View in Telegram
تشويهٌ ينشرِ الإشاعة بلا تثبت ولا تروّ، اتهامٌ للأشخاص في ذممهم وأعراضهم، وتشويهٌ للبلد والجمعيات، إشاعةٌ تُخلُّ بالأمن والمجتمع وتنشرُ الكذبَ والجريمةَ والخوف والقلق في أوساط الناس ولا يبالي بآثارها ناشرُها، فالمهمُّ عنده تحقيقُ سبقٍ بنشرها ولو كانت كذباً أو تمّ نفيها لاحقاً، لكنه نالَ إثمَ نشرِها وأثرها. ولقد ثبت وجود مراكز بالعالم مُفسدة تستهدفُ أمنَنا وبلادنا تبثّ التغريدات والشائعات بهدف تدميرنا وزرع الفتن بيننا! (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء:83]، يظنُّ أنه سلم من الإثم والغيبة مَن يكتبُ باسمٍ مستعار أو يرمز ويلمزُ بكلامٍ، وهؤلاء يتركُون بابَ المناصحة المشروعة والشفافيّة والوضوح ثم يدّعون الإصلاح! وهذا يعطيك دليلاً على ثقافةِ تفاهةٍ منتشرةٍ في وسائل التواصل عندنا، إشاعةٌ وإسرافٌ وترفٌ ينافي أبسطَ قواعد العقل والأخلاق والقيم، فأسرار البيوت أصبحت مكشوفةً عبرها ومعرضةً لاطلاع الغريب واختراق البعيد، والفضيحة والتهديد، والبنات يظهرْن فيها بتبرجٍ وسفور!. أناسٌ عبر السناب وغيره يُشغلون الأمةَ بالتفاهات، ومتابعوهم يلاحقونهم على ما فيهم من عوج، ليتنافسوا بإظهار التوافه، يتابعون خلال سنابه أو غيره أفعالاً خادشةً للحياء وقد تكون محرّمةً، أقلُّ ما يقالُ عنها إنها لا تليق أن تُنشر أو تُشاهدَ؛ فكيف بانتشارها ومتابعة الصغير والكبير لها؟ يكذب أحدهم فيشتهر، ومع نفيها فالناس يصدّقونها! يقلدون النساء! أفعالٌ هستيريّة لكبيرٍ بلحيته أو لمجنون في عقله! أفتريدون ثقافةً للتفاهة وضياعاً للهمم والعزائم أكثر من ذلك؟!. أصبح الإسرافُ والترف والمباهاة ظاهرةً معروضة في هذه الوسائل يتباهى بها التافهون وأغنياء مستمتعون بما يأكلون وما يشترون وللهدايا يُبذّرون، وكيف يسافرون، يظهرون سياراتهم وهواتفهم وما يملكون، وما دروا أن المتابعين لهم مُنشغلون بذلك الترف ويقلّدون، مع أن العالمَ القريب من حولِهم مسلمون خائفون وجائعون، بالصباح والمساء يُقصفون، بينما هم في وسائل التواصل غافلون لا يعقلون، وفي تفاهاتهم ولهوهم وترفهم سادرون، ألا يخشى المترفون أن يكونوا ممن حقَّ عليهم قولُ الله فيُدمَّرون؟ (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل:112]، فمظاهر الإسراف والترف سببٌ للتدمير وفقد النعم، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف:21]. عباد الله: إنَّ دراسةً يسيرةً لما يُنشرُ في هذه الوسائل يبين أن أغلبه لا يرقى إلى ثقافةٍ حقيقيةٍ وعلمٍ يُنشرُ، أو خُلقٍ يُقتدى به؛ وإنما هو تفاهةٌ وترفٌ وتكرارٌ، وكذبٌ وللوقت إهدار، وإذا وُجدَ ما يَنشرُ القيم ويعرض النفع فسيُواجِهُه البعضُ باستهتار!. أصبحنا نتهاونُ برؤيةِ المحرمات ونعتادُها بكثرةِ المقاطع، وظهور لنساءٍ متبرجات وموسيقى وغناء، مشاهداتٍ مُخلة، وكلُّها باسم: لا تفتكم مشاهدته. مقطعٌ غريب. مقطعٌ مضحك. وغيره من عناوين لامعةٍ جذّابة، لا يُستثنى منها رجلٌ ولا امرأةٌ ولا أطفال أو غيرهم، أسهل شيء فيها اتهامُ الناس والحديثُ بأعراضهم، والناس يُصدّقون، بينما الله يقول: (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) [النور:16]، وكلُّ ذلك باسمِ متابعةِ وسائل التواصل وثقافتها الجذّابة بالتوافه المعروضة، وكأننا لسنا محاسبين على ما نكتب ونقول ونشاهد! (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء:36]. وسائل أعطت بطرحها صورةً عن المجتمع -شئنا أم أبينا- مشوهة، مع إضاعةٍ للوقت، وأثّرت على التواصل والصحة والودِّ بين الأسر، وكثرةُ استخدامها والتأثر بها يبيِّنُ أهميةَ الحديث عنها وضرورةَ الاهتمام بها؛ إضافةً لمخاطر أخرى حولَها تدعو للانتباه لها، فالبيوتُ مملوءةٌ ومتأثرةٌ باستخدامها، والجرأةُ الزائدةُ بما يُعرض تتعدّى الثوابتَ والقيم وأنظمة الدول مما يثيرُ الفتنة والمجونَ، ويحتاج لوقفاتٍ ووقفات حولَها. اليوم أصبح كل أحد يرسل ما يأتيه، لا يبالي إن كان محرماً أو صدقاً أو يناسبُ عقلاً أو يثيرُ إشاعة، وكأن بعضَ الناس ضاع عقلهم وتمييزهم بمتابعة هذه الوسائل ونشر ما فيها للمشاهير: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ) [الأنعام:116].
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily