#إشراق_الشهـ_ا_دة*
#ما_رأيت_إلا_جميلالا بدّ أن نقرأ
#كربلاء بمعايير الجمال التي اختصرتها
#الحوراء #زينب (ع) في جوابها لابن زياد، عندما قال لها:
-"الحَمْدُ لله الَّذِي فَضَحَكُمْ وَأَكْذَبَ أُحْدُوثَتَكُمْ.
"فَقَالَتْ (ع):
-"إِنَّمَا يَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ، وَيَكْذِبُ الْفَاجِرُ، وَهُوَ غَيْرُنَا"
فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ:
"كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ الله بِأَخِيكِ وَأَهْلِ بَيْتِكِ؟"
فَقَالَتْ (ع):
"مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَتَبَ الله عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ، فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ، وَسَيَجْمَعُ الله بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ، فَانْظُرْ لِـمَنِ الْفَلْجُ، يَوْمَئِذٍ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا بْنَ مَرْجَانَةَ"(2).
فقد صبغت بجوابها عليها السلام كربلاء بصبغة الجمال؛ فكانت كربلاء بكلّ فجائعها مظهراً لصبرها وقوّة إرادتها وصمودها من جهة، ومن جهة أخرى حوّلت الفاجعة إلى تسليم وارتباط وثيق بالله تبارك وتعالى. ولذلك، لم تعبِّر عن المصيبة بالحزن، وإنما عبَّرت عن المأساة بالجمال.
وعندما أقبلت قائدة المسيرة الحسينيّة عقيلة الوحي
#زينب (ع) إلى ساحة المعركة وهي تشقّ صفوف الجيش تفتّش عن جثمان أخيها الإمام العظيم عليه السلام، فلمّا وقفت عليه، شخصت لها أبصار الجيش، واستحال إلى سمع، بانتظار ماذا ستقول أمام هذه الخطوب المذهلة التي مرّت عليها...
لقد وقفت عليها غير مدهوشة، لم تذهلها الرزايا التي تميد منها الجبال، فشخصت ببصرها إلى السماء، وهي تقول بحماسة الإيمان وحرارة العقيدة قائلة:
"اللّهم تقبّل منّا هذا القربان"(3)؛
وهو تعبير عن إيمانها بأنّه لا يصدر من الجميل إلّا الجميل.
الشيخ محمود عبد الجليل
2- عوالم الإمام الحسين (ع)، البحرانيّ، ص 383.
3- حياة الإمام الحسين (ع)، القرشيّ، ج2، ص 302.
#ونبقى_مع_الحسين