الإمام الكسائي - شيخ قراء الكوفة
قال فيه الامام الشاطبي :
" وأمَّا عليٌّ فالكسائيُّ نعتُهُ ... لِما في الإحرامِ فيهِ تَسَرْبَلا".
هو الإمامُ الحُجَّة، شيخُ قُرَّاء الكوفة، وإمامُ المسلمين في القراءات والعربية، فريدُ عصره في لغة العرب، وأعلمُ أقرانه بالغريب. هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي ، إليه انتهت رئاسة القراءة بالكوفة بعد وفاة شيخه حمزة الزيات.
هو سابع أئمةَ القراء المشهود لهم بالعدالة وإتقان الحفظ، المأمونين على تأدية الرواية، إذ نقلوا لنا القرآن بكلماته وألفاظه وأحكامه الدقيقة من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف ولا تبديل ولا مختلط بشيء من الرأي، كالماء العذب السائغ السهل الحلو الخالي من كل شائبة، بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
كان فاضلًا، عظيمَ القدر، صادقَ اللَّهجة. وقد قال عنه ابن معين: "ما رأيت بعينيَّ هاتين أصدقَ لهجةً من الكسائي".
رحل إلى البصرة فأخذ العربية عن الخليل بن أحمد، وقد بلغ مكانةً ساميةً في العلم، مما استحق ثناء العلماء عليه.
قال أبو بكر بن الأنباري: "اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلمَ الناس بالنحو، وواحدَهم في الغريب، وكان أوحدَ الناس في القرآن. فكانوا يَكثُرون عليه حتى لا يُضبَط الأخذُ عليه، فيجمعُهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ".
وقال الإمام الشافعي: "مَن أراد أن يتبحَّر في النحو فهو عِيالٌ على الكسائي".
وقال الذهبي: "كان في الكسائي حِشمة، لِما نال من الرئاسة بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد وتأديبه، وتأديبه أيضًا للرشيد، فنال ما لم يَنَلْه أحدٌ من الجاه، والمال، والإكرام، وحصل له رئاسة العلم والدنيا".
وقال ابن مجاهد: "كان الكسائيُّ إمامَ الناس في القراءة في عصره، وكان يأخذ الناسُ عنه ألفاظَه بقراءته عليهم".
كان ثقةً مأمونًا، يأنف من الكذب؛ قال للفراء: "قطع اللهُ لساني إن قلتُ ما لا أعلم".
وكان سخيًّا جميلَ الأخلاق، متواضعًا، يقضي حاجتَه بنفسه.
جزى اللهُ بالخيراتِ عنا أئمةً ... لنا نقلوا القرآنَ عَذْبًا وسَلْسَلا
#الذب_عن_الكسائي#الشيخ_محمد_حسن_عبدالغفارhttps://t.center/kotof551/7327