وهذا النمط من الناس، قال في حقهم رب العزة والجلالة: وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (يس: ١٠)
فلا فائدة في تضييع الوقت معهم وحرق الأعصاب من أجلهم،
وإنما الواجب علينا أن نضحي بكل شئ مع أولئك #المنصفين الذين #يبحثون عن #الحق ويبذلون جهدهم للوصل إليه والذين قال في حقهم رب العزة والجلالة: إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم (يس: ١١).
وصار ذلك حائلا بينهم وبين محمد صلى الله عليه وآله، وانقطع طمعهم عن الوصول إليه بسيوفهم، فغمدوها، فانفرج الطرفان بعدما كانا انضما، #فسلوا بعد #سيوفهم وقصدوه
ثم #نودي: #يامحمد انظر خلفك إلى بغاتك بالسوء (٥) ماذا صنع بهم ربهم. فنظر فإذا #طرفا الجبل مما يليه، #منضمان، فلما [نظر] #انفرج الطرفان [و] #سقط أولئك القوم وسيوفهم بأيديهم، وقد هشمت وجوههم وظهورهم وجنوبهم وأفخاذهم وسوقهم وأرجلهم، وخروا #موتى تشخب أوداجهم دما.
وخرج #رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك الموضع #سالما مكفيا #مصونا محفوظا،
#تناديه_الجبال وما عليها من الأحجار والأشجار: هنيئا لك يا محمد نصرة الله عز وجل لك على أعدائك بنا،
فصل (إضرام النار على بيت السيدة #فاطمة صلى الله عليها وآلها)
فلما أن رأى الامام #علي "صلى الله عليه وآله" #خذلان الناس إياه #وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه #لزم بيته،
فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة، وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما،
فقال له أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه #قنفذا فهو رجل #فظ#غليظ جاف من #الطلقاء أحد بني عدي بن كعب،
فأرسله وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على الامام #علي صلى الله عليه وآله" #فأبى أن يأذن لهم،
فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد، والناس حولهما فقالوا: لم يؤذن لنا
فقال عمر: إذهبوا فإن أذن لكم وإلا #فادخلوا#بغير إذن.
فانطلقوا فاستأذنوا،
فقالت السيدة #فاطمة صلى الله عليها وآلها أحرج عليكم أن #تدخلوا على بيتي #بغير إذن،
ثم انطلقوا بالامام #علي صلى الله عليه وآله يتل (٦) حتى انتهى به أبي بكر،
#وعمر#قائم#بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبو حذيفة ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح ..(٧).