*عن أبيِّ بن كعبٍ قال: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سلَّمَ منَ الوترِ قال: سبحانَ الملِكِ القدُّوس. ثلاثَ مرَّاتٍ. وفي رواية: يُطيلُ في آخرهنَّ.* المصدر : الأذكار للنووي
وأصناف الناس بالنسبة للإرادة الكونية والإرادة الشرعية أربعة: الصنف الأول: وافق الشرع والقدر، وهذا هو إيمان المؤمن، أما موافقته الشرع؛ فلأن الله قد أمر بالإيمان فقال: {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ} [آل عمران:١٩٣]، فأمرهم شرعاً، وهو محبوب لله جل في علاه، أما موافقته القدر؛ فلأن الله كتب في اللوح أنهم من المؤمنين، كإيمان أبي بكر، فـ أبو بكر وافق الشرع والقدر.
الصنف الثاني: خالف الشرع والقدر، وذلك مثل كفر المؤمن، يعني: لو كفر واحد من الصحابة فقد خالف الشرع والقدر؛ لأن الله يحب إيمانه، وهو قد آمن وكفر، لكن هذا لا يحدث أبداً.
الصنف الثالث: وافق الشرع ولم يوافق القدر، وذلك كإيمان أبي جهل، فإيمان أبي جهل وافق الشرع، يعني: أمر الشرع له بالإيمان، لكن القدر خالف ذلك وكتب وختم عليه عند ربه أنه من الكفار.
الصنف الرابع: وافق القدر وخالف الشرع، وذلك مثل: كفر الكافر، فكفره موافق للقدر؛ لأن الله كتب وختم عليه أنه كافر إلى يوم القيامة، وخالف الشرع؛ لأن الله أمر الناس عامة بالإيمان والعبادة له، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦]
قال تعالى ( إِنَّ فِی ٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَّقُونَ ﴿٦﴾ تفسير السعدي سورة يونس
لما قرَّر ربوبيَّته وإلهيَّته؛ ذكر الأدلة العقليَّة الأفقيَّة الدالَّة على ذلك وعلى كماله في أسمائه وصفاته؛ من الشمس والقمر والسماوات والأرض: وجميع ما خلق فيهما من سائر أصناف المخلوقات، وأخبر أنها آياتٌ {لقوم يعلمون} و {لقوم يتَّقون}؛ فإنَّ العلم يهدي إلى معرفة الدِّلالة فيها وكيفيَّة استنباط الدلائل على أقرب وجه، والتقوى تُحْدِثُ في القلب الرغبة في الخير والرهبة من الشرِّ، الناشِئَيْن عن الأدلَّة والبراهين وعن العلم واليقين. وحاصل ذلك أنَّ مجرَّد خلق هذه المخلوقات بهذه الصفة دالٌّ على كمال قدرة الله تعالى وعلمه وحياته وقيُّوميته، وما فيها من الإحكام والإتقان والإبداع والحُسْن دالٌّ على كمال حكمة الله وحسن خَلْقه وسعة علمِهِ، وما فيها من أنواع المنافع والمصالح ـ كجَعْل الشمس ضياءً والقمر نوراً يحصل بهما من النفع الضروريِّ وغيره مما يحصُلُ ـ يدلُّ ذلك على رحمة الله تعالى واعتنائه بعبادِهِ وسَعَة برِّه وإحسانه، وما فيها من التخصيصات دالٌّ على مشيئة الله وإرادته النافذة، وذلك دالٌّ على أنه وحده المعبودُ المحبوبُ المحمودُ ذو الجلال والإكرام والأوصاف العظام، الذي لا تنبغي الرغبةُ والرهبةُ إلا إليه، ولا يُصْرَفُ خالصُ الدُّعاء إلا له لا لغيره من المخلوقات المربوبات المفتقِرات إلى الله في جميع شؤونها. وفي هذه الآيات الحثُّ والترغيب على التفكر في مخلوقات الله والنظر فيها بعين الاعتبار؛ فإنَّ بذلك تنفسح البصيرة ويزدادُ الإيمان والعقل وتقوى القريحة، وفي إهمال ذلك تهاونٌ بما أمر الله به، وإغلاقٌ لزيادة الإيمان، وجمودٌ للذهن والقريحة
السبب الأول : معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته , فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته ازداد إيمانا بلا شك
ولهذا تجد أهل العلم الذين يعلمون من أسماء الله وصفاته ما لا يعلمه غيرهم تجدهم أقوى إيمانا من الآخرين من هذا الوجه .
السبب الثاني : النظر في آيات الله الكونية والشرعية , فإن الإنسان كلما نظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ازداد إيمانا
قال تعالى : ( وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) الذاريات /20-21
والآيات الدالة على هذا كثيرة أعني الآيات الدالة على أن الإنسان بتدبره وتأمله في هذا الكون يزداد إيمانه .
السبب الثالث : كثرة الطاعات فإن الإنسان كلما كثرت طاعاته ازداد بذلك إيمانا سواء كانت هذه الطاعات قولية أم فعلية , فالذكر يزيد الإيمان كمية وكيفية , والصلاة والصوم والحج تزيد الإيمان أيضا كمية وكيفية .
قال سماحة الإمام العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
سوء الظن بالله، ظنك أن الله لا يغفر لك وأنه لا يدخلك الجنة، بأن تظن ظنا غير مناسب هذا سوء الظن بالله.
وهكذا سوء الظن بإخوانك، سوء الظن بإخوانك أن تظن ظنا غير فائد، فينبغي أن تظن بالله كل خير سبحانه وتعالى، لأنه في الأحاديث الصحيحة
يقول الله عز وجل: ( أنا عند ظن عبدي بي )
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا يموتن أحدا منكم إلا وهو يحسن ظنه بالله).
فأحسن ظنك بالله وظن به أنه يعفو عنك سبحانه وهو العفو الغفور وأنه يقبل منك
وأنه يدخلك الجنة لأنك موحد ومسلم ولكن مع هذا تحذر السيئات، لأن السيئات تغضبه سبحانه، تحذر السيئات والمعاصي
وأحسن ظنك بربك مع التوبة إلى الله، ومع الحذر أحسن ظنك بربك، ولا تقنط ولا تيأس وإن كان عندك معصية، ولكن عليك أن تبادر بالتوبة والإصلاح قبل الموت
لأن المعاصي توجب سوء الظن بالله، تدعو إلى سوء الظن بالله، فعليك أن تحذر المعاصي وأن تتوب إلى الله منها وأن تجتهد في إحسان ظنك بربك، وأنه سبحانه الجواد الكريم، الغفور الرحيم
الذي يغفر لعباده الموحدين المؤمنين ويتجاوز عن سيئاتهم كما أنه سبحانه شديد العقاب لمن تساهل في حقه وارتكب معصيته
فتكون أحسنت الظن بالله مع الحذر من المعاصي ومع التوبة إلى الله منها وعدم الغرور وعدم الأمن من مكر الله عز وجل.
من أبواب السعادة غنى النفس، الذي يقنع معه العبد بما قسم الله له، ولا يتطلع طمعًا إلى شيءٍ من الدنيا، وهو الغنى على الحقيقة، قال النبي ﷺ:«ليس الغنى عن كثرة العَرَض، وإنما الغنى غنى النفس»، فمن قنع بما رُزِق، وخلَّص نفسه من التَّطلُّع إلى المال والجاه والرئاسة فهو أغنى الأغنياء.
تعاقب اللَّيل والنَّهار، وطيُّ الأعمار، يُناديان بأنَّا لسنا في دار قرار؛ فلا يُفرح بموجودها، ولا يُحزن لمفقودها، زخرفها زائل، وظلُّها مائل، وتجتاحها الآفات والغوائل، فالعاقل فيها من استعدَّ لما بعدها، وأيقظ نفسه من سهوها، وعمل لدنياه كأنَّه يعيش أبدًا، ولآخرته كأنَّه يموت غدًا.