دِيوَانُ العَصْرِ 📖

Канал
Логотип телеграм канала دِيوَانُ العَصْرِ 📖
@dewan1997Продвигать
40
подписчиков
#ديوان_العصر هو مشروع (صالون أدبي الكتروني). مقرُّه: بقعة على كوكب التيليجرام. هدفه: أنْ يكون قِبلة سحر البيان, وهمزة
"ضبو الشناتي"
لم تكن يوماً قصيدة شاعرٍ
أو قصة لرواية قد راح كاتبها
يحاكي بعض أوجاع الحياة
و حزنها

"ضبو الشناتي"
حالنا... أوجاعنا... و حروف قصتنا
بدمع العابرين إلى الحياة
و بؤسها

آهٍ بلادي يا بلادي
كيف تحترق الحياة و قلبنا
و النار تعرف أنها قد أحرقت نبضاً
يصارع في الحياة و عيشها

"ضبو الشناتي"
و احذروا من طي قمصان الألم
هاتوا
مناديل الوداع و لوّحوا صوب الرمادِ
و عانقوا غصناً تمزّق و انعدم

ما جرمُ من يبكيكِ يا بلدي؟
و يكتب شوقه دمعاً و يمحو
ثم يحزم حبكِ بين الحقائب
هل يسافر نحوكِ ؟؟
لا مهربٌ منكِ سواكِ
فاحضني الموت المسافر و الندم

"ضبو الشناتي "
و احزموا فيها حصيلة عمرنا
ماذا زرعنا ؟؟
و الخراب كأنه قد ضيّع الطرقات
إلا عندنا
أين الطريق ؟
كأننا من بعد هذا اليوم
ما عدنا سنحترف الحياة
و إنما
ذاك الطريقَ إلى العدم

#حاتم_البيريني
أعيديني

أعيديني إلى حيث التقينا
                        وأولِ نظرةٍ منا إلينا

وأولِ قُبلةٍ ، من دون لَثمٍ
                وأولِ رعشةٍ في مهجتينا

إلى ساعاتِنا لما سبقنا
              عقاربَها التي في معصمينا

ونادانا الزمان: سبقتموني !
                  فقلنا: لا عليكَ ولا علينا

إلى ظلي وظلِّك حين جاءا
                وكلٌّ منهما يمشي الهُوينا

وصارا واحدًا حال التلاقي
            وفيَّ وفيكِ ها نحن اختفينا

إلى ليلٍ تغشَّانا كأمٍّ
                فأينعَ صبحُه من راحتينا

وبدرٍ فيه حُسنٌ منك ، من ذا
          أعارَ البدرَ من عينيكِ عينا ؟!

وصبحٍ  حين فاض النورُ منا
                  أتانا مُعسِرًا ويريدُ دَينا

أعيديني إلى حضن الأماني
                  إلى وردٍ تفتَّحَ من كلينا

أعيديني فإني اليومَ مَيْتٌ
                     لأُولدَ مثلما لما التقينا

#حسين_العبدالله
بَرِيدٌ مُرسَلٌ مِنَ القَبْر
.

فِي آخِرِ الدَّربِ مَا لَا يُسْعِفُ الخَطْوَا
هُـنَـاكَ كُـلُّ مَــسَــاعِـينَـا بِـلَا جَـدْوَى
.

هُـنَـاكَ نُـدرِكُ أنَّـا مُــقْــبِـلُــونَ عَـلَـى
سَـيْـرٍ طَويـلٍ و أنَّـا لَمْ نَـعُـدْ نَـقْـوَى
.

هُـنَـاكَ نَبدُو ضِـعَـافًـا فَـالـنِّـهَـايَـةُ لَا
تَـنْـفَـكُّ تَـسْــألـنَـا مَنْ مِنْكُمُ الأَقْوَى
.

سَـينتهي كُلُّ شَـيءٍ حِينَهـا وَ نَـرَى
أنَّـا قُـطِـفْـنَـا وَ لَمْ تَرأَفْ بِـنَـا حَــوَّا
.

وَ أَنَّ كُــلَّ يَــدٍ مُــدَّتْ إِلَـى يَــدِنَــا
عِنْدَ المَصَائِبِ كَانَتْ تَحمِلُ البَلْوَى
.

وَ أَنَّ آمَــالَـنَـا كَـانَـتْ على سَــفَــرٍ
وَ أَنَّ آلَامَــنَــا مَــرَّتْ بِــنَــا لَــهْــوَا
.

وَ أَنَّ أشْـعَـارَنَـا كَـانَـتْ خَطِيئتَنَا الـ
ـكُبْرَى و أوَّلَ مَنْ عَرَّى وَ مَنْ أغْوَى
.

مُـخِـيـفَـةٌ تِـلْكمُ الـسَّـاعَـات تُبْعِدُنَا
عَـنَّـا وَ نَـحـنُ بِـلَا أَهْـلٍ ولا مَـأْوَى
.

تَـدُقُّ ضِـلْـعًـا فَـضِـلْـعًـا غَـيْـرَ آبِـهَـةٍ
بِـمَـا سَتُسْفِرُ عَـنْـهُ الدَّقَّـةُ القُصْوَى
.

تُـمِـيـتُ أروَاحَـنَـا حِـينًـا و تَبْعَثُـهَـا
حِينًا على صَهْوَةِ الآهاتِ و الشَّكْوَى
.

تُـفْـتِـي بِـهَـدمِ أمَـانِينَـا فَنَحنُ بِـمَـا
يُردِي الأَمَانِي تَجَرَّأْنَـا عَلَى الفَتْوَى
.

وَ شَـدَّنَـا الـكِـبْـرُ مِنْ أعْمَارِنَا و غَزَا
مَا شَابَ مِـنَّـا وَ رُحـنَـا نَدْعَمُ الغَزوَا
.

فَـلَـنْ يَـكُـونَ لَـنَـا الـجُـودِيُّ مُـتَّـكَـأً
وَ لَــنْ  تَــمُــدَّ لَـنَـا سَـــيَّــارَةٌ دَلْــوَا
.

وَ لَــنْ تَكونَ سَــمَـاءُ اللهِ وَاسِــعَـةً
فَنَحنُ لَمْ نَـأْتِـهَـا بِالحُـبِّ وَ التَّقْوَى
.

وَ لَمْ نَصُنْ تَضحِيَاتِ الأنْبِيَـاءِ فَـلَا
يَكونُ مِـنْ حَقِّنَا أَنْ نَطلُبَ الـعَـفْـوَا
.

#إبراهيم_جعفر
بِالعشقِ إنَّ إماميَ الحلّاجُ
أمّا القيادةُ إنَّني الحَجّاجُ

بين التصوّفِ والجنونِ محطّةٌ
أنا لِلمحطّةِ مَدخلٌ وسِياجُ 

أسري وأَعْرجُ لِلسّماءِ وَأَنتشي
فَهمُ المدى الإسراءُ والمعراج

عُقَدٌ وعُمْقٌ اِضْطِرَابٌ غَيمَةٌ
مَطَرٌ وغيثُ مُلحِدٌ حَلّاجُ

أَبْدُو وَلَا يَبْدُو أنَا وَأنَا إِذَا
دَقَّقْتُ جِلدِي نافذٌ وزُجَاجُ

أَحتاجُ بُوصِلةً وربِّي داخلِي
بَينَ الخَلايا فِطرةٌ منهاجُ

يا شَيخُ في خَلَدِي يناشِدُ قُبلةً 
يا قائدًا  لِلنّاسِ لا يَحتاجُ

يا شَيخُ ينمو داخلِي مُستَسلِمًا 
يا قائدًا أحلامُه قِرطاجُ

كنْ قائدًا لِلنّاسِ مَوجًا عاليًا  
والشّيخُ مَا تُخْفَى به الأمواجُ

#جود_الدمشقي
ولَقَد ذَكَرتُكِ والجّحيمُ كأنّهُ
نارُ اشتياقي في سَحيقٍ تُتَّقَد ْ

والكافِرونَ تساقَطوا في غَيظِها
قلبي وعَقلي خالِدينَ إلى الأبَد ْ

بل كلُّ  ذرٍّ من هبائي إنّما
مِن فوقِها وكما الصِّراطِ لقد وَرَد

يودى ببعضي ثُمّ ينجو آخَرٌ
وكلاهما بالحرقِ في ذاتِ الصدد

لم ينجُ منهُم مؤمنٌ مُتعفِّفٌ
أفكيفَ يَسلَمُها الطّغاةُ ومَن جَحَد

أنا شعلةُ الأشواقِ تمشي بينكم
يا أُمّةَ الإسلامِ مالي من جسَد

أنا شعلةٌ قد أحرَقَتْ شمسَ السّنا
لمّا اللهيبُ إلى معاليها صَعَد

فشرَعتُ بالإخلاصِ أتلوها وقد
أتممتُ بالفلقِ الضُّحى ثُمّ المَسَد

ليسَ الخشوعُ أمنصتي لكنني
أخشى على لهَبي منَ الشّمسِ الحَسَد

يا مُسعِري بالشّوقِ أضحت بعدَكُم
كلُّ البصائرِ لا تميزُ عنِ الرّمَد

والرّوحُ صارَ مُكوثُها في جُثّتي
هو توأمٌ مـْع ظَعنِها إذ تفتَقَد

ماذا فعلتِ بجيشِكِ الجّرّارِ مَنْ
ما فيهِ سيفٌ، لا عتادٌ، لا عَدد

ما فيهِ إلّا ذكرياتٌ في النُّهى
حطّتْ فما يقوى عليها مِن أحَد

طَعَنَتْ سيوفي حينما نازلتُها
قَتَلَتْ رصاصي، وحدتي صارَتْ بِدَدْ

وسَبَتْ بناتَ العقلِ من تجويفِهِ
مثلَ الطّغاةِ آذا أطاحوا بالبَلَد

فهرعتُ للنسيانِ أنجِد لوعتي
وانصُر ضعيفاً مِن حنينٍ يُضطهد

وامسَح ملامِحَها مِنَ الجُدرانِ مِنْ
وجهِ الورى مِن كهلِهِم حتى الولَد

لو شئتَ ذاكِرَتي منحتُكَ واهِباً
إنَّ الجنونَ بحالتي كَم يُفتَقَد

لكِنَّ قلبي كيفَ تُخمِدُهُ وهَلْ
يُحكى بِبُركانٍ بسوطٍ قد خَمَد!

هذا الفؤادُ إذا تنفَّسَ باسمِها
قَسَماً حَسِبتُ الغيمَ مِن فوقي رَعَد

أو أنّ إسرافيلَ جاءَ بصورِهِ
وبنفخةٍ أرواحَنا مِنّا طَرَد

نسيانُ أنسيتَ العوالِمَ دينَهُم
وحسابَهُمْ والوعدَ مِن ربٍّ صَمِد

وعييتَ أن تُنسي القلوبَ قلوبَها
أفَسِدتَ أم إدراكُ ذاكِرَتي فَسَد

بلغَ التّلَهُّفُ في الضُّلوعِ نِصابَهُ
يا قلبُ زكِّ بفائضٍ لمّا كَسَد

وزِّعهُ في زمنِ الوباءِ مُداوياً
ورخاءَ في أعتى الرّزايا والشِّدَد

أشرِبهُ للعطشى زُلالاً صافياً
وزِّعهُ دِفئاً كُلّما طِفلٌ بَرَد

جُد في العطاء ، فبحرُنا المسجورُ لم
نمسَسْ وما زلنا بحبّاتِ الزَّبَد

لا تخشيَنَّ نفاذَهُ فبنظرةٍ
من عينِها لوشئتَ يأتيكَ المَدَد

نسَفَتْ بها الإلحادَ وانساقَ الّذي
عَبَدَ الطّبيعَةَ للذي المولى عَبَد

إبليسُ حتّى لو أحسَّ لآدمٍ
بِنتٌ كتِلكَ لَما تكبَّرَ بل سَجَد

___

#علاء_الفقسة
أحلى القصائد ما يروي معاناتي
خلي "قفا نبكِ" خلي الأصمعياتِ

صبّي جمالكِ روحاً فوق قافيتي
يا قِبلة الشعر في الماضي وفي الآتي

كلّ اتجاهٍ إلى عينيكِ يأخذني
من أين أعبُرُ يا كلّ اتجاهاتي؟

من أوّل الشعر سالت أحرفي مطرا
من غيمةٍ أدمنَتْ رسمَ الشتاءات

ما زال عطركِ مقرونا بهاطلها
هاكِ الرسائل شمّي ريح أبياتي

يحاول الشعر أن يروي ضمائرنا
ونحن نسمعُ من تحتِ المظلاتِ

هنا انتظرتكِ والميعادُ أغنيةٌ
هنا رسمتكِ والاحلامُ فرشاتي

ضيّعتُ ذاتي كأني لم أكن أحدا
حتى وجدْتُكِ معراجا إلى ذاتي

وقبل عينيك لم أسكن إلى وطنٍ
في نصّ دستوره كلّ الملذاتِ

وقبل لقياكِ لم أعثر على امرأةٍ
تلوّن الأرض ألوان السماواتِ

أنا الدمشقيُّ لو تدرين سيّدتي
والقرطبيُّ إذا ما شئتِ مولاتي

دانت لي الأرض من شامٍ ومن يمنٍ
ومن عراقٍ إلى مصرَ فأغماتِ

بالياسمين أوشّي كلّ سابغة
وبالدماء أوشّي ياسميناتي

بالله أفخر لا جهلٌ ولا وثنٌ
إن فاخر الناس بالعزّى وباللاتِ

بنو أمية أجدادي الذين بنوا
في الشرق والغرب أركان الحضاراتِ

وما انهزمتُ بجيشٍ جاء معتديا
حتّى انهزمْتُ بألحاظٍ بريئاتِ !!

وما عرفتُ لحرمانِ الهوى أثراً
حتى فقدتُ غداة البين ضحكاتي

أومأتُ حتى بدا ظلّي كمروحةٍ
وخانني الصوت إذ حانت مناداتي

وخِلت أنّي عصيّ الدمع مصطبرٌ
فكذبتْني مواويلي وأنّاتي

ما كنتُ أحسبُ أنّ العشقَ يقتلني
حتى لقيتُكِ يا أشهى نهاياتي

خرافة العشق أن نحيا بلا وجعٍ
ونحن نعشق تصديقَ الخرافاتِ

#محمد_ياسين_صالح
العشاء الأخير ..

إنْ يسألوكَ فقُلْ: صِنفانِ ما اجتَمَعَا
مَنْ كانَ يصدُقُ مع ذاكَ الّذي خَدَعَا.

لا والّذي نظَمَ الأفلاكَ موضِعَها ..
فليسَ يغفلُ عنْ تصحيحِ ما وُضِعَا

يُقلِّبُ القلبَ لو ظنّ الخداعَ هوىً ..
ويَبتُرُ الخُبثَ حتّى لو بهِ زُرِعَا

سيستفيقُ منَ الآلامِ ذائقُها ..
مِنْ ثمّ ينكرُ حتّى يفهمَ الخُدَعَا

فإنْ تخدّرَ عشقاً..... ذاكَ أوّله ..
وإنْ تمعّن فيهِ أبصرَ الوجعَا

بخيبةِ القدسِ مُذْ سارَ اليهودُ بها ..
مِنْ نكسةِ الحبّ يبكيْ منْ لهُ اندفَعَا

يعودُ كالطّفلِ مفطوماً على صِغَرٍ ..
وليسَ يرشفُ غيرَ السُّمِّ لو رضِعَا

وكلّما ظنّ أنّ العقلَ حرّرَهُ
من سكرةِ العشقِ مخموراً بهِ رجعَا

كضربةِ السّوطِ تأتيْ الذّكرياتُ لهُ ..
والسّوطُ يلزمُ عبداً عندهُ رَكَعا

تَراهُ لوْ خمدَتْ ذكرى تعذّبُه
يزيدُه الشّوقُ تيهاً إنْ هُوَ انْدَلَعَا

يرتدّ نحوَ هواهُ كلّ ذي ولَهٍ..
كشاربِ الخمرِ يشقَى كلّما امْتَنَعَا

فكمْ تعلّقَ فِي الأستارِ قيسُ وكمْ:
ربّاه زِدْنِيْ جنوناً فِي الغرامِ؛ دَعَا

ومثلُهُ .. سارَ قلبيْ فيكَ مُهْتدِياً ..
كالطّلعِ تجرفُهُ ريحٌ إذَا وقعَا

مشَى اتّباعاً كموسَى دونَ أسئلةٍ
وظنّكَ الخِضرَ مِنْ إفراطِ ما خَضَعَا

أو مثل يوسفَ لمّا سيقَ منخدعاً
بخبثِ إخوتهِ حتّى بهم فُجِعَا

في الجُبّ.. في الحبّ.. لا فرقٌ فجوفهما
كنهُ الحقيقةِ للسّمِ الّذي نبَعَا

لأجلِ أيّ سرابٍ فيكَ أَتْبعُهُ ؟!
وأنتَ تبصقُ هذا الحبَّ مُصطَنِعَا

لأجلِ شهوةِ مَنْ يُعطَى الفؤادُ لهُ..؟!!
لمنْ يبايعُ غيريْ كلّمَا شَبِعَا !

إنّي سئِمتُ إماماً ضلّ دونَ هُدىً ..
كالسّامريّ الّذي أغوَى مَنِ استَمَعَا

حظّي كَمَا الشّمس تفنى كيْ يُرى قمرٌ
يكبّرُ النّاسُ ليلاً كيْفما طَلَعَا

أنَا صنعتُ إلهاً فيكَ أعبدُهُ ..
والعقلُ قلّدَ إبراهيمَ حينَ وَعَى

أنا وهبتُكَ قلباً ما هوَى رَجُلاً ..
لكنْ أحبّ فتىً فيْ كفّهِ انتُزِعَا

أيَا مسيلمةُ اصْدقْ متعبَينِ فهَا
صبريْ وكذبكُ كلّا منهُمَا انْقَطَعَا

سيسألونكَ قلْ: ما كنتُ أشبهها ..
وكيفَ يُجْمعُ جنّ والملاكُ معَا ؟

#ريناز_جحواني
لأنه الله
يرافقني معناي....تمشي بنا الدرب
حصاةٌ تُعينُ الماءَ كي ينبتَ العشبُ
أنا في فراغ الكون أبحث ربما
أُهدِئُ من نفسٍ يخامِرُها رَيبُ
أحاولُ أنْ أعطي التفكر قيمة
لأنَّ ضجيجَ الصمتِ داخِلَنا صعبُ
فلستُ نبياً في عصاهُ نبوءةٌ
وما كنت ذا حسنٍ ليحضِنني الجّبُّ
بكيتُ بلا ماء وحشرج خافقي
ورغم ارتباك الروح لم تخشعِ السّحبُ
وكنتُ إذا أغمضتُ عيني رأيتُني
أُخيطُ جِراحاتٍ أُكنَّى بها الصَّبُ
لعلي إذا قبلتِها مثلاً...يطير
سربٌ مِن الأحلامِ...يتبَعُهُ سربُ
أناديكِ في عزِّ اشتياقي أيا أنا
وأذرِفُ عمراً بينما فَتَّ لي قلبُ
وأبدو عليلاً لا أخالُ بأنّني
إذا ما دعوتُ الرَّبَ أنجانيَ الربُّ
ألوم على المعنى هشاشة موقفي
فلا حرفَ يُبريني ولم يَنفعِ الطّبُّ
أرى في مَراياكِ العتيقةِ صورَتي
ولن يُصلحَ المرآةَ يوماً ...لنا الذّنبُ
يقولونَ هذا ما جناهُ محمّدٌ(من الهوى)
وكم يُظلمُ العشّاقُ كي ينجوَ الحبُّ .

#محمد_قاقا
قف بالديار الخَاليات وحيِّها

مهدومُها يبكي على مَبنِيِّها

تبدو البيوت تهدمت أنصافُها

مثلَ القصائد بعد محو روِيِّها

دُورٌ كأشعار القُدامى في الثَّرى

مكتومُها يَربُو على مَروِيِّها

فاقرأ سطوراً من حُطامٍ لم تزل

تَهذِي بغامِضِ حِكمةٍ وجَلِيِّها

كلماتُها متشابهاتٌ كُلُّها

في السَّطر نابَت أيُّها عن أيِّها

أَلِفاتُها ياءاتُها من حَدْبِها

إذْ مَال قَائمُها على مَحنِيِّها

وعلى الخريطةِ يَستَمِرُّ السَّطر من

شَاميِّها شَطْباً إلى يَمَنيها

حيثُ البلادُ صحيفةٌ مَشْطُوبةٌ

تصحيحُها أعيا على صحَفِيِّها

وانظُر خياماً في الحُطام تناثرت

حوَّلن حاضِرها إلى بَدَوِيها

وسَلِ الديارَ عن الجميعِ تفرقوا

واسمع جواب قريبِها وقصِيها

إذْ أمسكت يوم الفِراق بأهلها

إمساكَ أطفالٍ بثوبِ وليِّها

وانظر حضورهمُ الذي بغيابهم

واسمع بلاغتَها التي في عِيِّها

فلقد تضيقُ على الفتى بفراغِها

ويكونُ وقعُ سكوتِها كدويها

تُغضي حياءً كي تُكتِّم سرَّها

ما باحَ بالأسرار مثلُ حيِيِّها

وكأنها راياتُ جيشٍ عائدٍ

بعد الهزيمةِ نشرُها في طَيِّها

يا طالباً حَلباً رجوتُكَ بالذي

قَسَمَ الدُّنا لسعيدِها وشقِيِّها

ليَ زهرةٌ فيها إذا وقعَ النَّدى

مالتْ لتسقيَ أختِها بنَدِيِّها

ودمُ الأُسودِ على الظِّباءِ مُحرمٌ

يا صاحبي إلا على حَلبِيِّها

عزلاءُ تخشى أن تُزاحِمَ ظِلَّها

فَنِيَ الورى بسهامِها وقِسِيها

والريحُ تبطئُ كي تفوزَ بعطرِها

والعُشبُ ينبتُ لِاستماعِ حُلِيها

بيني وبينكِ ألفُ طاغيةٍ دَعا

بِشِعارِ أفضلَ أمةٍ ونبِيِّها

هذا وهذا يدعُوانِ كلاهُما

زوراً إلى عثمانِها وعَلِيِّها

والحقُّ بين الباطلينِ مُمزقٌ

ترميهِ كفُّ دَعِيِّها لدَعِيِّها

خَلعا ذراعَ الطِّفل يدَّعِيانِه

والأمُّ لم تَخْلع ذِراعَ صَبِيها

وأنا الملومُ لدى الجميعِ لأنني

ساويتُ بين غويِّها وغويها

يا أدعياءَ الزُّورِ ذاكَ وإنَّني

العُمَرِيُّ وابنُ قُصيِّها ولؤَيِّها

وأنا عدوُّ طغاتِها وغزاتِها

بَلَدِيُّها عندي كإفرَنجِيها

وأنا الذي في كل مصرٍ قبلَها

آزرتُ أعزلَها على جُندِيها

مَنْ منكُمُ ما مَسَّ أعزلَ سيفُهُ

وأطار قلبَ أُميمةٍ بِبُنَيِّها

ورأى خلاصَ الأرضِ عندَ غُزاتِها

ورأى مداواةَ الحُروقِ بِكَيِّها

مَنْ بينَكُم يُؤْوَى لهُ فَصُدورُنا

ضاقت قَماقِمُها على جِنِّيِّها

ألِنَابِشِي أمواتِها ومُدَفِّنِي

أحيائِها ومُؤَلِّهي بَشَرِيِّها

ومُذبِّحِي أطفالِها في دُورِهِم

مثلَ الأضاحي في يَدَيْ وثنِيها

وعِصابةٍ رسمتْ على أوطانِنا

قُضبانَ سِجنٍ من ظِلالِ عِصِيِّها

ما ظلَّ من بَشرٍ ولا حَجرٍ بها

ويظلُّ والِيها ضَحُوكاً تَيِّها

أمْ لائِكي الأكبادِ من أضدادها

ساروا بسُنةِ هندَ أو وحشِيها

أم ناصِبِي سُوقَ النِّخاسَةِ في الضُّحى

ببضاعةٍ لِفقيرِها وغنِيها

وجميعُهم سَأَلَ الغريبَ حِمايةً

فأباحَ حامِيها دِمَا مَحْمِيها

هُنتم إلى أن أصبحت أحلافُكُم

عربيُّها عبءٌ على عجمِيِّها

مَلَّتكُمُ الأُممُ الكِبارُ وأنتُمُ

ضيفٌ ببابِ شحِيحِها وسَخِيها

ولكلِّ مظلومٍ حليفٌ ظالمٌ

يُغريهِ من أفعالِهِ بِدَنِيِّها

والأرضُ نهبُ سُباتِها وسُباتِها

حتى تشابه ميْتُها معَ حَيِّها

وولاتُها عاشوا عليها عالةً

أرزاقُ سَابيها على مَسبِيِّها

وحدودُها قُضبانُها وقُيودُها

حَلقٌ بكفِّ مُطِيعِها وعَصِيها

دارت كما الأفعى تُصارعُ ذيلَهَا

شَرقِيُّها يُفضِي إلى غَربِيِّها

دارت كمِشنقةٍ على أعناقِكُم

وتَلَوَّتِ الأجسادُ في مَلوِيِّها

لا خيرَ إلا في الذي ردَّ العِدى

فَرداً وقامَ ضَعِيفُه لقَوِيها

في أمةٍ كُرَماؤُها غُرباؤُها

أكرِم بِها مجنونِها وسويِّها

والمنصتين إلى دُعاءِ رقِيقِها

والمُقدِمينَ على دِماءِ عَتِيِّها

كَثَروا العساكرَ عُزَّلاً فَتَشَرَّدت

من خوفِها وتَجرَّدت من زِيها

يتعودُ القلبُ الحروبَ لطولها

حتى يصيرَ مجيئُها كَمُضِيها

لا تنخدعْ إنْ قيل تَنساها غداً

وجعُ الخُطوبِ يكونُ مِن مَنسِيها

تُشفى جِراحُ النَّفس إنْ أَظهَرتَها

والهولُ كلُّ الهولِ في مَخْفِيِّها .

#تميم_البرغوثي
#عجقة_مطر

حنَتْ عليَّ كما أمّي فَلُذْتُ بها .. 
أروي الجِراحَ لتُشفَى فيَّ أشواقِي .!!

عن البلادِ بآتيها وحاضرِها .. 
وبعضِ ماضٍ عزيزٍ ما لهُ باقي ..!!

عنْ وجهِ أنثى ينامُ الزهرَ وجنَتَها .. 
وبالشِّفاهِ كُرومٌ كانتِ السّاقي ..!!

الليلُ كحلٌ لجفنيها بغطرسةٍ ..
لا أملكُ السِّلْمَ .. ما لي مِنهما واقي ..!! 

ظلَلْتُ دهراً بلا فجرٍ يُبَشِّرُني ..
لفَرطِ وهميَ خِلتُ الحُسْنَ إشراقي ..!!

فجئتُ حِمصَ بما أطويهِ من تعبٍ .. 
فوقَ الحنايا رمادٌ بانَ إحراقي ..!!

أخبرتُها موتَ أحلامي وكَمْ غُصِبَتْ .. 
فينا الأماني بمَسٍّ ما لهُ راقِي ..!!

راحتْ تمسِّدُ شعري قصدَ تهدئتي ..
تُعيدُ ترتيبَ قلبِي مثلَ أوراقي ..!!


#محمد_نور_الأحمد ..!!
سجدة المعنى !


الشعرُ يعرفُ سجدةَ المعنى معي
ولديَّ - ما بالغتُ - إرثُ الأصمعي

وكأنّ أبياتَ القصائدِ كلِّها
جُمِعتْ لتُسكبَ بعدها في مطلعي

سيظلُّ شاي البوحِ مُرّاً طالما
لم أُطعِمِ الكاساتِ غمسةَ أصبعي !

لولايَ ما قالَ ( العتيبةُ ) في الهوى
" كتفايَ عرشكِ فاجلسي وتربّعي
"
فاخرتُ بالكلماتِ حين أصوغُها
مثنىً فتغدو أربعاً في أربعِ

ما قلتُ عن عطري وكُحلِ محاجري
بل قلتُ عن حبري وحرفي الأروعِ

فإذا دخلتُ على القصيدةِ خِدرَها
ألفيتُها بحجابِها لم تنزعِ

مثلي أنا - واللهِ - لفّةُ شالِها
وكأنّها قد عارضتْهُ ولم تعي

( ولّادةٌ ) خضعتْ وذلكَ شأنُها
أمّا ( جمانةُ ) بالهوى لم تخضعِ

الحبُّ علّمني الشموخَ وزادني
ألقاً فعزّي ليس بالمُتَصَنّعِ

هذا السوادُ على جفوني لم يكُنْ
إلّا لأنّي لستُ أسفحُ أدمعي

ولكلِّ منْ ترجو انتزاعَ حبيبِها
مِنْ نفسهِ : أنّى رغبتِ تَمَنّعي

ليسَ الفرادةُ أن تكوني نجمةً
من دون فائدةٍ سوى أن تلمعي

لكنّها في اللاظهورِ ترفُّعاً
وجميعُهم يترقّبون لتطلعي

العطرُ حينَ يفوحُ يفْقِدُ سحرَهُ
هُزّي الورودَ برقّةٍ وتضوّعي

كوني كـ " بسم اللهِ " نافذةً إلى
كلِّ القلوبِ ؛ وعيتِها أو لم تعي

أغضيتُ عنْ هوَسِ البدايةِ حِنكةً
لأُصيبَ ما يجتازُ فخَّ المصرعِ

ورفعتُ سقفَ توقّعاتي في الرؤى
ودخلتُ من بابِ البيانِ الأوسعِ

لا شِعرَ إلّا في دموعِ مُفارقٍ
وحنينِ مشتاقٍ ودعوةِ مُوجعِ

في الصمتِ ما يكفي لنفهمَ بعضَنا
لكنّنا نجري وراءَ المَسمعِ

#جمانة_الطراونة
سأخبر الله بكل شيء

أبلغ ضميرك أن الجسم قد وهنا
      واستغفر الله  عن  أوجاعنا زمنا
كم كنت أخشى على الأحلام من قدر
        ثم استفقت وقد هدّوا ليَ الوطنا  
ناجيت باسمك ياالله منكسرا
    والجسم في لجة الأنقاض قد عُجنا
وحينما خلت أن الله يسمعني
      زينت حرفي بصوت زاده شجنا
في هيئة الدمع كان الحزن منفعلا
     كأن طفلا له في الأرض قد دفنا
فاختار أن يعتلي وجهي كمقبرة
     وراح يحضنني حتى ذوى بدنا
نصفان من وجع صدري وحرقتُه
   إذ كلما أوغلت في القلب صحت انا
قاومت معتقدا في جعبتي وطن
           لكنه  وطني  سحر  به  لُعنا
يا كاتب السحر بالدمعات نسكبها
    من حكمة الماء ألا يُغرق السفنا
حبلى سمائي بأضغاث مدمرة
       مامن طريق لها إلا وقد طعنا
سال النجيع على الأوراق مرتبكا  
      يعانق الحرف مذهولا بما اختزنا
لا راح يبكي ولا تلقاه مبتسما
       يخشى عليه احتضارا أينما سكنا
أعوامنا قد مضت تغتالها فتنٌ
           لا بارك الله فيمن أشعل الفتنا
والموت باقٍ ولا يحتاج تذكرة   
         والظلم لا يبتدي إلا بمن جَبُنا
#محمدقاقا
وكان البحرُ
من أيامِ صبوتهِ
يحبُّ مدينةً عذراءْ

رآها مرةً في دهشةِ المجهولِ واقفةً
فأجّل رحلة المعنى
ونامَ على ضفائرها
وطيّر فوقها تنهيدةً زرقاءْ

وليس غمامُنا المرفوعُ إلا "متحفَ التنهيدة الأولى"
كذلك كان يُدعى قبل أن تتغيرَ الأسماءْ!

و يُحكى أن هذا البحر
أعلن للمدينةِ حبه الأبديّ..
راسلها ليخطبَها
وغازلها بألف غوايةٍ في اليومِ
لكن المدينةَ لم تفارق صمتَها الوضّاءْ

ومنذُ طفولةِ التكوينِ حتى الآن
والمسكينُ يطرق بابَها
بالماءْ

لذلك لا يزال الموجُ يخلعُ قبل رمل الشطِ زُرقتَه
ويلبسُ بدلةً بيضاءْ!

ويتقنُ عطرَه من قبل أن يأتي
لذا للبحر رائحةٌ تميزُه عن الأشياءْ

• محمد عبد الباري |
تَدرينَ ما كانَ؟ لو تَدرينَ ما كانَا
كُنَّا نُقايِضُ بالأحزانِ أحزانَا

وكانت اللَّوْحَةُ البيضاءُ شاحِبَةَ
المعنى ولا يجدُ الرَّسَّامُ ألوانَا

بحثًا عَنِ اللَّونِ فرَّ العُمْرُ مِنْ يَدِهِ،
حَتَّى رأى اللَّوْنَ والفرشاةَ شريانَا

فَمَنْ يُجيبُ سؤالَ الشَّمسِ لو سَألَتْ
هَلْ نستعيدُ خُطانَا أمْ خَطايانَا؟

كُنَّا ضَحيَّةَ أحلامٍ نطارِدُها
أمْ أنَّ أحلامَنَا كانت ضَحايانَا؟

في كُلِّ قِصَّةِ حُبٍّ، قِصَّتا ألمٍ
وشاعرٌ لمْ يَجدْ دمعًا فأبكانَا

ومطربٌ عاطفيٌّ لمْ يَجدْ عملًا
إلَّا الأغاني التي تُحْصِي شظايانَا

حَتَّى بريقُ المرايَا، سوفَ يَسألُنا
عَنِ الشُّحوبِ الذي يكسُو مرايانَا

حَتَّى الثِّيابُ التي كانت بِمَوْعِدِنَا
تكادُ تنطقُ ألوانًا وخيطانَا

على المَشاجِبِ رهنَ الصَّمتِ مطفأةٌ
كأنَّمَا,,,,,,, فارَقَتْ أهلًا وأوطانَا

والذِّكرياتُ التي تبكينَ كثرتهَا
غدًا ستبكينَ، لو تَزْدادُ نُقْصانَا

لا يَسْتَوِي في عيونِ العَاشِقَيْنِ بُكًا
فليسَ مَنْ عَزَّ في الذِّكرى كَمَنْ هانَا

وَرُبَّ وَجْهٍ مِنَ الماضي تَراهُ غَدًا
تُوليهِ ظِلَّكَ إِشْفَاقًا وإِحْسانَا

وَرُبَّ وَجْهٍ مِنَ الماضي تَراهُ غَدًا
تُعْطِيْهِ كُلَّكَ تَعويضًا وقُرْبَانَا

أسطورةُ العاشقاتِ السَّبْعِ خالدةٌ
أيلولُ لا يمنحُ العُشَّاقَ سُلْوانَا

نَهارُ صيفٍ قديمٍ باعَ مِعْطَفَهُ
يَلقى الشِّتاءَ ويلقَى اللَّيلَ عريانَا

أيلولُ يأتي ويَمضِي، دونَ أسئلةٍ
لمْ يَتَّهِمْنَا، ولم يَحْفِلْ بِمَرْآنَا

ماذا تريدينَ مِنْ أيلولَ سَيِّدتي
ما دامَ آذارُ ما أَهْدَاكِ بُستانَا؟

إنَّا قضاةُ اللَّيالِي ثَمَّ أسئلةٌ
في شارِعِ الشَّمسِ نَخْشَاهَا وتَخْشانَا

يكادُ يسألُ فينا النَّاسُ خَالِقَهُمْ
أمَا خَلَقْتَ لهمْ يا ربِّ أجفانَا؟

وقفٌ على الحزنِ مَنْ يأبَى الوقوفَ
لهُ لو لمْ تقِفْ راضيًا أُوقِفْتَ إذعانَا

فلا تُصدِّقْ غرورَ القوْلِ، لا أحدٌ
يجتازُ بوَّابَةَ الأحزانِ مجَّانَا

في الحزنِ، شُبْهَةُ شَكٍّ، ظِلُّ مَعصيةٍ
لكنَّهُ يجعلُ الإنسانَ إنسانَا

اجْلِسْ بآخِرِ صفٍّ وابتسمْ فرحًا
يا حُزْنُ واحْمِلْ لنا وردًا ونِسيانَا

أنا بعيدٌ بعيدٌ عَنْ أصابِعِهَا الـ
عصفورِ عَنْ صوتِهَا المبحوحِ أغصانَا

عَنْ رقصةِ الضَّوءِ عَنْ نهرٍ  وعَنْ مطرٍ
وعَنْ "أُحِبُّكَ أزمانًا وأكوانَا"

وعَنْ ثلاثينَ عامًا كنتُ أحسَبُها
تكفي لكيْ يشبعَ الأطفالُ أحضانَا

كبرتُ أكثرَ مِنْ هذا بلا سَبَبٍ
وكُلَّما ازددتُ حزنًا زِدتُ عِرفانَا

لعلَّ أصْدَقَ ما قَالَتْهُ سَيِّدةٌ
إِنِ اسْتَطَعْتَ تَعلَّمْ كيفَ تنسانَا

أنا وحزني ذَنْبٌ، سوفَ تَحْمِلُهُ
ولستُ ربًّا لكيْ أُهْدِيَكَ غُفرانَا

قَدْ لا يَجيءُ غَدٌ أوْ لا أجيءُ غَدًا
أحِبَّنِي الآنَا أوْ فَاقْتُلْنِيَ الآنَا

واليأسُ يهمسُ في المقهى بِبَسْمَتِهِ
الصَّفراء ما زلتَ مَدْعُوًّا لِمَقْهَانَا

كقاطِعٍ لطريقٍ لمْ يُحِبَّ، ولمْ
يُحَبَّ يومًا، فأمْضَى العُمْرَ خَوَّانَا

كخطوةٍ حُبِسَتْ عَنْ سيرِهَا يَبِسَتْ
في نفسِهَا أنِسَتْ سِجنًا وقُضبانَا

يا يأسُ يا بطلَ الدُّنيا وباطِلَها
لا أنتَ نحنُ ولا دُنياكَ دُنيانَا

لولا الشِّفاهُ التي تُسْقَى وما رويت
مِنَ الحنينِ لَظَلَّ الماءُ عطشانَا

لو أنَّ راحَتَها البيضاءَ تلمسهُ،
قلبي، لَرَتَّلَتِ الدَّقَّاتُ قرآنَا

للحُبِّ أنْ يرتديْ "البَبْيونَ" مبتسمًا
أوْ يكتفيْ بثيابِ البيتِ أحيانَا

وأنْ يغرِّدَ في "المترو" بلا سَبَبٍ
وأنْ يسيرَ كطاووسٍ ليلقانَا

مُتوَّجًا وفقيرًا، مرهَقًا شَجِنًا
وطائِشًا وجُنونيًّا وفَنَّانَا

  أغلى هدايا السَّما للواثقينَ بها
ونحنُ لا نَتَخَلَّى عَنْ هدايانَا

كقائِدِ "اللحنِ " أنتَ الآن عازِفُهُ
فاتْبَعْ عصاهُ، فوقتُ العزفِ قَدْ حانَا .

#أحمد_بخيت
تكرَّرَ الأمرُ حتّى خِلتُه غُصِبَا
وقدْ تعجَّبتُ حتّى لمْ أجدْ عَجَبَا
.
والآنَ ألبسُ يأسَ الكونِ مُقتنِعًا
بالكلبِ خِلًّا وبالإنسانِ مُخْتَلِبَا
.
ما أبعدَ النّاسَ عمّا بي،إذا اقتربُوا
خالُوا اضطرابَ فؤادي في الهوَى طَرَبَا
.
ما لي أُقَسِّمُ قلبي في الغرامِ علَى
منْ خيرُهم كانَ في أوجاعِه سَبَبَا ؟!
.
كم هانتِ السُّحْبُ لمّا سالَ مدمعُها
على الأراضي التي لا تسألُ السُّحُبا !!
.
منْ هؤلاءِ الذينَ استعذبُوا نَصَبي
وأجبرونيَ أنْ أَستعذبَ النَّصَبا ؟!
.
تبّا لكلِّ مُحبٍّ باتَ مُنتَحِبًا
على فراقِ الذي ما باتَ مُنتحِبا
.
فلْيخبطِ الرّأسَ في الجدرانِ مُحتمِلًا
مَنْ لمْ يُبِدْ ما تَبقَّى مِنْ هواهُ إِبَا
.
إنّي كرهتُكِ مِصريًّا ولا عجبٌ
وهلْ أحبَّكِ إلّا منْ رأى العَجَبَا ؟!
.
فلْتغفري ليَ أو لا تَغفري فأنا
لمّا ذكرتُكِ جبتُ الكونَ مُكتئبَا
.
لا أنتِ أمّي ولا أمُّ البلادِ ولا
عرفتُ أمًّا أذاقتْ نجلَها الوَصَبَا
.
ومنْ يعشْ في اغترابٍ في مَساكنِه
يَوَدَّ في غيرِها لو عاشَ مُغترِبا
.
أنا الذي فيكِ مغمورٌ ومُجتنَبٌ
فكيفَ شاعرُكِ المِقدامةُ اجْتُنِبَا ؟!
.
وليسَ فيكَ أديبٌ نالَ مطلبَه
حتّى يَشيبَ فيُدعَى سيّدَ الأُدَبَا
.
#محمود_حسان
#ديوان_العصر
لاشيءَ يمنعُ أن تستحوذَ النَفَسا
فصاحبُ البيتِ لا يستأذنُ الحَرَسا

هذي العيونُ التي جُنَّ الفؤادُ بها
أحرقهُ أو هَبهُ من نيرانِها قَبَسا

ولا تَخَفْ تِيهَ من يدري بِوِجهتهِ
فحيثما كنتَ أجرى فُلكَهُ وَرَسَا

ما السرُّ في غائبٍ مازالَ يحضُرُني
حتى كُفِيتُ بهِ عن سائرِ الجُلَسا

حتى الزهورُ إذا أصغت لضحكتهِ
تندى ويشحبُ وجهُ الأرضِ إن عَبَسا

أقلُّ هذا الهوى كافٍ ليُغرِقَني
ما الحالُ إن فجَّرَ الأضلاع وانبجسا

من عَلَّمَ الحسنَ أن يغزو جوارحَنا
ومن أتاهُ بأنيابٍ ليفترِسا

عينايَ تفضحُ ما أُخفي فهل خُلِقَت
عينٌ تُعلِقُّ في أجفانِها جَرسَا؟

إن كنتُ أحجبُ عيني عن مفاتنهِ
فكيفَ أحجبُ قلباً بعد ما طُمِسَا

#صفية_دغيم
يا توأمَ الروحِ إني ازددتُ إعجابا
بالحُسنِ منكِ وقلبي فيكِ قد ذابا
.
أحتاجُ حُسنكِ كي أختارَ قافيتي
فَمنْ جمالكِ يأتي الشعرُ مُنسابا
.
أدنو وأُحْجِمُ دونَ الكشفِ عن سببٍ
وأَرْقبُ الإذنَ حتى تفتحي البابا
.
.
للشاعرِ الحبُ بعد الحُبِ يُسعدهُ
كالطفلِ يحملُ في كفّيهِ ألعابا
.
لكن حُبكِ يا حسناءُ مَحرقةٌ
تزدادُ جمرًا إذا ما صرتُ أخشابا
.
والشعرُ فيكِ ملاذُ الروحِ يا لهفي
منذُ التقيتُكِ صار الشعرُ محرابا
.
وأفهمُ الناسَ إنْ زاغتْ بصائرهم
ووجهكِ العذبُ يُهدي الناسَ أنخابا
.
أهوى ابتسامكِ والأشعارُ أقرؤها
من بسمةِ الثغرِ أمسى الكلُ أَحبابا
.
.
في حضرة الشعرِ لا يعنيكِ من حَضروا
لا تشغلي البالَ عمن جاءَ أو غابا
.
فالقصدُ أنتِ وأنتِ القصدُ سيدتي
لولا حُضوركِ ما أَحْرقتُ أعصابا
.
#صالح_سويدان
بلى، عينُهُ نامَتْ ومِثلُهُ لاحِقُهْ
فلو لَم يَنَمْ مَن ذا مِنَ البطشِ عاتِقُهْ

فكَم مُسرِفٍ نَوماً وقاهُ سَريرُهُ
مِنَ النَّومَةِ الكُبرى وروحٍ تُفارِقُهْ

ينامُ وتعلوهُ يداهُ مُجيبةً
على كُلِّ ما لَمْ يُرضِهِ فتوافِقُه

ويُطلِقَ أرتالَ الشَّخيرِ لعَلّها
تُغطّي إذا في الحُلمِ دَوّتْ بنادِقُهْ

ويُخفِتُ أضواءَ الدّيارِ لأَن تُرى
ابتساماتُهُ عِندَ المَبيتِ تُرافِقُهْ

فَوَجهٌ بهِ فألٌ وفَخرٌ وبَسمَةٌ
تَجَمُّعُ شُبهاتٍ تُجَثُّ بوائقُهْ

فيا ابنَ الوليدِ النّومُ يوقِظُ جُرأةً
فينقَضُّ في قَلبِ الجبانِ سُرادِقُهْ

ولو أُبديَتْ في ما خلاهُ فودعوا
هُريرَةَ إنّ القَومَ شُدَّتْ مشانِقُه

إذا أخذتهُ غَفوةٌ ذابَ خَوفُهُ
وذابَ انكسارٌ كالثيابِ يُلاصِقُهْ

فيغتالُ رَجماً بالجواهرِ فقرَهُ
كما اغتالهُ بالجوعِ مُذ عُزَّ سارِقُهْ

ويدفِنُهُ في المالِ حتّى إذا نجى
من الملكانِ انغاظَ والمالُ خانِقُهْ

ويرتادُ عَرشاً والولاةُ رعيةٌ
بِما ليسَ فيهِ مِن مَديحٍ تُراشِقُهْ

يٌصلّي صَلاةَ الفَتحِ في كُلِّ مَكّةٍ
لأندَلُسٍ يمشي على البَحرِ طارِقُهْ

فلا يَهتَدي للصُبحِ إلا ونومُهُ
حَبَتْهُ قُروناً من سُموٍّ دقائقُهْ
فيا خالِداً في الاسمِ والذِّكرِ لا تَلُمْ
ضيوفَ زمانٍ مِن شُواظٍ نَمارِقُهْ

يراهم بِلُجِّ اليَمِّ غرقىً وقَد جَرَتْ
على البَرِّ حتّى مِن زِحامٍ زَوارِقُهْ

فإن يلتَقِطهُم أو يَذَرهُم لِحَتفِهِمْ
فما عاشَ ناجيه وما ماتَ غارِقُهْ

وإن دَلَّهُم نحوَ النّجاةِ أضَلَّهُمْ
فكلٌّ تؤدّي للهلاك مفارِقُهْ

فمِن أيِّ مَوتٍ تُستَمَدُّ حياتُهُم؟!
وقَد جاوَزَتْ حِلمَ الرّؤوسِ مَطارِقُه

ألا فالتَمِسْ للقومِ سَبعينَ حُجّةً
ولُمْ مَسلكَ التّاريخِ جارَتْ عوائقُهْ

فهُم مَنْ عَرَفتُمْ ما تيدَّلَ قَلبُهُم
وإن لم تكُن سيما الوجوهِ تُطابِقُهْ

يودّونَ إن يُحكى لموسى وربّهِ:
اذهبا قاتِلا مَنْ لا تُطاقُ بوارِقُه

بأنْ ينفِروا مع مَن دَرَوهُ بمُصحَفٍ
وإن لَم يَرَوهُ وَهوَ للبحرِ فالِقُهْ

يَوَدّونَ إن غابَ الرُّماةُ تثبّتوا
على أُحُدٍ حتّى دِماهم تُعانِقُهْ

ويحمون ظهراً للنبيِّ وصَحبِهِ
ودِيناً براهُ الظُّلمُ لولا مَشارِقُهْ

يودّونَ إن باهى الحُسينُ بجيشِهِ
على الطَّودِ طَودٌ لا تُطالُ شواهِقُهْ

وقد طالَها الخِذلانُ مِن كُلِّ مُدّعٍ
أشاحَتْ عنِ الوجهِ الخبيثِ حقائقُهْ

يودون لو أرواحُهٌم بَعضُ دِرعِهِ
وأجسادُهُم أسوارُهُ وخنادِقُهْ
يموتونَ لكن لا تُعَمِّرُ فِتنةٌ
ويُفتَحُ بابٌ ليسَ يُفلِحُ غالِقُهْ

بلى عينهم نامت .. وفي القلبِ حَسرةٌ
إلى وأدِ ظُلمٍ أتعَبَ الليلَ غامِقُهْ .

#علاء_الفقسة
المعطف
احتاجني...لمّا أكون بحضرتك//جسدي لديَّ بقيتي في حوزتك
قشّر فؤادي..مثل لوز اسمر//وامضغ بياضا مسكراً بطريقتك
أهوى الشفاهَ المقبلات على الهوى//أهوى حياءَك معلناً عن رغبتك
ياأيها الموج المقفى في ثنا//يا مايدور بخاطري عن قوّتك
دع امنياتي ترتويك بلهفتي//لنسيج حرفي في أديم صبابتك
ماأهيبك...مماصنعت تأدبك//كيف امتنعت عن الوقوع بقُبلتك
تطفو المحبةُ في المزاح حقيقة//طفو الدموع
الغافيات بمقلتك
لاتنتقد بعض ارتباكي حينها//إن اختناقي أن تغصّ بدمعتك
ألم الجوى قد لايباح بسره//جفني القريح على فراق سريرتك
أبعد دخانك لااريد لمعطفي//الا التشبع من عبير إحاطتك
من فتنتك..آثرت جيبي فارغا //إلا كفوفك أعرضت عن فطنتك
فوضعت كفي فوقها وشددتها //اخرجتها قبلتُها في غفلتك
كرواية يدُك البطولة حينها//ولثمتُها متأثراً ببطولتك
وبكى عبيراً معطفي لا يكتفي //فالعطر اضعف موقفي من ضمتك
مااجمل الحب المسجى عفة//إن أجمعت كل الظروف لخدمتك
ليلٌ..عناق واالتصاق محاجرٍ//ونزيف روح في حروف قصيدتك .

#محمد_قاقا
المخلصون إذا ما كنتَ صاحبَهم
الهاطلون غداةَ الجدبِ كالسُّحبِ

الساهرون لتغفو عينُ نادبِهم
الضاحكون على الأهوالِ والكربِ

المانحون على جوعٍ طعامَهمُ
الواهبون كثيرًا دونما طلبِ

شبُّوا وشابوا على إكرامِ صاحبِهم
من رافقَ الأقدمين الغرَ لم يشبِ

#زكي_العلي
Telegram Center
Telegram Center
Канал