◆♬شاعر الحياة♬◆

Канал
Логотип телеграм канала ◆♬شاعر الحياة♬◆
@shaa3r_alhyahПродвигать
6,06 тыс.
подписчиков
شاعر الحياة ليست كأي قناة إنها قناة الإنسان الأولى قناة الحياة التي تسعُ الجميع بكل ما يحملون إنها أغنية فريدة و موسيقى هادئة تُغَنِيكَ—أنت أيها القارئ الإنسان— و تعزفك كما تريد لتتمتع براحة روحك حين تجد من يكتب أشواقك وحنينك للاقتراحات @ZandanyBot
عزيزتي ريتاج
أنا لن أفرض عليك أمر لا تريدينه، ولكني بثثتك بصدق تام كل ما أراه وما أؤمن به، وما زال في قلبي الكثير، ما زال في روحي شعلة تود أن تضيء على الورق ولكني أخاف أن أطيل عليك فتملين من حديثي، لذا سأنتظر ردك ريثما أستعد لكتابة ما تبقى مما في قلبي.

زندان التهامي
الرسالة 2


عزيزتي ريتاج
سأكون صادقا معك، واضحا كالشمس وصارما كرصاصة، ريتاج العزيزة أود أن أقول لك، إن الحياة ليست حكرا لأحد، إنها لنا جمعيا، وغريب أن تهربي من قسوة الحياة إلى ما هو أقسى منها وأشد، أن تتركي الفضاء الطليق لتثوي في حفرة صغيرة ضيقة، هل تتصورين معي معنى أن يهال عليك التراب؟، هل تتصورين معي فضاعة أن تصبحي وحيدة في حفرة تحت الأرض؟ غريب مرة أخرى عزيزتي ريتاج أن تعتقدي أن الموت هو أهون الطرق لإنهاء المأساة، غريب أن تفكري أن المأساة ستنتهي إن أغلقتيها بالانتحار، كلا، ليس الأمر كذلك يا عزيزتي، فالحياة أصعب من أن تنتهي بالموت، الحياة ستظل وستظل حتى وإن أطلقتي النار على نفسك، حتى وإن ألقيتي بنفسك من الطابق التاسع، لن تغادر الحياة روحك، جسدك فقط الذي سيذبل، وقد لا يذبل للأبد، قد يظل فيه أمل قوي للحياة فيقضي بقيتها في المستشفى أو مقعدا في سرير البيت عالة على سواه بكل المعاني، الانتحار ليس حلا عزيزتي ريتاج، فتعالي معي لنتحدث قليلا، أعرف أنك مثقلة بالوجع، أن قلبك حزين لدرجة لا تحتمل، أشعر جدا بروحك الكئيبة حد التفكير في المغادرة، أعرف أن أيامك رتيبة، وجدول أعمالك ثقيل جدا، أعرف أنك لا تتقاضين راتبا مجزيا، أعرف أنك تعانين من الاكتئاب، صدقيني أنني لا أبالغ إن قلت لك أنني أعرف كل شيء عنك وأشعر بكل شعور، ليس لأني خارق الإحساس، أو لأني صديقك المفضل، أو لأي سبب آخر قد تتوقعين أنني أدعيه، كلا يا عزيزتي، إنني أشعر بكل ما تعانينه لأنني أساسا أعاني من ذات الوضع الذي تعيشنه، كل الجراح التي التهمت قلبك، هي ذاتها من أكلت قلبي، كل المآسي التي تعيشينها، أنغمس كل يوم في أدق تفاصيلها، مثلك أنا تماما أشعر بالحرمان والاكتئاب الشديد المصحوب بالأرق، مثلك أنا أبذل عشرات الساعات بل مئات في عمل لا تكفيني عائداته لشراء وجبة جيدة، أو قضاء يوم سعيد خارج البيت، ومثلك أنا أيضا فكرت في إغلاق هذه المأساة بالانتحار، ولكني تذكرت بشاعة الموت، تذكرت ألمه وهول وقعته وعمق جرحه للروح، تذكرت كل شيء يتعلق به، ففررت منه ثانية إلى الحياة، ممسك بها كأغلى ما أملك، وها أنا أعيش، ها أنا أربي أملا جديدا في ذاتي لأعيش من أجله، صدقت ألبير كامو وهو يجزم أنه يجب في النهاية أن تتغلب عزيمة الحياة على عزيمة قتل النفس، وها أنا أحاول الاستمتاع بالوجع، إن الفكرة التي اعتقد أنها غائبة عنك هي فكرة الاستمتاع بالحرمان، فكرة مؤاخاة الأحزان، فكرة مرافقة الوجع ومصادقته، فكرة الجلوس في حضن التعب، مداعبته، اتخاذه رفيقا وصاحبا برضى تام، إن الوجع أحن بكثير من الفرح على أرواحنا، إنه صديق لطيف، ليس كذلك المجنون والبشع في مظهره وهو يرقص ناسيا أحزان العالم، والحياة كما نعرفها نحن بوجعها يعرفها غيرنا، الحياة حزينة منذ أن سال دم هابيل، الحياة لنا أو لغيرنا مليئة بالاكتئاب والوجع، وكل بني البشر يعانون ذلك، ولكن الفرق بينهم أن ثمة من يستطيع أن يؤاخي هذه الكوارث الحياتية فيتأقلم معها ويخفيها ويعيش، وثمة من يتركها تعبث بحياته فتقضي عليه، ويجب أن نقف مع النوع الأول لأن الحياة للأقوى، لذا ها أنا آخيت الحزن، واستعدت الأمل في الحياة، ووجدت أن ثمة أسباب كثيرة للحياة، ثمة أوراق لم تسقط بعد، ثمة أمل دائما يخلق من عمق الظلمة، فقط يجب علينا أن ندقق النظر، في نهاية النفق ثمة نور ينتظر، في نهاية المطاف ثمة أصدقاء كثار ينتظرون ابتسامتنا عند الوصول، ثمة أب يعول على ابنته ككل الحياة التي يحب أن يراها، ثمة عائلة قد لا تكون الأفضل في العالم ولكنها في كل الأحوال الأمان والصدق والحنان، ثمة الكثير يا عزيزتي ريتاج، يمكننا الاستناد عليه لمواصلة الحياة، ثمة إحساس غامض في القلب، يجب أن ندعه يكمل مجراه؛ لأن اللذة كل اللذة في نهايته.
عزيزتي ريتاج
صدقيني أن الأمر أسهل بكثير مما تتصورينه، فقط إحساسك المبالغ بالمشكلة هو ما يدفعك للتفكير في إنهاء الحياة، وإلا فإن المشكلة في ذاتها مهما كانت وكيف كانت وعلى أي حد بلغته من التعقيد والتشظي، فإنها مشكلة سهلة وسنجد لها حلا، المال سيأتي، السعادة أيضا ستأتي، الغباء الوحيد هو اليأس، انعدام الأمل، إنه تماما كفقدان البصر، لا يدع الإنسان ليرى في حياته شيئا مهما، لا يتركه ليرى شيئا يستحق البقاء، اليأس يا عزيزتي ريتاج هو عدونا الأول، لا مشاكل الحياة ولا ظروف العمل، ولا الحرمان، ولا الغربة الاجتماعية التي نعيشها، اليأس هو عدونا اللدود، كيف نهزمه إذن؟ بالنظر مجددا في الحياة، بالتأمل في الواقع بإنصاف، سنجد أن ثمة الكثير من الأشياء التي تستحق أن نعيش لأجلها، قبل كل ذلك، نحن نستحق أن نعيش لأجلنا، نستحق الحياة مثل كل البشر، لماذا نتخلى عنها بسهولة، وقد جئناها بأصعب الطرق، صرخات أمهاتنا عند الولادة كفيلة بأن تجعلنا نحافظ على هذه الحياة كأغلى ما نملك.
لا أظن أبدا أنك ستضعين كل هذه الجرأة والشجاعة في مكانها الغلط، التفكير في الانتحار بحد ذاته جرأة كافية لو أنك تواجهينها للحياة، فتعيشين بهذه الجرأة والشجاعة، صدقيني أنك حينها لن تظلمي أبدا، لن تنامي حزينة أبدا، لن تخسري أبدا، وإن حدث شيء ما، فسيكون لك شرف المحاولة، فعودي مرة أخرى وجربي قراءة قصص الناجين من الانتحار وستجدين فيها ما يشبهك كثيرا.


زندان التهامي
رسالة إلى صديقة مشرفة على الانتحار

عزيزتي ريتاج
منذ أول سطر سأبدأ حديثي معك بلا مقدمات، تخيلي معي أن شابا في مقتبل العمر، وفي ذات يوم وهو في كامل صحته وعافيته، أوجعته عينه اليمنى، التهاب طفيف وتحسس من الغبار، وفجأة في لحظة جنون قرر أن يفقأ عينه بالكامل، ما رأيك فيما فعله هذا الشاب؟ ماذا ستقولين عنه يا ريتاج؟
اعتقد وبكل تأكيد بأنك ستصفينه بالحماقة والبلادة والغباء، وستسخرين منه أيضا، لأنه عجز عن الصبر لساعات قليلة ريثما يزول ألم عينه أو يأخذ لها علاجا مناسبا، أنا أيضا عزيزتي ريتاج أوافقك الرأي والوصف أيضا، وكذلك الناس يوافقوننا الرأي والوصف، أنا سأعتبره غبيا وعاجزا، إذ كيف يجهل أن بإمكانه وبكل سهولة معالجة عينه وردها إلى وظيفتها الطبيعية، المنتحر كذلك يا ريتاج، إنه مع احترامي لكل آلامه، مع محبتي لكل ما فيه من حزن ووجع ويأس وكآبة، ولكنه كهذا الشاب تماما، إنه شخص عجول وملول، شخص ضيق الرؤية، فبقليل من التأمل أو لنقل بكثير من التأمل، سنرى جميعا أن الانتحار ليس حلا، إنه وحشية فجة بحق هذه الروح التي ترفرف في أعماقنا وتود أن تعيش وتنطلق في مرابع الحياة، الموت هو أبشع الكلمات في قواميس اللغات جميعها، إنه الوجه المضاد للحياة، الوجه المقابل لكل ما هو جميل وحسن في هذه الحياة، وبرأيي أنه لا يوجد أبدا أي سبب منطقي لاقتحام هذه التجربة، لا يوجد أي شيء يمكننا أن نطلق عليه دافعا حقيقيا للانتحار و يستحق الاحترام والتقدير.
كل شيء في الدنيا سينتهي، كل شيء سيزول، الوجع سيزول، الجرح سيزول، المال سيأتي، التعب أيضا سينتهي، قد تقولين نعم كل شيء سينتهي إلا تعبي وضجري من الحياة، فأقول لك عزيزتي ريتاج كلا، إنك تصدرين هذا الحكم الآن وأنت تحت تأثير هذا الضجر، ولو أشرفتي برأسك قليلا وخرجتي من قمقمه ونظرتي من بعيد إليه، لرأيته وهو يستعد في هذه اللحظات نفسها لجمع كل مخلفاته وأدواته لمغادرتك، لرأيته وهو يجمع حطامه ويستعد للذهاب عنك بعيدا، ولكنك واقعة تحت تأثير النظرة الأحادية الجامدة، أليس في الأرض أربع اتجاهات، أليس هناك الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولكن من ينظر من جهة واحدة لن يرى غير جهة واحدة.

عزيزتي ريتاج
أشعر بكل تأكيد وبكل عمق بأن السبب الذي قد يدفع الإنسان لإنهاء حياته ليس سببا طفيفا، أشعر أنه سبب عميق، ولكنني أؤكد مرة أخرى أن إنهاء الحياة بهذه الطريقة ليس حلا، لأنها ستنتهي في كل الأحوال ومهما طالت ستنتهي بذاتها؛ لهذا عزيزتي ريتاج من العقل أن ينظر الإنسان لحياته بأنها أثمن ما يملكه الآن، بأنها أغلى الأشياء التي اكتسبها، بكل تأكيد عزيزتي ريتاج، الحياة مليئة بالاكتئاب والوجع، مليئة بالخيبات، مليئة بالقسوة، مليئة بالحرمان والتعب اللانهائي، ولكن لو تأملنا سويا عزيزتي ريتاج لو جدنا أن لذة الحياة تأتي لكونها كذلك، لذتها تأتي لكونها صعبة وفي غاية الصعوبة، فمن يجابه الصعب، ويواجه التعب، ويقاتل الجرح والدموع، سيجد لذة الحياة، ومن يستسلم ويقرر إنهاء حياته، فإنه يحرم نفسه من لذة لا تتكرر، إنها لذة الحياة، قد تقولين وأين هي لذة الحياة مني ومن أمثالي المتعبين؟
سأقول لك عزيزتي ريتاج
إن أكثر الناس شعورا بلذة الحياة هم أولئك الذين يتعرضون لأقوى الأزمات، بشرط أن يكون لديهم أملٌ ما، أملٌ واحد ولو صغير، وما أعجز الإنسان حين يعجز عن إيجاد أمل صغير ليتمسك بالحياة لأجله، هناك الكثير من الآمال، العائلة وإن جحدت، العلم وإن كان متعبا، الحب وإن كان فاشلا، الأصدقاء وإن كانوا خونة، الحياة ذاتها وفي ذاتها أمل يستحق ان نعيشه بكل استماتة، لذا فأكثر الناس شعورا بلذة الحياة هم أولئك الذين يخوضون غمار الحياة لأجل قشة أمل لن تقصم ظهر البعير أبدا، هم أولئك الذين يعيشون على أمل الوصول، ما أجمل المتنبي هذا المجنون المغامر والشاعر الذي ما يأس أبدا حين يصف حالتين بشريتين متناقضتين في بيت واحد فيقول:
"وما صبابة مشتاق على أمل
من اللقاء كمشتاق بلا أمل"
أعرف أيضا أن هنالك شيء يدعى اليأس، ولكن اليأس يا عزيزتي ريتاج هو فكرة يصنعها الإنسان ويقتل بها ذاته، خصوصا حين لا يجد الأسلحة المناسبة من حوله، يضطر لخلق اليأس في داخله ليقتل نفسه به، وإلا فإن الحياة لا يأس فيها، لأنها كما أخبرتك سابقا، ليست اتجاه واحد، ليست غاية واحدة، بل مئات الغايات وآلاف المطامح التي، تستحق العيش من أجلها، قد يطول بي الأمر إن عددت لك ذلك، خصوصا أن لكل بشر على وجه الأرض ما يناسبه من المطامح والغايات، فقط يجب علينا أن نمعن النظر، أن نعيد الفحص، أن نحاول، ربما المحاولة الأخيرة ستكون هي الطريق الصحيح للحياة الصحيحة.

عزيزتي ريتاج
طفلان
يمسكان الحياة فجأة
يفتح عينه يراها ممتدة في خياله كشجرة الأبد
تفتح عيناها تراه إلها ويصح أن تصلي له على غير وضوء لأنه يعرف موضع الطهارة،
يمضيان يوما فيوما
يكبر الزمن
ويغيران التقويم
ولا يزالان طفلين
حدثته عن قسوة الحب والصمت عندما يجتمعان،
رسمت له صعوبة الحياة قبل فمه،
وكيف يتضاءل حجم الدمعة حين تكون في حضن من نحب،
والليالي أيضا
قالت:
يكذب الناس حين يقولون أنها متشابهه
ليس كذلك يا حبيبي
الليالي تختلف تماما كملابس النوم،
حدثته عن الشك
ليس شكا فلسفيا
ولكنه ذلك الذي حكى عنه المتنبي
وكيف يرفض أن يزول من روحها لكبر السؤال الذي يعجزها الآن:
أحقا أنا الآن بين يديه؟!
هل فعلا جئنا إلى بعض ونحن نتعانق الآن بهذا الجنون ونبكي ولا نعرف لماذا؟!
الفرح أيضا قد يدهش حد الصدمة
حدثته كثيرا عن الخيال،
وكيف تسلت به في الطريق إليه مع أنه كان جارح في أغلب الأوقات،
حدثته عن المعنى الذي كانت تظن أنه لن يكتمل،
وكيف خيب ظنها وأكمل معناها المفقود،
إنها فصيحة أكثر مما يعتقد
أكثر جدا من كل اختبارات اللغة العربية التي سقطتت فيها،
لم يكن يريد أن يحدثها عن الحب
ولكنه حدثها بكل شغف وأغمض عينيه وهمس ملء روحها : أحبك جدا..
كان يتحاشى الحديث عن الحب
ليس لأنه لا يحبها
ولكن لاعتقاده أن من الترف حديثه عنه وهي بين يديه،
فارقيني لكي تزيدي جمالا
لا تزيدي عن الفراق الجدالا

فارقيني و لا تقولي كلاما
إن حسن الكلام أنْ لا يقالا

إنَّ أحلى الهوى بعيد الأماني
فجمال السماء أنْ لا تطالا

و عذاب الأشواق أجرٌ عظيمٌ
سوف يجزي به الإله تعالى

و ثوابُ الغرام جنةَ خلدٍ
يفعل العاشقان فيها المُحالا

إنما الأرض موطنٌ للخطايا
ولهذا اشتهيت عنها انتقالا

كم ترحلت في البلاد
ولكن
سوءة الأرض
لا تجيد ارتحالا

وتمنيت...
غير أن الأماني
لم تكن في الفؤاد إلا نصالا

وشربت العذاب كأسا دهاقا
حين كان الغرام مزنا حلالا

وحفظت الأيام جرحا وجرحا
وخبرت الأنام حالا فحالا

وتمهلت في الأمور ولكن
سر هذا الفراق كان ارتجالا

أرفضُ الوصل بيننا أبديا
فحنيني إليك أعلى جمالا

أشتهي الحب حين يغدو ثمارا
من كلام تُأَكِلُّ السْؤَالا



زنداني التهامي
2018/10/29
Forwarded from روائع من الأدب العربي (م.عبدالمجيد الفقيه)
الأدب هو رفيق درب في الحياة.
انضم لقافلة الأدب.
أطلق عنان خيالك، وانغمس في عالمٍ من التعابير الجميلة.
وامتزج بروح التجديد وشارك الآخرين اهتماماتك الأدبية.
هنا روائع من الأدب العربي .
https://t.center/+SH9YF1wpFtZmOTZk
…………مُناجاة…………
ربي بِبابِكَ قد أنختُ رِحالي
ورميتُ في عتَبَاتِ بابِكَ (شَالي)

أرجوكَ عفوَكَ ثُمَّ عفوَكَ سيدي
ورضاكَ ثُمَّ رضاكَ كُلُّ سؤالي

إنْ لَمْ تُسامحني وتقبلْ توبتي
فأنا الذي سَيُساقُ بالأغلالِ

إنْ لَمْ تُكفِّر زلَّتي؛ فصحيفتي
ستجيئُني _لا شَكَّ_ عبر شمالي

إنْ لَمْ تُجلِّلني رضاكَ _أُعيذُني
بِكَ من عذابك_ فالجحيمُ مآلي

وأنا الذي سيصيحُ مصطرخاً بها
في يوم لا تُنجي سوى الأعمالِ

وسأرتجي _وبِكَ العياذُ_ لأفتدي
نفسي بكل عشيرتي وعيالي

بيديَّ سوف أودُّ أدفع فلذتي
في النارِ كي أنجو من الأهوالِ

من رهبةِ الفزَعِ الكبيرِ ومشهدِ
اليومِ العظيمِ وذلك الزلزالِ

فإذا الكواكبُ والنجومُ تناثرَت
والأرضُ قد مُدّتْ بغير جبالِ

ربي أغثني يوم أُبعثُ شاخصاً
بصري، وآتي للحسابِ لحالي

خوفي من اليومِ الذي مقدارُهُ
خمسونَ ألفاً.. ليس خمس ليالي

أمسيتُ أضرِبُ صالِحي في سَيِّئي
فرأيتُ أنّي في جحيمك صالِ

وذكرتُ أنّك في الكتابِ دعوتَني
بتعَطُّفٍ لأتوبَ توبةَ قالِ

وعن القُنوطِ نهيتني ووعدتَ أنْ
ستُواجِهُ الإقبالَ بالإقبالِ

فأتيتُ مُنكسراً ذليلاً خائفاً
من للذليل سوى العزيزِ العالي

متوسِّلاً، مُتذلِّلاً، مُتخشِّعاً
مُتضرِّعاً لكَ راجِفَ الأوصالِ

ربي.. وهل للعبدِ ربٌّ آخرٌ
إلَّاكَ مولانا ونحنُ مَوالي

يا غافِرَ الذنبِ الكبيرِ وجابِرَ
العظمِ الكسيرِ ورازق الأطفالِ

يا رافعَ المُستضعفينَ، وواضِعَ
المُستكبرين، مُغيِّرَ الأحوالِ

يا عالِمَ الأعمالِ قبل صُدورها
ومُقَدِّرَ الأرزاقِ والآجالِ

يا مُنزِلَ الخيراتِ والبرَكاتِ والـ
آياتِ تِبياناً لكلِّ مجالِ

يا من هو القُدُّوسُ ليس كمثلهِ
شيءٌ.. تعالى الله عن أمثالِ

يا من تُسبِّحُهُ السماواتُ العُلى
والأرضُ في الأبكارِ والآصالِ

يا من يُسبِّحُ كلُّ شيءٍ باسمهِ
يا خالقَ الإنسانِ من صَلصَالِ

يا من تُمدُّ لهُ الأكفُّ، وتُرفَعُ
الأبصارُ في الإخصابِ والإمحالِ

يا من إليهِ الأمرُ يُرجعُ كُلُّهُ
ومصيرُنا للقاهرِ الفعَّالِ

يا حيُّ، يا قيّومُ، يا سبُّوحُ، يا
قُدُّوسُ، يا جبّارُ، يا مُتعَالي

أرجوكَ يا ذا المنِّ والإحسانِ والـ
إنعامِ والإكرامِ والإجلالِ

أرجوكَ من خوفي ومن طمَعي ومن
ضعفي ومن فقري ومن إذلالي

أرجوك لا يحجُبْ دُعائي عنك يا
مولاي تقصيري وسُوءُ فِعالي

أرجوك لا تقطعْ رجائي منك يا
أقصى الرجاءِ ومُنتهى الآمالِ

أرجوك تُبْ، واغفرْ، وكفِّرْ، واعفُ عـ
مَّـا ساءَ من فعلي ومن أقوالي

(إن كان لا يرجوك إلا مُحسنٌ)
فبمن يلوذُ ويرتجي أمثالي!؟

أيخيبُ يا ربي سؤالي عند من
سبَقَت عطاياهُ بغير سؤالِ!

أترُدّني ربّي.. وأنت مُعوَّلي
وعليك مُتَّكَلي، ومنك منالي!

ووسِعتَ ربي كلَّ شيءٍ رحمةً
أتُشيحُ عن هذا الحقيرِ البالي!؟

أنت الذي سمَّيتَ نفسك غافراً
فاغفر خطيئاتي وضَعْ أثقالي

إنِّي أنا العبدُ المُسيءُ الدائمُ
التقصيرِ والتفريطِ والإهمالِ

فلقد عصيتُكَ طاعةً لعدُوِّيَ
الشيطانِ.. يا لِي من ظلومٍ يا لِي!!

وأُقابِلُ الإحسانَ منك بحالةِ
العصيانِ.. يا لِي من لئيمٍ يا لِي!!

وأتوبُ من ذنبٍ فتقبلُ توبتي
وأعودُ مُرتكباً لذنبٍ تالي!

ولَكَمْ دعوتُكَ فاستجبتَ وبعدها
أعرضتُ مُنصرفاً وغيرَ مُبالي

ربّي لقد عجِبَتْ ملائكةُ السما
مني.. وحِلمُك مدَّ في إمهالي

عاملتني وكأنني لا ذنبَ لي
بالجودِ والإحسانِ والإفضالِ

قرَّبتَ لي سُبُلَ الهدايةِ مُنقذاً
وسواي بين غوايةٍ وضلالِ

أكرمتني، ونصرتني، ورزقتني
ورعيتني في الحِلِّ والتِّرحالِ

وأنا المُفرِّطُ والمُضيِّعُ غارقٌ
بالذنبِ من (مِيمي) لنُقطةِ (ذالي)

لم أعصِ أمرك جاحداً أو هازئاً
لكنْ سكنتُ لحِلمِكَ المُتَوَالي

وجميلُ ظني فيك أنك راحِمِي
قد ساعدَ الشيطان في إغفالي

والنفسُ مرَّ العمرُ وهي تغُرُّني
ما بين تسويفٍ وبين مِطالِ

والآن مَن مِن حَرِّ نارِك مُنقِذي؟
وزفيرُها يشتدُّ لاستقبالي

ربي احمِني وقِني، أجِرني، نجِّني
منها، وأصلِح سيئاتِ خِصالي

إن فاتني (الشهرُ الكريمُ) ولم أكُن
مِمَّن رَحِمتَ؛ فمن يَرِقُّ لحالي

إن فاتني (الشهرُ الكريمُ) ولم أكُن
مِمَّن عَتَقتَ؛ فيا لسُوءِ وبالي

إنْ لَمْ أكُن مِمَّن شمَلتَ بعفوكَ
اللهمَّ؛ من ينظُرْ سواكَ حِيالي؟

يا مُدخِلاً أعداءهُ في النارِ لا
تجعلْ لنفسِ مصيرهم إدخالي

وأنا لهُم قد عشتُ فيك مُعادياً
ولأوليائك عشتُ فيك مُوالي

إن كنتَ بين المؤمنين قبلتني
فاعصمني مما يوجِبُ استبدالي

مولاي وارزقني صلاحاً بعدهُ
لا يطمعُ الشيطانُ في إضلالي

مولاي لا تُعرِض عليَّ وأنت ذو
الوجهِ الكريم وأنت أنت الوالي

مولاي قد ضاقت عليَّ وما لها
أحدٌ يُفرِّجُها سواك ومالي

مولاي، يا مولاي، يا مولاي، يا
مولاي لا تُرجِعْ عُبيدَك خالي

إنِّي بِبابِك واقفٌ ومُؤمِّلٌ
أنْ لنْ أعودَ بخيبتي ونِعالي

ربِّي بجاهِ محمدٍ وبآلهِ
بعد الصلاةِ عليهِ ثُمَّ الآلِ:

أرجوك عفوَكَ ثُمَّ عفوَكَ سيِّدي
ورضاكَ ثُمَّ رضاكَ كلُّ سؤالي


#معاذ_الجنيد
*حنين*

أنا حائرٌ...أعترف
أنا ضائعٌ...أعترف
و لكنني رغم حيرة عمري و رغم ضياعي ببابك في كل ليلٍ أقف

أُناجيكَ يارب ملء وريدي
و أشرح في هدئة الليل جرحي
و من شدة الجرح يا سيدي أرتجف

فحين أضيعُ ...أحِنُ إليك
و حين يمردني الماردون
أعود مع الليل أذكر أني تمردتُ عن صفو روحي
تمردتُ عن بسمتي
و غالطت نفسي بأشياء لا تستحقُ سويعات يومي
فأضحك من غفلتي ثم يُشعرني الصمت في الليل كم أنني منحرف

و كم أنني ضائعٌ في دروبِ الحياةِ
و أن ضياعي يكبرُ في كل يومٍ
و في كل يومٍ أُحِسُ بأني عن الأمس لم أختلف

أُجمعُ أوراق عمري في الليل
أَرسمُ فيها طريقا سويا إليك إلهي
و في الصبح أنسى
و أمضي على طرقٍ بعثرتني..
و ضيعتُ فيها حنيني إليك
و ألقى بأني من غير بحرك يا سيدي أغترف

صراعٌ عنيف بأعماق روحي يأكلها يا إلهي
و دنيا من المغريات الكثيرة تُغوي فؤادي
فما عدت أدري ماذا أقول و ماذا أصف

يُعذبني العمرُ يارب
تذبحني الأمنيات
و يشنقني وطنٌ جائرٌ
في حبالٍ من الدين خداعةٍ
و يَصغرُ في عيني الناس يوما فيوما
و ألقى بأني أعيش بلا وطنٍ أستظِلُ به و بأعطافه ألتحف

أَحِنُ إلى الحبِ..
لكنني صرتُ من كثرةِ الزيف أكرهه
صرت أعشق غربة عمري
و أشعر أني بها مختلف

أحن إلى الموت
لكنني لم أجد ميتة أرتضيها
فقررت أني أعيش و أنسى بأني أعيش لعل صباحي في ذات يومٍ يشرفني بالشروق و ما زلت منتصبا كالألف

فخذني إليك إلهي
و حرر بقية عمري من التيه في طرقات الضياع
فقد صرت أشعر بالموت يسري بكل وريد و ما زلت في التيه أسبح لم أنتهي أو أقف


***_زندان التهامي_*
2018/3/31*
أخشى عليكِ الحبَ
كيفَ أكُونُه؟!
وأنا المُوَزَّعُ
قُبْلَةً ودموعا

أخشى عليكِ الجرحَ
إنَّ أناملي
مجنونةٌ
قد تَخْفِض المرفوعا

أنا ضائعٌ جدًا
أُفَتِشُ
في السما
عني 
وأبكي بابَها المخلوعا

ضاقتْ عليَّ الأرضُ،
ضِقْتُ بِقهرِها،
وحملتُها
مدنًا،
قرىً،
وربوعا

أسكنتُها قلبي
وعِشْتُ مشردًا
وشرِبتُها ظمأً
وذقتُ الجوعا

كالأمهاتِ أنا..
تموتُ ببردِها
حتى (تُدَفي)
طفلَها المصقوعا

كالأنبياءِ أنا..
إذا أوجعتهم..
زادوكَ 
ودًا صادقًا 
وولوعا

أنا جنةٌ
لكنها ممنوعةٌ..
ما زال قلبك يعشق الممنوعا

نامي على صدري
بكلِّ سعادةٍ
فالطهرُ
يجري داخلي ينبوعا

أهواكِ...؟!
لا أدري..
فكلُّ مزارعي 
مزروعةٌ..
مَنْ يزرع المزروعا؟!!

ما زلتُ ذا قلبٍ
ولكن لم أزل للان 
أرفضُ أن أكون قطيعا

أنا جارحٌ..
أدري..
وكل قصائدي وجعٌ..
فمن ذا يُوجع الموجوعا؟!

تدرين؟
إني قلتُ هذا
كلََّّه
كي لا أكونَ
الخادعُ
المخدوعا

زندان التهامي
2020/1/18
"ما يجب الآن"

لا تزنها،
ولا تزن الطاعةَ المستحيلةَ في وقتِك المتمرد،
لا تتوخَّ الهروب ولا الاقتراب،
ولا تترجَّ البلاد ولا غصة النفي بعد الغرام الكبير،
ولا يا صديقي لا لا تحاول أن تُدْخِلَ الناسَ قائمةَ الذنبِ أو صفحةَ المغفرة،
كلَّ ما يجبُ الآن أن تنسى نفسَك وهي التي ما وجدتَ،
ودربَك وهو الذي ما انتهى أو بدا،
وجراحَك وهي التي وهبتك الحياةُ كأفضل ما يهبُ الكرماءُ،
وعقلَك وهو يجادلُ جدا ويبكيكَ في آخر الليل،
سطحَك وهو المعكرُ بالصفو،
طعمَك وهو الملبدُ باللحظاتِ التي لا تُشَمُّ،
ووقتَك وهو المسافر في طرقاتٍ كِثارٍ وتجهلُها كلَّها؛
انس هذا جميعا جميعا،
ولا تذكرِ الآن شيئًا سوى لحظاتِ الفناء مع الكون وهو يباركُ ذاتَك من غير ماضٍ ولا حاضرٍ أو غدٍ مُرتجى،
وحدَك الآن في هذه اللحظاتِ الأخيرةِ ربُّ الحياة،
فكن ربها جيدًا أو فكنُها كما تشتهيك وصنها...

زندان التهامي
فجأة تكتشف أنك لم تعد ذلك الطفل اللاهي والخالي من هموم الحياة،
فجأة ترى نفسك في مكان آخر،
لم تعتده كثيرا،
مكان ليس مزدحما ولكنه مليء بالمشاعر المختلفة، تأتي من كل الجهات، تتساقط من هنا وهناك،
ثمة نظرة حزينة ترقبك، ثمة صديقة قديمة للتو تذكرت، ثمة أخرى تبكي لأنها صادقت الطفل فيك وظنت أنه لن يكبر، ثمة عاشقة صغيرة تريدك دائما أن ترعاها أنت فقط، ثمة صديق حزين كنت فرحه الوحيد ولا زال هناك ينتظرك، ثمة أغنية تريدك أن تبكي معها كعادتك، ورواية أخرى لم تُكتب بعد تريدك أن تصغي لأحداثها، ثمة أسئلة كثيرة تريد إجابة شافية منك، ثمة مشاجرة قديمة بين قلبيين اعتاداك حكما لطيفا وليس قاضيا، ثمة خلاف قديم على معنى الأخوة والقرابة ومعنى الأرض في قلوبٍ تحبها جميعا، ثمة أصدقاء كثر بكيت معهم آخر مرة على الإنسان والان وحدك تبكي الجميع بصمت، ثمة أصدقاء آخرون وكثر أيضا في شفاههم الكثير من اللعنات التي تقصدك أنت فقط، ثمة إنسان يريد أن يغادر الآن فقد ضاق بالمكان ولم يزل في السابعة عشر.
تحاول أن تمسك بكل هذا وتصنع منه مشهدا جميلا لا يجرح أحدا، ولا يؤذي.
تحاول أن تسد الخلل الناتج عن ثقب قديم في شجرة العائلة، تحاول جيدا بكل ما تستطيع، لا تريد ثقوبا أخرى، تتحاشى المجابهة والاصطدام، تزهد في الكثير من اهتماماتك، تقدم الكثير من الصمت الذي لا يجب لكي لا يُساء فهمك، تقدم الكثير من الرضى لأنك تحب الجميع بقلب أم.
لا تهمك الخسارة، كل ما يهمك قلوبهم فقط،
يجرحُك عتبُ العيون ولو كانت عابرة، يجرحك أن تُكْتَمَ كلمةٌ في قلب كان يود أن يقولها ولم يستطع، يجرحك الصمتُ، حين تسمع الكلامَ من العيون.
تود أن تساعد الجميع، يهمك الجميع، ووحده قلبك الغارق هناك في الوجع، وحده قلبك الذي يبتسم دائما ويمد حبه لهم بلا انقطاع، يداوي كنبي، ويخشى أن يبكي أحدهم، مع أنه يبكي وحيدا بعد منتصف الليل، مع أنه يذوي ويشيخ مبكرا ويفقد عينيه يوما بعد يوم.
أشجان عالقة في صدرك، لا تحب أبدا أن تتخلص منها، إنها منك، كيف يترك القلب جزء منه؟!
أسئلتك الأصيلة التي لا تنساك تحملها أيضا وتحبها كحبك لهم،
وشغف قديم بالليل والأغاني والروايات ما يزال باسقا في أعماقك.
وبكل حرص تود أن تظل كل هذه الأشياء بخير مهما دفعت مقابل ذلك..

زندان التهامي
تمرُّ على كل شيءٍ ويبلى
ويصبحُ شيئًا قديما
سوى ما حكاه ابنُ سقاءِ ماءٍ بأرضِ العراق،
وما قاله رجلٌ زمَّهُ ذات يومٍ هناك خيالٌ بعيدٌ فقالَ وأصبح أسطورةً في البيان

......

تمرُّ على كل شيءٍ ويبلى
وتبقى الطفولةُ شيئا بديعا
تُقبِله فتزيدُ اشتياقًا
وتحضنه فيزيدُ احتياجك حضنَ الحنان.
.......

تمرٍُ على كل شيء ويبلى
ويبقى هناك وراءَ الحياةِ غموضٌ لذيذٌ تَسَتَرَّ من خلفه وجعٌ لا يزولُ يرافقُ معناك منذ البدايةِ،
ما عدتَ تدري:
أخالقُه أنت؟!
أم أنه خالقٌ لك من نبضاتِ الحنينِ إلى اللامكان.
.......

تمرُّ على كل شيء ويبلى
ويبقى بأُذنيكَ طعمٌ تذوقتُه بعد أن نلتَ منه بكل قواك العظيمة
أدخلتَ في جرحه عمقَ معناك
ناولته بيديك الحرائقَ
أشعلته واشتعلت
وآويته كي يموت التشردَ
لكنه لحلاوتهِ تتشردُ فيه وتأكلُ من نخبه دائما وتحبُ المكان.
......

تمر على كل شيء ويبلى
ويبقى النبي المحاصر فيك جديدا
يفلسف -ما يستطيع- الأغاني
ويصرخُ:
الله،
بعد بكاء الكمان.
......

تمر على كل شيء ويبلى
وقد لا تمر كثيرا
ولكن أشياء هذا الزمان تموت سريعا وتخنقُ دهشةَ هذا الصبي المشاغبَ فيكَ،
ولكنه لا يموت لأنَّ الصبي الزمان.


زندان التهامي
◆♬شاعر الحياة♬◆ pinned «https://www.alqasidah.com/poet.php?poet=zndani هنا تجدونني أكثر مما مضى»
شابِيع باقي الدفاتر
قد غَيبَتِك دفتري

وابِيع حتى المشاعر
لو شِي لها مُشتري

واغِيب مثلِك واسافر
وانتِ اسهَري وِاشعَري

مَشتِيش مِنّك تَذاكر
أشتِيك بَس تذكُري

أنّي معِك عشت صابر
أنزِف.. وتتحَومَري

كنت اعشقِك عِشق طاهر
مِن كل دافع بَري

عِشق الذي لو يقامر
واللهْ ما تُمطَري

كنت اكتَسِع بِك، واكابر
واضحَك وحزني طَري

واكُل صَبُوحي "مَعابر"
واخاف تتعوّري

لو تطلبي قلت: حاضر
كُلّي فِداك ائمُري

لكن خلاص.. الدوائر
دارت، وجَهلِي دِرِي

لَيحِين شَجلِس مُقامر
وَانتِي ولا تشعري!

وَعدِك بأوّل يناير
والعذر ديسمبري

*

يا سابرَه للعساكر
ليت انني عسكري

ضيّعت عمري أَذاكر
يمكن معي تسبري

وِانِّك غنيمه لتاجر
أو لص أو سمسري

هم يَرطِنوا لِك على زر
وانا بلا بيتري

باعوا سقطرى وصافر
للضغط والسُّكّري

لو حَرَّقوا لِك بِتائر
باعُوك للبنشري

ما يصبح الظرف قاهر
إلّا على مَن قِرِي

والرزق لَاهلَ العمائر
ماهُوْش للمُكتري

(ما رِزق يأتي..) لثائر..
مافِيش ثائر ثَري

والحُب مش بالمظاهر
الحُب شِي جَوهري

حبّيت.. والجوع كافر
وَانتِي خلاص اكفري

بيني وبينك دفاتر
بقّالة المقطري

والخوف مِن كل زائر
لُه حق.. أو مفتري

*


يا أم آدم وطاهر
والأسعدَ الحِميري

"حتى ولو جبر خاطر"
قُومِي معي اتحرّري

لو تربحي قلب شاعر
أيش عاد باتخسري!

شُدّي شتات الضفائر
بالريح.. وِاتمَشقَري

وِاتأزّري بالمقابر
لو شَرط تتأزري

وِارمِي فؤاد المحاصِر
مِن قبل ما تُجزري

ما دام خصمك مبادر
لا بد ما تقمِري

والوعد لو كان حاضر
ليش عاد تتخوَّري

قولي لقَصر البشائر
لَك يوم سبتمبري

مهما تدور الدوائر
لا بد ما تهتري

وِاتمسّكي بالمعافر
وِامشِي مع الأشعري

مهما يسدّوا المعابر
مِن فوقها جَمهِري

أمّا أنا.. صَعب اغامر
مانَش بهَجرك جَري

والله مانا مهاجر
حتى إلى (المشتري)

كيف اهجُرك وانت باكر
مِن داخلي تُحشَري

مانَش بشِعري مُتاجِر
شِعري سَبُولُه ذَرِي

#يحيى_الحمادي
◆♬شاعر الحياة♬◆ pinned «مناجاة مولانا ابن عطاء الله السكندري إِلهِي، أَنا الفقير فِي غناي , فَكَيْفَ لا أَكُونُ فقيرا فِي فَقْرِي؟! إِلهِي، أَنا الجاهِلُ فِي عِلْمِي، فَكَيْفَ لا أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي؟! إِلهِي، إِنَّ اخْتِلافَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ حُلولِ مَقادِيرِكَ…»
Telegram Center
Telegram Center
Канал