#الرضيع#ليلة_الرضيعشهادة عبد الله
الرضيع (عليه السلام)
والخطب الأفضع يوم يُذبح
الرضيع بسهم من الوريد الى الوريد، فترك هذا المصاب غُصَّة في قلوب آل محمد (صلوات الله عليهم).
فعن المنهال بن عمرو، قال دخلتُ على علي بن الحسين (عليهما السلام) منصرفي من مكة فقال لي : (يا منهال، ما صَنَعَ حرملةُ بن كاهلة الأسدي؟) فقلت تركته حيَّاً بالكوفة، فرفع يديه جميعاً، فقال : (اللهم أذِقْهُ حرَّ الحديد، اللهم أذِقْهُ حرَّ الحديد، اللهم أذِقْهُ حرَّ النار)(١)
ذلك الطفل الذي يقول فيه مولانا صاحبُ الأمر (عليه السلام) : (السّلام على عبد الله
الرضيع ، المَرمي الصريع المتشحِّطِ دماً ، والمُصَّعَدِ بدمه إلى السّماء ، المذبوحِ بالسَّهم في حِجْرِ أبيه ، لَعَنَ اللهُ راميه حرملةَ بن كاهل الأسدي وذويه)(٢) .
يقول السيد عبد الحسين شرف الدين : ويغلبُ على الظَّن أنَّ غرض الحسين من هذا العمل ـ وهو حمل
الرضيع وتقديمه للقوم وطلبه منهم أنْ يُسقوه ماءً ـ هو تفهيم العالم بشدة عداوة بني أمية لبني هاشم، وأنّها إلى أي درجة بلغت، ولا يظن أحدٌ أنَّ يزيد كان مجبوراً على تلك الإقدامات الفجيعة لأجل الدفاع عن نفسه، لانَّ قتل الطفل
الرضيع في ذلك الحال بتلك الكيفية ليس هو إلاّ توحش وعداوة سبعية منافية لقواعد كلِّ دين وشريعة"(٣)
يقول السيد المقرم : دعا بولده
الرضيع يودّعه ، فأتته زينب بإبنه عبد الله، واُمُّه الرباب، فأجلسه في حِجره يُقبِّله ويقول : (بُعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدُّك المصطفى خَصْمَهم )، ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه.
فتلقّى الحسين (عليه السلام) الدم بكفّه ، ورمى به نحو السّماء . قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (فلَم تسقط منه قطرة ).
تلگه احسين دم الطفـــل بيده
شحاله اليجتل ابحضنه اوليده
شاله وترس جفه من وريـده
وذبه للسمه وللگــاع ما خــــر
ثمّ قال الحسين (عليه السلام) : (هوّن ما نَزَلَ بي أنّه بعين الله تعالى ، اللهمّ لا يكون أهونَ عليك من فصيل ، إلهي إنْ كنت حبستَ عنّا النّصر فاجعله لِما هو خير منه ، وانتقمْ لنا من الظالمين واجعلْ ما حلَّ بنا في العاجل ذخيرةً لنا في الآجل اللهمَّ أنت الشاهدُ على قومٍ قتلوا أشبهَ النّاس برسولك محمّد صلّى الله عليه وآله).
يا بويه بمصابك حرت والسهم شل لساني
أمك وعمــتك والحرم بالخـــيم كلها اتاني
حسبالهن ماي اشربت من جبتك العدواني
وين أخفي دمك لو اجن لو سكنه تتلگاني
سهم المصوّب منحرك نابت تراه ابگلبي
يا بويه ما شوف الدرب ضيعت سجة دربي
گلي صابوك بيا ذنب لو صوبوك بذنبي
ماي وتبــده اعلى الارض يبني وبعد شيلمك
وسمع (عليه السّلام) قائلاً يقول : (دَعه يا حسين ، فإنّ له مُرْضِعَاً في الجنّة) ثمّ نزل (عليه السّلام) عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرمّلاً بدمه وصلّى عليه ، ويقال وضعه مع قتلى أهل بيته(٤) .
وكلُّ رَضيعٍ يَبتَغِي ثَديَ أمّـِهِ
ويرضَـعُ مِن ألبانِها ثُمّ يُفطَـمُ
سوى أنَّ عبدَ اللهِ كان رضاعه
ُدِمَاهُ وَغَذَّتهُ عن الـــدُرِّ أَسهُمُ
_
(١) أمالي الطوسي ص : ٢١٢
(٢) إقبال الأعمال ص: ٤٩
(٣) المأتم الحسيني للسيد عبد الحسين شرف الدين ص : ١٠٣
(٤)مقتل الإمام الحسين عليه السلام للسيد المقرم ص : ٢٨٥ _ ٢٨٧
مراثي الاطهار عليهم السلام