ليست عظمة الشعر في بحور الخليل وأوزانه، ولا في قوافي المتنبي وجزالة ألفاظه، وليست روعة النثر في سجع الحريري وبديع بيانه، ولا في استعارات الجاحظ وغزارة علمه، فكل هذا، وإن دلّ على براعة صاحبه وتمكنه من أدوات اللغة، إلا أنه ليس هو الغاية.
إنما العظمة الحقيقية في الكلمة التي تُقال فتُصيب كبد الحقيقة، فتُدهش السامع وتأسره، وتجعله يُسلّم ببلاغتها وعمقها، ولا يسعه إلا أن يقول: "صدقًا!"،
فالجمال في الإيجاز المُعجز، والبيان الساحر، والمعنى الذي يَسْبي العقولَ والقلوب. في الكلمة التي لو حاولتَ تغييرها أو تبديلها، لأفسدتَ رونقها وأضعتَ معناها، تلك هي عظمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، التي فاقت كل لغة، وسَمَتْ على كل بيان✍️♡
-السُميعي