الإمام الكاظم يصف مجموعة مِن كبار فُقهاء الشيعة في عصره بـ(أشباه الحمير)..!
لماذا وصفهم بهذا الوصف؟! و مَن هم "حمير الشيعة" في زماننا..؟
:
❂ يُحدّثنا ربيع بن عبدالرحمن، يقول:
(كان و الله مُوسى بن جعفر "صلواتُ الله عليه" مِن المُتوسّمين، يعلم مَن يقِف عليه بعد مَوته، و يجحد
الإمام بعْده إمامته، فكان يكظمُ غيطهُ عليهم، و لا يُبدي لهم ما يعرفهُ منهم، فسُمّي
الكاظم لذلك..)
[عيون أخبار الرضا: ج1]
〰〰〰〰〰[[وقفات توضيحيّة]]
هذهِ الرواية أعلاه تَتحدّث عن جهة مِن جهاتِ سَبب تَسميتهِ إمامنا مُوسى بن جعفر "صلواتُ الله عليه" بالكاظِم..
قَطْعاً لَيستْ هي الجهة الوحيدة في سَبب التسمية بالكاظم، هُناك أكثر مِن جهة، و لكن هَذهِ الجهة في "غاية الأهمية".
✦ هذا المُصطلح (المُتوسِّم) ذُكِر في الكتاب الكريم في قولهِ تعالى: {إنَّ في ذلكَ لآياتٍ للمُتوسّمين} و إمامنا
#باقر_العلوم "صلواتُ الله عليه" يقول: (كان رسول الله مِن المُتوسّمين، وأنا بعدهُ والأئمةُ مِن ذُرّيتي)
و المُراد مِن (المُتوسِّم) هُو الَّذي يَعلمُ حَقائقَ الناس فيما سيكونون عليه في قابل الأيام في الأيّام القادمة.
فالإمام
الكاظم كان يعلم و يَعْرف الذين سينحرفون من الشيعة بعد موته و يجحدون
الإمام مِن بعده، و لِذلك كان يقول لأحد كبار فقهاء الشيعة في عصره و هو علي بن أبي حمزة البطائني - الذي انحرف و جحد الإمامة طمعاً في الأموال والزعامة -
الإمام كان يقول له: (يا علي، أنتَ و أصحابُكَ أشباهُ الحمير).
👆🏻الإمام قال لهم هذه العِبارة لأنّه يَعلم أنّهم سيقفون في الطريق، و يجحدون الأئمة مِن بعده.. علماً أنّ
الإمام قال لهم هذه العبارة قَبل أن تظهر فتنتهم (فتنة الواقفة).
✦ فتنة (الواقفة) فتنة مُهمّة جدّاً.. لأنّها تُعيد نفسها في كُلّ زمان، و هي موجودة في زماننا هذا و لكن بأسلوب آخر.. و لذا لابُدّ أن نعرف هذهِ الفتنة جيّداً كي لا نكون في زُمرة "الواقفة" في هذا الزمان..!
✦ هذه الأسماء: (عليّ ابنُ أبي حمزة البطائني.. و زياد القَندي.. و عُثمان الرؤاسي.. و ابن مهران.. و غيرهم) هؤلاء كانوا فُقهاء شيعةِ كبار في زمَن
#الإمام_الكاظم "صلواتُ الله عليه".
و إلى اليوم أحاديث البطائني و غير البطائني التي نقلوها عن الأئمة في أيّام هدايتهم كثيرة جدّاً في كُتبنا الشيعيّة.. و هي مِن الأحاديث المُهمّة.
علماً أنّ هؤلاء أصحاب (الفتنة الواقفيّة) الَّذين وقفوا عند
الإمام الكاظم و جحدوا الأئمة مِن بعده، هؤلاء أكثرهم فقهاء و مُحدِّثون و زُعماء شيعة..!
هؤلاء وكلاء
الإمام الكاظم، و كانت الشيعةُ ترجع إليهم أَثناء غَيبتِهِ "عليه السلام" في السجن.
حِين غَيِّبه العباسيّيون في طوامير بغداد و في سجونهم، كانت الشيعة ترجع إلى هؤلاء.. إلى البطائني و أمثال البطائني مِن فقهاء الشيعة في ذلك الزمان، و كانَت الشيعة تحملُ إليهم الأموال الكثيرة.. و هي أموالُ إمامنا
#كاظم_الغيظ "صلواتُ الله عليه".
✦ حين استُشهد إمامُنا
الكاظم هؤلاء الوكلاء قالوا للناس: بأنَّ
الإمام لم يُستشهد، و بأنَّ الإمامة انتهتْ عند
الإمام الكاظم، و أنَّ
الإمام الكاظم غاب و سيعود ليملأ الأرض قِسْطاً و عدلاً..! و إنّما فعلوا ذلك حُبّاً في الزعامة و طَمَعاً في الأموال الكثيرة التي كانتْ تصِلُهم في فترة غياب
الإمام الكاظم السجون.
فأسّسوا هذه العقيدة الجديدة الضالّة التي ما أنزل الله بها مِن سُلطان، و خَدعوا بها عوامّ الشيعة، و أنكروا إمامة
الإمام الرضا "صلواتُ الله عليهم" حتّى تبقى أموال
الإمام الكاظم تحت تصرّفهم.
علماً أنّ البطائني لم يمكثْ طويلاً بعد شهادة
الإمام الكاظم.. فقط عاش فترة زمنيّة محدودة و مات.. و
الإمام الرضا "عليه السلام" يُحدّثنا و يقول: أنّه حين مات البطائني و جاءتهُ الملائكة تَسأله عن أئمَّتهِ.. عَدَّد لهم الأئمَّة، فحين وصل إلى اسمي (أي اسم
الإمام الرضا) وقف.. فضربوهُ ضربةً على رأسهِ امتلأ قبرهُ ناراً)
هؤلاء هُم الواقفة.. و الأئمة "عليهم السلام" يُسمّونهم (حمير الشيعة) و يُسمّونهم أيضاً بـ(الكلاب الممطورة).
🔹أمّا سبب تسمية الأئمة لهم بِحمير الشيعة:
فلأنّ هُناك صِفة مُشتركة بين هؤلاء الواقفة و بين الحمير، و هي صِفة (الوقوف في الطريق)
فمَعروفٌ عن الحمار أنّه حَيوان "حَرون".. و المُراد مِن الحيوان الحرُون: هو الَّذي يَقِفُ في مُنتصف الطريق و لا يُكمل المَسير! فيُقال لهُ حيوان حرون.. يعني واقف لا يتحرَّك.. هذه الصفة واضحة في الحمير، أنَّها في مقطعٍ مِن مقاطع الطريق تَقِف.. بحيث حتَّى لو ضُربت لا تتحرَّك.
فهذه التسمية للواقفة بـ(حمير الشيعة) لم تأتِ جُزافاً، و إنّما لوجود صِفة مُشتركة بين هؤلاء الواقفة و بين الحمير.. فكما أنّ الحمار يقف في الطريق، فهؤلاء أيضاً وقفوا في الطريق عند
الإمام الكاظم، و جحدوا بقيّة الأئمة من بعده..!
🔹أمّا سبب تسمية
الإمام الرضا لهم بـ(الكلاب الممطورة) :
فلأجل أن يُبيّن أنّهم ذوات نجسة تُنجّس ما حولها.. لأنّ معنى