ما يسكن عمق الروح، لا تدركه حواسنا الظاهرة، هو أبعد من مرأى العين، وأعمق من لمسة اليد، هو عالمٌ قائمٌ بذاته، تسكنه الأحاسيس التي لا تُصاغ، والذكريات التي لا تُنسى، والأسرار التي لا تُباح، رغم كل الكلمات التي نبذلها، وكل العبارات التي نرصفها، يبقى هناك في القلب خبايا لا تُفصح، مدنٌ من المشاعر لا تُزار، قصصٌ لا تُروى. هي ليست عجزًا منا، بل هي سُموٌّ لتلك المشاعر، فهي أسمى من أن تُحصر في قوالب لغوية ضيقة، تتزاحم في الأعماق صورٌ وظلال، أنغامٌ وأصداء، تُشكل سيمفونية صامتة، لا يسمعها إلا صاحبها، هي لغةٌ خاصة، مُشفرةٌ بين القلب والروح، لا تحتاج إلى حروفٍ أو كلمات، بل تُدرك بالإحساس، وتُفهم بالوجدان، سلامٌ على تلك الأسرار الدفينة، التي تُضيء جوانبنا الخفية، وتمنحنا عمقًا إنسانيًا فريدًا. سلامٌ على الصمت الذي يحمل في طياته بحورًا من الكلام، ويُعبّر عن مكنونات النفس أبلغ تعبير، سلامٌ على القلوب التي تحتفظ بكنوزها الداخلية، وتحافظ عليها من ضجيج العالم الخارجي✍️♡
-السُميعي