#الوسيلة

#دعاء_الندبة
Канал
Логотип телеграм канала #الوسيلة
@al_wasila313Продвигать
932
подписчика
23,4 тыс.
фото
827
видео
1,94 тыс.
ссылок
شباب الوسيلة 💛🍃 معاً لبناء جيل المستقبل 💙 ووسيلة لتمهيد ظهور الموعود 💚 لمتابعتنا انستكرام 👇🏻 http://instagram.com/al_wasila313 لمتابعتنا فيس بوك 👇🏻 https://www.facebook.com/alwasila313/
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الواحدة_والأربعون

(( يَابْنَ مَنْ دَنَى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ العَلِيِّ الأَعْلى))

إن دعاء الندبة يمثل مدرسة عقائدية اثني عشرية متكاملة و نسبية للامام (عجل الله فرجه) بذات الوقت.

و في هذه الفقرة نقف على انتهاء نسبه الشريف للذي وصل مقاما ما وصله و لن يصله أحد ، مقام من القرب الالهي الرفيع بل وصل لحجب النور الاعظم و هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

و الجدير بالذكر ان هذا القرب ليس قربا ماديا فالله تعالى اعظم و اجل و اكبر من ان يوصف بوصف او يحده حد بل هو قرب معنويا و اقترابا من الذات الالهية.

فرسول الله(صلى الله عليه و اله) هو سيد الانس و الجن و خاتم الانبياء شرفه الله تعالى ان يكون صفوته و اعطاه الافضلية في كل شيء منها فضله بأهل بيته (سلام الله عليهم) و من أهل بيته فضله بوجود إمامنا المهدي (عجل الله فرجه) خاتم الأوصياء.

فالفضل كل الفضل يعود للنبي محمد (صلى الله عليه و اله وسلم)
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الأربعون

((يَابْنَ طٰهٓ وَالمُحْكَماتِ يَابْنَ يٰسٓ وَالذّارِياتِ يَابْنَ الطُّورِ وَالعادِيات))

في هذه المقاطع من دعاء الندبة حيث نبدأ في بيان نسل و نسب مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بأكثر من مفردة نجد انفسنا قد نسبناه لسور القران الكريم فما سر هذا النسب ؟

إن من الطبيعي جدا ان يكون هذا النسب له (عجل الله فرجه) بل لو كان لغيره لما تم وصف النسب بالحق لأن القرآن الكريم و العترة وجهان لذات العملة.

أولم يقول النبي الخاتم (صلى الله عليه و اله و سلم) :
((اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي ، كتاب الله و عتري اهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))
نعم لن يفترقا .. هما مكملان لبعضيهما.

فإمام الزمان (عجل الله فرجه) هو ابن محمد و علي (صلوات الله عليهما) و هو بقيتهما و هو الذي سوف يقوم بدورهما حين الظهور من الحكم بالعدل و الحق و احياء الدين.

فهو ابن يس و الذاريات و طه(رسول الله)
وهو ابن الطور و العاديات (امير المؤمنين)
وهو ابن المحكمات من ايات الكتاب الواضحة للعيان و الدقيقة الوصف في بيان الاحكام .
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الثامنة_والثلاثون

((يَابْنَ الخَضارِمَةِ المُنْتَجَبِينَ))

إن كلمة (الخضارمة) في عبارة ((يابن الخضارمة المنتجبين)) هي جمع لكلمة خضرم.

و الخضرم هو الرجل السخي المعروف بكثرة البذل، وهو في الأصل يطلق على الكثير من كل شيء.

فيقال بئر خضرم أي كثير الماء، ويقال للبحر خضرم لسعته وكثرة مائه و يطلق أيضا على الرجل الجواد الكثير العطاء تشبيهاً له بالبحر.

وإن المقصودين من هذا الوصف في هذه الفقرة من الدعاء هم أهل البيت (عليهم السلام).
#دعاء_الندبة
#الفقرة_السابعة_والثلاثون

((يَابْنَ الغَطارِفَةِ الأَنْجَبِين))

إن كلمة الغطارفة في عبارة ((يا ابن الغطارفة الأنجبين)) هي جمع لكلمة (الغطريف).

والغطريف هو السيد الشريف أي صاحب الشأن الرفيع، ويطلق الغطريف أيضا على الرجل السخي الكثير الخير، وعليه فالغطارفة هم السادة الكرام ذوو المقام السامي والشأن الرفيع.

وإن المقصودين من هذا الوصف في هذه الفقرة من الدعاء هم أهل البيت (عليهم السلام).
#دعاء_الندبة
#الفقرة_السادسة_والثلاثون

((أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء))

عندما نقرأ هذا المقطع من دعاء الندبة يتسائل الكثير لماذا نقول للإمام المهدي (عجل الله فرجه) انّه الطالب بدم الإمام الحسين (عليه السلام) و اهل بيته و اصحابه الذين أستشهدوا معه في كربلاء مع انّ المختار الثقفي قد أخذ بثأره ؟

و الجواب على هذا السؤال هو:
1) لقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)) انه قال:

((الحسين بن علي عليهما السلام منهم، ولم يُنصر بعد، ثم قال: والله لقد قُتل قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يُطلَب بدمه بَعد)).

(كامل الزيارات لابن قولويه ص١٣٤).


2) إن الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل منهجاً عملياً نحو الإسلام المحمدي الأصيل، فكل من كان على غير خطه ومنهجه يُعتبر قاتلاً له.

ولذلك سيقوم الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بقتل كل من رضي بقتلته (عليه السلام) وإنْ لم يباشر القتل، فقد ورد أنّ عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال:

((إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك. فقلت: فقول الله عز وجل ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)) ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع اقواله -لكن ذراري قتلة الحسين يرضون افعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن اتاه، ولو أن رجلاً قُتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب كان الراضي عند الله شريك القاتل- وانما يقتلهم القائم اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم.
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الخامسة_والثلاثون

((أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدَى))

في هذا المقطع المفعم بالأمل من دعاء الندبة و حيث نوجه الخطاب لصاحب الامر (عجل الله فرجه) بنص اعتقادنا به و حيث يمثل هذا المقطع نصا عقائديا هو خلاصة لروايات التي تبين دور الامام الحجة (عجل الله فرجه) و وجه انجازاته.

حيث ان كل الاديان بمختلف طوائفها تؤمن بظهور المخلص الموعود في اخر الزمان الذي سيملأ الارض بالعدل و الحق و يرفع الظلم و الجور رغم اختلافهم على تحديده نجدهم يتفقون في :

1) نقطة وجود مثل هذه الشخصية.
2) نقطة دور هذه الشخصية.

و لما كنا معشر الاثني عشرية مستندين للكتاب و العترة و متمسكين بطريق الحق و الصلاح آمنا بالامام المهدي (عجل الله فرجه) الذي بشر به النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم)الذي كان التمهيد له يعد من زمن ادم .

و نجد في الروايات أن النبي(صلى الله عليه و اله) يخبر عن دور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) في الفتح فيقول :

((الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله عزوجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها))
كمال الدين: ص267 – 268 ب24 ح35

و كما نعلم ان للحق اصحاب و للباطل اصحاب و لما كان الامام المهدي (عجل الله فرجه) هو الذي سيملأ الارض قسطا و عدلا بعد ما ملأت ظلما و جورا فسيخوض الامام (عجل الله فرجه) حين قيامه المعركة الحاسمة بين:

1) الحق المتمثل به.
2) الباطل و هو كل شخص يقف بوجهه.

و حينها سينتصر الحق كما بينت الروايات و ستنتشر رايته التي تدعو للهدى و الصلاح فقد قال تعالى :

((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))

وقال عز و جل :
((َوَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))

فحري بنا أن نطمح لتعجيل قدوم تلك الدولة المباركة الموعودة و ان نساهم في بنائها بتمهيدنا لصاحبها (عجل الله فرجه) في غيبته و نصرته حين ظهوره.
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الرابعة_والثلاثون

((أَيْنَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماء))

إن المراد من السماء في هذه الفقرة من الدعاء كناية عن الله سبحانه وقد عبر عنه [تعالى] بالسماء وذلك لنكتة العلو والهيمنة على الخلق و ان هذا الموضوع ليس خاصا بالامام المهدي (عجل الله فرجه) يعنى ليس فقط الامام المهدي (عجل الله فرجه) هو السبب فقط بل ان الائمة (عليهم السلام) كلهم سبب فكما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
((....القرآن السبب الاكبر وعترتي السبب الاصغر ))
وكما ورد عن الامام الصادق (عليه السلام):
((نحن السبب بينكم وبين الله عز وجل))

اذن الموضوع يتعلق بكل المعصومين (عليهم السلام) و هناك عدة معاني لكون الائمة (عليهم السلام) سببا بين الله و الخلق منها :

١- ان معنى السبب هو ان المعصوم الامان في الارض كما ورد (لو خلت الارض من حجة لساخت باهلها) ففي كل زمان يكون المعصوم هو الأمان وفي زماننا فالامان هو الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه).

٢- ان معنى السبب هو ان المعصوم النافذة والباب فكما ورد في تفسير قوله تعالى:
((لعلي ابلغ الاسباب)) أي الابواب التي منها يشع الخير والنور.
و قد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
((معاشر الناس ...النور من الله عز وجل فيَ مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه الى القائم المهدي)) فالامام (عجل الله فرجه) على هذا يكون المصدر النوري على الخلق .

٣- ان معنى السبب هو العلة المعدة و كما ورد في الماثور (فما من شيء الا وانتم له السبب) نضير5 الوالدين اللذان هما سبب في الابناء فالامام هو العلة المعدة للكون .

٤- ان معنى السبب هو السند فكما ورد عن الامام الباقر (عليه السلام):
((لاتزالون تنتظرون حتى تكونوا كالمعز ... التي لايبالي الجازر اين يضع يده منها ليس لكم شرف تشرفونه ولا سند تسندون اليه اموركم ) فالامام على ذلك يكون سندا في الارض للخلق من السلاطين والمتكبرين .

جعلنا الله من المتمسكين بالسبب في الارض والمستشفعين به في الدنيا والاخرة امين رب العالمين .
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الثالثة_والثلاثون

((أَيْنَ مُعِزُّ الأَوْلِياءِ وَمُذِلُّ الأَعْداء))

إن هذا المقطع من دعاء الندبة يبين لنا بأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو الذي سيعز محبيه و شيعته و أتباعه بعدما ظلموا و ذلوا و اضطهدوا و قبل كل عز سيرجع عز آل محمد بأرجاع الخلافة الشرعية اليهم و الاخذ بثاراتهم و تبيين مظلومياتهم و الاقتصاص من اعداءهم.

فقد قال تعالى في كتابه الكريم عن تبيان عز المؤمنين بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) و ارجاعه لعز آل محمد:

((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))
سورة الأنبياء/الأية ١٠٥

((وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا))
سورة الأسراء/الأية ٣٣

#بوت_نهج_الشيعة
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الواحدة_والثلاثون

((أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ))

يتسال الداعي في هذه الفقرة من الدعاء عن محل الرجل الإلهي صاحب الصفات الفائقة والمقامات الجليلة والمراتب العالية.

الرجل الذي سيقوم بإبادة وسحق وإفناء أهل الفسوق و يهلك الجماعة التي انفصلت عن الدين واختارت الأدنى وباعت الأعلى.

و الفاسق هو الشخص الذي يعرف الحق ويعرف فضله ثم يجانبه وينفصل عنه ميلاً إلى الباطل وحبّاً به ومنفعة منه، فهو يلهث وراء ما هو أدنى لأجل التمكّن من الدنيا ويترك ما هو أعلى وإنْ كان الآن لايرى ولكنّه متيقّن الحصول ولو آجلاً.

و انّ هذا الإنسان الفاسق إذا كان فردا إذا كان شخصاً فقد لا يكون شره و تأثيره كبيرا على المجتمع أمّا إذا أصبح أهل الفسوق جماعة وانس بعضهم ببعض وزيّن لهم الشيطان فجعل بعضهم يأهّل ويألّف ويزيّن للبعض الآخر فأصبحوا جماعة فإنّ شرهم سيكون عظيما ويصعب إصلاحهم وكلما تجذّر الفسوق فيهم واشربوه في قلوبهم وغاصت جذور انفصالهم عن الدين واجتمعت أهواؤهم على الابتعاد عن أحكامه، فإنّ إصلاحهم بعد ذلك يكون عزيزاً، ولابدّ من إبادتهم وسحقهم.

و هذا المقطع يتحدث عن أمثال هؤلاء فيقول إنّ الإمام المدّخر سيخرج في زمان يكون فيه الفسوق ومن يمارسه ليس أفراداً وإنما جماعات وشعوب وقبائل تجتمع كلها على الباطل وعلى متاركة الدين والانفصال عنه ويتراكم ذلك في قلوبهم ولابدّ لإصلاح الأرض وإحيائها من إزالتهم و إبادتهم.

إنّ الجماعة التي تتفق كلمتها على معاداة الدين والانفصال عنه وتركه وتتشبّث بكل صنوف الترويج للعصيان وتجاهر بالعناد ويكون شعارها الفسوق فتعثوا في الأرض إفساداً وعصياناً، ولا تقف عند هذا الحد بل تروّج له وتزيد على الحد وتفيض في ابتعادها وطغيانها وعصيانها، فتمنع المؤمنين عن ممارسة حقّهم، لا بل تمارس الباطل وتجهر به وتدافع عنه وتزيّنه للناس، وتصوّر الحق باطلاً وتمنع عنه وتعاقب عليه.

انّ المجتمع إذا صار على هذه الشاكلة وسار على هذا المنوال فانّه مجتمع لا ينفعه الإصلاح ولن يجدي معه النصح ولن يثمر فيه الوعظ فلابدّ والحال هذه من أنْ يخرج مبيد أهل الفسوق والعصيان والطغيان فيرث الأرض ويورّثها للصالحين بعد أنْ يهلك ويبيد ويستأصل منها الفاسقين والعاصين والطاغين.

وقد أشارت أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذه الحالة:

فعن الامام زين العابدين (عليه السلام) يخبر عن شهيد كربلاء (عليه السلام) حيث يقول له:
((...يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة...)).

وعن الإمام العسكري (عليه السلام) يخاطب ولده الإمام المهدي (عليه السلام) قائلا له:
((...وأرجو يا بني أنْ تكون احد من أعدّه الله لنشر الحق ووطئ الباطل وإعلاء الدين وإطفاء الضلال... ويقصم الله بك الطغيان ويعيد معالم الإيمان...))

وعن الامام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى
((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)
قال (عليه السلام) : ((هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقا وغرباً فيملأها عدلا كما ملئت جوراً)).

فهذه الأحاديث الشريفة والنصوص المعصومة تتحدث عن يوم إبادة أهل الفسوق وإخماد صوتهم وتنكيس رايتهم وتبديد جماعتهم انّه اليوم الذي لا يرى فيه على الأرض للفاسقين علو الصوت ولا كثرة الجماعة ولا ارتفاع الراية.

انّه يوم الرحمة، انّه يوم العدل، انّه يوم الإنصاف والانتصاف، انّه يوم تحقّ فيه الحقوق، فتعدّل نفس الإنسان وتصبح سوية، فلا تميل إلى الباطل ولا تختار الفسوق ولا تحيد عن الاستقامة.

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الثانية_والثلاثون

((أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواءِ، أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالاِْفْتِراءِ))

يتساءل الداعي في هذه الفقرة عن مكان ومحل رجل الإله المخلص في الأرض ليقصده ويبث له شكواه عن عالم الظلم والتجبر الذي ملأ الأرض وأصبح يتحكم بمقدراتها ويمنع فيض السماء من القيام بدوره.

حيث يتوجه الداعي الى صاحب الزمان (عجل الله فرجه) و يدعوه بأنْ يخلّص البشرية وينجيها من الجور السائد عليها ويطلب منه بما يملك من مؤهلات ومقدرات أنْ يمحي بقايا ما رسمه الزائغون عن الحق ويخرب آثار المائلين إلى الباطل، فيعمد إلى طمس ودفن تلك البقايا من أعلام الفئة التي اتبعت الشيطان واستهواها إبليس اللعين فذهب بها الى الباطل والاعتقاد المنحرف والاهواء الفارغة إلى الزيغ عن الصراط، والوقوع في حيرة التغريب والإفساد في هذه الأرض، بعد أنْ تململوا وحاروا فابتعدوا عن الهدى، فصارت حيرتهم سبيلاً للشيطان لأنْ يصيّدهم بحبائله ويوقعهم بمخالفة الاستقامة، والجنوح إلى الكذب والتضليل والافتراء، فاندرست في نفوسهم مصابيح الهدى الفطرية وانمحت من قلوبهم أنوار الانقياد للهدى، فصاروا باتباعهم آثار وأعلام أهل الخلاف والانحراف، سنّة يسير عليها اللاحقون ممن فرغت قلوبهم من حب الله تعالى و صاروا أئمة ضلال يقتدي بهم أصل الزيغ ويتبعون أهوائهم لأنهم لا عقل لهم، وبتراكم الزمن أصبحوا أعلاماً تقود كل متمايل ومرتجف إلى ضلالهم.

فيأتي الداعي و يدعو من صاحب الزمان (عجل الله فرجه) أن يعّدل الاعوجاج وذلك بأن يطمس تلك الاثار التي أصبحت أعلاماً يتبعها أهل الزيغ والاهواء، وأنْ لا تأخذه بهم رحمة ورأفة ولين، لأنّ ما هم عليه لا ينفع معه إلا القطع والاستئصال بعد أنْ صار سلوكهم فضلاً عن فكرهم وعقيدتهم هو تعمد الكذب وصناعة الافتراء لمن علق بهم من الأذناب، لأجل ابعاد اتباعهم عن الهداية، وتسويل النفوس لمن ضعفت همته وقعدت به عقيدته لاتباعهم.

و تحدثت الروايات الشريفة عن هذا المقطع من الدعاء المبارك فعن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) في تفسير قوله تعالى ((وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ)) قالا:
(إنّ هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقاً وغرباً فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً).

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الثانية_والعشرون

((أَيْنَ أَبْناءُ الحُسَيْنِ صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ))

يشير هذا المقطع الندبي المبارك إلى الحالات التي مرّت على أهل البيت عليهم السلام من مآس فعبّر الدعاء عنها بتعابير مختلفة إشارة الى حقيقة من العداء المغلّظ من قبل الأُمّة تجاه من وصّى بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعل مودّتهم أجر رسالته التي أنقذ بها البشرية و رغم هذه الوصية المغلّظة قرآنياً ونبوياً في حفظهم واحترامهم وتبجيلهم لأنّها أجر ما في الأُمّة من نعيم.

الا انّ الإصرار والتعنّت من قبل قادة الأُمّة وساستها وعلية القوم ومقدّميهم على التطاول على أهل البيت (عليهم السلام) وانتهاك كل حرمة لهم فجاء الدعاء صرخة في نفس القارئ تسأل عن هذه العترة الموصى بها من قبل صاحب الرسالة وتسأل عن صفات افراد هذه العترة وهل أنّ الذي ينبغي من الأُمّة تجاههم هو التكريم والتبجيل أو السحق والتنكيل، فسأل عن ابناء الحسين (عليهم السلام) بعد أنْ تحدّث عمّا جرى على الحسين (عليه السلام) بكربلاء.

فالعبارة الواردة (اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ) تشير إلى الامتداد الطبيعي للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وكأنّها تخاطب الضمير الإنساني، بعد أنْ يئست من ضمير الأُمّة التي انتشلها خاتم الأنبياء والرسل وجعلها ارقى الأمم برسالته ومبادئه التي ضحّى بكل وجوده من أجل أنْ يرسيها، فتقول هذه العبارة للداعي لابدّ لك يا من تقرأ هذا الدعاء أنْ تسأل عن أبناء الامتداد الطبيعي للنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جرى عليهم.

ثم يبين الدعاء بعض صفاتهم و ما جرا عليهم حيث أنهم اقصوا وقتلوا انتهكت حرماتهم وتمّ التجاوز عليهم بكل ما من شأنه أنْ ينتهك كرامة الإنسان ويصغّر قدره، ويحطّ من منزلته،اتعلم أنّ هؤلاء هم صالح بعد صالح و صادق بعد صادق.

وهنا لابدّ أنْ ينقدح في ضمير القارئ سؤال مفاده: هل أنّ الصالح و الصادق يقدّم ويحترم أو أنّه يهان ويعتدى عليه؟

ثم يبين الدعاء بقية الصفات ويقدح في ذهن القارئ نفس السؤال اين السبيل بعد السبيل؟
فإذا كان السبيل إلى الله ينتهك ويبعد، فكيف سيكون بعدئذ الوصول؟.

ثم يتابع الدعاء تلاوة الصفات الذاتية التي توجب التقديس، ولكنّ الذي يؤسف له أنّها لم تقابل في هذه الأُمّة إلاّ بكل دنيء.


#شرح_دعاء_الندبه ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة
#الفقرة_الحادية_والعشرون

((أين الحسن أين الحسين))

في مثل هذه الايام الحزينة من شهر محرم الحرام نتوقف عند هذه العبارة الندبية الحزينة.

حيث أنه بعد ان أنتقل الدعاء في الفقرة السابقة إلى ممارسة من الممارسات المواساتية ليطلب من المؤمنين أنْ يصيحوا مستغيثين ضاجّين لفجيعة ما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) فلا يكتفون بالبكاء ولا الندب ولا ذرف الدموع ولا الصراخ، بل لابدّ لهم من الضجيج والعجيج.

يتساءل الدعاء هنا في هذه الفقرة عن أنّ هذه المواساة لابدّ أنْ تكون لكل فرد من أفراد أهل البيت (عليهم السلام) الأطياب.

حيث أن المؤمن الداعي وهو في تلك الحالة الراقية الرفيعة من المواساة غير العادية و التي يضج فيها بأعلى صوته وهو باك عمّا جرى على الحسن بن علي (عليهما السلام) و الحسين بن علي (عليهما السلام) بعد ان مرّ في المقاطع السابقة على ما جرى على امير المؤمنين (عليه السلام) فيسأل :

أين الحسن (عليه السلام) و ماذا حدث للحسن (عليه السلام)، أرُعي حق رعايته وحُفظت فيه حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أم انتهكت تلك الحرمة انتهاكاً إلى حدٍ يتألم الأعداء لفجيع ما فُعل به من هتك لحرمته واستباحة لدمه إلى أنْ قُتل غريباً مسموماً لم ترع فيه لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا لبضعته أية حرمة.

و يسأل ايضا عن الحسين (عليه السلام) الشهيد بطفوف كربلاء وما جرى عليه، ذلك الذي هزّ أركان العرش وكشف عن قبيح ما كان يتستر أعداء البيت (عليهم السلام) عنه بالدين.
فالحسين (عليه السلام) كشف الزيف ومزّق الأقنعة، ولكنّ الدعاء يريد أنْ يتحدّث عمّا جرى على الحسين (عليه السلام) من قتل وسبي للحرمة وانتهاك لكل مقدّس أُمِر الناس بصيانته، ولكنّهم تظافروا واجتمعوا على هتكه.

فالدعاء يريد أنْ يسأل أين الحسين (عليه السلام) وماذا جرى له؟ ولا يمتلك المؤمن الداعي او السامع او الشارح لهذه الفقرة إلاّ أن يجيب: بكربلاء.

#شرح_دعاء_الندبه ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة
#الفقرة_العشرون

((وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ وَلِيَصْرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ))

في هذه الفقرة يتحدث الدعاء عن بعض الممارسات العملية تأثراً بما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) من ظُلم وقتل وسبي وإقصاء.

فيبدا بذرف الدموع و (الذرف) كما جاء في كتب اللغة هو جريان الدمع وانصبابه و الدعاء هنا يقول للمؤمن الدّاعي إنّ على مثل أهل البيت (عليهم السلام) لتكن دموعك غزيرة وتصب صبّاً لانّهم ولما جرى عليهم أهل لأن تواسيهم بذلك.

ثم ينتقل الدّاعي إلى لون آخر من المواساة العملية وهو التألم والتفجّع الشديد والصراخ بصوت عالٍ على ما وقع عليهم، وهذا اللون من الممارسة يكون فيه المرء قريباً من فقدان الوعي، لما هو فيه من مصاب، والدعاء يحث المؤمن على أنْ تكون حالته العملية في المواساة هي هذه.

فيما ينتقل الدعاء إلى ممارسة أُخرى من هذه الممارسات المواساتية ليطلب من المؤمنين أنْ يصيحوا مستغيثين ضاجّين لفجيعة ما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) فلا يكتفون بالبكاء ولا الندب ولا ذرف الدموع ولا الصراخ، بل لابدّ لهم من الضجيج والعجيج وكأنّ الدعاء يريد أنْ يقول أبك بكاء غير عادي بذرف الدموع واصرخ وضجّ وعجّ بأعلى صوتك متفجّعاً لما مرّ على أهل البيت (عليهم السلام) لأنّ ما مرّ عليهم استثنائي، غير عاديّ فلابدّ أنْ تكون مواساتك غير عادية.

#دعاء_الندبة ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة
#الفقرة_التاسعة_عشر

((فَعَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ))

في هذه الفقرة من دعاء الندبة نجد أنّ الدعاء يبيّن حالة أُخرى تختلف عن الحالات في الفقرات السابقة وهي أشبه بالممارسة العملية من الداعي.

حيث يطلب المؤمن فيها من المؤمنين الأخرين بعد أنْ يخاطب نفسه بكلمات هذه الفقرة من الدعاء بأن ما وقع على أهل البيت (عليهم السلام) من الظلم والقتل والسبي والاقصاء ينبغي أنْ تكون الحالة التي يتلبسها الداعي والتي يسمعها الداعون الآخرون من المؤمنين هي حالة البكاء و الحزن الشديد بعد أنْ طرقت اسماعهم الالوان المختلفة من الآلام والعذابات التي مرت على اهل البيت (عليهم السلام).

و إن أبتداء الدعاء بطلب الممارسة العملية من الداعين بصفة الأطايب لأهل البيت (عليهم السلام) فيها تبعيض لأهل البيت (عليه السلام) فلم يقل الدعاء(فعلى الأطايب أهل البيت عليهم السلام)، بل قال: (فعلى الأطايب من أهل البيت عليهم السلام) وكأنّه يشير الى أنّ من يتلبّس بهذه الصفة العالية من السلوك السوي والاستقامة هم ليس كل من انتسب الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل بعضهم، وهذا التبعيض المقرون بكونهم الأطايب.

ولعلّ الذي يراد من الطيّب في هذا السياق هو المتحلّي بصفات الكمال المنزّه عمّا يشينه والممارس لهذه الصفات عملياً، فضلاً عمّا هو أبعد من ذلك بأن يكون نبته طيباً وطاهراً.

ولعلّه إشارة إلى العصمة وآية إذهاب الرجس، ولذلك عطف المقطع الندبي المبارك أنّ الاطايب من أهل البيت (عليهم السلام) كما هم من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق فاطمة (عليها السلام) هم من علي (عليه السلام) عن طريق فاطمة (عليها السلام) لذلك قال من أهل بيت محمد وعلي (صلى الله عليهما وآلهما).

و بعد أنْ ذكّرنا الدعاء بالأطايب من اهل البيت (عليهم السلام) وقرأ لنا ما مرّ عليهم جاء دور ما ينتظره منّا ويطلبه من ممارسة عملية لتلك التصرفات المشينة التي وقعت على هؤلاء الأطايب وبدأ:

١- بالبكاء الذي هو أول الممارسات العملية الرافضة لتلك التصرفات والمخالفات التي وقعت على أهل البيت (عليهم السلام).

٢-انتقل بعد البكاء طالباً من المؤمنين التّرقي في الممارسات حزناً ووجداً وتألماً وتأثراً على ما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) فأنتقل الى الحالة الأُخرى وهي حالة الندب والتي طلب أن تكون جماعية كما في البكاء .

والندب بعد البكاء هو أنني أدعو أهل البيت (عليهم السلام) أن يأتوني ويشاهدوا ما أنا فيه من بكاء ووجد عليهم إذ الندب في اللغة هو دعوة المندوب مسارعاً إلى النادب وحاثّاً له على مشاهدة ما هو فيه من حالة.

وكأن الدعاء يريد أنْ يبكي أهل البيت (عليهم السلام) على الباكي عليهم و ما أرقاها من حالة وما أعظمها أن تكون محلاً لنظر الإمام الرؤوف عندما تكون باكياً على ما جرى عليه وطالباً منه أن يبكي على حالك بندبك إيّاه لأنّ الرؤوف اذا رآك على هذه الحالة جزماً سيبكيك.

ولعلّ الدعاء سمّي بالندبة لهذا المقطع.


#شرح_دعاء_الندبه ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة

((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ))

إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هو هذا التراث الضخم لائمتنا (عليهم السلام) من ادعية وزيارات و تمتاز هذه الادعية والزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) بانّها فضلا عما تؤديه من ايجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه واذابة تراكمات الذنوب والخطايا وتبييض صفحة الانسان العاصي وايجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة.

فإنها تبني العقيدة بناء قوياً ورصيناً وتكشف في كثير من الاحيان حقائق التأريخ بعيداً عن امكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك والتي تقول:

(فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)

إنّ هذه الفقرة التي كانت نتيجة طبيعية او شبهها ففي سياق هذا الدعاء والذي تحدثنا فيه عن:

إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ اوجدت احقادا في نفوس مسمّي المسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لاهل البيت (عليهم السلام) رغم ادعاء الغالب منهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام).

فعبارة (فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم كانت وللاسف أنْ لجأت الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.

والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل اكبر ويرسم لنا بوضوح اكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة امير المؤمنين (عليه السلام) ومن ورائه الأئمة (عليهم السلام) وفقدان الأمّة توازنها وسقوطها وعثرتها في مفارقة شخوصهم (عليهم السلام) وتركهم وهجرهم.

فالمقطع الندبي يحدثنا عن حالة في قمة العداء والبغض كان قد وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب هذا البغض إلا انّها مع الأسف غفت على ذلك ملتصقة به ولا نجد عبارة اوفق لحال الأمّة عما مرت به واستمرت وتستمر عليه تجاه اهل البيت (عليهم السلام) اوفق من كلام الامام الصادق (عليه السلام) واصفاً الحالة، حيث قال (عليه السلام):

((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))

فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة بل والوضع وتصدير الباطل و كل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل ويلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداء هؤلاء لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).

#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة

((اِقامَةً لِدينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى))

تتحدث هذه الفقرة من الدعاء عن مفصل مهم من مفاصل الدين والشريعة، بل عن قضية أساسيّة في الوجود الإنساني على هذه الأرض وهو بقاء الحق واستمراريته ودوامه وأنْ يكون السائرون على درب الحق ملتفتين إلى ذلك وإلى أنّ هناك اعلاماً للهداية يستنار بهم في سلوك درب الحق.

وفي مقابل ذلك وعلى نهج السنن الكونية الإلهيّة شق الطريق الآخر وهو طريق الباطل وكذلك له اعلام ضلال تزول بالناس عن طريق الحق فتسلك بهم دروب الباطل والضلال والانحراف.

والذي يؤمّن للإنسان حالة الاستقرار في السير الحقّي [في طريق الحق] وعدم زواله إلى السير في طريق الباطل هو ذلك الشاخص الذي يتحدّث عنه هذا المقطع وهو الرسول الذي يقوم بوظيفة بيان الحق أوّلا وبيان طريق الباطل ثانياً ويضع لطريق الحق موازين اذا تمسك بها سائروا درب الحق لن يزولوا عنه بينما اذا تخلّوا عن ذلك ولم يتمسّكوا بها فإنّهم سيزولون عن الطريق الحقّي ويتجهون إلى طريق الضلال وينتهي بهم الحال الى السقوط في ظلمات الانحراف وتيه العقيدة.

وقد أولت الشريعة المقدسة أهميّة قصوى لإقامة الدين وجعل الحجّة، ولا نبالغ إذا قلنا بتواتر روايات إقامة الحجة في الأخبار والزيارات وغيرها من الموروثات الإسلامية وقد افردت لهذا الموضوع تصنيفات كثيرة واشبع البحث فيه وتم تناوله من جهات متعددة.

ومن أبرز ما ورد في الروايات أنّ الوجود قائم على وجود الحجة ولولا الحجّة ووجوده لساخت الأرض بأهلها ولما كان للدين بل وللدنيا استقامة وقيام وسير.

وقد سلط الشيخ الكليني الضوء في كتابه (الكافي) على أهميّة الحجّة وضرورة وجود الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ومما ذكره من تلك الأبواب:

١-أنّ الأئمة كلهم قائمون بأمر الله وأنّ الأرض لا تخلو من حجة ولو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان احدهما الحجّة.

٢-إنّ الأئمة هم أركان الأرض والشهداء على الخلق وأنّهم الهداة وولاة الامر وخلفاء الله تعالى ومما جاء من تلك الأحاديث:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
((انّا لما اثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ... ثبت أنّه له سفراء في خلقه ... يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ... ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لا تخلو ارض الله من حجّة)).
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: (الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق).

و كذلك عنه (عليه السلام) قال:
((إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإنْ نقّصوا أتمّه لهم)).

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
((والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده ولا تبقى أرض بغير إمام حجة لله على عباده))

#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة

((فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ))

بعد أنْ بينا في الفقرة السابقة أنّ هناك سنّة انشأها الجيل الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسار عليها المتأخرون وهي سنّة الإقصاء واجتماع الأُمّة واصرارها على معاداة أهل البيت (عليهم السلام) وتقطيع رحمهم والاستحواذ على حقّهم و هذه الحقيقة لم تنعكس من خلال هذا المقطع من الدعاء وإنّما هي حقيقة واقعية تاريخية صوّرت بقلم جميع من كتبوا التاريخ.

وهنا يأتي دور العقل الواعي الذي يريد لنفسه وذاته الخلاص في أنّ يميّز بين طريقين فلابدّ أنْ يسلك احدهما، ولابدّ من المراجعة والتنقيب عن الأسباب التي دعت من كانوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لممارسة أشنع وأقبح الأفعال تجاه عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تصريح القرآن الكريم على ضرورة احترامهم وتقديمهم وانّهم الميزان في اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

والدعاء المبارك يعكس لنا صوراً من الممارسات المختلفة والمتعدّدة على أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطبيعة الحال فإنّ هذه الممارسات مع اختلافها لها درجات متفاوتة ونحتمل انه لم يعكس لنا الدعاء جميع هذه الممارسات ولعلّ الذي عكسه هو نسبة يستطيع الإنسان تصورها بينما أُخفيت نسب أُخرى من الممارسات لا يتصورها من يقرأ من المتأخرين عن زمانها فأُخفيت بقصد من أهل البيت (عليهم السلام) وتُركت إلى أو انها وحين إظهارها

إلاّ انّ هذا الذي وصل يعكس الحالة التي كان عليها خصوم أهل البيت (عليهم السلام) من كونهم أعداء حاقدين، فالتعدّي على أهل البيت (عليهم السلام) وإصرار الأُمّة على ازدرائهم والاستخفاف بهم وتصغير قدرهم مع اجتماع على هذا الأمر وتسالم عليه يداً بيد لكي لا يتهاون فيه أحد، ساعين بذلك إلى إيجاد حالة اجتماعية واضحة تجاه أهل البيت (عليهم السلام).

ولكن الغريب حقّاً في كلّ ذلك إنّه رغم الاقصاء والمقت وتقليل القدر و القتل والسبي والتنكيل نجد اليوم انّ اهل البيت (عليهم السلام) متربعون على القمّة في حبّ الناس لهم فضلاً عن المسلمين وبينما تجد الأعداء لم ينالوا إلاّ الخيبة والذكر السيء واللعن.

وفي المتون الحديثيّة نجد انّ الكثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) عكست لنا هذه الحالة:

فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند دخول المدينة بعد وقعة كربلاء قائلاً:
((والله لو انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لمّا زادوا على ما فعلوا بنا))

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل عن أولئك الذين يتظاهرون بالصلاة و الصوم وغيرها من العبادادت مع اشرئباب القلب حقداً على أهل البيت عليهم السلام، فيقول:
((فلا تغرنّك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فانهم حمر مستنفرة)).

وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يتحدث عمّا جرى عليهم [أي أهل البيت عليهم السلام] فيقول عن شهر المحرم:
((فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب فيها من ثقلنا ولم ترعى لرسول الله حرمة في أمرنا))

#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة

((فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إِكْراماً وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيَّاهُ أَمامَنا حَتى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ))


في نهاية دعاء الندبة يتوجه النادب لله تعالى متوسلا و متضرعا لتعجيل فرج إمام زمانه الغائب.

و في هذه الفقرة من الدعاء يسأل المؤمن الداعي الله تعالى بأن يبلغ و يوصل تحيته و سلامه و شوقه لإمام زمانه (عجل الله فرجه) و أن ينعم عليه و على جميع المؤمنين من كرمه و الطافه بحق صاحب الزمان (عجل الله فرجه).

ثم يرجع المؤمن الداعي مرة أخرى و يسأل الله تعالى بأن يجعل محل أستقرار الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) مقاما له و لجميع المؤمنين و منزلا لأستقرارهم وان يتم الله نعمته عليه و على جميع المؤمنين بتعجيل ظهور صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بأن نجعله إمامنا حتى تأخذنا به الى الجنان فنكون مرافقين للشهداء و في جوارهم.


و قد روي عن اهل البيت (عليهم السلام) عدة أحاديث تدعونا الى الدعاء بتعجيل الفرج و منها ما روي عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أنه قال:

((أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرَجُكم.))

كمال الدين للصدوق ج2 ص485

#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#جمعة_مباركه 💚
#دعاء_الندبة

((اللّهُمَّ وَنَحنُ عَبِيدُكَ التّائِقُونَ إِلى وَلِيِّكِ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلْتَهُ لِلمُؤْمِنِينَ مِنّا إِماماً))

في نهاية دعاء الندبة يتوجه النادب لله تعالى متوسلا و متضرعا لتعجيل فرج إمام زمانه الغائب و في هذا التضرع بيان و درس لشيء من حال المؤمن الحقيقي المحب لإمام زمانه و حقيقة الامام.

اذ ان المحب الحقيقي لإمامه يجب ان يكون في حال شوق مستعر لإمام زمانه و الا يكون شوقه له كشوقه لسائر الاشخاص و الاشياء بل ان يكون شوقه لامام الزمان هو المهمين و المحرك لقلبه كما كان حب و شوق يعقوب ليوسف

ثم يسترسل هذا المحب في تبيان علة شوقه للإمام (عجل الله فرجه) و الغاية منه و حقيقة الامام (عجل الله فرجه) فيقر ان هذا الشوق هو لله رب العالمين الذي قال في كتابه الكريم:

((و ابتغوا اليه الوسيلة))

و امام الزمان (عجل الله فرجه) هو بقية الله و وسيلتنا اليه في زماننا و هو وارث اباءه الحجج الذين جعلهم الله تعالى و كما تصف مولاتنا السيدة الزهراء (عليها السلام) ذلك في خطبتها :
((فجعل الله طاعتنا نظاما لله و امامتنا امان من الفرقة))

و كما تصف الروايات الشريفة في كون الامام هو وتد الارض و هادي الناس و عين الدين و لسان القرأن و الطريق الى الله تعالى و بذلك فهو يعصم الناس من الضلال و يكون ملاذهم في الشدائد و كهف الله للعباد و يكون عزوتهم و قوامهم و امام المؤنين حيث يقتدون بأفعاله.

و أن هذه الفقرة هي شبيهة بتلك التي تبين شوق النبي يعقوب (عليه السلام) لولده النبي يوسف (عليه السلام) حيث لم يكن شوقه له لكونه ولده و انما لولاية النبي يوسف (عليه السلام) على ابيه فكان النبي يعقوب (عليه السلام) يعبد الله بالبكاء على يوسف حتى ابيضت عيناه لانه بكى على فراق ولي الله.

و في ختام هذه الفقرة من الدعاء نسأل الله أن يعجل فرج امام زماننا و أن يعف عنا بحقه و يجعلنا من خدامه و انصاره بحق محمد وآل محمد .


#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️

#بوت_نهج_الشيعة 📚
#دعاء_الندبة

((اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ))

يتحدث هذا المقطع بفقراته المتعددة عن حقيقة لابدّ أنْ نذكّر بها أنفسنا دائماً، فعندما نستعرض مسيرة الأئمة (عليهم السلام) وهم سادة البشر وكانت لهم قدرة على العيش الرغيد والحياة المرفّهة مقابل شيء بسيط وهو الاغماض عن جزء يسير من دورهم في حفظ الدين وهداية الناس ومسك البشرية عن الانحراف والأَخذ بيد المستضعفين إلى الاستقامة.

فإنّ ما استعرضناه من فقرات الدعاء المبارك يعكس لنا حقيقة ما تعرض له أهل البيت (عليهم السلام) من اشدّ انواع التنكيل والاقصاء والقتل وانتهاك الحرمات لا لعداء شخصي بين الساسة والحكام في زمانهم وبينهم (عليهم السلام) وإنّما هو صراع المبادئ فلم يكونوا ليدفعوا الأذى عن انفسهم ويجلبوا الراحة والرخاء لهم ولذويهم ويفسحوا المجال للحكام بترويج الباطل وتثبيت دعائم ملكهم على الضلال والانحراف.

إذن لابدّ أنْ نلتفت إلى قضية مهمّة جداً وينبغي أن لا تفارقنا في جميع خطوات حياتنا بل ينبغي أنْ يكون حضورها في اذهاننا آنياً وهي أنّ وجودنا مرهون بسلامة عقيدتنا واستقامة ديننا وكل ما عدا ذلك فإنّه سيزول ولنا في الائمة (عليهم السلام) وما جرى عليهم على لسان هذا الدعاء المبارك والأنبياء وماتحدّث القرآن عن قصصهم اسوة وقدوة في الحياة الدنيا.

فكون الارض لله يورثها من يشاء لم يمنع من أنْ يجري على أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى وكونهم لهم القدرة الكاملة على سحق الظلمة وعلى العيش براحة لم يمنع أنْ يجري عليهم مما قرأناه ما جرى.

اذن لابدّ أنْ لا تقف طموحاتنا وأهدافنا عند تحقيق سبل العيش المناسب فإنّ هذه كلها وسائط فينبغي أنْ لا ننغمس في المقدّمات ونترك النتيجة التي إنّما جاءت المقدمات لأجلها، فالحياة مهما كانت لاتتجاوز الستين أو الثمانين، نصفها منغّصات فلم نبيع الأربعين بثمن بخس.

الدعاء المبارك يريد أنْ يؤكّد على حالة تربوية فضلاً عما يريد أنْ يؤكد عليه من بعد عقائدي أو ترجمة تاريخية لما وقع أو سيقع للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وهذا البُعد الاخلاقي التربوي يخاطب وجدان الإنسان ويهزّ اعماق ضميره، أنْ قف قليلاً وفكّر في مصيرك فإنك زائل، فما هو زاد سفرك، وهناك محطات كثيرة أمامك ستساءل فيها عن رفيق دربك، وعن ما جنيت واقترفت وضيعت او استثمرت او خسرت من رأس مالك وتجاراتك، فالزمن رأس مالنا، والعقيدة رأس مالنا، والاصلاح والصلاح والاستقامة رأس مالنا، ترى كم استثمرنا من رؤوس الأموال هذه؟ وكم جنينا من ارباح في دار التجارة.

فالله سبحانه وتعالى في هذا المقطع تحدّث عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن وعده لن يخلف، وأنه مفعول لاشكّ ولا ريب لان الارض له ولانه وعد بأن ورثتها هم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عباده الصالحون وانّ هذه الارض ستسلم لوارثها الشرعي صاحب الأمر (عليه السلام) وانّ نصيباً من هذا الإرث سينال المتقين لانّ العاقبة لهم كما اكد الدعاء على ذلك و هنا يأتي دورنا في أنّنا كيف نكون من المتقين لتكون لنا العاقبة مع الوارثين محمد وآله الطيبين الطاهرين.


#بوت_نهج_الشيعة 📚 @nahg_alshiiabot
Ещё