في عالم من الكلمات، أجد ملجأي. هنا أشارككم شذرات من روحي وأحلامي، وأدعوكم في رحلة عبر خيالي
لستُ كاتب ولكنني شغوف بالكلمات، أكتب عن كل ما يستهويني... اتمنى لكم قراءة ممتعه🖤
OWNER: @OSS1S@athkkarr
في لحظات الصفاء، يداهمني شرود الذهن، فأجدني أُطيل النظر إلى تفاصيل السقف، مُستغرقًا في عالمي الخاص، لكن سرعان ما يُوقظني صوت الحياة الصاخب من حولي، فأنتفضُ وأخرج إلى الشوارع، بجسدٍ وعقلٍ يتوقان إلى الانغماس في خضمّها، أُحبّ هذه البصيرة التي تُعرّفني على عجائبَ تفوقُ خيالاتي. ففي لحظات التجوال تلك، أعيشُ تجاربَ لا تُقدّر بثمن، كأن أرى شيخًا في السابعة والتسعين من عمره، يُصارعُ الصعود إلى الحافلة بصعوبة بالغة. يكادُ اليأسُ يتملّكُه، لكن ما إن يتمتم بـ "يا الله"، حتى تُضيءَ عيناهُ وتشتعل فيه جذوةٌ من النشاط، وكأنّ هذه الكلمة سرٌّ يُعيدُ إليه شبابه. يبدأُ بالحديثِ عن أيامه الخوالي في ربيعه الواحد والعشرين، وكأنّ الماضي يعودُ إليه في لحظةٍ خاطفة. ثمّ فجأةً، ينقلبُ حديثه إلى تساؤلاتٍ عن سبب فقدانه لبصره، وكيف تحوّلت حياته إلى سوادٍ قاتم. يُثيرُ دهشتي هذا التحوّلُ المفاجئ، خاصّةً وأنّه قد رفضَ مساعدة الركّاب وصعدَ الحافلة بمفرده، تُرى، هل هي بصيرة القلب التي تُضيءُ له طريقه؟ أو تلك الأمّ التي تنهمرُ دموعها حُزنًا على ابنها المريض، الذي يُوشكُ أن يفارق الحياة قبلها، يبدو الأمرُ مُحيّرًا، فربّما كانَ الموتُ راحةً له من سماعِ أنينها وبكائها ودعواتها التي لا تنقطعُ في جوف الليل، ثمّ هذا الرجلُ الذي يُسندُ رأسي على كتفه، رجلٌ أضناهُ الكتابة والنّظم، حتى أثقلتْ يمينُه. كانَ هو الآخر قد اتّخذ من الكتابة ملجأً لروحه، حينَ رأى قلمي، بدأ يصفُ جوّ الحافلة الكئيب، فارتسمت على وجهه ابتسامةٌ ساحرة، بدأ يسألني عن كيف لي، وأنا في هذا السن من عمري، أن أُعبّر عن مشاعري بهذه الدقّة، لم أستطع أن أُخبره الحقيقة، خشيةَ أن تتلاشى تلك الابتسامة، فحتى لو كانَ مجنونًا، لن يُصدّقَ أن الكآبة التي تُعبّر عنها نصوصي قديمةٌ قِدمَ ثمانين ربيعًا مضت، وليس ربيعَ الرابع والعشرين هذا✍️♡
علّموا أبنائكم أن الرحمة أساس التعامل، وأن الشكر يفتح أبواب الرزق، وأن الصبر مفتاح الفرج، وأن التواضع زينة المؤمن، وأن العفو عن المسيء كسب للقلب، وأن الحلم زينة الرجال، وأن العقل السليم في الجسم السليم، وأن العلم نور يهدي إلى الصراط المستقيم، وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن العطاء من الأيمان، وأن الرضا بالقضاء والقدر سعادة لا تضاهى، وأن التعاون أساس التقدم، وأن الإخلاص في العمل يرفع الشأن، وأن الحياء زينة المرأة والرجل، وأن الكرم يزيد من المحبة، وأن العدل أساس المجتمع، وأن الصبر على الأذى من أعظم القربات، وأن الوفاء بالعهود من شيم الكرام، وأن الحسد داء عضال، وأن الغيبة حرام، وأن النميمة تفرق بين القلوب، وأن الكذب يهدم الثقة، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن البر بالوالدين من أفضل القربات، وأن صلة الأرحام تزيد في العمر، وأن بر الوالدين سبب في طول العمر، وأن العفة حصن حصين، وأن الزواج نصف الدين، وأن التربية الصالحة أساس المجتمع، وأن البيت المعمور بالقرآن بيت مبارك، وأن الدعاء سلاح المؤمن، وأن التوبة مفتاح النجاة، وأن الصلاة عمود الدين، وأن الحج فريضة على من استطاع إليه سبيلاً، وأن الجهاد في سبيل الله من أجل الأعمال، وأن الشهادة هي أعلى المراتب، وأن الجنة هي دار الخلد، وأن النار هي دار الخلود، وأن الله هو الرزاق الكريم، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، علّموا أبنائكم أن الحياة مدرسة وأن كل يوم درس جديد، وأن التجارب هي أفضل معلم، وأن الأخطاء فرصة للتعلّم، وأن النجاح لا يأتي إلا بالعمل الجاد والمثابرة، وأن العزيمة هي مفتاح تحقيق الأهداف، وأن الطموح هو وقود التقدم، وأن الإبداع هو مفتاح المستقبل، وأن التفاؤل هو نصف النجاح، وأن الصبر هو مفتاح الفرج، وأن الأمل هو نور القلوب، وأن الحب هو أساس السعادة، وأن الصداقة هي كنز لا يقدر بثمن، وأن الأسرة هي الحصن الحامي، وأن الوطن هو أغلى ما نملك، وأن الله هو الحافظ والمُعطي✍️♡
الحياة، أحيانًا، معلم قاسٍ، تلقي بك في أعماق تجارب لا تتناسب مع سنك، فتجد نفسك تحمل أعباء تفوق طاقتك،لكن في خضم هذه الصعاب، يحدث شيء عجيب: ينمو بداخلك إنسان جديد، أقوى وأشجع وأكثر حكمة،ينمو عقلك أسرع من عمرك، تتجاوز مرحلة الطفولة، وتقفز إلى أعماق الفهم والحكمة، تتجاوز مراحل النمو الطبيعية، وتقفز قفزات نوعية في فهم الحياة ومعناها، كل تجربة مؤلمة هي في الحقيقة بمثابة معلم صارم، يوجهك نحو الطريق الصحيح، ويجعلك أقرب إلى ذاتك الحقيقية، كل دمعة تسقط من عينيك هي قطرة ماء تسقي بذرة الحكمة التي زرعتها الحياة في داخلك، تلك التجارب القاسية، التي قد تبدو لك في البداية كارثة لا تُحتمل، هي في الحقيقة هدايا ثمينة تغير مسار حياتك، فهي تنمي صبرك، وتقوي إرادتك، وتجعلك أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية، إنها تجعلك أكثر وعياً بضعفك وقوتك، وتساعدك على اكتشاف مواهب وقدرات لم تكن تعرفها من قبل✍️♡
بعد أن زمجرت السماءُ غضبًا، وأمطرت نارًا ودمًا، وبعد أن ارتوت الأرض بدماء الأبرياء، بعد أن هدأت أصوات المدافع، وخفت وهج القذائف، وبعد أن غطت سحابة الغبار سماء غزة، من بين الأنقاض المتراكمة كشواهد قبور، بعد أن خيّمَ الموتُ بِظِلالِه الثقيلة، وبعد أن أكلت النيرانُ الأخضرَ واليابس، من رَحِمِ الرمادِ المُتصاعدِ كدُخانِ البخور، يولدُ فجرٌ جديد، فجرٌ مُحمَّلٌ بِأَنفاسِ الحياةِ المُتجدِّدة، فجرٌ يمحو بضيائه آثار الدمار، ويُبدِّدُ وحشة الفقد، فجرٌ يحمل معه بشائر الأمل، وينشر عبير الصمود، بعد أن ذرفت الأرض دماء أبنائها، وارتوت من دموع الأمهات الثكالى، وبعد أن تحولت البيوت إلى أطلال، والشوارع إلى حطام، من قلب المعاناة ينبضُ أملٌ جديد. أملٌ يرمم الجراح، ويُعيد بناء ما هُدِم، أملٌ يُحيي في القلوب جذوة الحياة من جديد، بعد أن فقدت غزة أحبابها، وشُرد أهلها، وسُلبت طفولتها، من بين الركام يرتفع صوتُ الحياة، صوتُ الأطفال يعلو ضاحكاً، وصوتُ الأمهات يردد أغاني الفرح، وصوتُ الآباء يُعلِّمُ أبناءه معنى الصمود، أشجار الزيتون، شاهدة على العذاب، تتوشح بخضرة جديدة، وكأنها تبارك هذا الفجر الجديد، طيور السماء تغرد، وكأنها تحتفل بانتصار الحياة على الموت، خرج الناس من كهوفهم، حفاة الأقدام، يحملون في عيونهم شوقاً إلى الحياة، وفي قلوبهم أملًا يتجدد، نساء يجمعن شظايا ذكرياتهن، وأطفال يلهون بألعاب صنعتها أيديهم الصغيرة من بقايا الحرب، بعد أن ظنَّ الأعداء أنهم كسروا غزة، وأنهم أطفأوا نورها، من تحت الرماد تشتعل جذوة المقاومة، مقاومةٌ تُعيدُ بناء الإنسان، وتُعلي راية الوطن، وتُثبتُ للعالم أن غزة لا تنكسر، هكذا، من رحم المعاناة يولدُ الأمل، ومن قلب الدمار ينبثقُ النور، ومن بين الأنقاض ترتفعُ غزة من جديد، أقوى وأصلب، حاملةً راية النصر✍️♡ -السُميعي
كثيرًا ما ننشغل بصغائر الأمور، نتذمر من تأخر موعد، أو فقدان شيء بسيط، أو حتى كلمة عابرة لم تعجبنا، تغمرنا مشاعر الضيق وكأن الدنيا قد ضاقت علينا بما رحبت، وننسى أن ننظر حولنا لنرى النعم التي تغمرنا من كل جانب،نتجاهل صحتنا وعافيتنا، ووجود أحبائنا حولنا، والأمن الذي نعيشه، والفرص المتاحة لنا. نركز فقط على النقطة السوداء في الصفحة البيضاء، ونغفل عن بياض الصفحة بأكملها، لكن الحياة تعلمنا دروسًا قاسية أحيانًا، تأتينا مواقف صعبة، أو فقدان عزيز، أو اختبار لقوة صبرنا، فندرك حينها كم كنا مغفلين عن تقدير ما كنا نمتلكه، نتمنى لو تعود بنا الأيام لنشكر الله على أبسط النعم التي كنا نتجاهلها، في هذه اللحظات، تتجلى حكمة الله ورحمته ففي قلب كل محنة منحة، وفي طيات كل ابتلاء درس، نتعلم أن ننظر إلى الأمور بمنظور أوسع، وأن نقدر اللحظات الجميلة التي نعيشها، وأن نحمد الله على كل حال، على السراء والضراء، فالحمد لله ليس مجرد كلمة تقال باللسان، بل هو شعور عميق بالرضا والتسليم لقضاء الله وقدره. هو إدراك أن الله معنا في كل لحظة، وأنه لا يقدر لنا إلا الخير، حتى وإن لم ندرك حكمته في وقتها، عندما نرضى بقضاء الله، ونستشعر معيته، يغمر قلوبنا سكينة وطمأنينة لا تضاهيها أي لذة دنيوية، نصبح أقوى في مواجهة تحديات الحياة، وأكثر قدرة على تجاوز الصعاب، ففي الحمد والرضا، تكمن قوة إيمانية عظيمة، تجعلنا نرى النور حتى في أحلك الظروف✍️♡
كثير من المنغصات والهموم ما هي إلا نتاج لغفلتنا عن نِعم الله التي تغمرنا، وعلى رأسها نعمة العافية، إنها كنز لا يُقدّر بثمن، لا يعرف قيمته حقًا إلا من ذاق مرارة فقدانه، لحظات الألم والمعاناة تُعلّم الإنسان معنى الصحة والعافية، وتجعله يُدرك عظمة ما كان بين يديه،فيا من أنعم الله عليه بالعافية، تذكّر دائمًا أنك في نعمة عظيمة، تستوجب الشكر والحمد. عش حياتك بفرح وسرور، واستمتع بكل لحظة فيها، وتخلّص من الأوهام والظنون التي تُكدّر صفو حياتك. لا تجعل التفكير في المفقود يُنسيك الموجود، ولا تسمح للأفكار السلبية بأن تُسيطر عليك وتُعيق تقدمك، انظر إلى النعم التي بين يديك، وتأملها بعين الامتنان، ستجد أن حياتك مليئة بالخير والبركة. استثمر صحتك وعافيتك في طاعة الله، وفي فعل الخير، وفي إسعاد نفسك ومن حولك، تذكّر أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، فحافظ على هذا التاج الثمين، واشكُر الله عليه دائمًا وأبدًا✍️♡
ما يسكن عمق الروح، لا تدركه حواسنا الظاهرة، هو أبعد من مرأى العين، وأعمق من لمسة اليد، هو عالمٌ قائمٌ بذاته، تسكنه الأحاسيس التي لا تُصاغ، والذكريات التي لا تُنسى، والأسرار التي لا تُباح، رغم كل الكلمات التي نبذلها، وكل العبارات التي نرصفها، يبقى هناك في القلب خبايا لا تُفصح، مدنٌ من المشاعر لا تُزار، قصصٌ لا تُروى. هي ليست عجزًا منا، بل هي سُموٌّ لتلك المشاعر، فهي أسمى من أن تُحصر في قوالب لغوية ضيقة، تتزاحم في الأعماق صورٌ وظلال، أنغامٌ وأصداء، تُشكل سيمفونية صامتة، لا يسمعها إلا صاحبها، هي لغةٌ خاصة، مُشفرةٌ بين القلب والروح، لا تحتاج إلى حروفٍ أو كلمات، بل تُدرك بالإحساس، وتُفهم بالوجدان، سلامٌ على تلك الأسرار الدفينة، التي تُضيء جوانبنا الخفية، وتمنحنا عمقًا إنسانيًا فريدًا. سلامٌ على الصمت الذي يحمل في طياته بحورًا من الكلام، ويُعبّر عن مكنونات النفس أبلغ تعبير، سلامٌ على القلوب التي تحتفظ بكنوزها الداخلية، وتحافظ عليها من ضجيج العالم الخارجي✍️♡
لا تبرح مكانكَ ولو خذلتكَ المنابر، ولو صمتتِ المآذن، ولو تآمرتِ العواصم. إنْ خفتتَ الأصواتُ فلتصدحْ أنتَ، وإنْ تراجعتِ الخطى فلتثبتْ أنتَ، وإنْ تخلَّى الجميعُ فكن أنتَ الشاهدَ الأمين. اكتبْ عن غزة كأنَّكَ آخرُ من تبقى ليحكيَ حكايتها، كأنَّكَ الكاتبُ الوحيدُ الذي أوكلتْ إليه مهمةُ تدوينِ بطولاتِها وآلامِها، كأنَّكَ المؤرِّخُ الذي سيحملُ وزرَ نسيانِها إنْ هو نسيَ أو سهى. اكتبْ عن أطفالٍ لم يعرفوا من الطفولةِ سوى القصفِ والرعبِ، عن بيوتٍ تحوَّلتْ إلى ركامٍ في لحظةٍ، عن أحلامٍ دُفنتْ تحتَ الأنقاضِ، عن أمهاتٍ ثكالى فقدنَ فلذاتِ أكبادهنَّ، عن آباءٍ كسرتْ ظهورهم مشاهدُ الدمارِ والفقدِ. اكتبْ عن صمودِ شعبٍ يُحاصرُ ويُقصفُ ويُهجَّرُ، ولكنهُ لا ينكسرُ ولا يستسلمُ، شعبٌ يُعلِّمُ العالمَ معنى العزةِ والكرامةِ والصبرِ. اكتب عن غزةَ التي تُقاومُ ببسالةٍ، تُدافعُ عن أرضِها وعرضِها، تُسطِّرُ بدمائِها أروعَ ملاحمِ البطولةِ والفداءِ. اكتبْ عن غزةَ التي تنادي ضمائرَ العالمِ، تستصرخُ الإنسانيةَ، تُطالبُ بالعدلِ والإنصافِ، تُناشدُ رفعَ الظلمِ والحصارِ. اُبكِ غزةَ كأنَّ دموعكَ هي الماءُ الذي يُروي أرضَها، كأنَّ أنينكَ هو الصوتُ الذي يُسمعُ العالمَ صراخَها، كأنَّ كلماتكَ هي السلاحُ الذي تُقاتلُ بهِ عن وجودِها. اُرسمْ صورةً عن غزةَ لا تمحوها الأيامُ، صورةً تُوقظُ الضمائرَ، تُحرِّكُ القلوبَ، تُغيِّرُ الواقعَ. أرِ اللهَ عُذركَ في كلِّ حرفٍ تكتبهُ، في كلِّ كلمةٍ تنطقُ بها، في كلِّ موقفٍ تتخذهُ، فإنَّ كلَّ إنسانٍ لا يبذلُ ما بوسعهِ لنصرةِ غزةَ فقد خذلها، وكلُّ قلمٍ لا يكتبُ عن مأساتها فقد خانها✍️♡
انتبهتُ من صخبِ المدينةِ فإذا الشوارعُ خاويةٌ والليلُ ساكنٌ يتربَّصُ. وانتبهتُ من ضجيجِ الأخبارِ مُتوتراً فإذا الشكُّ يحيطُ بكلِّ كلمةٍ وهمسة. وانتبهتُ من هاتفي فكانت شاشةُ الوحدةِ مُضيئةً وكان الفراغُ مُهيئاً لأن يبتلعَنا فنغرقُ في تفاصيله ونُحدِّقُ بصمتٍ في جدرانِ غرفِنا الفارغة. وانتبهتُ من روتيني فأخرجتُ الكُتبَ القديمة ومسحتُ بيديَّ المُترددتينِ غبارَ الصفحات ففاضَ نورُ المعرفةِ بين الكلماتِ والسطورِ الأولى فأشعلنا جذوةَ الفكرِ كي تتَّقدَ مُشتعلةً فنُضيءُ صفحةً أخرى على دربِ الاكتشاف. هذا صباحٌ مُنتظرٌ بالمكتبةِ هذا باحثٌ جادٌ تُداعبهُ الأفكارُ مُثقلاً بالتساؤلاتِ الأولى فيَفيضُ من قلمه فكرةٌ عابرةٌ ويَكشفُ عن سرِّهِ المكنونِ ويَنمو شجرُ العلمِ مُتأرجحاً بين البحثِ والتحليلِ وخريطةِ المعرفة، وجهٌ صباحيٌّ، وأوراقٌ، وصمتٌ عميقٌ، وأصابعٌ مُنهمكةٌ تُعانقُ القلم✍️♡
ليست عظمة الشعر في بحور الخليل وأوزانه، ولا في قوافي المتنبي وجزالة ألفاظه، وليست روعة النثر في سجع الحريري وبديع بيانه، ولا في استعارات الجاحظ وغزارة علمه، فكل هذا، وإن دلّ على براعة صاحبه وتمكنه من أدوات اللغة، إلا أنه ليس هو الغاية. إنما العظمة الحقيقية في الكلمة التي تُقال فتُصيب كبد الحقيقة، فتُدهش السامع وتأسره، وتجعله يُسلّم ببلاغتها وعمقها، ولا يسعه إلا أن يقول: "صدقًا!"، فالجمال في الإيجاز المُعجز، والبيان الساحر، والمعنى الذي يَسْبي العقولَ والقلوب. في الكلمة التي لو حاولتَ تغييرها أو تبديلها، لأفسدتَ رونقها وأضعتَ معناها، تلك هي عظمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، التي فاقت كل لغة، وسَمَتْ على كل بيان✍️♡
النفسُ والأرضُ شريكانِ في رحلةٍ طويلة، تتبادلانِ أنفاساً وأحاسيساً عميقة. لا ينفصلانِ وإن اختلفتا، فما في الروحِ من حزنٍ، يُظهر أثره في الأرضِ كزهورٍ باهتة. حينما يضطربُ الوجدانُ، تذبلُ النباتاتُ كشعرٍ أشيب، وتسقطُ الأمطارُ حزنًا، كدموعٍ تسيل على وجنتي السماء. تبدو السماءُ كقبةٍ مظلمةٍ، والأرضُ مرآةٌ لعواصفٍ داخلية لا تهدأ. داخلنا، هناك حقلٌ خصيبٌ يُعيد زراعته مع كل فجرٍ جديد، بذورٌ تُزرع، أحلامٌ تنمو، وقلبٌ يصارع ليبقى في تواصلٍ مع الطبيعة. هي معركةُ الحياةِ في بيئةٍ خارجية، تحاربُ الجفاف لتُبقي الأرضَ مزدهرة. لكن، كلُّ همٍّ يثقلُ الكاهلَ، يُلقي بظلالهِ الكئيبة على الحقول، فتنضبُ العيونُ كآبارٍ جافة، ويُجيبُ الوجودُ بردودٍ عجيبةٍ، كأشجارٍ متساقطة الأوراق، أو رياحٍ عاصفة تجرفُ كل شيء. فما أجملَ الهدوءِ حين يعودُ، وما أروعَ الروحَ حين تتماشى مع الأرض، فيكونانِ معًا نغمةَ الحياةِ، وأغنيةِ الوجودِ المتجددة✍️♡
يجب أن يكون الإنسان مشروع إصلاحٍ دائمٍ لذاتِه، لا واعظًا متفرّغًا لتوجيهِ الآخرين، أن يدرك أنَّ قوّةَ التأثيرِ الحقيقيةَ تنبعُ من الداخل، من سلوكِه وأفعالِه، لا من بلاغةِ كلماتِه وجزالةِ عباراتِه. أن يعتبرَ نفسَه قدوةً حسنةً، نموذجًا يُحتذى به في الصدقِ والأمانةِ والإخلاصِ والعملِ الجادِّ، أن يتخلّى عن عادةِ البحثِ عن عيوبِ الآخرين وانتقادِهم، وأن يركّز على إصلاحِ نفسِه وتقويمِ اعوجاجِها، أن يعلمَ أنَّ كلَّ كلمةٍ ينطقُ بها وكلَّ فعلٍ يرتكبُه يُسجَّلُ عليه، وأنَّ الناسَ لا ينظرون إلى ما يقولُه بقدرِ ما ينظرون إلى ما يفعلُه، أن يُدركَ أنَّ الحياةَ مليئةٌ بالتحدياتِ والصعابِ، وأنَّ السقوطَ والإحباطَ أمرٌ واردٌ، ولكنَّ المهمَّ هو كيفَ ينهضُ الإنسانُ من جديدٍ، وكيفَ يستمدُّ القوةَ من داخلهِ لمواصلةِ المسيرِ، أن يكونَ قويًّا بإيمانِه، صلبًا بعزيمتِه، متفائلًا بمستقبلِه، أن يسعى جاهدًا لبناءِ أسرةٍ متماسكةٍ، قائمةٍ على الحبِّ والاحترامِ والتفاهمِ، أن يزرعَ في أبنائِه القيمَ النبيلةَ والأخلاقَ الحميدةَ، وأن يكونَ لهم خيرَ مُعلّمٍ ومُربٍّ، أن يُقدّمَ للمجتمعِ نموذجًا حيًّا للإنسانِ الصالحِ المُصلحِ، الذي يُساهمُ في بناءِ مُجتمعٍ أفضلَ. باختصار، أن يكون الإنسانُ قصة نجاح مُلهمةٍ، لا مُجرّدَ مُتفرّجٍ على الحياةِ✍️♡
يومًا ما سنُفتح أعيننا على نورِ الدنيا، صارخين باكين، مُستقبلين بحفاوةٍ وضجيج، لن نُدرك حينها أن هذه اللحظة هي بداية رحلةٍ نهايتها مُحتومة، سنكبر ونلهو ونحب ونكره، سنجمع الذكريات بين ضحكاتٍ ودموع، سنبني قصورًا من الآمال والأحلام، ناسين أننا مُسافرون على متنِ سفينةٍ لا تلبث أن ترسو على شاطئ النهاية، يومًا ما ستتوقف عقاربُ ساعتنا، سيُعلن عن رحيلنا بصمتٍ أو ضجيج، سيُغلق كتابُ أعمالنا، وسيُطوى سجلُ حياتنا، لن ينفعُ حينها مالٌ جمعناه، أو منصبٌ تبوأناه، أو جاهٌ اكتسبناه، سنُغادر الدنيا كما جئنا إليها، بأكفٍ فارغةٍ إلا من عملنا، يومًا ما سنسير في جنازتنا، محمولين على الأكتاف، مُودعين بنظراتِ الحُزن والأسى، سيُوارى جُثماننا تحت التراب، وسيُهال علينا الترابُ الذي منه خُلقنا وإليه سنعود، سينتهي كل شيءٍ إلا ما قدمناه لأنفسنا من خير، يومًا ما سيُذكر اسمُنا بين الناس، فمنهم من سيترحم علينا بدعوةٍ صادقة، ومنهم من سيمرُّ على ذِكرنا مرور الكرام، فليكن ذكرُنا عطراً فوَّاحاً، يفوحُ منه طيبُ العمل وحُسن الخُلق، وليكن أثراً طيباً يُقتدى به، يومًا ما سنرحل، فاجعل من حياتك قصةً تُروى، قصةً مليئةٍ بالعطاء والحب والخير، قصةً تُخلدُ ذِكرك في الدنيا والآخرة، ازرع الخيرَ في كلِّ مكانٍ تطأه قدماك، واترُك بصمةً لا تُمحى، واجعل حياتك نورًا يُضيء دروب الآخرين،اجعل من يتذكرك يقول: "كان نورًا أضاء حياتنا، وذكراه عطرٌ يفوح في دنيانا"✍️♡
أيها البحرُ هل تبكي مداك أم جزرَك أم قلباً بعد سَكينةِ الموجِ ثَواك حين اعتركَ بكَ الجَزرُ فأغرقتَ سفائنَ في ثَراك ورسمتَ أمواجاً عاتيةً على صدرِ سماك والنجومُ حولَكَ ساهرةٌ ترعاك والأصدافُ لؤلؤٌ في أعماقِكَ خبَّاك والليلُ سكونٌ للأحلامِ والنهارُ لوحةٌ لا تنتمي إلا لباريها وباري الرملِ يا سائراً على الرملِ انتبِه، إذا ضلَّت خُطاك وانتبِه، إذا نظرت عيونُ المُسافرين إلى آثارِ خُطاك وما آثارُك؟ أني أتأملُ الشاطئَ كي ألقاك فلا ألقاك إلا رَملاً من ذِكراك✍️♡
المجدُ لهؤلاء الخارجين عن القانون، الذين لا يكترثون لقوانين زائفة تُشرّع على موائد الخيانة وتُنفّذ بأيدٍ مرتعشة، أولئك الذين يرون في بنادقهم دستورًا وفي أرضهم هوية، لا يعترفون بسيادةٍ مُلطّخة بدماء الشهداء ولا بشرعيةٍ تستمدّ قوتها من عُكاز الاحتلال. المجدُ لهم، وهم يُعلنون تمرّدهم على واقعٍ مُرّ، زُرعت فيه بذور اليأس والإحباط، لكنّهم أبوا أن يستسلموا لرياح الذلّ، فحوّلوا خيباتهم إلى وقودٍ يُشعل نار الثورة، وأحلامهم المؤجلة إلى قنابلَ تُزلزل أركان الظلم. المجدُ لهؤلاء المشاغبين، الذين يُقضّون مضاجع الطغاة، يُزعزعون أمنهم المزعوم، يُحوّلون لياليهم إلى كوابيسَ مُرعبة، يُذكّرونهم بأنّ نار الحقّ لا تنطفئ، وأنّ صوت الحرية لا يُكمم. المجدُ لهم، وهم يُسطّرون بدمائهم الزكية أروعَ ملاحم البطولة والفداء، يُعلّمون الأجيال معنى العزة والكرامة، يُلقّنون الغزاة دروسًا في الصمود والتحدّي، يُثبتون للعالم أنّ هذه الأرضَ أنجبت رجالًا لا يعرفون الخنوع ولا الاستسلام. المجدُ لهؤلاء المُتهمين بالإرهاب في نظرِ من باعوا ضمائرهم للشيطان، أولئك الذين يرون في الدفاع عن الأرض والعرض جريمةً لا تُغتفر، بينما الصمتُ على الظلم والعدوان يُعتبر حكمةً ورزانة. المجدُ لهم، وهم يُجسّدون بأفعالهم معانيَ الرجولة الحقيقية، يُحوّلون الصحراءَ القاحلة إلى بساتينَ من الأمل، يُنبتون في قلوب اليائسين بذورَ التفاؤل، يُعيدون للأمة ثقتها بنفسها وقدرتها على الانتصار. المجدُ لهؤلاء المنبوذين من قِبل الأنظمة المُتخاذلة، التي فضّلت مصالحها الضيقة على مصلحة الوطن، أولئك الذين اختاروا طريقَ الشوك والعذاب، طريقَ التضحية والفداء، طريقَ الحرية والكرامة. المجدُ لهم، وهم يُثبتون للعالم أنّ المقاومةَ ليست مجرّدَ شعاراتٍ تُرفع أو كلماتٍ تُقال، بل هي فعلٌ يُمارس، هي تضحياتٌ تُقدّم، هي دماءٌ تُراق، هي أرواحٌ تُزهق في سبيل الله والوطن. المجدُ لهؤلاء الأبطال، الذين سيظلّون نبراسًا يُضيء لنا الطريق، وقدوةً نقتدي بها، وملهمًا يُشعل فينا جذوةَ الأمل، حتى يتحقق النصرُ المؤزر، وتُرفع رايةُ الحقّ خفّاقةً في سماء الوطن.✍️♡ -السُميعي