_ألم تكفيك الأيام صامته تتلين حُزنا وعلى جبينك حُفنه مرسومه على عينيك تشهد بأنك تائهة؟
بعد سلامٍ إستكثرتَه عليَّ كعادتك مؤخراً، و سؤالٍ عن حالي الذي لا يَهُمُّك،
أما بعد،
ترى الحزن على عيني ولا تعيشه معي، كفراشة فقدت إحدى جناحيها أنا، و خَسرت جُّل حياتها معه!
ألا يكفيني؟
_أيما سلام أُبادر به فيسبقني الرِمشُ سِراعا، فأكاد من البريق أصعقُ.
ما الحزن في عينيك إلا نبرة مشتاق، ضل الطريق باحثا عن الشجن .
_ أوَّد لو أن لي طاقةً كي أكابِر، كي أزعمَّ أن الندى الذي يبلل رمشيَّ كل ليلة ليس حنيناً إليك، أو أنكِر أن ذكرياتنا تضمني إلى أحضانها الباردةِ كل ليلة، و تغرس خناجِرها في ظهري.
دعكَّ من عينيَّ و أشجاني، أسِرُّ إليك أنني أبحثُ عن طيف شوقٍ إليَّ بين أسطُرِك و داخل أحرفك، لكنني لا أجده!
_بوح عزيزتي، طيفك لم يهجرني يوما فهو أنيس وحدتي، ظلي حين يشتد علي الوطيس، عينيك وأشجانك هي طربي، وفرهدة لروحي.
كبريائي مجرد وهم أحاول اختلاقه لمحاربه سراب ما تؤول إليه الأمور إن لم تكن كما أريد.
_مضت أيامي بعد بُعدِك رتيبةً كئيبة خاليةً مني و منك، أكذِبُ حقيقةً تلوِّح لي في أفُقنا، و أصدق كذبةَ لا يراها غيري، ضربت بكرامتي عرض الحائط مراتٍ لا تعدُ ولا تُحصى، ثم كنتُ كل تارةٍ ألُمُّ شتاتي قبل فواتِ الأوان و أهرب مجدداً إلى اللاشيء إلى جثتي الخاوية.
_الأيام في بُعدك خاويه تماما، لاشي يساوي أن تمتلئ رُتبتي¹ مع بُصمك²، فكان كلما يغلبني النُعاس أشد نفسي أن أنوم خوفا من يختفي طيفك من أمامي.
فوات الأوان لا يعني نهايه الطريق، فالشوق ليس له صلاحيه
¹المسافه بين السبابه والوسطى
²المسافه بين الخنصر والبنصر.
_الصلاحية لتقبلنا لفكرة المخاطرةِ بمشاعِرنا يا رَفيق الشجن و عزيز ذكرياتي،
و قد إنتهت صلاحيتها عندي، و إنتهت قصتنا، يكاد يهفو قلبي في إثرِّك، و يكادُّ يهرُبُ فؤادي رفضاً لفكرةٍ مَعيَّتِك!
هنا نهاية وإستمرارية و بداية:
نهايتُك معي،
و إستمرارُكَ داخلي،
و بدايةِ لونٍ جديدٍ عليَّ من ألوان الحنينِ و الفِراق!
_عزيزتي بوح، قد غلبني الشوق وزاد الموج في حدته، ولم ترسى مشاعري بشاطئ، لم يكن بيننا عهدا بالبقاء، لكنني كنت أحاول جاهدا أن أُبقيك بين حدقات عيني، لم أصب بالعمى ولم ولن يبقى الكون باهتا بعد مفترقنا، لكن اعلمي ما نسجناه من خيوط لن يعود جنجلا³، بل ستكون طريقا نسلكه لوكننا احياءا وليس للرجوع خلسه.
النهاية سنه من سنن الحياة.
#مرتضى_صالحالجنجل: زهرة القطن
#حوراء_محمد #نص_مشترك