View in Telegram
إخوتي: إننا حين نتكلم عن هذه الوسائل للتواصل ونقد ما فيها لسنا نُعمِّمُ الشرَّ والتفاهة، كلا والله! فالخيرُ في هذه الأمة باقٍ بدعاةٍ ومثقفين وأناسٍ جادين، ومن يتابع ذلك يلحظ فيها -بحمد الله- تناولاً راقياً للفكر، وعلاجاً مناسباً للمشكلات، ومتنفساً رائقاً للهموم، وصوتاً مُعبِّراً عن الحق، وعرضاً لمآسي الأمة وآلامها شرقاً وغرباً، وحديثاً عن هموم الناس جعلت المسؤول يتجاوبُ معها، وكذلك وعظاً ونصيحةً وإرشاداً وتذكيراً بالحق في وقته، وذكراً لله، وصلاة وسلاماً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رأينا أثراً إيجابياً لها في الحفاظ على تماسك دول! لكن المؤلم أن ذلك خيرٌ قليل أمام رُكامٍ كبيرٍ من تفاهةٍ تنتشر في هذه الوسائل، وتلقى رغبةً وقبولاً ومتابعةً، لا تستغرب معه قول القائل: "لا غرابة لكثرة متابعي الدجال الذي ورد ذكره في الحديث، فإن هذه الوسائل بتفاهة ما يطرح بها وكثرة متابعيها تثبت صحة ذلك". أحدُ عقلاء السناب ومشاهيره يقول: "لو أني طرحت المواعظ وأكثرت منها لما تابعني الناس بها"؛ وهذا يدلُّ على حجم تفاهةٍ أصبح يقود استخدامها! نسأل الله العافية! يقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تكونوا إمّعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوُا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا" رواه الترمذي. اللهم اهدنا للعقل والخير والهدى والصلاح، وأعطنا من خير هذه الوسائل ما يرضيك، وجنبنا فيها ما يغضبك. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم. *الخطبة الثانية:* الحمد لله على فضله،وإحسانه،وأشكره على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: وسائل التواصل -إخوتي- تحتاج في استخدامها لاستشعار أنها نعمةٌ من الله رزقنَا الله إياها، قرَّبت البعيد، فالمسافرُ يُطمئِنُ أهلَه، وهي سبب للصلة والتواصل ولمعرفة أخبار الناس وأحوالهم وشجونهم وشؤونهم، وللتحذير بوقتٍ قياسي لما تتعرَّضُ له الأمةُ من كيد. هي نعمة تستحقُّ منا الشكر، وشكرُها باستخدامها بالمفيد، وهذه الوسائل أيضاً تؤكِّدُ معنىً إيمانيا عظيما للرقابة الذاتية، فالله رقيبٌ عليك يا عبد الله في هذا الجهاز، أنت تستخدمه بنفسك بخصوصية وأرقام سرية لا يعرفها إلا أنت، أنت من ترسل وأنت من يستقبل، أنت من ينشر، لا رقيب عليك إلا الله، فإن أسأتَ تأثم وإن أصلحت تُؤجر؛ فاسعَ لأن تعبدُ الله كأنَّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، احرص أن تتعامل معها بما يُرضي الله عنك. كما أنها وسائلُ أكَّدت مسؤوليةَ الدولةِ والأبِ والأسرةِ والمدرسةِ والتعليمِ بمجملهِ، والإعلام بأكملهِ، كلُّهم مسؤولون أمام الله بمراقبة هذه الوسائل ووضع الأنظمة الزاجرة والمؤدّبة لمن يحاول العبث من خلالها أو ينشرُ فيها ما يُسئُ لبلده أو للناس أو يتطاول على ثوابت الدين، نعم، نحتاج لتطبيقِ أنظمةٍ زاجرةٍ عادلةٍ تُؤدِّب من يتعامل معها وتصلحه، فليس من المعقول انتشارُ مقاطع تؤثر على أمننا وبلادنا وتشوّه سمعتنا ثم يعتبرُ هذا الشخص نفسه حُراً لا يلمسه أحد! هذا غير صحيح، نحتاجُ لأنظمةٍ رادعةٍ تُطبّقُ على المتطاولين من خلال هذه الوسائل لنحاربَ شرورَها ومخاطرَها، ونحسنَ استخدامها. نسأل الله أن يرزقنا شكر نعمته، وأن يهدينا جميعاً للخير والهدى والصلاح والتوفيق. اللهم احفظ علينا أمننا، وأدم علينا النعم وارزقنا شكرها وباركها، وانصر جندنا المرابطين، ووحد كلمة الأمة، وأنقذ مستضعفها، واكفنا شر الطغاة والمرجفين، وأصلح ولاة أمور المسلمين. عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56] وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا". اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily