تنوين العِوَضشاع عند النّحويّين أنّ مِن أنواع التّنوين: تنوين العِوَض، وهو على ثلاثة أقسام: عِوَض مِن حرف، ومِن مفرَد، ومِن جُملة،
ويقع العِوَض من المفرَد -على ما قرّروا- في (كُلّ) و(بعض) و(أيّ)،
لكن حَكى ابنُ هشام في (المُغنِي) وابنُ عَقِيل في (المُساعِد) أنّ في تنوين (كُلٍّ) و(بعضٍ) قولَيْن،
وصحّح الشّيخ خالد الأزهريّ أنّ تنوينَهما تنوينُ تمكينٍ، وأنكرَ تنوين العِوَض عن المفرَد؛ فيكون العِوَضُ على قِسمين فقط.وهذه كلماتُهم:
1. «وتنوين العِوَض وهو اللّاحق عِوَضًا من حرف أصليّ، أو زائد، أو مضاف إليه مفرَدًا أو جملة...
والثّالث: تنوين (كلّ) و(بعض) إذا قُطِعَتا عن الإضافة، نحو: {وكُلًّا ضربنا له الأمثال}، {فَضَّلْنا بعضَهم على بعضٍ}.
وقيل: هو تنوين التّمكين؛ رجع لزوال الإضافة الّتي كانت تُعارِضُه.»
ابن هِشام، «مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب» (ص447، تح. مازن المبارك)
2. «
وفي تنوين (كلّ) و(بعض) قولان؛ قيل: عِوَض، وقيل: للتّمكين.»
ابن عَقيل، «المساعد على تسهيل الفوائد» (2/ 678)
3. «تنوين العِوَض: نحو (جَوارٍ) و(يومئذٍ)؛ فالأوّل عِوَض عن حرف أصليّ وهو الياء، وأصله: (جواري)، والثّاني عِوَض عن جملة.
وليس منه العوض عن المفرد في مثل (كلّ) و(بعض)؛ فإنّ تنوينهما تنوين تمكين يزول عند الإضافة ويوجد عند عدمها، هذا هو الصّحيح.»
خالد الأزهريّ، «شرح الأزهريّة» (ص5)
4. «واختُلف في تنوين (كلّ)، فقيل: تنوين عِوَض مِن المضاف إليه،
وقيل: تنوين التّمكين، قال الشّيخ خالد الوَقّاد: وهو الأصحّ.»
الخطيب الشِِّربينيّ، «السّراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربّنا الحكيم الخبير» (1/ 191)
5. «قسّموا تنوين العوض إلى ما يكون عِوَضًا عن جملة أو عن حرف أو عن كلمة، كقوله تعالى: {فضّلنا بعضهم على بعضٍ} [البقرة: 253] {وكلٌّ في فَلَك} [يس: 40] {أيًّا ما تدعوا} [الإسراء: 110]...
على أنّ بعض المحقِّقين أنكرَ القِسم الثّالث، وقال: إنّه من تنوين التّمكين، يزول مع الإضافة، ويَثبُتُ مع عدمها.»
«حاشية ابن عابدين» (6/ 192، ط. الحَلَبيّ)
#نحو#لغويات