View in Telegram
عجيبة رأيتُ اليوم مسألةً مترجَمة بـ(المسألة الخِلافيّة، في الصّلاة خلفَ المالِكيّة)، سئلها الشيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة، رحمه الله، جاء فيها: "ما تقول السادة الفقهاء أئمة الدين وعلماء المسلمين، وفقهم الله لطاعته، في رجل يزعم أنه فقيه على مذهب الشافعي، قال للعامة: لا تجوز الصلاة خلف أئمة المالكية، ومن صلى خلف إمام مالكي المذهب لم تصح صلاته، ويلزمه إعادة ما صلى خلف الإمام المالكي". فأجاب -رحمه الله، ورضي عنه- بما لفظُه: "إطلاق هذا الكلام من أنكر المنكرات وأشنع المقالات، يستحق مُطلِقُه التعزيرَ البليغ؛ فإن فيه من إظهار الاستخفاف بحُرمة هؤلاء الأئمة السادة ما يوجب غليظ العقوبة، ويدخل صاحبه في أهل البدع المضلة. فإن مذهب الإمام الأعظم مالك بن أنس -إمام دار الهجرة ودار السُّنة، المدينة النبوية التي سُنت فيها السُّنن، وشُرعت فيها الشريعة، وخرج منها العلم والإيمان- هو من أعظم المذاهب قَدْرا، وأجلِّها مَرتبة، حتّى تنازعت الأمة في إجماع أهل المدينة: هل هو حُجّة أم لا؟ ولم يختلفوا في أن إجماع أهل مدينة غيرها ليس بحُجّة. والصحيح أن إجماعهم في زمن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان؛ فإن أمير المؤمنين عليا -رضي الله عنهم- انتقل عنها إلى الكوفة. وفيما نقلوه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كالصاع وترك صدقة الخضرات ونحو ذلك حُجة يجب اتباعها. وكذلك الصحيح أن اجتهاد أهل المدينة في ذلك الزمن مرجَّح على اجتهاد غيرهم؛ فيرجح أحد الدليلين بموافقة عمل أهل المدينة. وهذا مذهب الشافعي، وهو المنصوص عن الإمام أحمد وقول محققي أصحابه. وكان لمالك بن أنس -رحمه الله- من جلالة القدر عند جميع الأمّة، أمرائها وعلمائها ومشايخها وملوكها وعامّتها، من القدر ما لم يكن لغيره من نظرائه، ولم يكن في وقته أجلُّ عند الأمّة منه. وقد رُوِيَ حديث نبوي، وفُسِّرَ به. ومَن جاء بعده من الأئمة -رحمهم الله- مثل الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما، فهم أشد الناس تعظيما لأصوله وقواعده ومتابعة له فيها. وهم متفقون على أن مذاهب أهل المدينة رأيًا وروايةً أصحُّ مذاهب أهل المدائن الإسلامية في ذلك الوقت. وكيف يستجيز مسلم يطلق مثل هذه العبارة الخبيثة، وقد اتفق سلف الأمة من الصحابة والتابعين على صلاة بعضهم خلف بعض، مع تنازعهم في بعض فروع الفقه، وفي بعض واجبات الصلاة ومبطلاتها! ومن نهى بعض الأمة عن الصلاة خلف بعض لأجل ما يتنازعون فيه من موارد الاجتهاد، فهو من جنس أهل البدع والضلال الذين قال الله فيهم: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}، وقال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}، إلى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي تأمر بالجماعة والائتلاف، وتنهى عن الفُرقة والاختلاف". جامع المسائل (5/ 269 - 273) #تيميات #مالكيات
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily