الأربعاء 2 / جُمادى الآخِرة / 1445 4 / كانون الأوّل / 2024 "ممّا يزيد المُؤمن قـوَّة في العبادة والطاعة؛ يقينه التام بأنَّ الحياة قصيرة، قد تنتهي في أيّ لحظة، فمَن استطال الطريق ضَعُف مشيُه."
الأخبار ستصيبك بالجنون.. اقرأ القرآن.. كثيراً.. في هذه الأيام لن تنجو بدونه.. في هذه الأيام أنت محتاج لتصحيح نظرتك إلى كل شيء، ولا شيء يصحح نظرتك مثل القرآن. كل مخاوفك وقلقك سببها سوء ظنك بالله.. وسوء ظنك إنما هو ناتج عن قلة معرفتك به.. كيف تحسن الظن بمن لا تعرفه؟ اقرأ القرآن لتتعرف عليه؛ كل كتب الأسماء والصفات وكل الكتب جميلة؛ ولكن مَن تعرّف على الله من خلال كتابه وكلامه يعرف الفرق بينها وبينه.. في القرآن ستعرف ربّاً يعدد لك مظاهر قدرته وعظمته.. كيف ينزل الماء ويزجي السحاب ويحيي الأرض.. أتظن الذي يقدر على إنزال الماء من السماء سيعجز عن إنزالها من صنابير بيتك الذي انقطعت عنه المياه؟ تراه قد قدّر في الأرض كلها أقواتها ونوّع أصناف ثمارها وأنشأ جناتها.. ثم تنظر حزيناً إلى طعامكم الذي بدأ ينفد ويتسرب إلى نفسك القلق؟ ومن الذي كان يرزقك قبل الحرب؟ ومَن يدبر الأمر؟ أتراه تغيّر؟ لا والله.. وإنه لا يزال المكرم المنعم.. بل أزيدك أنك إن لم تسخطه بسخطك عليه فانتظر منه الأفضال والهبات.. فلطف الله يتنزل على أهل البلاء! تعرّف عليه في القرآن.. كيف ينصر جنده وينجي عباده المؤمنين.. كيف يهلك الظالمين.. اقرأ القرآن.. لتعود الدنيا في عينيك إلى حقيقتها.. في الحجم وفي المدة.. فهي في الحجم لا تستحق منك كل هذا الأسى، فما هي إلا متاع قليل زائل.. وهي في المدة أيضاً لا تستحق كل هذا الهم.. فغداً نقول أننا لم نلبث إلا ساعة من نهار.. فهل يستحق الأمر إهلاكك لنفسك بكل هذه التفاصيل؟ ولكن اقرأ القرآن.. وانظر إلى الجنة.. انظر إلى دارنا ومستقرنا بإذن الله.. عش هناك وعلق قلبك بها فهي الحقيقة وكل هذه الدنيا سراب! اقرأ القرآن وانظر كيف تُبتلى الرسل.. ثم تكون لهم العاقبة والتمكين.. كيف يحفظ الله المؤمنين، وتذكر أننا مؤمنون وأن الله لن يضيعنا وأنه معنا.. فلا تحزن! اقرأ القرآن لتعرف مجددا ما هي مهمتك في هذه الحياة، ما هي أولوياتك وما هي الأشياء التي تستحق أن تبكي على فواتها.. اقرأه لترى أجر الصابرين.. وتصبّر فالدرب طويلٌ.. لا تستسلم لحزنك الآن.. ليس بعد.. إن مع العسر يسرا.. إن بعد الصبر نصرا..
لا تنسَوا غزّة وأهلها من دعائكم، ما زالت المجازر مستمرّة والتّطهير العرقي يستمر في شمال القطاع بوحشيّةٍ لا توصف.. كثِّفوا الدُّعاء لأمّتنا وأن يُعجّل الله بالفرج والنّصر لعباده والتّمكين لدينه.
الثُّلاثاء 1 / جمادى الآخرة / 1445 3 / كانون الأوَّل / 2024 "كن على يقين أنّه عندما يكون الله هو الملجأ الأول لك في كل شيء في كل ضائِقة وفي كل نازلة، تأتي الإجابة مُختلفة، مُختلفة تمامًا، تأتي شافية وكافية.. الدعاء القوة التي لا تُغلب والجند الذي لا يُهزم والحصن الذي لا يُكسر."
اسعَ نحو أحلامك ما دمت تستطيع، ثمّة الكثيرون تخلّوا عن أحلامهم مُجبرين، سُلبت منهم أحلامهم وهُم ينظرون، تخلّوا عن كلِّ شيء وتنقضي أيّامهم وهم يُصارعون المَوت، حياتُك اليوميّة أصبحت حلمًا لهم، فاشعرْ بلذّة السّعي ولا تتركه، استشعرْ كلَّ النِّعم الّتي أكرمك الله بها، وأدرِكْ قيمة كلِّ لحظةٍ تعيشُها، فلا يدري المرءُ منّا ماذا يصيبهُ غدًا، قد يكونُ كلُّ يومٍ هو اليومُ الأخير، فلا تتركْ نفسَك وتقعد، ولا تنسَ ما أكرَمك الله به، وأحِطْ قلبَك باليقين والإيمان، فهما اللّذان يبقيان معك وينفعانك إن خسرتَ كلَّ شيء، فلا تخسرُ شيئًا ما دامَ الإيمانُ في قلبك. -نِرمين العقَّاد.