هل تعلم أنّ اسم (
#الرافضة) هو تسمية مِن الله تعالى للشيعة المُخلصين؟
(
وقفة عند مُصطلح "الرافضة" وصِفات الروافض في كلمات العترة الطاهرة)
:
❂ يُحدّثنا أبو الجارود، وهو يقول: أصمَّ اللهُ أُذنيهِ كما أعمى عينيه إنْ لم يكنْ سَمِع رجلاً يقول لأبي جعفر " الإمام الباقر صلواتُ الله وسلامهُ عليه":
(إنَّ فُلاناً سمَّانا بإسم..
قال الإمام: و ما ذاكَ الإسم؟
قال الرجل: سمَّانا :
الرافضة.
فقال أبو جعفر "صلواتُ الله عليه" - وأشار - بيدهِ إلى صدره: و أنا مِن
الرافضة، و هُو مِنّي. قَالها ثلاثاً)
[المحاسن]
:
❂ ويقول أبو بصير: قُلْتُ لأبي جعفر - الإمام الباقر "صلواتُ الله وسلامهُ عليه":
(جُعلتُ فِداك، اسْمٌ سُمّينا بهِ استَحلَّتْ به الولاةُ دِماءَنا وأموالَنا و عذابَنا،
قال: وما هو؟
قال:
#الرافضة..
فقال أبو جعفر "صلواتُ الله عليه":
إنَّ سبعينَ رَجُلاً مِن عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى "عليه السلام" فلم يكن في قوم موسى أحدٌ أشدَّ اجتهاداً ولا أشدَّ حُبَّاً لهارون منهم، فسمَّاهم قومُ موسى
#الرافضة، فأوحى اللهُ إلى مُوسى أن ثَبّتْ لهم هذا الإسم في التوراة فإنّي قد نَحلتُهم وذلك اسم قد نحلكم الله إيّاه)
[المحاسن]
● لاحظوا هذهِ العِبارة للإمام "صلواتُ الله عليه":
(فلم يكن في قوم موسى أحدٌ أشدَّ اجتهاداً ولا أشدَّ حُبَّاً لهارون منهم)
يعني أنّ أبرز وأوضح سِمات "الروافض" هي:
شِدّة المحبّة والولاء لوصيّ نبيّهم، وشدّة الاجتهاد في طاعتهِ والانقياد له.. وكذلك رفض أعدائهِ والبراءة منهم.
❂ ويُحدّثنا سُليمان الأعمش يقول:
(دخلتُ على أبي عبد الله جعفر بن مُحمّد "الصادق صلواتُ الله عليه"
قلت: جُعلتُ فداك، إنَّ الناس يُسمّونا
#روافض،
وما الروافض؟
فقال "صلى الله عليه": واللهِ ما هُم سمُّوكُموه، ولكنَّ اللهَ سمَّاكم بهِ في التوراة والإنجيل على لسان مُوسى ولسان عيسى "عليهما السلام"،
وذلك أنَّ سبعينَ رجُلاً مِن قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا في دين موسى فسمَّاهم اللهُ تعالى
الرافضة، وأوحى إلى موسى أن أثبتْ لهم - هذا الإسم - في التوراة حتّى يملكوه على لسان محمّد "صلّى الله عليه وآله".
ففرّقهم اللهُ فِرَقاً كثيرة و تشعّبوا شُعَباً كثيرة.. فرفضوا الخَير فرفضتم الشر، واستقمتم مع أهل بيت نبيكم، فذهبتم حيثُ ذهب نبيّكم، واخترتُم مَن اختار الله ورسوله،
فأبشروا ثُمَّ أبشروا.. فأنتم المَرحومون، المُتقبَّلُ مِن مُحسنهم والمُتجاوَزُ عن مُسيئهم،
ومَن لم يلقَ الله بمثل ما لَقيتُم لم تُقبَل حسناته ولم يُتجاوَز عن سيّئاته.. يا سليمان هل سررتك؟
قال سُليمان: زدني جعلت فداك.
فقال"صلى الله عليه":
إنَّ لله عزَّ وجلَّ ملائكةً يستغفرون لكم حتّى تتساقط ذُنوبكم كما تتساقطُ وَرَقُ الشَجَر في يوم ريح، وذلك قول الله تعالى: {الذين يحملون العَرش ومَن حوله يُسبّحون بحمد ربّهم ويُؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} هُم شيعتنا، وهي والله لهم يا سليمان، هل سررتك؟.
فقلت: جعلتُ فداك زدني.
قال "صلى الله عليه": "ما على ملة إبراهيم "عليه السلام" إلّا نحنُ وشيعتنا، وسائر الناس منها بريء)
[تفسير فرات]
:
• قول الإمام: (واللهِ ما على مِلّة ابراهيم إلّا نحنُ وشيعتنا) الإمام ذَكرَ مِلّة إبراهيم لأنَّ مِلّة إبراهيم هي مِلّةُ الرفض، والذي كسَّر أصنام الجاهلية هُو الذي كسَّر أصنامَ الكُفْر والشِرك والإلحاد، وهذا أوضحُ مِصداق مِن مصاديق الرفض.. ولذا إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" يقول: (فواللهِ ما على ملّة ابراهيم إلّا نحنُ وشيعتنا) يعني أنّهُ لا يُوجد أحدٌ على وجه الأرض يرفضُ الباطل ويرفضُ الإنحراف ويرفضُ الكُفْر إلّا نحنُ الأئمة وشيعتنا الأبرار.
❂ رواية أخرى.. جاء فيها: أنّه دخل سُماعة بن مهران على الصادق "صلواتُ الله وسلامهُ عليه"، فقال له الإمام:
(يا سُماعة، مَن شرُّ الناس عند الناس؟ قال: نحنُ يا ابن رسول الله.
فغضب - الإمام - حتّى احمرَّتْ وجنتاهُ، ثمَّ استوى جالساً وكان مُتّكئاً، فقال: يا سُماعة مَن شرُّ الناس عند الناس؟
قال سُماعة: والله ما كذَّبتك يا بن رسول الله، نحنُ شرُّ الناس عند الناس، لأنَّهم سمّونا كُفّاراً ورافضة.
•فنظر - إليه الإمام - ثمّ قال:
كيف بكم إذا سِيقَ بكم إلى الجنّة وسيق بهم إلى النار، فينظرون إليكم فيقولون: ما لنا لا نَرى رجالاً كُنَّا نعدُّهم مِن الأشرار؟
•يا سُماعة بن مهران.. إنَّهُ مَن أساء منكم إساءةً مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنُشفّع، والله لا يدخلُ النار منكم عشرة رجال،
والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجلٌ واحد، فتنافسوا في الدرجات، وأكمدوا أعداءكم بالورع)
[آمالي الطوسي]