أوضح وأبرز آلام سيّد الشهداء يوم الطفوف .. ما هو..؟
وما هي الوصيّة الهامّة من سيّد الشهداء للشيعة إلى يوم القيامة؟!
( وقفة تأمّل وتفكّر )
💔💔💔:
❂ يقولُ إمامُ زماننا صَلواتُ الله عليه في
#زيارة_الناحيّة_المقدّسة وهو يُخاطب جدّه
#سيّد_الشهداء، يقول :
(ولأبكِينَّ لكَ بَدَلَ الدُّمُوع دَماً حسْرةً عليك وتأسُّفاً على ما دهاكَ وتَلَهُّفا، حتَّى أمْوتَ بلوعةِ الـمُصاب وغُصَّةِ الاكْتئاب)!
أيُّ مُصابٍ هذا الذي لوعَتُهُ تُؤدَّي إلى مَوت
#صاحب_الأمر..؟!
إمامُ زَماننا "صلواتُ الله عليه" يقول:
(حتَّى أموتَ بلوعةِ الـمُصَاب)
هُناك مُصاب.. وهُناك لَوعةٌ للمُصاب..!
وهذهِ المَعاني هي بلسانِ المُداراةِ، يعني أنَّها تقريبيةٌ فقط.. ولا نَستطيعُ أنْ نَصِلَ مِن خلال هذه الصُوَر إلى الحقيقة كما هي..
فأهل البيت "صلواتُ اللهِ عليهم" هم يقولون:
واللهِ ما كلّمنا الناس قطُّ على قَدْر عُقولنا، وإنّما نُكلّم الناس على قدر عقولهم.
:
هذهِ العبارات الواردة في زيارة الناحية المُقدّسة وكذلك نصوص أخرى، كلّها إشارات و رموز..
والذي يتجلّى مِن هذهِ الإشارات و الرُموز هو أنّ أوضحَ أَلَمٍ لسيّد الشهداء هو (
#العطش )..!
وكلُّ الجِراحات وكلُّ الآلامِ تبعثُ على العَطَش..!
ولذا جاءت الإشارةُ في الرمز القُرآني:
{
#كهيعص } الإشارةُ هُنا إلى
#عطش_الحسين، وأمّا
#الصبر فذلك الَّذي يُلازِمُ العَطش.
فالحديثُ هُنا في هذا الرمز القُرآني هو عن (العَين) والعَينُ كما قالَ إمامنا
#صاحب_الأمر: عَطَشُ الحُسين..!
ولذا كان الخِطابُ من نَحْر سيّد الشهداء إلى الشيعة
#يوم_عاشوراء هو تلك الرسالةُ الَّتي نَقَلتْها لنا عزيزةُ الحُسين مولاتُنا سُكينة "صلواتُ الله عليها":
(شيعتِي مَهما شَربتُم عَذْبَ ماءٍ فاذكرُونِي) .
،
لماذا قال سيّد الشهداء هذهِ العِبارة المُقرحة للقُلوب (مهما شربتم
💔)
لماذا (مهما شربنا)؟!
الجواب: لأنَّ عطش الحُسينِ كانَ جامعاً لكلِّ معاني العَطَش..
فإنّنا إذا ما تصفَّحنا المَشهد العاشورائي حتَّى في ذلكَ الموقف وقبل أنْ تبدأ المعركة يوم الطفوف بوقتٍ قد يَكونُ طويلاً نوعاً ما.. في بدايات العَطش الَّذي خَيَّم على
#خيام_الحسين.. نجد الرواية تقول:
جاءت سُكينة لأبيها وطَلبت منهُ الماء - أي مِن وِلايتهِ التكوينية - (ما يُسميّه البَعض بطريق المعجزة)
فحينَ نَبعَ الماءُ وراء الخيام قال سيّد الشهداء لسُكينة:
بُنيَّة سُكينة، إذا شربتي مِن الماء فإنّه يَطول مَوقف شيعتي
#يوم_القيامة..!!
فلم تشربْ.. وعاد الماءُ إلى باطن الأرض.
،
فالمشهد العاشورائي بكلِّ تَفاصيله، والمشهد الحُسيني والَّذي يَبدأ مِن بَعْد ما فَارَق
#العبّاس الحُسين.. كلُّ هذهِ الصُور والمَعاني وكلُّ التفاصيلِ تُخبرنا وتُحدِّثنا عن حَرارة عَطشٍ لاهبٍ مُستعر لا نستطيعُ أنْ نتصوَّرها أبداً..!
مثـــلاً:
هذهِ اللَّقطةُ الَّتي تُحدِّثُنا عنها كتب المُقاتل:
حِينَ رَجَع
#عليّ_الأكبر وشكا العَطَش لِوالدهِ فأخرجَ لهُ لِسانهُ فكان كالخشبة اليابسة..!!
مِثلُ هَذهِ الصُور في المَشهد العاشورائي تَتَكثَّفُ وتَتَرسَّخ وتشتد وتزداد في المَشهد الحُسيني مع كُلِّ جراحة!
،
حِين ينزف الإنسان دَمَاً، وحين يُجرَحُ الإنسان وهو يُقاتِلُ في تلكَ المعارك الطاحنة يَزدادُ عطشاً، مع كُلِّ دَمٍ يَنْزِفهُ يزدادُ عطشاً، و مع كُلِّ جراحةٍ يزدادُ عطشاً، مع طول الوقتِ يزدادُ عطشاً،
مع حرارةِ الجوِّ المُضاعفة بسبب نَشْرِ الزَمان والمَكان يَزدادُ العَطَش، مع كلِّ ذلك الجُهْد في ساحة المعركة يزدادُ
العطش،
مع كُلِّ تلك الآلام التي بعْدها ألآم، وبينها ألآم، وفوقها ألآم، وتحتها ألآم، يزدادُ
العطش..
،
لذا سيِّد الشهداء يُخاطبنا ويقول: (شِيعَتِي مَهْمَا شَرِبْتُم
💔)
يعني في أيِّ زمان، وفي أيِّ مكان،
ليلاً، نهاراً، في أيِّ لحظة،
في الصحة، في المَرَض، في الراحة، في التعب، في الخوفِ، في الأمن، في الحريةِ، في القُيودِ والسجون والزنزانات، في الرفاهيةِ، في الضِيق، في الفقرِ، في الغِنى، في كلِّ حالٍ مِن أحوالكم،
سواء كُنتم في عَطَشٍ شديد، أو في عَطَشٍ ليس شديد، سواء كُنتم في أيّام فِطْرٍ أم كنتم في صِيام، عند وقتِ الصباح أم عند وقت المساء، عند إفطاركم أم عند سحوركم،
في أيِّ لحظةٍ مِن لحظات حياتكم، سواء شربتم قليلاً أم شربتم كثيراً..
(شِيعَتِي مَهْمَا شَرِبْتُم عَذْبَ مَاءٍ فَاذْكرُونِي
💔)
،
الإمام صلواتُ الله وسلامه عليه يُريد منّا أن نتلمّس هذه الحقيقة:
أنَّ عَطَشهُ يُساوي عَطَشَ الجَميع؛ لأنَّ الخِطاب هَذا موجّهٌ لشيعتهِ إلى يوم القيامة.. يعني حتَّى بعد ظُهور إمام زماننا هذا الخطاب مفتوح:
(شِيعَتِي مَهْمَا شَرِبْتُم عَذْبَ مَاءٍ فَاذْكرُونِي
💔)