قناة لمدارسة كتب الدكتور رأفت المصري و نشر إنتاجه العلمي المكتوب و المرئي و المسموع
هذه ليست قناة رسمية للدكتور رأفت المصري و إنما أسسها و يشرف عليها مجموعة من محبي و طلبة الدكتور
توطين النفس على البقاء تلميذا مهما اقتدي به المقتدون :
وهذا هو عيب الرياسة الدعوية، في جميع درجاتها، أو الظهور السياسي والانتخابي فى البرلمانات والنقابات، أو الظهور الإعلامي فى الصحف والقنوات الفضائية .. فإنها كلها تدع من يشتهر يأنف استمرار جلوسه بين يدي أساتذة الفقه ربما، ويظن فى نفسه الكمال والاستغناء ... فينقطع، فيستهلك ما جمعه فى أوائل دربه يوم كان يتواضع ويحمل كتابه تحت إبطه يهرول بين مجالس العلم !
فإذا نفد ما معه: لم يعد صاحب عطاء، فيضمر صوابه، فيزحزه متمردون عن منصبه، يريدون التطوير والتجديد ومواكبة الزمن، فيلفه يأس وبأس، فينتهي، وعندئذ يدرك أن لو كان استقام على الطريقة التربوية لسقاه الله من بركات التلمذة علما غدقا، ولكن هيهات، فإن النفس إذا تعودت الشموخ بطرت!
كتبت قبل سنوات في أدب الوعظ، وإليك المقالة، وكنت قد عنونتها ب:
"قمع الهوى بكتائب التقوى"
-1- قال: لم أعلم كيف تسللت إلى قلبي! في غفلة منه؟ أم قد فتح هو لها الباب؟ حتى إذا ملكتْه .. وشعر بوقوعه أسيرا؛ انتفض يطلب الخلاص! ويبحث عن سبيل النجاة! لا غرو إن فعل ذلك؛ وعنده بذرة التقوى، وأصل شجرة الإيمان .. لا لأن الحب حرام؛ وإنما لانسداد كل طريق دون الوصال المباح!
-2- وإرواء ظمأ الهوى مما لا سبيل إليه البتة، ونبتةُ الهوى نبتةٌ ماردةٌ لا تَروى ولا تشبع! وكلما سقيتَها مما تتطلبه- رغبة في تخفيف حدة أشواكها- ازداد تمردها، وعلا عذقها، وتشبثت جذورها بقلبك حتى لا تنخلع إلا بانخلاعه!
-3- قال: وإني لأقف ضعيفاً أمام هذا المرض! لا أملك له دواءً؛ إلا زاد مِن دائه! ولا أتيته من جهة إلا أتاني من جهات! ولا جمعتُ القوى للسيطرة عليه؛ إلا واجهني بألوان الكمائن؛ فما كان إلا أن تفرق جمعي وتشتت شملي، ثم عدت تحت سياط الهوى واستبداده عبداً يبحث لسيده عن لبن العصفور !! قال: يا ويحي! أشكو إلى الله! أشكو إليه مرارة الأسر ومراودة النفس الفاتنة وضعف القلب الشغوف ورقة العاطفة الأخاذة ..
-4- قلت: تدور وصفتي في مقارعة الهوى حول الشرب من نبع التقوى واتخاذها الدواء الأنجع! فأدمْ- نوَّر الله بصيرتك- تعاهُدَ شجرتِها؛ لتقوى بالتقوى على مجابهة الهوى، ولتكبح جماح تمرده بلجامها! ثم استعن - أعانك الله- بالخشية من الافتضاح، والحياء مِن مواجهة الناس بعواقبه؛ فإن في ذلك تُكْأةً على المواجهة .. وتسليحاً لجيوش العقل في غارتها على معاقل الهوى!
-5- وإني لأجدك عاقلاً تبصر العواقب، لكنك تؤتى من قبل نفسك التي تنزع نحو تمنيتك بالفسحة الموهومة؛ التي يمكن أن تتحرك خلالها، وتلعب في أرجائها! وإني ناصحك بالفطام .. الفطام الذي تدوس فيه رغباتك؛ وإن صاحت النفس ألماً! وتلجم به جماحك؛ وإن حاولت النفس التمرد .. فالنفس إنما هي طفل لحوح .. فيه مِن حمق الطفولة وبراءتها ..
-6- وأنت في مقام لا يلتفت فيه أحد إلى تلك البراءة ولا يقيم لها وزناً!! فإياك ثم إياك! والنَّاس لا ترى منك صفاء قلبك ولا نقيَّ مودتك! وإنما ترى جنوحك نحو التصابي! فتُلعن بينهم وتهان .. والله يقينا شرور هذا الامتهان!
قصيدة الشهيد هي للشاعر عبدالرحيم محمود الذي وُلد عام 1913م في فلسطين في بلدة عنبتا الواقعة في طولكرم، ودرس في مدرسة النجاح، وعلّم اللغة العربية هناك، وعند اشتعال الثورة عام 1963م انضم عبد الرحيم محمود الى المجاهدين، وترك التعليم وبقي يكتب الشعر الذي يدعو فيه الناس الى الجهاد حتى استُشهد في معركة الشجرة عام 1948م، ولُقّب بالشاعر الفلسطيني الشهيد.
تعقيب على ما جاء في مقابلتي على إذاعة حسنى حول إفسادي بني إسرائيل
جاءتني بعض الملاحظات حول المقابلة مع إذاعة حسنى يوم الخميس ١٧ أكتوبر، حول إفسادي بني إسرائيل وتفسير الآيات المتعلقة بذلك من سورة الإسراء.
وانتشر المقطع ولاقى تفاعلاً طيبا بفضل الله، ولكن وهم بعض السامعين أنني أدَّعي أن الكيان المحتل سيزول وحده وبلا قتال! وليس هذا هو المقصود بطبيعة الحال، والسياق يدل على ما سأزيده بياناً هنا إن شاء الله:
قلت: إن معركة التحرير لن تكون بتقابل الجيوش واصطفافها؛ فإن هو الظاهر فيما أفهمه من قول الله تعالى: (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر)، ومن قول الله تعالى: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون).
وليس يُفهم من هذا أن الكيان سيزول وحده؛ كما فهمه بعضهم، ولا أدري من أين جاء هذا الفهم؟
سيسقط الكيان المحتل بتوالي ضربات المجاهدين وارتفاع الكلفة على الاحتلال، وغزارة استهدافه، وتضييق الخناق عليه، ورصده في كل زاوية، والنيل منه في كل فرصة..
حينها سيشعر الكيان أن بقاءه صار مهدداً بشكل جاد وحقيقي.. سيبدأ إذ ذاك بالانحسار شيئا فشيئاً..
وسينسحب من بعض مواقعه لظنه أن ذلك سيطيل أمد بقائه، لكنه لن يلبث حتى يسقط، وسيُسقطه المجاهدون الربانيون.
فذلك قول الله تعالى: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا).
هذا بسط ما أردت بيانه من كلامي في ذلك الحوار، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
قياماً بأمر الله بالبيان، واستجابة للملثم المبارك: أقول:
إن حكم الله تعالى: وجوب قتال هذا العدو الصهيوني المجرم ورده عن بلاد المسلمين ومقدساتهم ودمائهم وأعراضهم.
والواجب على كل قادر: أن يشتبك مع العدو، وأجرُه على الله الذي لا يُضيع أجر المحسنين.
وأما غير القادر على الاشتباك فلينظر كيف يمكنه أن ينال من العدو، وفي أي جانب يمكنه أن يؤلمه ويغيظه؛ في الإعلام والتكنولوجيا، أو المحاضرة والكتابة والتوعية والتحريض وغيره.
وليجتهد كل مسلم في دعم إخوته مالياً وإغاثتهم، ودعوة الناس إلى ذلك.
وليُعلم أن التخاذل عن القيام بالواجب معصية وخيانة وظلم، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.