في ليلة هادية وصوت رياح غامضة وكأنها مستنية حاجه تحصل! .. وفي الأوضة الضلمة اللي في آخر ممر مستشفى الأمراض النفسية والعصبية كانت فاضية بس ريحتها لسه فيها .. ريحة خوف وذكريات مرعبة.! , المريض رقم 27، اللي كان الكل عارف إنه مختل عقلي خطير، هرب..! الغرفة مليانة ملفات وأدوات طبية، الجو فيه توتر واضح ..
ف بتقول " ريم " وهي حاسه بالعجز ان مُجرم زي ده يهرب!!
- إزاي ! .. ازاي مريض خطير كده يهرب بسهولة؟ انتوا عارفين الخطورة والورطة اللي هيكون سببها المختل ده!
ف رديت عليها بصوت مهزوز وانا واقفه شاردة وكأن الحياه مسحوبة مني ... مش عارفين يا دكتورة ريم... الكاميرات فجأة وقفت، والأمن ملوش أي أثر... كأن حد خطط لكل حاجة.!
ريم نظرتها كانت مليانة غضب وخوف:
"بس ده مش مريض عادي ! ده مختل عنده سجل كامل من الجرايم قبل ما يتقبض عليه! لو رجع للشارع، الكارثة هتبقى أضعاف!"
فجأة صوت صفارة إنذار بعيد بدأ يعلى، والضوء الأحمر بتاع الطوارئ بدأت ترمش في الممرات. ريم شدّتني من دراعي وقالت بنبرة حادة:
إحنا مش هنقف كده، لازم نعرف هو خرج إزاي، ونوصله قبل ما يضيع!"
حاولت اسيطر على نفسي لكن سألتها وانا بترعش:
هنبدأ منين؟ المكان كبير، والممرات مليانة أبواب..!!
ريم بصّت ناحية الغرفة اللي كان فيها المريض رقم 27. كانت ريحة المكان مخيفة، كأنها بتحكي حكايات من غير كلام. دخلت بخطوات حذرة وبدأت تقلب في الملفات اللي على الترابيزة. فجأة، لقت ورقة مكتوب عليها بخط عشوائي:
"الهروب مش النهاية ... الموت هو البداية."ريم قلبها وقع، لكن حاولت تحافظ على هدوئها عشان لو متراقبة ميبانش عليها الخوف وعشان متخوفنيش معاها وقالت:
"ده سايب رسالة! الرسالة دي مش لأي حد... ده قصده إحنا اللي نقرأها."
بصتلها بخوف وانا بقولها .. هو أكيد كان مخطط ده من فترة طويلة... بس إزاي محدش لاحظ؟!
ريم بدأت تجمع أفكارها وقالت:
"لازم نفكر زيّه... لو كنت مكانه، هتروح فين أول ما تهرب؟"
لكن قبل ما أرد صوت سمعنا باب بيتقفل بعنف في آخر الممر. ريم رفعت الكشاف بسرعة ناحية الصوت وقالتلي بقوة نافيه عن اللي هي حاسه بيه .. ركزي مع النور... ومتتحركيش من جنبي."
الصمت في المكان كان بيصرخ أكتر من أي صوت. وانا وأمل بدأنا نتحرك ببطء ناحية الصوت، وكل خطوة كانت تقربنا من الإجابة... أ..أو يمكن من كارثة أكبر.!!
وأنا بمشي جنب ريم، حسيت برعشة في إيدي ومش قادرة أتحكم فيها. الممر كان ضلمة إلا من نور الكشاف اللي في إيدها، والهدوء كان كأنه بينادي على حاجة مخيفة مستنية تطلع من بين الجدران.
ريم كانت ثابتة في خطواتها، أو على الأقل بتحاول تبين كده. وقفت فجأة وبصت حواليها، وهمست:
"الصوت كان من هنا... بس الغريب إن... مفيش أثر لأي حد.!
اتجرأت وسألت بصوت واطي:
"ممكن يكون بيلاعبنا؟ يـ .. يعني ممكن يكون بيحاول يخوفنا عشان نغلط؟"
ريم رفعت إيدها بإشارة للسكوت وقالت:
"اسمعي... في حاجة.
كان في صوت حاجة خفيفة بتتحرك... زي ورقة بتطير أو همسات بعيدة. الصوت كان جاي من قُصادنا، من باب مفتوح نصه. ريم قربت بخطوات حذرة، وأنا كنت وراها على بعد خطوة واحدة، خايفة أتحرك وأخاف أكتر لو لفيت ورايا لوحدي.!!
الباب كان مدخل لمخزن صغير، مليان أرفف قديمة وصناديق مترابطة بحبال. الكشاف نور على حاجة مكتوبة على الحيطة، بخط أكبر وأوضح من اللي على الورقة الأولى:
"الموت مش النهاية، البداية في أعمق مكان."ريم قرأت الكلام بصوت عالي نسبيًا بحيث أنا وهي اللي نسمع وقالت بصوت حاسم:
"ده مش كلام عشوائي... هو بيسيب أدلة، وعايزنا نلعب لعبته."
قلتلها وأنا صوتي مرعوب:
"لعبته؟ دي مش لعبة يا دكتورة... ده مختل قاتل، ومعرفش هيعمل إيه لو وصلناله!"
ريم بصتلي وقالت بحزم:
"وعشان كده مش هنديله فرصة. هنتبع الخط اللي سايبه ونوصله، لازم نوقفه قبل ما حد يدفع التمن."
لكن قبل ما نتحرك، باب المخزن قفل لوحده بعنف، وصوت ضحكة مكتومة بدأ يتردد في المكان. الصوت كان قريب... أقرب مما كنا متخيلين. و..وفجأه ظهر حد لابس أسود ف أسود مش باينله ملامح بسبب النور اللي كان مقطوع بس.. بس انا شوفت ف إيده حاجه بتلمع كأن ..كأنها سكينة!!!
#بقلم_رقية #اسكريبتات #غير_مألوف