_مصيبة رأس سيد الشهداء عليه السلام في التنور.
ينعـاكَ منهــوبَ الحشا عـاشورُ
فدمُ السماءِ على الثرى مهدورُ
أيُّ المعالي لمْ تنُحكَ بشجْوِها؟!
قلمُ القضا؟!أَمْ لوحُهُ المسطورُ؟!
أَمْ ساقُ عرشِ اللهِ أم كرسيُّهُ؟!
أَمْ آيُـــهُ؟! أَمْ رقُّـــهُ المنــشورُ؟!
ناجاكَ ربُّكَ فوقَ طورِكَ فانثنى
دكّاً لدى وَدَجيْكَ ذاكَ الــــطُّورُ
صعقَ الكليمُ يرى جبينكَ مشرقاً
فوقَ القناة سرى به الدَّيجورُ
وتلاطمتْ عبَراتُ نوحٍ عندما
نظر الدماءَ على الرمادِ تفورُ
وُسِّدتَ بعْدَ الرملِ تنّورَ الأسى
يا ليتَ فارَ بحزنه التنورُ !
نورٌ على نورٍ علاكَ توهجاً
تلكَ الدماء وعظمُكَ المكسورُ
مذْ ضمَّكَ التنور صاح بأنةٍ
"طابتْ بضمِّكَ يا حسينُ حجورُ
أهلاً بمحزوزِ الوريدِ من القفا
أهلاً بنحركَ أيها المنحورُ"
وبكاكَ يدعو بالثبورِ مولولاً
وكأنَّ يقرحُ عينَهُ المستورُ
يرنو إلى الزهراء شقَّتْ جيْبها
جاءتكَ من أرضِ البقيع تزورُ
نادتْه "يا تنورُ دعْهُ فإنّهُ
حدقُ العيونِ وماؤها والنّورُ"
وهوتْ عليكَ بلهفةٍ مذهولةً
يُدْمي العوالمَ قلبُها المفطورُ
ولداهُ ما الشيبُ المخضّبُ بالدما؟
ما خدّكَ المتعفّرُ المصهورُ؟
ما جُرحُ ثغركَ؟ما يباسُ شفاهِه؟
أهُوَ الظما؟ أَمْ وجدُكَ المسجورُ؟
ما دمعكَ الجاري وحمرةُ لونِه؟
تفديكَ روحي أيها المصدورُ
أوزينبٌ تُبكيكَ يُسلَبُ خدرُها
في كربلا؟ أم طفلُكَ المذعورُ؟
#علي_عسيلي_العاملي