بعد أن قضى الهاشميون والأنصار.. وقف العبّاس بين يدي سيّد الشهداء مُستأذناً،
فقال له
الحسين:
يا أخي إذا أنت خرجتَ و قُتلتَ يتفرّقُ عسكري، و يتبدّد شملي!
● بالنسبة لتعبير (يتبدّد شملي) فيُمكن أن يكونَ لهُ عِـدّة معــانٍ.. أمّا تعبير (يتفرّق عسكري) فكيف نفهمُه؟!
العبّاس "صلوات الله عليه" هو آخر مَن قُتِل مِن
#أنصار_الحسين و مِن أهل بيته.. فمَاذا الذي بقي مِن عَسكر
الحسين غيرُ العبّاس؟!
فكيف يقول سيّد الشهداء للعبّاس "صلواتُ الله عليهما": (أخي إذا أنتَ خرجتَ و قُتلتَ يتفرّق عسكري)؟!
الجواب:
هذهِ العبارة لِسيّد الشهداء "صلوات الله عليه" تُريد أن تقول: أنّ العبّاس هُو بمُفرده يُمثّل جَيشاً.. هُو عسكرُ
#الحسين، و هو جيش
الحسين!
فأميرُ المؤمنين "صلواتُ الله وسلامه عليه" أعــدّ للمَشروع العَاشورائي عَسْكراً كاملاً.. أعــدَّ لهُ قوّة عسكرية كاملة.. و لهذا قال لهُ
#الإمام_الحسين هذهِ العبارة: إذا أنتَ خرجتَ و قُتلتَ يتفرّق عسكري!
● حين أذِن
الحسين للعبّاس "صلواتُ الله وسلامه عليهما" بالخُروج قال له:
إذا كان كلّا و لابُد.. فاطلبْ لِهؤلاء الصِبية الأطفال ماءً..
و خرجَ العَبّاس يُنفّذُ هذهِ المَأموريّة، و يطلب الماء لأطفال
الحسين "صلواتُ الله عليه".. فهذهِ كانت مأموريّة أبي الفضل..
و لهذا لم يُقاتل
#أبو_الفضل_العبّاس "صلواتُ الله عليه" كما يُريد هو .. فهذهِ كُتب السيّر و المقاتل تقول:
كان هَمّ العبّاس بعد أن مَلأ القِربة بالماء هو أن يُوصل قِربة الماء إلى
#خيام_الحسين سالمة..
لكنّ الّلوحة الحُسينية كانَ مَرسوماً فيها أن يبقى
#أطفال_الحسين عُطاشى.. هكذا أرادَ الحُسين!
فإنّ الّلوحة العاشورائية لن تكتمل إلّا بهذا المشهد المُفْجع، والمُقرح للقلوب:
(قِربةٌ يُراقُ ماؤها.. و شِفاه عبّاسية ذابلة مِن العطش.. و يميناً قُطعتْ قَريباً مِن المشرعة.. و شمالٌ قُطِعتْ في مكان آخر بين النخيل.. و الراية هناك وقعتْ، و العمود على رأسه.. و حكاية العبّاس طويلة طويلة...
💔💔:
🔴 السؤال الذي يُطرح هُنا:
هل إعدادُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب لناصرٍ عِملاق يَنصرُ حُسيناً، هكذا تكونُ نُصرته بهذهِ الصورة المُوجزة (أن يخرُجَ إلى النَهر، و يملأ القِربة، و لا يُقاتل، و تُقطعُ يمينهُ و شِماله، و تُراق القِربة)؟!!
عِلماً أنّه لو لم يكنْ مشغولاً بالقِربة لَما استطاعوا أن يَقطعوا يمينه و شِماله أصلاً.. و لكنّه كانَ مشغولاً بالقِربة "صلوات الله عليه"..
،
● العبّاس كما تصفه كُتبُ المَقاتل.. صار جسدهُ كالقُنفذ مِن كثرةِ السِهام.. و السبب:
لأنّه ما كان يتّقي السِهام، بل يتلقّى السِهام بجسده الشريف حِفاظاً على القِربة.. أداءً للمأمورية التي أمرهُ بها إمامُ زمانه، و تسليماً لأمر القائـد، أمر الإمام المعصوم..
وإلّا ما قيمةُ القِربة، و ما قيمةُ هذا الماء القليل؟ ماذا يُمكن أن يصنعَ هذا المِقدار القليل جدّاً مِن الماء لأطفال
الحسين؟!
أطفال
الحسين "صلواتُ الله عليه" لابُدّ أن يعطشوا و تلتهب أكباد بُنيّاته مِن الظمأ..
فهذا جُزءٌ مِن الّلوحة الحسينية التي رَسمها
#سيّد_الشهداء لمشروع
#عاشوراء، حتّى تَصِل الهداية إلينا نحنُ الذين نُسمّى أنفسنا بالحُسينيّين، و حتّى تشتعلَ الجذوةُ الحُسينيّة المُتّقدة في أفئدتنا و أكبادنا..
،
● العبّاس "صلواتُ الله عليه" حين خرجَ إلى المَشرعة لم يُقاتل إلّا بحُدود الحِفاظ عَلى القِربة فقط.. يعني قاتلَ بنسبة قليلة جدّاً مِن قُوّته و قُدرته و طاقته التي أعدّها سيّد الأوصياء "صلواتُ الله عليه".. فأين النُصـْرة إذن؟!
هذهِ الّلوحة البطولية التي رَسمها قمر الهاشميين "صلوات الله عليه" هي صُورةٌ مِن صُور الوفاء، و المؤاساة.. و لكنّها ليستْ هي النُصرة التي أرادها عليٌ أمير المؤمنين و أعدّ لها، و هيّأ لها..
النُصرة التي أعدّها
#سيّد_الأوصياء للمَشروع الحسيني العملاق تظهر و تتحقّق في (مرحلة الرجعة)
حِين يرجعُ العبّاس "صلوات الله عليه" مع الحُسين..
فالمشروع الحُسيني لم يكتملْ لحدّ الآن.. لازالتْ حَلقاتهُ تترا..
و تتمة هذهِ الحلقات تظهرُ في (مَقطع الرجعة)..
:
● نحنُ نقرأ في دُعاء يوم
#ميلاد_الحسين "صلوات الله عليه" في اليوم الثالث من
#شهر_شعبان، هذهِ العبارات التي تتحدّث عن سيّد الشهداء، نقرأ:
(قَتيلُ العَبْرة، و سيّد الأُسرة، الممدودِ بالنُصرة يومَ الكرّة..)
الذي مَـدّ
الحسينَ بالنُصرة يوم الكرّة هُو عليٌ أمير المؤمنين "صلواتُ الله عليه".. هو الذي مَدّ الحُسين بهذا الناصر العِملاق الذي يُمثّل عسكر الحُسين "صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين"..
هُنا مِن هذه العبارات في الدُعاء الشريف يفوحُ عَبَق العبّاس "صلواتُ الله وسلامه عليه".
:
** مُقتطفات مِن حديث
#الشيخ_الغزّي في برنامج [الكتاب الناطق]**
#يا_ثار_الله#الثقافة_الزهرائية#ويبقى_الحسين