جسر مساعدات قطري، جسر مساعدات سعودي، جسر مساعدات تركي ...!لم أفرح بشيء من هذه والله إلا لأنها قد تخفّف عن هذا الشعب السوريّ المطحون وتُفرّج عنه شيئًا من الضيق الذي هو فيه..
أما غير ذلك فهي تثير الإشمئزاز والقهر!فهؤلاء يحاولون عبر استعراض "مساعداتهم" على هذا الشعب الفقير الترويج لأنفسهم وتعزيز مكانتهم أمام شعوبهم..
فهذا الشعب كان يُسحق على مدار العقد الماضي، فأين كانت هذه المحبة والإنسانية؟ لم نرى منهم سوا الخذلان بل والمكر بالثورة، وقد مُنِعت التبرعات وجمع المساعدات منذ زمن قديم، ومازالتُ أذكر بيان المشائخ على رأسهم
#عبدالعزيز_الطريفي -فرّج الله عنه- وهم يعلنون بانكسارٍ عن إيقاف حملة جمع التبرعات للشعب السوريّ بقرارٍ مانعٍ من "وزارة الداخلية". ثم هم بعد ذلك ساموا الثورة وأهلها بالترهيب والتشويه واطلَقوا إعلامهم يأكل لحوم المستضعفين والمجاهدين ويُنكّل بهم واصفًا إياهم بشتّى التهم الكاذبة، وملئوا السجون بالشيوخ المصلحين الذين كانوا صوتًا وسندًا لأهلهم في الشّام..
أفتريد أن أصدّقهم الآن بعدما "كوّعوا"؟!ها هم المستضعفون في غزّة يُسحقون منذ أكثر من سنة، فأين عنه هذه الإنسانية والهبّة الأخويّة وجسور المساعدات؟!، لم نرى شيئًا من ذلك بل رأينا نفس الأمر مِن منعِ النّاس من نصرة إخوانهم، واطلاق "الذباب الإلكترونيّ" والمنافقين الذين ساموا أهلنا على وسائل التواصل سوء القهر والذلّ وأكلوا لحومهم وعظامهم بالباطل؛ واليهود يصبّون عليهم حممَ النّار في الأخدود!!
إنّي أقسم به تعالى أنّ هذه التحركات ليست لله ولا حبًّا لعباد الله، بل هو التنافس على الدنيا والبحث عن المصالح الذاتية وتحسين الصورة، وتحميل هذا الشعب "جمائلهم".
إن ظهور هؤلاء وسط جموع المحتفين بانتصار الثورة وقد كانوا بالأمس يكيدونَ لها ومازالوا يكيدون للمسلمين في غيرِ مكان؛ لا يدعو للفرح بقدر ما يدعو للحذر والريبة، هم ومن وراءهم من الشخصيات والمجاميع التي تدور في فلك "وليّ الأمر" والتي بدّلت جلدها بعد "تكويع وليّ الأمر"، والتي قد جعلت مبادئها تحت سلطان مزاج "وليّ الأمر" ونبرة وسائل إعلامه التي أُسّست على عداوة الإسلام وأهله.
كانت ولازالت مجاميع واسعة من الشعوب العربية مناصرة لقضايا المسلمين منذ قديم الزمان، تتحرّق غيرةً على دماء المسلمين، وتُناصر بما تستطيع، وتتألم وتفرح ولاءً لله ولعباده، ومع الكبت والقهر التي عاشته وهي ترى عظم البلاء على قلّة الحيلة لم تتغير مع تغيّر مزاج "وليّ الأمر" ولم تُبدّل،
فحُقّ لهذه أن تفرح وتأنس، وأن تبشر وتستبشر بثواب الله وحُسن جزاءه.. أما "المكوعين" بناءً على مزاج "وليّ الأمر": (مَثلُ المُنافقِ كمَثلِ الشَّاةِ العائرةِ بين الغَنَمَينِ؛ تَعيرُ إلى هذه مرَّةً، وإلى هذه مرَّةً) -صحيح مسلم-.
اللهم نُشهدك على ولاية جميع عبادك المؤمنين، والبراءة من كُلّ المنافقين، فاللهم اكْفِنا شرّهم بما شئت.
¬