اللهم إِنا نستودعك غزة وأهلها، سماءها وأرضها ، رجالها ونسائها، أطفالها وشبابها، وكل شبر في فلسطين اللهم انصرهم وثبت أقدامهم وسدد رميهم وامددهم بجنود من عندك يا الله 🤲🇵🇸
يقول دوستويفسكي في رواية الجريمة و العقاب واصفًا جَشاعة و جُبن البشَر .. إن كلّ شيء موجود لدَى الإنسَان و مع ذلِك يدَع الإنسان كل شيء يمرُ من تحتِ أنفه ، و مَا ذلك إلا لأن الإنسان جبَان ، أمضيتُ عمري باحثًا عن ما هو الشيء الذي يخافُه البشر و إنه لمن الشائِق أن نعرف ما الذي يخافه البشَر أكثر من أي شيء و أكتشفت أنّ ما يخافه البشر أكثر من اي شيء هو أن يتقدموا خطوة إلى الأمام ، أن يقولوا كلمة شخصِية بعيدة عَن رأي القطيع .
"أنضجتني الليالي التي قضيتها وحدي و أنا في حاجةٍ لمن يسمعني أو يهتم لأمري، الليالي التي كانت من مرارتها أيأس من فكرة أنها ستنقضي، و أني سأظل أعيش في متاهاتها كثيرًا، نجوتُ منها لكن الأثر الذي أحدثته بداخلي لا يُنسى لأنها جعلتني أكبُر عن عمري الحقيقي بمراحل."
"يا هاجس الليل هل أدركتَ مأساتي أنا الغريق وهذا الليل مرساتي أتيتُ نحوكَ أيامي تطاردني وأحرفُ الأمس تاهت حول أبياتي بدايتي تنتهي والدرب ينكرني طعمُ البداياتِ عندي كالنهاياتِ على الخريطةِ لا سهمٌ يطاوعني صار الشمال جنوباً من معاناتي يا هاجس الليل أزماني مبعثرةٌ لا اليوم يومي ولا الساعاتُ ساعاتي خذني إليك فوجه الصبح يقلقني ياليلُ خذني وعرفني على ذاتي .."
يا وَحيدي العَزيز.. أليس من المُفترض .. أن تَتراقص مَلامحي فَرحًا حِين اكتُب لك؟ فمَا بال قَلبي.. انقبض بهذه القَسوة، وما بالُ هذا الألم .. يَعصفُ بي؟ ما بالُ عيناي.. تُمطر حُزنًا بدلًا من البَهجة؟ ادُرك أنّني سأمرُ بهذه الأوجاع كُلما قَررتُ، أن أوجهَ أحرُفي لك.. وكأن الكِتابة لك ضَريبة تَحملُ بين طياتها شَوقًا موجعًا.. ولكنك أثمن مِن كل ما قد أُعانيه.. لذا أنا سأُضحي بِهذهِ الرُوح من أجَلك.. وسأقُدم لكَ عيناي، قلبي، وكُل مافيّ فأنت تستحقُ كل ذلك وأكثر.
مفيش أسوأ من إنك تقع في حالة مفيش وصف ليها غير إنك "مش عارف مش عارف انت بخير ولا لأ مش عارف تفکر، مش عارف تجاوب على أي سؤال، مش عارف هتاخد اللي انت عايزه امتی مش عارف هتتنصف في اختيارتك في يوم من الأيام ولا كالعادة، مش عارف حظك ماله مش عارف امتی هترجع كويس وتنتهي الفترة الغريبة دي مخك عطلان عن الحركة مش عارف انت ليه أصلا بقيت خايف ! إحساس مؤذي ومخليك مش عايز حاجة غير إنك تختفي، لكن انت مجبر تظهر وتكمل لأن مفيش حاجه هتقف عشانك.
تُقَلِّب بهاتفك، تتصفّح المواقع، تنتقل من صفحةٍ لأخرىٰ، ومن مشهدٍ لآخَر، تَزيد ثقل قلبك، ويضيق صدرك! وأنت تعلم جدًا أن دواء الدّاء ليس هنا، وعلاجُ قلبك ليس بصفحةٍ وقِصّةٍ ومنشورٍ ويوميات! بالمحراب يا فَتىٰ، برَفع يدٍ مرتعشة، بصدقِ لحظةٍ واحدة، بجَمع قلبك على دعاءٍ تُحبّه، أمّا هنا؛ ليس لك إلّا فُتات، ما أشدّ تقصيرنا!
حتّى أنا الذي أكتب لك هذه الكلمات؛ لم أفعل ما كتبت!! إذًا، لِنُنَفّذ الأمر معًا، ولِيَفتح كُلّ واحدٍ بابه، ويسكن محرابه.
ستتعافى ذات يوم ولن تدركَ متى حدثَ هذا بالضبط، وكيفَ حدث، ستتيقظُ ذاتَ يومٍ لا تحكي قصتك، وإن حكيتها ستخرجُ الكلماتُ من فمكَ كأنها تخصُ شخصًا آخر، ليسَ أنت .
من أعلى مراحل النُضج هي إدراك أن معظم المارين في حياتك عابرين، وأن مشاعرك الحقيقة تجاه جميع الاشياء قد تتغير ويصبح أقرب شخص لقلبك أبعدُهم، ستتعلم أن لاتتأثر بغياب أحد أو وجوده وستدرك أن الوحده أفضل من أي شعور قد يُرهق قلبك .
لازم تنمّي عندك القدرة على التجاوز، تجاوز الناس والحب وغياب الأصدقاء وكل الأشياء، لا تبكي على الأطلال وتوقف حياتك، تقبّل الحقيقة حتى لو كانت مُرّة -لا تتخلى بسرعة بس لا تتعلق وتوقف بمحلّك- المكان اللي تحس ولو احساس إنه يتعبك غادره بسرعة، غادر الحياة ما توقف.
في رحلة الحياة، نواجه أناس من مختلف الطبائع والتجارب. بعضهم قد يفهموننا بعمق، بينما آخرون قد يمرون علينا مرور الكرام. لكن، الحقيقة التي يجب أن نتذكرها دائمًا هي أن قدرتهم على فهمنا تعتمد على مدى فهمهم لأنفسهم أولاً. لذا، مهما كانت التجارب التي نمر بها، علينا أن نحافظ على لطفنا ورقتنا. فالطيبة واللطف هما القوة الحقيقية التي تجعلنا نرتقي فوق التحديات ونبني علاقات قائمة على الاحترام والتقدير. في النهاية، من يقدر اللطف حقًا، هو من يحمل في قلبه عمق يمكنه من رؤية الآخرين على حقيقتهم.