبحوا أمة واحدة.
*﴿ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ ﴾ [٩٢] - الأنبياء.*

يقول بن القيم رحمه الله تعالى:
التوحيد مفزع أوليائه وأعدائه، فأعداؤه ينجيهم من شدائد الدنيا، وأولياؤه ينجيهم من شدائد الدنيا والآخرة، ويقول بن القيم رحمه الله تعالى: ما دفعت شدائد الدنيا، بمثل التوحيد، ما دفعت شدائد الدنيا، بمثل التوحيد، قال فهو غياث الخليقة، وحصنها وملجأها فالجأ إليه. *يا عباد الله:-*

بالتوحيد تفر الشياطين، وتبتعد الشياطين، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، إن الشيطان، إذا سمع الأذان، ولى وله ضراط، وأخبر عليه الصلاة والسلام، أن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة، بيت تنفر منه الشياطين، وأخبر عليه الصلاة والسلام، إن من قرأ آية الكرسي، إذا أوى إلى فراشه، لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، حصان، حماية، لك أيها الموحد،
بالتوحيد تغفر الذنوب وتحط وترفع الدرجات.

*يقول الله عز وجل*
في الحديث القدسي،« يا ابن أدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة.»
بالتوحيد يصلح كل عمل، وبدونه لا يقبل أي قول أو عمل.

*لهذا قال الله:-*
*﴿ وَقَدِمۡنَاۤ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنۡ عَمَلࣲ.. أي يعني الكفار والمشركين ..وَقَدِمۡنَاۤ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنۡ عَمَلࣲ فَجَعَلۡنَـٰهُ هَبَاۤءࣰ مَّنثُورًا ﴾[الفرقان : ٢٣]*

بالتوحيد يعلي الله شأنك، وهكذا بمدافعتك، عن التوحيد، إن الله يدافع عن الذين آمنوا وكان حقا علينا نصر المؤمنين.

انظروا إلى يونس عليه الصلاة والسلام، نجاه الله -عز وجل- من ذلك المأزق العظيم، بتوحيده.

وهكذا إبراهيم. كان في تلك النار، التي أضرمت له، النار العظيمة، عندما قال *(حسبي الله ونعم الوكيل)* نجاه الله عز وجل، وهكذا حرم الله عز وجل قتل الضفدع، لأنها كانت تطفئ النار على إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، وأهان الوزغة، لأنها كانت تشعل النار على إبراهيم ولهذا رتب الله عليها، أجراً أن من قتلها في الضربة الأولى، كان له مائة حسنة.

التوحيد مفتاح الجنة، مفتاح الجنة، ومن مات موحداً، وإن دخل النار لا يخلد بإجماع العلماء، قال عليه الصلاة والسلام، من مات وهو لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، وقال عليه الصلاة والسلام، من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة، وسأل أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله، قال من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه.

*فالله الله يا عباد الله:*
في توحيد الله، في غرس العقيدة الصحيحة، في قلوبنا، وفي قلوب ابنائنا وبناتنا، كما غرسها رسول الله في قلب عبد الله ابن عباس، عندما قال له احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، لا تسأل حجراً، ولا شجرا، ولا كاهناً ولا ساحرا، اسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

عقيدة عظيمة، كالجبال الراسية، لا تهزها رياح الشرك بالله سبحانه وتعالى، فحذاري حذار من الإشراك بالله، حذاري حذار من التعلق بالأموات من التعلق بالسحرة، من التعلق بما يسمى بالأبراج، من التعلق بالحروز والتمائم، فمن تعلق شيئاً وُكِل إليه، قال عليه الصلاة والسلام، من تعلق تميمة فقد أشرك، فعلق قلبك بالله تعالى الذي خلقك وأوجدك.

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.


*_الخطبة الثانية_*

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

*أما بعد:*
*أيها المسلمون عباد الله:*
إن شهركم، قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل، كنا قبل أيام، نقول أهلاً رمضان، والآن نقول مهلاً رمضان، ها هو النصف قد ولى، وبقي النصف، فمنا من أحسن، ومنا من أساء، ومنا من فرط، فيا أيها المحسن، ازدد إحساناً إلى إحسانك.
ويا أيها المفرط، ويا أيها المسيء، تدارك نفسك، فالفرصة سانحة.

بقي الأفضل، وبقي الأشرف، وبقي الأكمل، بقي زبدة رمضان، العشر الأواخر، من رمضان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم، يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، كما قالت عائشة رضي الله عنها وارضاه،. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد مئزره، هذا وقد غُفر له، ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف حالي وحالك، الذي امتلأنا بالذنوب والمعاصي والمخالفات، نحنُ أحوج إلى أن نغتنم هذه الأيام، في طاعة المولى جل وعلا، أحيا ليله، بالصلاة، بالذكر بالتسبيح بالتحميد، بطاعة الله، لا كما يفعل بعض الناس الآن، يحيون ليلهم في أسواقهم، من مكان إلى آخر، أو في النوادي والمنتديات، أو في الحدائق، أو على
بالتوحيد تنشرح الصدور، وتطمئن القلوب. »
*قال ربنا في كتابه:*
*﴿ فَمَن یُرِدِ ٱللَّهُ أَن یَهۡدِیَهُۥ یَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِۖ وَمَن یُرِدۡ أَن یُضِلَّهُۥ یَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَیِّقًا حَرَجࣰا كَأَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی ٱلسَّمَاۤءِۚ ﴾[الأنعام : ١٢٥]*

فالموحد لا يخاف على رزقه، ولا يخاف من شيء في هذه الدنيا، لأنه يعتقد أن كل شيء بأمر الله، أن كل شيء يكون في هذا الكون، بأمر المولى جل وعلا.
.*﴿ إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ ﴾ [:٨٢] - يس*

بالتوحيد تصرف عنك الفواحش والمحرمات،
*قل ربنا سبحانه عن يوسف عليه الصلاة والسلام:*
*﴿ كَذَ ٰ⁠لِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلۡفَحۡشَاۤءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِینَ ﴾[يوسف : ٢٤] .*
لما أخلص العبادة لله، صرف الله عنه الفحشاء. وصرف الله عنه السوء، بالتوحيد تنزاح عنك الهموم، والغموم والأحزان والكُرَب، ويأتي في هذا قصة يونس عليه الصلاة والسلام، الذي كان في ظلمات ثلاث، لكن لما كان موحدا، نجاه الله عز وجل من هذا المأزق، الذي نهايته الهلاك، الذي هلاكه محقق، لكن الله على كل شيء قدير.
*﴿ فَنَادَىٰ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّی كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ﴾[الأنبياء : [٨٧]*
فنجاه الله، فنجاه الله من غمه، وكربه وهمه وحزنه، قال الله في آخر الآيات *﴿ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ نُـۨجِی ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ﴾*
حتى لا يظن أن هذا خاص بيونس عليه الصلاة والسلام، بل هو عام، لكل من كان هذا حاله، من أهل التوحيد، فالذي يذهب إلى ضريح من الأضرحة، ليفرج عنه الهم، ليكشف عنه الكرب. ليقضي عنه الدين، أخطأ الطريق، الذي يذهب إلى السحرة، والمشعوذين والكهان والعرافين، حتى يفرجوا عنه، حتى يرفعوا حتى يرفعوا مشاكله، حتى يشفوا مريضه، أخطأوا الطريق، بل إن هؤلاء الفجرة، يزيدونه هماً إلى همه، وغماً إلى غمه، ومرضاً إلى مرضه، ومشاكل إلى مشاكله، وأنى لك الفلاح والسعادة من باب المعصية والكفر، عياذاً بالله من ذلك.

فالجأ إلى الله، قل يا الله.
أيها المهموم؛
أيها المغموم؛
أيها المكروب؛
أيها المحزون؛
بدل أن تذهب إلى ميت، إلتجأ إلى الحي القيوم، بدل أن تذهب إلى السحرة والمشعوذين، أهل الفجور والمتسلبطين على أموال الناس بالباطل، إلجأ إلى الله، واقرأ القرآن، وقل يا الله، الذي قال لك *ادعوني استجب لكم،* *(ادعوني استجب لكم)* فالسعادة الحقيقية، في توحيد الله سبحانه وتعالى.

لهذا قال الله عز وجل:
*﴿ مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ﴾[النحل : ٩٧]*


بالتوحيد يحل الأمن والأمان، والهداية والإطمئنان، في أوساط الناس، في البلدان والأوطـان.

*قال الله عز وجل:*
*﴿ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَلَمۡ یَلۡبِسُوۤا۟ إِیمَـٰنَهُم بِظُلۡمٍ... أي بشرك. ما لهم يا الله؟ ..أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ ﴾[الأنعام : ٨٢]*
قال العلماء، يكون لهم الأمن الكامل، والهداية الكاملة، إذا كان توحيدهم كاملا، وينقص من أمنهم وهدايتهم، بقدر ما ينقص من توحيدهم، ينقص من أمنهم، وينقص من هدايتهم، بقدر ما ينقص من توحيدهم لله سبحانه وتعالى.

بالتوحيد يحصل التمكين للمؤمنين في الأرض، ويحصل الإنتصار، على أعداء الاسلام، على اليهود والنصارى، ستدك عروش أمريكا، وعروش إسرائيل، سيتخلص المسجد الأقصى، من أيدي اليهود الغاصبين، إذا رجع المسلمون إلى توحيد الله، إذا ابتعدوا عن الشرك، صغيره وكبيره،

*لهذا يقول ربنا سبحانه في كتابه الكريم:*
*﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ ﴾[النور : ٥٥]*

أحد يشك في كلام الله، لا يا عباد الله، لو طبقنا هذه الآية، لكاد المسلمون شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً، ارجعوا إلى التاريخ قليلاً، انظروا إلى غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، كم كان عددهم، مع الفريق الآخر من الكفار،
كم كانوا في غزوة بدر ،
كم كانوا في غزوة أُحد ،
كم كانوا في جميع الغزوات ،

ما انتصروا بكثرة عددٍ أو عدة، وانما انتصروا، ودكوا عروش الكفر والجبروت، بما في قلوبهم من توحيد، بما في قلوبهم من إيمان، بما في قلوبهم من الطاعات، لرب الأرض والسماوات، سبحانه جل في علاه.
*قال الله سبحانه وتعالى:*
*﴿ وَوَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ بَنِیهِ وَیَعۡقُوبُ یَـٰبَنِیَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ () أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إذْ قَال لِبَنيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ...*
ما سألهم عن المال، ولا سألهم عن الجاه، ولا سألهم عن شيء من حطام الدنيا، سألهم عن العقيدة، سألهم عن التوحيد، لأن فلاحهم وصلاحهم ونجاحهم، في توحيدهم، في اتباع ما جاء من عند ربهم، ... *مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ﴾[البقرة : ١٣٣]*

وهكذا رسولنا عليه الصلاة والسلام، كانت حياته كلها دعوة، دعوة إلى التوحيد، في حال صحته، وفي حال مرضه، في حال حضره، وفي حال سفره، لم يترك تقرير التوحيد، في أي وقت وفي أي مكان، عليه الصلاة والسلام، وهو يعالج سكرات الموت، ويقول لا تجعلوا قبري وثناً يعبد، يحذر أمته من الشرك، ويغرس في قلوبهم، وفي نفوسهم، توحيد الله.
وقد قال الله له. *﴿ قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ () لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ ﴾ [٦:٧] - الأنعام.*

وعندما بعث معاذاً إلى اليمن، داعاً إلى الله عز وجل، قال له إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه، أن يوحدوا الله، وفي رواية إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فالذي يكره الدعوة إلى التوحيد، ويكره الكلام عن التوحيد، في قلبه دخن، وفي قلبه مرض، ويخشى عليه من الدخول تحت قول الله عز وجل:
*﴿ وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَإِنَّهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ ﴾[البقرة : ١٣٠]*

التوحيد من أجله خلقنا الله، من أجله أوجدنا الله، على هذه المعمورة، ما أوجدنا لنأكل ولا لنشرب، ولا لننكح، ولا ولا من حطام الدنيا. أوجدنا لنعبدههح الله وحده لا شريك له.

*قال الله سبحانه:*
*﴿ وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ ﴾[الذاريات : ٥٦]*
قال مجاهد أي إلا ليوحدون. *﴿ ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ () إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ ﴾ [٥٧: ٥٨] - الذاريات.*

فالله عز وجل خلقك لتعبده وحده لا شريك له، لا تعبد حجرا ولا شجرا، ولا قبرا ولا وثنا، ولا رسولا، ولا نبيا ولا ملكا، ولا ملكا، ولا ساحرا أو كاهنا.
تعبد الله وحده لا شريك له:
*﴿ وَأَنَّ المَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدعوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [١٨] - الجن.*
كائِناً من كان، لا مع الله أحدا، لا تدعو صاحب قبر، لا تدعو ميتا، لا تدعو ذلك الساحر، ولا ذلك الكاهن، العبادة لله وحده لا شريك له،
*﴿ وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدُوا اللَّهَ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ حُنَفاءَ وَيُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دينُ القَيِّمَةِ ﴾ [٥] - البينة.*

العبادات كلها مشتملة على التوحيد، الأذان يفتح بالتوحيد، وافتتاح الصلاة بالتكبير والتعظيم، وهو شعار التوحيد، وفيها ركوع وسجود، وهو مشتمل على التوحيد، والزكاة خروج من عبادة المال، إلى عبادة رب المال، والصوم سرٌ بين العبد وبين ربه، وهو مشتمل على التوحيد، والحج كل شعائره توحيد، ولهذا قال جابر في وصف حج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهل بالتوحيد والجهاد سنن، لاقامة التوحيد، واخراج العباد، من عبادة العباد، الى رب العباد رب الأرباب، سبحانه وتعالى.

وأول ما تسأل عنه في قبرك التوحيد، تلك الحفرة المظلمة، تلك الحفرة الضيقة، التي أيقظت مضاجع الصالحين، أول ما يقدم إليك السؤال فيها، عن توحيد الله، قال عليه الصلاة والسلام،
فيسأل الميت من ربك؟
أي من معبودك؟
ما دينك؟
من نبيك؟
*ولهذا قال ربنا:*
*﴿ یُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَیُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِینَۚ وَیَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ ﴾[ابراهيم : ٢٧]*

فكلمة الثبات هي كلمة التوحيد، كلمة توحيد الله عز وجل، فالمؤمن والموفق، يقول ربي اللـه، لأنه كان يعبد إلهاً واحدا، فلا ينجيك في قبرك، قبر ذلك الصالح، أو ذلك الساحر، أو ذلك المنجم، أو ذلك الذي صرفت له العبادة من دون الله، لا ينجيك إلا توحيدك،

*بالتوحيد عباد الله:*
تعصم الأموال والدماء ، ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم، من قال: «لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم دمه وماله وحسابه على الله عز وجل.
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*عـظـمــة الـتــوحــيـــــد*
*للشيخ/ عبدالعزيز المحويت*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الاولى:*
إن الْحَـمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ  ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

*أَمَّا بَعْدُ:*

فإِنَّ أصدق الكَلام كَلامُ الله -عزَّ وجلَّ- اللهِ، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ في النار.

*أيها المسلمون عباد الله:*
مع هذا الجو الإيماني، والجو الرمضاني، أحببت أن أتكلم عن أهم القضايا، وأوجب الواجبات، وأهم المهمات، وأعظم الطاعات والقربات، وينبغي للعلماء، وطلبة العلم والخطباء والوعاظ، أن يكرروا هذا الأمر، بين فترة وأخرى، حتى يرسخ في قلوب الناس، لأن بسبب سعادة الدارين، الدنيا والآخرة.

*إنه التوحيد:*
إنه التوحيد عباد الله:
أساس الدين، وأساس الملة، وأوجب واجبات، وأهم المهمات، كان الناس على الحنفية السمحة، على الدين القويم، على عبادة الله وحده لا شريك له، فلما حصل الشرك، في زمن نوح عليه الصلاة والسلام، أرسل الله سبحانه وتعالى نوحا، لينذر قومه ليعبدوا الله عز وجل ليخرجهم من عبادة العباد، إلى عبادة الله رب الأباب، سبحانه وتعالى، ولهذا التوحيد هو دعوة الرسل كلهم، ومن أجله أنزل الله عز وجل الكُتب، وقام سوق الجنة والنار.

*قال سبحانه وتعالى:*
*﴿ وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِیۤ إِلَیۡهِ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ ﴾[الأنبياء : ٢٥]*
*وقال سبحانه:*
*﴿ وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ ﴾[النحل : ٣٦]*
*واجتنبوا الطاغوت.*
قال ابن القيم رحمه الله تعالى، والطاغوت هو ما تجاوز به العبد حده، من معبود أو متبوع أو مطاع، فدعوة الرسل كلهم، دعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، لأن التوحيد إذا استقام، استقامت البلاد، واستقامت الدنيا والآخرة.

*التوحيد عباد الله:*
لعظمته وشرفه، جعله الله عز وجل، أول أمر من أوامره في كتابه فقال:*
*﴿ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾[البقرة : ٢١]*

وأول نهيٍ، في القرآن الكريم، النهي عن الشرك فقال:*
*﴿ فَلَا تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ﴾[البقرة : ٢٢]*
قال أهل التفسير، *وأنتم تعلمون،* أنه لا ند له ولا كفؤ له، ولا نظير له، ولا مثيل له، فهو الواحد في ذاته، في صفاته، في جميع شؤونه سبحانه وتعالى، وهو الواحد المعبود لا شريك له،
القرآن بدأ بالتوحيد، وخُتم بالتوحيد، فسورة الفاتحة، اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة، وهكذا سورة الناس، اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وهو توحيد الله في أفعاله، وتوحيد الالوهية، وهو توحيد الله في أفعالنا، كالنذر والرهبة والرغبة والخشوع، وغير ذلك من أنواع وألوان العبادة، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو أن لا نسمي الله، ولا نصفه، إلا بما ثبت في الشرع، في كتابه، أو في سنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تكييف، ولا تمثيل ولا تعطيل، فالقرآن بدأ بالتوحيد، وخُتم بالتوحيد، بل قال بعض العلماء، إن القرآن كله توحيد.

*التوحيد عباد الله:*
أهم المهمات، وأعظم الواجبات، حق الله عز وجل، جاء في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل، رضي الله عنه، قال قال: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله، قلت الله ورسوله أعلم، قال حق الله على العباد، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله، ألا يعذب من لا يشرك به شيئا، التوحيد هو وصية الأنبياء لأقوامهم وأبنائهم وأتباعهم،
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وحطها بطاعة رب العباد،، فرب العباد سريع النقم
نسأل الله جل وعلا أن يديم علينا فضله.
نسأل الله جل وعلا أن يستعملنا في طاعته وأن يرزقنا شكر نعمته نعوذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه.
نعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء وسوء القضاء.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
وبك منك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم ابرم لهذه الأمة أمر رشد تعز فيه أهل طاعتك وتهدي فيه أهل معصيتك وتذل فيه أهل الشرك والشقاق والنفاق.
اللهم احفظ علينا ديننا وبلادنا وأمننا وأعراضنا.
اللهم عليك بإعدائك أعداء الدين.
اللهم عليك بدولة الكفر أمريكا ومن مالأها على أمة الإسلام.
اللهم عليك بشرذمة اليهود الغاصبين لأرض فلسطين.
اللهم عليك بمن ظلمنا واعتدى علينا واستباح حرمتنا وسفك دمائنا وروع آمنينا.
اللهم يسر أرزاقنا وبارك لنا في أقواتنا وقنعنا ورضنا بما قسمته وكتبته لنا واستعملنا وأهلنا وأولادنا وأموالنا فيما يرضيك عنا.
اللهم أغثنا،،، اللهم أغثنا،،،اللهم أغثنا،،، اللهم اسقنا،،، اللهم اسقنا،،، اللهم اسقنا.
اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً عاجلاً غير آجل نافعاً غير ضار.
اللهم أسقي عبادك وبهائمك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت.
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وأغث أرضنا بالخيرات والأمطار والبركات يا رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.center/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لأهلها إن بذلواْ تلك الأسباب وقامواْ بها دامت لهم النعم ولو اجتمع أهل الأرض أن يزيلوها ما أزالوها وإن لم يقيمواْ تلك الأسباب في حياتهم فإن النعمة يوشك أن تزول أعاذنا الله وإياكم من ذالك.

أستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم
وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله " قال في الحديث « أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك » وفجاءة النقمة يعني البغتة لأن الإنسان لا يستطيع معها أن يفعل شيئاً لا يستطيع أن يتوب ولا يستطيع أن يتخلص من حقوق الآخرين ولا أن يبرئ ذمته يفاجأ بالنقمة وبالمصيبة وقد تكون هذه النقمة هي موت الفجأة وقد تكون هذه النقمة المصائب والأمراض التي تذهب عقل الإنسان وقد تكون وقد تكون فاستعاذ بالله جل وعلا من ذالك كله ثم لما كانت الإبتلاءت في الحياة كثيرة قال ومن،،، جميع سخطك،،، لأن الله جل وعلا إذا سخط عن العبد أتاه الشر من كل مكان وأصابه البلاء من كل اتجاه لذالك استعاذ بالله من جميع سخطه وقد كان يقول « اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ومعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك » كان يسأل الله العافية ليلاً ونهاراً « اللهم إني اسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.

أيها المؤمن الكريم " هل هذه الكلمات المباركة على لسانك، وهل هذا التضرع والافتقار إلى الله جل وعلا في قلبك وظاهر على أحوالك من أراد أن يدوم له فضل الله وأن تستمر نعم الله جل وعلا في حياته فليبذل الأسباب قال: أهل العلم سبب زوال النعم سببان ترك تقوى الله والإساءة إلى خلق الله فمن ترك تقوى الله والخوف من الله الخشية من الله جل وعلا فسار في هذه الحياة عبد شهواته وملذاته وما تطلبه عينه فيعطيها

وما يطلبه سمعه وبصره وفرجه من الشهوات المحرمة الآثمة يسعى في تحقيق ذالك لا يخاف الله لا يتق الله لا يخشى الله عز وجل فإن هذا قد تسبب بل قد سعى في أن تزول النعمة وتتحول العافية بالله عليك أعطاك الله بصراً وملأه لك ضوءاً ونوراً فأصبحت تعصي الله فيه وأصبحت تنظر فيه إلى ما حرم الله وتسير فيه إلى الشهوات والملذات لا تسير فيه إلى بيوت الله جل وعلا لا تنظر فيه في المصحف لا تمنعه عن معصية الله جل وعلا، بالله عليك تريد بعد ذالك أن تبقى النعمة وأن لا تزول العافية، أعطاك الله سمعاً فأصبحت تسمع أدق الأصوات وأخفاها ولكن لا سماع لك لقرآن ولا لكلام الله ولا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لنصح الناصحين ولكنك تسمع الأغاني والآت اللهو والطرب وما يقسي القلب هل تأمن أن تزول هذه النعمة عنك، وهكذا أعطاك الله صحة في بدنك عافية في جسدك ولكن لا حظ في تلك العافية في ركوع ولا سجود ولا حظ فيها في صيام ولا حظ فيها في أفعال الخير ولكن لها حظ في الشهوات والملذات المحرمة وما يسبب الغفلة اتأمن بعد ذالك أن لا تزول النعمة عنك أن لا تتحول العافية.

أيها المسلم الكريم إحذر أن تكون ممن يستدرجه الله جل وعلا فإن الله قال *﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾*
وقال سبحانه *﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوٓا۟ إِثْمًا ﴾*
قد يحدث البعض نفسه أنا متهاون في الصلاة أنا انظر إلى الحرام أنا اقرأ القرآن أنا،، أنا، إلى غير ذالك وأنا في أرزاق وأنا معافى في البدن وأنا إموري كما أحب وكما أريد قال النبي صلى الله عليه وسلم « إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصية الله فاعلم أنما هو استدراج من الله جل وعلا » فلا تفرح بل خف على نفسك لأن بعض المصائب قد تكون رحمة من الله للعباد قد تكون إنذار حتى لا تفاجأك النقمة وينزل بك أمر الله وأنت على المعصية فلا تأمن من غضب الله ومن سخطه، والله ينعم عليك ويعطيك وينعم ويعطي وأنت مستمر على ما أنت عليه من معصية الله قد تفاجأك النقمة وقد تزداد إثماً في ذالك.
نسأل الله السلامة والعافية، وكذالك ترك الإحسان إلى الناس فإن هذا من أسباب زوال النعم كما قال عليه الصلاة والسلام « إن الله يعطي العبد النعمة لمنافع العباد
يقرهم عليها ما بذلوها فإذا أمسكوها رفعها عنهم » وقلة نعمة ذهبت أن تعود إلى أهلها إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى
وإذا كنت في نعمة فارعها،، فإن المعاصي تزيل النعم.
أرادواْ أن يعصواْ الله وعزمواْ على معصية الله وعلى منع حقوق للعباد *﴿ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴾* أي في الصباح قبل أن يعرف الناس *﴿ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ ﴾ ﴿ فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ ﴾*

كالليل المظلم انتهت لا أشجار لا ثمار لا مياه لا مناظر جميلة في لحظة واحدة زالت النعمة تحولت العافية فاجأتهم النقمة وكما أخبر الله جل وعلا عنهم أنهم تفاجئواْ *﴿ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوٓا۟ إِنَّا لَضَآلُّونَ ﴾* أي ضللنا الطريق ليست أرضنا ليست مزرعتنا قال الله *﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾* أي حرمنا الخير حينما فعلنا المعصية.

وهكذا أيها المسلم الكريم قال الله *﴿۞ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَٰبٍ وَحَفَفْنَٰهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴾﴿ كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْـًٔا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَرًا ﴾﴿ وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدًا ﴾*

هذا الغرور أنت الآن في بيت ملك الآن
أنت تملك سيارة أنت الآن لك مصدر رزق أنت الآن لا تشرب حبة دواء أنت الآن لك الزوجات والأولاد إياك أن تنظرواْ وتقول ما أظن أن تبيد هذه أبداً هذا ملكي وهذا بإسمي وهذا أولادي وهذه معرفتي وهذه تجارتي وهذه شهائدي إلى غير ذالك إن الأمر بيد الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقبض *﴿ وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ﴾﴿ قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلًا ﴾﴿ لَّٰكِنَّا۠ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّى وَلَآ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾﴿ وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾﴿ فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبًا ﴾﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾* يا سبحان الله أين الجنتان أين من تفجرت فيها الأنهار وامتلأت بالزروع والثمار زالت النعمة تحولت العافية تفاجأ بالنقمة هذا ما نخافه على أنفسنا.

أيها المؤمنون " وهكذا قال الله جل وعلا *﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا۟ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لَهُۥ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾﴿ فَأَعْرَضُوا۟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَٰهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾﴿ ذَٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِمَا كَفَرُوا۟ ۖ وَهَلْ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلْكَفُورَ ﴾* زالت النعمة تحولت العافية قال الله *﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُوا۟ يَصْنَعُونَ ﴾* لا تظن أنك على النعمة بمصيطر لا تظن أنك قادر على أبقائها إنما تقدر على ذالك إلا إذا اطعت الله وأحسنت إلى عباد الله وإلا فيؤشك أن تزول النعمة والعياذ بالله.

تعرفون قصة الثلاثة الأقرع والأبرص والأعمى أرسل الله إليهم ملك أعطى كل واحد ما يريد أعطى ذاك جلداً حسناً وذاك شعراً حسناً وذاك رد الله بصره أعطى هذا ناقة وذاك بقرة وذاك شاة وبارك الله في ذالك فتحولت الناقة إلى واد من الإبل، والبقرة إلى واد من البقر والشاة إلى واد من الغنم ثم أراد الله أن يبتليهم فأما الأقرع فأنكر نعمة الله جل وعلا وجحد فضل الله ولم يحسن إلى عباد الله فزالت النعمة وتحولت العافية وتفاجأ بالنقمة فعاد أبرص فقير قد ينبذه الناس ويكرهونه، وكذالك الأقرع عاد إليه قرعه وزال الوادي من البقر وكرهه الناس بعد أن أحبوه زالت النعمة تحولت العافية تفاجأ الإنسان بالنقمة والآخر لما أطاع الله وشكر الله وبذل حق ابن السبيل وقال كنت أعمى فرد الله بصري وفقير فأغناني الله خذ ما شئت فو الله لن أجهدك على شيء أخذته قال بارك الله لك إنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط عن صاحبيك، زوال النعمة كائن وواقع لأن الله جل وعلا جعل لها أسباباً تبقيها وتحفظها
More