«وسمعتُ ابن سمعون الصُّوفيَّ يقول:
ما يَقِفُ البَشَرُ على بُعدِ غَوْر قولِ اللهِ تعالى لكليمِه: {وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}!
فإنّ في هاتين الكلمتين ما لا يُبْلَغُ كُنْهُه، ولا يُنالُ آخِرُه!
ولو أنّ أرقَّ النّاسِ لسانًا، وألطَفَهم بيانًا، أرادَ أن يَتوسَّطَ حقيقةَ هذا القول- لم يَستطِعْ، وعادَ حَسِيرًا، ونَكَصَ بَهِيرًا، وبَقِيَ عاجزًا!
ثم قال:
اللّهُمّ حَبِّبْ بعضَنا إلى بعض، واجمَعْ شَمْلَنا إلى رِضاكَ عنّا، مع إحسانِك إلينا، إنّك أهلُ ذلك، والجَوادُ به!»
أبو حيّان التّوحيديّ، الصّداقة والصّديق.