.
#نصائح_أسرية #أنخفاض_الخصوبةتم النشر في:
15 نوفمبر 2024, 7:38 مساءً
أكد أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالسلام الوايل، أن البشرية تشهد تحولات عالمية كبرى مع دخولها عصرًا جديدًا تتجلى آثاره في الأسرة، والسياسة، والتقنية.
وأوضح، خلال مشاركته اليوم في برنامج "mbc في أسبوع"، أن هذه التغيرات تلقي بظلالها على حجم الأسرة وهيكلها، مشيرًا إلى انخفاض حاد في معدلات الخصوبة عالميًا.
وكشف "الوايل" أن معدل الخصوبة العالمي تراجع من 4.5 في خمسينيات القرن الماضي إلى 2.2 في الوقت الحاضر، مع توقعات بانخفاضه إلى 1.6 بحلول عام 2100.
وأشار إلى أن معدل الإحلال، اللازم للحفاظ على توازن السكان، يبلغ 2.2، ما يعني أن العديد من المجتمعات تواجه خطر الانكماش السكاني، كما هو الحال في اليابان وألمانيا.
وفي السياق المحلي، أوضح أن السعودية سجلت معدل خصوبة قدره 2.8 وفق آخر إحصاء سكاني في عام 2022، لكنه أشار إلى انخفاض دراماتيكي مقارنة بمعدلات العقود الماضية التي تجاوزت الأربعة، ما يعكس تغيرات اقتصادية واجتماعية كبرى تؤثر على القرارات الإنجابية.
تحولات هيكلية وأدوار جديدة
وأضاف "الوايل" أن التحولات تمتد إلى العلاقات بين الأجيال داخل الأسرة، فبينما كانت الأعمار بين الآباء والأمهات متقاربة قديمًا، أدى ارتفاع معدلات التعليم وتأخير الزواج إلى فجوات عمرية أوسع بين الأجيال. وأوضح أن متوسط العمر لإنجاب الطفل الأول للمرأة في السعودية وصل الآن إلى 29 عامًا، مقارنة بسن 16-17 في الماضي، ما يقلل المدة الزمنية المخصصة للإنجاب.
أثر التكنولوجيا والشيخوخة المؤجلة
وأكد أن التقدم التقني والرعاية الصحية أسهما في تأخير مظاهر الشيخوخة، إذ أصبح من الطبيعي أن يتمتع الفرد بصحة جيدة وإنتاجية وحتى قدرة إنجابية أعلى حتى ما بعد سن 65، ما يفرض تغييرات على الأدوار التقليدية داخل الأسرة ويخلق تحديات جديدة للتواصل بين الأجيال.
ماذا تفعل الدول لمواجهة الانكماش؟
وأشار "الوايل" إلى أن العديد من الدول التي تواجه انخفاضًا حادًا في معدلات الخصوبة بدأت بتنفيذ سياسات لتحفيز الإنجاب، مثل تمديد إجازات الأمومة والأبوة، وتقديم حوافز مالية، وخفض الضرائب على الأسر الكبيرة.
وأوضح أن المجتمعات ذات الدخل المنخفض ما زالت تسجل معدلات مواليد مرتفعة، بينما تشهد المجتمعات ذات الدخل المرتفع انخفاضًا حادًا نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
الأسرة في العصر الجديد
واختتم "الوايل" بالتأكيد على أن الأسرة، التي كانت دائمًا اللبنة الأساسية للمجتمع، تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة، تتطلب تعزيز التواصل بين الأجيال وتبني سياسات مرنة للتكيف مع التحولات العالمية.
وقال: "رغم التباعد الفيزيقي بين الأجيال، إلا أن التكنولوجيا أثبتت قدرتها على ربط العقول ونقل المعرفة، ما يمنح الأمل في استمرارية الترابط بين أفراد الأسرة".
واستعرض البرنامج التحولات العميقة التي شهدتها الأسرة في القرن الواحد والعشرين، مع التركيز على تأثير التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على هياكل الأسرة وأدوارها التقليدية، وأشار النقاش إلى انخفاض حجم الأسرة، حيث أصبحت الأسر الصغيرة المكونة من زوجين وطفل أو طفلين هي النموذج السائد، نتيجة لارتفاع تكاليف المعيشة وتغير الاتجاهات الاجتماعية.
كما استعرض البرنامج تأثير الهجرة وعدم الاستقرار في شبكات الدعم الاجتماعي، مما أسهم في ظهور أنماط أسرية جديدة ومتنوعة، وفي ذات السياق، ناقش التحولات في الأدوار الأسرية، حيث أصبح الرجال والنساء شركاء في الجوانب المالية ورعاية الأطفال على حد سواء، في انعكاس لتغير الأدوار التقليدية داخل الأسرة.
وأكد البرنامج أن هذه التغيرات ليست مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هي جزء من ديناميكيات عالمية تعيد تشكيل الأسرة لتتكيف مع ضغوط الحياة المعاصرة والتقدم التكنولوجي، ودعا إلى أهمية مرونة الأسر في مواجهة هذه التحديات وتعزيز التواصل والدعم المتبادل بين أفرادها، لضمان استدامة هذا الكيان الأساسي للمجتمعات.
https://t.center/Warefaa