#سلسلة_زاد_عاشوراء#للمحاضر_الحسيني#محرم_1442_هـ_2020_م📍 #الموعظة_الثالثة_عشرة التبصُّر في التأسّي والاقتداء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💫 #هدف_الموعظة إظهار معنى التأسّي والاقتداء، وأهمّيّة اتّخاذ القدوة، والبصيرة والتبصُّر في اتّباع الآخرين.
💫 #محاور_الموعظة 1. معنى التأسّي والاقتداء
2. الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) القدوة للبشريّة
3. التبصُّر في الاقتداء
💫 #تصدير_الموعظة ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [1].
💫①. معنى الاقتداء والتأسّي
من الأساليب التربويّة المهمّة والناجعة في تربية الأفراد والجماعات، هي عمليّة «التربية بالقدوة». فالقدوة هي أحد المؤثّرات الرئيسة في توجيه حركة الإنسان، والدافع نحو التغيير والإصلاح، وعنصرٌ مهمٌّ في إعداد الأجيال على أُسُسٍ صحيحة وسليمة؛ ليتمكّنوا في نهاية المطاف، من تحقيق الهدف الإلهيّ من خَلْقِهم، وهو الاستخلاف وعمارة الأرض على نهج الأنبياء والرسل والأئمّة الهداة.
وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الهداةَ الذين هداهم اللهُ -تعالى-، وأمر بالاقتداء بهم؛ باعتبارهم نماذج بشريّة راقية، تُمثِّل الكمالَ البشريّ في الحياة الدنيا، وهم الذين نطلق عليهم مصطلح «الإنسان الكامل»؛ ولذلك جعلهم قدوةً ومنارةً للناس، فقال -تعالى-: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [2]؛ وذلك لِمَا يتوافر عليه هؤلاءِ الأنبياءُ والصالحون من مقوّماتِ القدوة الحسنة وأُسُسِها. فالمعنى: يا نبيَّ الله، اقتدِ بهَدْيِ أولئك، واعملْ به؛ فإنّه عملٌ لله فيه رضا، ومنهاجٌ مَن سلكَه اهتدى.
فالآية هنا، جاءت في سياق المدح والحُسن. وفي آيةٍ أخرى، جاءت القدوة في سياق الذمِّ والقُبح، قال -تعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [3].
ويمكن تعريف القدوة بأنّها: الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره، إنْ حسنًا، وإنْ قُبحًا.
💫②. الرسولُ الأعظمُ (صلى الله عليه وآله) القدوةُ للبشريّة
قال -تعالى-: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [4].
يقول العلّامة الطباطبائيّ (قدس ريره): «والمعنى من حُكمِ رسالة الرسول وإيمانكم به، أن تتأسّوا به في قوله وفعله، وأنتم تروون ما يُقاسيه في جنب الله، وحضوره في القِتال، وجهادِه في الله حقَّ جهاده...» [5].
أمّا لماذا نقتدي بالرسول (صلى الله عليه وآله) فيقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «بَعَثَ اللَّه مُحَمَّدًا شَهِيدًا وبَشِيرًا ونَذِيرًا، خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلًا، وأَنْجَبَهَا كَهْلًا، وأَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً» [6].
وحينما نتأمّل ونتدبَّر القرآن الكريم، نجد فيه آيات كثيرة في سور متعددة، تتحدث عن أوصاف النبيّ الأکرم (صلى الله عليه وآله)، سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، تأكيدًا لفضله وصفاته الأخلاقيّة، وعُلُوِّ مَنْزِلَتِه عند ربّه، ولتأكيد وجوب الاقتداء به. فنحن نحتاج، في أيّة عملية إصلاحيّة للفرد أو للمجتمع، إلى قدوةٍ نتأثّر بها، وننجذب إليها؛ ومن ثمّ نقتدي بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الهوامش[1]. سورة يوسف، الآية 108.
[2]. سورة الأنعام، الآية 90.
[3]. سورة الزخرف، الآية 23.
[4]. سورة الأحزاب، الآية 21.
[5]. الطباطبائيّ، العلّامة السيّد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة، إيران - قم، 1417هـ، ط5، ج16، ص288.
[6]. السيّد الرضيّ، نهج البلاغة (خطب الإمام علي عليه السلام) مصدر سابق، خطبة 105، في بعض صفات الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، ص151.
🌿 #تتبع ①
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
https://t.center/ZADCOM