📝 #العقيدة_الإسلامية📝 #بارقة_من_سماء_كربلاء📮 الأرضيّة لنهضة عاشوراء (1)
ما هي سبيل التصدّي للسياسات الشيطانية؟ــــــــــــــــــــــــــــــــ
⁉️ والآن إذا أراد شخص أن يتصدّى لمثل هذه الألاعيب السياسيّة فما هي السبيل إلى ذلك؟
🔰 إنّها نفس السبيل التي بيّنها الإمام الحسين (عليه السلام). والشرط الأوّل للتصدي لهذا اللون من اللعب السياسيّة هو أن لا تتعلّق قلوبنا بالدنيا.
🔰 فالحسين (عليه السلام) قد ربٍى أولاده وأحبّاءه وأصحابه بشكلٍ بحيث عندما أراد أن يختبر ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمر الزهور حيث كان في الثالثة عشرة من عمره ليرى تصميمه على الشهادة. فسأله الإمام (عليه السلام): كيف تجد طعم الموت، فأجاب القاسم بن الحسن:
«الموت أحلى عندي من العسل»¹ لم يكن هذا شعارًا من القاسم بن الحسن في محضر عمه الإمام المعصوم (عليه السلام)، وإنّما كان ترديدًا باللسان لما كان يشعر به في أعماق الجنان.
🔰 هل تتصوّرون كيف يمكن أن يتحوّل طعم الموت عند شاب في الثالثة عشرة من عمره إلى شيء أحلى من العسل؟ أجل إنّه ليس أيّ موت كان، وإنّما هو الموت في سبيل الله، وفي طريق أداء الواجب الشرعي، ومن أجل خدمة الإسلام.
🔰 وإلا فإنّ الموت بذاته ليس حلوًا، ولكن لمٍا كان المجال هو مجال الشهادة سأله الإمام (عليه السلام) عن طعم الموت عنده فأجاب بأنه أحلى من العسل.
🔰 فإن أردنا الاستمرار في طريق الحسين (عليه السلام) فلابدّ لنا من التصدّي لهذه المؤامرات الشيطانيّة المعقّدة. وفي البداية لابدّ أن نعيش هذه الروحية:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾². ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾³
⁉️ ألا يودّ الحبيب أن يلقى محبوبه؟
🔰 لابدّ أن تتعلّم هذا من أهله.
🔰 ولابدّ أن نلقّن أنفسنا هذه القيم، ولابدّ أن نتحرك عمليًّا في نفس هذا الإتجاه، بحيث لا تتعلّق قلوبنا بالآمال الدنيويّة، وأن لا يخدعنا الأحمر والأصفر، وأن نعدّ الموت والشهادة في سبيل الله أكبر مفاخرنا عندئذ نستطيع أن نحافظ على طريق الله.
🔰 هذا هو الدرس الذي قدّمه لنا أبو عبد الله الحسين (عليه السلام).
⁉️ كيف يمكننا أن نصبح حسينيّين وأن نعشق الحسين (عليه السلام) من دون أن نتعلّم منه هذا الدرس؟
🔰 بين شبابنا الأعزاء الكثير ممّن يتأسى بالقاسم بن الحسن.
🔰 في إحدى المرات كنت احاضر في إحدى المدن، وعندما عدت ليلًا إلى البيت المقرّر أن استريح فيه جاءني ابن صاحب البيت وهو شاب لا يتجاوز عمره الثالثة عشرة وقال لي: لديّ موضوع سريّ أحبّ أن أبوح لك به - ولعلّه شعر بالحياء أن يطرحه معي أمام أبويه ولهذا أراد أن يسرّني به - وعندما حان وقت مغادرتي لتلك المدينة قال لي ذلك الشاب: لم استطع أن أبوح لك بما في نفسي. فأخذته جانبًا وقلت له تحدّث بما تشاء، فاستجاب قائلًا:
أدع لي أن يرزقني الله الشهادة! 🔰 إنّ هؤلاء الشباب نالوا تربيتهم في مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام)، إنّهم رفقاء القاسم بن الحسن، وشيوخنا رفقاء حبيب بن مظاهر.
🔰 لا ينبغي لنا أن نبقى بعيدين عن هذا الركب المقدّس. إنّ رمز انتصارنا هو أن نعدّ الموت في سبيل الله شرفًا وفخرًا. فإن اشتعلت نيران الحرب فنحن على أتمّ استعداد للشهادة، كما فعل شهداؤنا وحقّقوا ما نفتخر به. هناك الكثير من الشباب الذي ذهبوا إلى الإمام الخميني (رضي الله عنه) وتوسّلوا إليه أن يدعو لهم بالشهادة.
🔰 ومع الأسف كلما مرّ الزمان على نهاية الحرب فإنّ هذه القيم يعلوها غبار النسيان، إلّا أنّه ببركة الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الأيام نشاهد ظواهر تدلّ على إحياء تلك القيم من جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. وسيلة الدارين في أنصار الحسين (عليه السلام): ص253.
[2]. سورة آل عمران، الآية 31.
[3]. سورة الجمعة، الآية 6
🔰 #انتهى🛑 الشبهة القادمة إن شاء الله تعالى
👇- دِقّة عليٍّ (عليه السلام) في تنفيذ الأحكام والحدود الإلهيّةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍ آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (رضوان الله عليه)
📚 بارقة من سماء كربلاء: ص72-74
🗒 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM