النفسُ والأرضُ شريكانِ في رحلةٍ طويلة،
تتبادلانِ أنفاساً وأحاسيساً عميقة.
لا ينفصلانِ وإن اختلفتا،
فما في الروحِ من حزنٍ،
يُظهر أثره في الأرضِ كزهورٍ باهتة.
حينما يضطربُ الوجدانُ،
تذبلُ النباتاتُ كشعرٍ أشيب،
وتسقطُ الأمطارُ حزنًا،
كدموعٍ تسيل على وجنتي السماء.
تبدو السماءُ كقبةٍ مظلمةٍ،
والأرضُ مرآةٌ لعواصفٍ داخلية لا تهدأ.
داخلنا، هناك حقلٌ خصيبٌ
يُعيد زراعته مع كل فجرٍ جديد،
بذورٌ تُزرع، أحلامٌ تنمو،
وقلبٌ يصارع ليبقى في تواصلٍ مع الطبيعة.
هي معركةُ الحياةِ في بيئةٍ خارجية،
تحاربُ الجفاف لتُبقي الأرضَ مزدهرة.
لكن، كلُّ همٍّ يثقلُ الكاهلَ،
يُلقي بظلالهِ الكئيبة على الحقول،
فتنضبُ العيونُ كآبارٍ جافة،
ويُجيبُ الوجودُ بردودٍ عجيبةٍ،
كأشجارٍ متساقطة الأوراق،
أو رياحٍ عاصفة تجرفُ كل شيء.
فما أجملَ الهدوءِ حين يعودُ،
وما أروعَ الروحَ حين تتماشى مع الأرض،
فيكونانِ معًا نغمةَ الحياةِ،
وأغنيةِ الوجودِ المتجددة✍️♡
-السُميعي