#زمن_العزة#خلافة_الوليد ...........
#العصر_الذهبي13 📌 (( مات الحجاج .. مات الحجاج .. ))
⚡* كان الحجاج بن يوسف الثقفي شديد الولاء لبني أمية ، حتى قال لعبد الملك بن مروان :
(( إن يدي يدك ، و سوطي سوطك ))
.. ، و لذلك ولاه عبد الملك على العراق .. أصعب إمارة ..
.. ، و بالفعل .. ظل الحجاج بن يوسف يسعى على توطيد ملك ( بني أمية ) و تثبيت أركان دولتهم طيلة ثلاثين عاما كاملة هي فترة خلافة عبد الملك بن مروان ، ثم خلافة ابنه الوليد بن عبد الملك من بعده .. !!
.. ، و نجح ( الحجاج بن يوسف ) نجاحا منقطع النظير في تحقيق مهمته التي كلف بها ، فكان سببا في وحدة الأمة تحت لواء واحد بعد أن قضى على الانشقاقات و الانقلابات العسكرية و الحركات الانفصالية كلها .. !!
.. ، كما كان الحجاج بن يوسف سببا رئيسا في عودة الفتوحات الإسلامية على أوسع نطاق خلال ذلك
( العصر الذهبي ) للخلافة الأموية .. ، حتى أصبحت رقعة الدولة الإسلامية في آخر حياته تمتد من المحيط الأطلسي غربا و حتى حدود الصين شرقا ، كما نجح أبطال مسلمين في اجتياح الأراضي الأوربية شمالا ففتحوا بلاد الأندلس ( أسبانيا و البرتغال حاليا ) .. كما سنري قريبا ..
.. ، و لكن مع الأسف الشديد .. لقد حقق الحجاج بن يوسف نجاحه فوق جثث و أشلاء هؤلاء الذين قتلهم ظلما ، و على أنقاض بيوت الأبرياء .. ، فقد كان غشوما عجولا في القتل و سفك الدماء .. ، حتى وصفه الإمام الذهبي قائلا :
(( كان الحجاج بن يوسف جبارا ظلوما خبيثا سفاكا للدماء .. ، فهو من ذنوب عبد الملك بن مروان ))
.. ، و لكن الإمام الذهبي مع ذلك أنصفه و ذكر محاسنه فقال :
(( و كان الحجاج ذا شجاعة و إقدام ، و مكر و دهاء .. ، و فصاحة و بلاغة .. ، و تعظيم للقرآن .. ، فنحن لا نحبه بل نبغضه في الله ، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .. ، و له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه .. ، و أمره إلى الله ))
.. أيضا .. قام الإمام الحافظ / ابن كثير بوزنه بميزان العدل الدقيق حين تكلم عنه .. فقال :
(( كان في الحجاج شهامة عظيمة .. ، و لكنه كان جبارا عنيدا .. ، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة ..
.. ، و كان يجتنب المحرمات ، و لا يشرب المسكر ، و لا يقع في الزنا .. ، كما كان يكثر من تلاوة القرآن ..
.. ، و كان الشيعة يبغضونه و يسبونه ، و يلفقون عنه بشاعات و شناعات مكذوبة من شدة بغضهم له .. ، فلما تولى أمر العراق كان على أهلها نقمة بما سلف من ذنوبهم إذ خرجوا قبله على الأئمة ، و خذلوهم و عصوهم و خالفوهم ..
فنحن لا نكفر الحجاج .. ، و لا نمدحه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله بسبب ظلمه و سفكه للدماء .. ، و أمره إلى الله الذي يعلم السرائر و خفيات الصدور و الضمائر ))
.. ، و من الأعاجيب أن خطب الحجاج و مواعظه كانت تؤثر في قلوب كبار التابعين و العلماء و تهز مشاعرهم .. !!
.. ، حتى قال عنه الإمام الشعبي متأثرا بإحدى مواعظه :
(( لقد سمعت الحجاج بن يوسف يتكلم بكلام ما سبقه أحد .. سمعته يقول : إن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء ، و على الآخرة البقاء .. ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء .. ، و لا بقاء لما كتب عليه الفناء .. ، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة .. ، و اقهروا طول الأمل بقصر الأجل ))
.. ، و هذا الإمام العابد الزاهد / الحسن البصري يقول عن مواعظ الحجاج :
(( لقد قذفتني كلمة سمعتها من الحجاج .. ، سمعته يقول :
إن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليها حسرته يوم القيامة ))
............ ............ ..............
.. ، و من أبشع ما سود صحائف الحجاج بن يوسف هو قتله للعالم الإمام الجليل / سعيد بن جبير رحمة الله عليه
الذي كان من كبار علماء التابعين في الفقه و الحديث و التفسير ..
.. ، حيث أعدمه في سنة 95 هجرية .. كما ذكرنا ..
.. ، و هي نفس السنة التي مات فيها الحجاج .. !!
.. ، فقد دعا سيدنا / سعيدبن جبير عليه بالموت قبل أن ينفذ عليه حكم الإعدام .. دعا قائلا :
(( اللهم لا تحل له دمي ، و لا تمهله من بعدي ))
.. ، و بالفعل ...
أصيب الحجاج بن يوسف بعدها بالهلع و الأرق و الندم أياما .. ، فكان لا يستطيع أن ينام بالليل مما كان يراه من الأحلام المفزعة .. ، فقد كان يستيقظ في الليل مذعورا
و هو يصرخ و يقول :
(( ما لي و لك يا سعيد بن جبير .. ما لي و لك يا سعيد بن جبير ... ))
.. ، فقد كان كلما حاول أن ينام رآه في منامه و هو يمسك بمجامع ثيابه ، و يقول له : (( يا عدو الله .. فيم قتلتني .. ؟ ))
.. ، ثم مرض الحجاج ... و اشتد مرضه ..
.. ، حتى استبشر الناس بدنو أجله ، و أخذوا يقولون :
(( مات الحجاج .. مات الحجاج .. ))
.. ، فلما علم بذلك تحامل على نفسه ، و خرج ليخطب في الناس خطبته الأخيرة .. ، فقال :
(( .. يقول الناس : مات الحجاج .. مات الحجاج ..
.. ، و هل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت .. ؟!!
.. ، و الله ما