أعلى طبقة مِن طبقات مُحبيّ أهْل البيت
تكون أنواعُ البلاء أسرعُ إليهم مِن ركْض الخَيل
"""""""""""""""""""""""""""""""
إذا أردنا أن نلقي نظرةً إجـماليةً على روايات
#البلاء، فإنَّ كلمات
#أهل_البيت "عليهم السَّلام" تُخبرنـا بأنَّ الـمُؤمن لا يـخلو مِن البلاء، و إلَّا ليس بـمؤمن،
و إذا مرَّت أربعونَ يَوماً على الـمُؤمن و لـم يكنْ قد نزلَ عليهِ بلاء، لـم يكنْ قد ابتلي فليشك في إيـمانهِ ، فليعد النَّظر في إيـمانهِ ..!
يقولُ
#الإمام_الصادق "عليه السَّلام" لأحد أصحابه:
(ملعونٌ ملعون كلُّ بدنٍ لا يُصاب في كلّ أربعينَ يوماً.
قلتُ - مُتعجّباً- : ملعون؟ قـــال: ملعون .. فلمَّا رأى عِظَمَ ذلكَ عليَّ، قــــال:
يا يونس .. إنَّ مِن البليَّةِ الخَدْشة والَّلطمة والعثْرة والنَّكبة والقَفْزة وانقطاع الشّسع وأشباه ذلك،
يا يونس .. إنَّ المُؤمن أكرمُ على الله تعالى مِن أن يمرَّ عليه أربعونَ - يوماً - لايُمحَّص فيها ذُنوبهُ ولو بغمٍّ يُصيبهُ لا يدري ما وجهه - أي لا يعلم سببه-،
والله إنَّ أحدكم ليضعُ الدَّراهم بينَ يديهِ فيزِنُها فيجدها ناقصة ، فيغتمُّ بذلك، ثُمَّ يُعيدُ وزْنها ، فيجدها سواء فيكون ذلكَ حطَّا لبعْض ذنوبه)
[مستدرك الوسائل-ج2]
:
فحتـى الـخدشة تعَدُّ مِن البـــلاء .. لكن هذا في وجْهٍ مِن وجوه الرّواية،
وإلّا فإنَّ مقصود الرّواية الشَّريفة هو الحديث عن البلاء لأهْل الـمَراتب العالية مِن أهْل
#الإيمان، أنَّ البلاء ملازمٌ لـهم ،
لأنَّ أعلى طبقة من طبقات مُحبيّ أهْل البيت "عليهم السَّلام" هي الطبقة الَّتي يكونُ البلاء إليها أسرع إليها مِن ركض الخيل كما يقول إمامنا الصَّادق "عليه السَّلام"..
(...وطبقةٌ يُحبُّونا في السّر والعلانية، هُم النَّمَطُ الأعلى، شرِبوا مِن العذب الفُرات، وعلمُوا تأويلَ الكتاب وفصْل الخِطاب وسببِ الأسباب،
فهم النَّمطُ الأعلى،
الفقْرُ والفاقةُ وأنواعُ البلاء أسرعُ إليهم مِن ركْض الخَيل،
مسَّتهم البأساءُ والضَّراء وزُلزِلوا وفُتِنوا،
فمِن بينِ مجروحٍ ومَذبوحٍ مُتفرّقين في كلّ بلادٍ قاصية،
بهم يشفي اللهُ السَّقيم، ويُغني العديم - أي الفقير-
وبهم تنصرون، وبهم تُمطرون، وبهم تُرزقون، وهُم الأقلُّون عدداً، الأعظمونَ عنْدَ الله قدْراً وخطراً....)
_______________
البلاء في أحاديث أهل البيت "عليهم السَّلام" إذا نزلَ، فإنّهُ أول ما ينزل ينزل على الـمَعصوم "عليه السَّلام"، ثـُمَّ إنَّ الـمعصوم "عليه السَّلام" يُقسّمهُ على أوليائهِ الأمثل فالأمثل،
مَن هو الأقرب إلى الـمعصوم تكون حصتهُ أكبر مِن الابتلاء، وهكذا الأمثل فالأمثل مِن الَّذين يكونون على قربٍ منه"صلواتُ اللهِ و سلامهُ عليه"،
و نـحن نقرأ في أدعية الغيبة ، أنَّنا نُصلي على أعوانهِ على نأيهِ و غيبتهِ ،
هناكَ أعوانٌ لـ
#الإمام_الحجة "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" يُعينونهُ عليه السَّلام على نأيهِ وغيبتهِ ،
ومِن مَصاديق أعوانهِ على نأيهِ و غيبتهِ:
أولئكَ الَّذين يـحتملون البلاء ، أولئكَ الَّذين يُقسَّم عليهم البلاء كما أشارتْ إلى ذلك الأحاديث الـمعصومية الشريفة ،
أنَّ البلاء ينزلُ على إمامنا "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" فيقسّمهُ في الرّواية على الـمُؤمنين الأمثل فالأمثل ،
و لذلك الـمُؤمن لا يـخلو:
إمّا أن يُبتلى بفقرٍ في مالهِ ، بفقرٍ و بـحاجةٍ و بعوزٍ في معاشهِ ،
و إمَّا أن يبتلى في جسدهِ بـمرضٍ و آلام،
و إما أن يُبتلى بزوجتهِ ، و إما أن يبتلى بأحد ساكنـي بيتهِ أن يؤذيهُ وأن يشتمهُ كلّـما دخلَ إلى دارهِ ، و إمَّا أن يبتلى بعقوق ولدهِ ، و إمَّا أن يبتلى بإيذاء جيرانهِ، و إمَّا أن يبتلى بإيذاء إخوانهِ، و إمَّا أن يبتلى بأذىً مِن أعدائهِ ، و إمَّا أن يبتلى بـخوفٍ مِن السُّلطان، و إمَّا أن يبتلى بـمظلوميةٍ مِن النَّاس..
فإنْ لـم يكنْ شيءٌ مِن ذلكَ، فإنَّ الله يُسلّط عليهِ الـهم و الغم مِن دُون سبب..!
فإنْ لـم يكن ذلك، فإنَّ الله يُسلّط عليه الكوابيس في الـمَنام ،
في كلّ حالةٍ من حالاتهِ لا بُدُّ مِن الابتلاء ،
فإنْ لـم يكن كذلك .. فإنّ الله تعالى يُسلّط عليهِ الـهم و الغم ،
و هذه ظاهرة واضحة في حياة الـمؤمنين مِن دُون سبب، و إذا به قد أصيب بـهمٍ و غمٍّ مِن دُون أن يكون هناك سبب ظاهر،
نعم ورد في بعض الرّوايات الشَّريفة أنَّ هذا الـهم و هذا الغم الَّذي يُصابُ به الـمُؤمن قد يكون مُواساةً ومُوافقةً لـمُؤمنٍ في شرق الأرضِ أو غربها قد أصيب بأذىً عظيم
وفي بعْض الرّوايات إنَّ هذا الـهم والغم الَّذي يُصيب المؤمن مِن دون سبب ظاهر إنّمـا ينزل بالمُؤمن مُوافقةً لـهمِّ إمامهِ و لغمّ إمامه ،
و قطعاً هذا بحسب اختلاف مراتب أهل الإيـمان،
فتارةً يكون الـهم ُّو الغمُّ مواطئةً وموافقةً لأهْل الإيـمان،
وأخرى يكون هذا الـهمّ والغمّ مُوافقةً لأذى إمامهِ وهمّهِ وغمّهِ "صلواتُ اللهِ و سلامهُ عليه"،
ولذلك يقولُ أهْل الـمَعرفة أنَّهُ من جـملة الأسباب الَّتـي لأجلها يُصاب و يبتلى كثيرٌ مِن