الملاحظ أن معظم الجهود الدعوية في (الشام) جهود شخصية، ولا يبدوا أن هناك تبني جدي لهذا الأمر من قبل (الإدارة الجديدة) وإن كان هناك فهو لاشك دون المطلوب، وقد علمت أن هناك دعاة لا يملكون حتى ثمن المواصلات ليقوموا بالدعوة، والله المستعان!!
لابد من دعم هؤلاء؛ وتيسير أمورهم، فهناك حملات مضادة تقام في هذه المناطق، ضد الإسلام، والحجاب والعفة، وهؤلاء تقف ورائهم دول، ولا يجدون في طريقهم أي عوائق؛ فمن كان يقدر على على الجهاد بماله؛ وإزالة العوائق من طريقهم فاليفعل!!
من العار أن تهنئ "ترامب" الذي حارب الموحدين في كل مكان؛ ولا زال يحاربهم؛ ثم لا تجد وقتًا لتهنئ أهل غزة بوقف العدوان عليهم، ولكن كل شيء مبرر تحت اسم السياسة والمصلحة والمفسدة.
الحمدلله على سلامة إخواننا في "غزة" أما بمناسبة فوز "ترامب" فالتهنئة ستكون في عقر دارهم إن شاء الله.
الَّذي يدْعُوكَ إلى نَبْذ (الطائِفيَّة) مِثْل الَّذي يدْعُوكَ إلى نَبْذ (الولاء والبراء) مع أن أَوْثق عرى الإيمان هي (الولاء والبراء) والحب والبغض في الله!!
أذكر أنه إِبَّان اعتقال الأخ (أبو سُفْيان الجبلاوي) طُلب مني التحدث عنه، فدعوت الله أن يفرج عنه، ولكني حقيقةً لم أكن أعرفه، حتى أرسل لي أحدهم سيرة هذا الليث؛ التي تشهد له ساحات المعارك، وعلمت أن الأخ له فضل على كثير من الأخوة؛ سواءً من المهاجرين والأنصار، فكان أول مرة اعتقل فيها بسبب نصرته لإخوانه المعتقلين، وثاني مرة من أجل الدعوة إلى الله بدون رخصة!!
الحقيقة إن مثل هذه التصرفات الهمجية الرعناء؛ ومثل هذه الاعتقالات التعسفية، لا نتمنى أن تكون سياسة جديدة تمارس ضد كل مخالف، ولا أظن؛ أن الانتقال من عقلية الثورة؛ إلى عقلية الدولة؛ تستدعي مثل هذه التصرفات، فالدول تحكمها القوانين؛ ولا تحكمها شريعة الغاب!!
اللهم فرج عن أخينا؛ وعن سائر المظلومين؛ آمين آمين.
أَيْ أُخَيَّ؛ لَا يَحْزُنكَ هؤلاء الذين يرمونك بشتى أنواع النقائص؛ لأنك بقيت -ثابتًا- على مبادئك؛ ولأن غيرك بقي وفنيت أنت، فأحيانًا يكون الفناء هو النصر، مات الغلام وقومه؛ وبقي أصحاب الأخدود؛ ومع هذا سمى الله موت الغلام وقومه بالفوز الكبير، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ﴾.
اعملوا يا أهل الشام شكرًا؛ فقد من الله عليكم؛ ليبلوكم أتشكرون أم تكفرون، وقليلٌ من عباده الشكور، انظر حولك جيدًا ماذا فعلنا بعد أن فتح الله علينا؛ هل فعلنا مايوجب رضا الله أم فعلنا ما يوجب سخطه، هل أقمنا الدين كما أمرنا المولى سبحانه، هل أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، هل عظمنا المولى سبحانه؛ وعظمنا شرعه سبحانه، هل طلبنا رضا الله؛ أم رضا الغرب ولو كان رضاهم يستجلب سخطه سبحانه، اعملوا يا أهل الشام؛ فإن الله يغار؛ أن يعظم غيره أكثر منه، ويغار ويغضب؛ أن نخشى الناس كخشية الله.
الله أكبر؛ بهذه فتح الله على أهل "الشام" فما هي الله أكبر، الله أكبر يعني أكبر من كل شيء حتى من (المجتمع الدولي) و (الإتحاد الأوروبي) أكبر من كل شيء؛ بدون أي استثناء، لو فهمنا هذا جيدًا ما عظمنا الغرب كل هذا التعظيم، ولما استجلبنا رضاه بسخط الله؛ أعملوا يا أهل الشام شكرًا.
إن أصدق العبارت التي قالها أهل الشام (مالنا غيرك يا الله) أي والله (مالنا غيرك يا الله) ليتهم يفهمون هذا جيدًا، ليس لك من دون الله ولي ولا نصير؛ فإذا خيرك الناس بين رضا فراعنة (المجتمع الدولي) وبين رضا الله؛ فلا تفكر كثيرًا قبل أن تنحاز إلى الله، يا أهل الشام؛ ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾.
هؤلاء الذين يقدمون (التنازلات) حتى يحظوا برضا فراعنة المجتمع الدولي؛ تذكر أنه فور أن يحصلوا على رضاهم، سنكون وقتها بحاجة إلى (ثورة) جديدة، لأن ثمن رضا المجتمع الدولي عنهم؛ سيكون قتلك!!
قالَ رَسولُ اللَّـهِ ﷺ: "سيَأتي علَى النَّاسِ (سنواتٌ خدَّاعاتُ) يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ؛ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ"
لَعَلّ حَظْرَ (طالبان) لكتاب (التَّوحِيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ يكونوا سببًا في انتشاره؛ ويكون سببًا في تعلم الناس أعظم العلم وهو (التَّوحِيد) فكل ممنوع مرغوب، كانت (مصر) تحظْر كتب (سيد قطب) فكان إقبال الشباب على كتبه بعد الحظر؛ أشد من إقبالهم عليها قبل الحظر!!