🔷 #الأخلاق_الإسلامية🔹 #الدرس_الثاني📌 #روح_العبادة 👇🏻📍 #الآداب_المعنوية_العامة_للصلاةــــــــــــــــــــــــــــــ
الآداب المعنوية العامة للصلاة [1].
🔸 في سورة المؤمنون المباركة قُرن الفلاح بعدّة أمورٍ أهمّها الصلاة، التي تبدأ السورة بذكرها أولاً، ثم وبعد ذكر تسع صفاتٍ أساسية للمؤمنين تعود إليها مجدداً ولكن هذه المرة بلحنٍ آخر أشدّ تأكيداً على أهمية هذه الفريضة لما تمتلكه من خصوصيات لا نجدها في غيرها من الفرائض والأحكام.
﴿ قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ [2].
إلى قوله تعالى ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ﴾ [3].
يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره: "قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾ المراد بالمحافظة على الصلاة رعاية صفات كمالها على ما ندب إليه الشرع" [4].
فالمحافظة على الصلاة تبدأ من رعاية شروطها وآدابها الظاهرة منها والباطنة.
والملفت في هذه السورة المباركة أنها ذكرت أن الصفة الأولى للمؤمن الحقيقي هي الخشوع في الصلاة، وآخرها المحافظة عليها، فالبدء كان بالصلاة وبها كان الانتهاء، لأنّ الصلاة أهمّ رابطة بين الخالق والمخلوق، وخير وقايةٍ من الذنوب.
"والخلاصة، إنّ الصلاة إن أقيمت على وفق آدابها اللازمة، أصبحت أرضية أمينة لأعمال الخير جميعاً.
وجديرٌ بالذكر أنّ الآيتين الأولى والأخيرة تضمّنت كلّ واحدة منها موضوعاً يختلف عن الآخر، فالآية الأولى تضمّنت الصلاة بصورةٍ مفردة، والأخيرة بصورة جماعية.
الأولى تضمّنت الخشوع والتوجّه الباطني إلى الله.
هذا الخشوع الذي يعتبر جوهر الصلاة، لأنّ له تأثيراً في جميع أعضاء جسم الإنسان، والآية الأخيرة أشارت إلى آداب وشروط صحّة الصلاة من حيث الزمان والمكان والعدد، فأوضحت للمؤمنين الحقيقيين ضرورة مراعاة هذه الآداب والشروط في صلاتهم" [5].
فكما سبق فإن للصلاة شروطاً ظاهريةً وآداباً معنويةً قلبيةً لا بدّ من مراعاتها حتى تثمر هذه العبادة تحقّق عبودية المصلّي للربّ المتعال.
ونبدأ بالأدب الأول من الآداب المعنوية العامة:
🔸المحافظة على الصلاة من تصرّف الشيطان:
من الآداب المعنوية المهمّة والتي لها دورٌ مهمٌّ في العبادات بشكلٍ عامٍّ والصلاة بشكلٍ خاصٍّ، الحفاظ على العبادة من التصرّفات الشيطانية والأهواء النفسية.
إن للإنسان جسداً وروحاً وقلباً، ولكلٍّ منها غذاؤه المناسب لينمو ويتكامل بشكلٍ صحيحٍ، فللجسد غذاءٌ مادّيٌّ لا يمكن أن ينمو من دونه، ولهذا الغذاء مواصفاتٌ وشروطٌ من الجودة والسلامة لا بدّ منها، كما لا بدّ من خلوّه من كل ما ينافي صحّة الجسد وإلا غدا ضعيفاً معتلّاً لا بدّ من علاجه.
وكذلك للروح والقلب غذاؤهما المناسب لكي يكونا في عافيةٍ وصحّةٍ وسلامةٍ.
وغذاء الروح والقلب هو العلوم والمعارف الإلهية والفضائل الأخلاقية والعبادات الشرعية، فبها يتكامل الإنسان ويترقّى في مدارج الرقيّ ومن دونها لا ينال أيّ كمالٍ ممكنٍ.
ولهذه الأغذية الروحية من معارف وفضائل وعبادات، شروطٌ ومعايير صحّةٍ لكي تغدو مفيدةً للإنسان، وهي أن تُعدّ بيد أولياء الله وتكون تحت رعايتهم ووفق توجيهاتهم وأن تخلو ممّا يشوبها.
فإن فُقدت هذه الشروط وخالط الأغذية ما يشوبها فقدت صلاحيتها وانقلبت فائدتها ضرراً وأصبحت نتيجتها سمّاً على الروح والقلب.
وما ينافي سلامة الأغذية الروحية والقلبية ويشوبها هو التصرّفات الشيطانية والأهواء النفسية.
فكم من طلّاب علمٍ لم يستفيدوا من غذاء العلم الإلهي بل ازدادوا في المفاسد الأخلاقية؟!
وكم من أهل العبادة ومن الأفراد الذين سعوا في تصفية أنفسهم وتزيينها بفضائل الأخلاق فانتهت بهم جهودهم إلى العجب والتكبّر وسوء الظنّ بعباد الله.. إلى غير ذلك من الظلمات النفسية؟!
ولم يكن ذلك سوى بسبب أن تعلّمهم وعباداتهم وسعيهم لتزكية أنفسهم كان مشوباً بأهواء النفس وتصرّفات الشيطان اللعين ولم يتناولوا الأغذية الروحية والقلبية المناسبة الخالصة من كل رجسٍ ودنسٍ، والمعجونة بيد أولياء الله عزّ وجلّ.
وهنا يتّضح لنا أهمية سلامة العبادة من تصرّفات الشيطان وأهواء النفس الأمّارة باعتبار أن العبادة وأداء المناسك والعبادات الإلهية هي أحد الأغذية المعنوية المهمّة للروح والقلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 #المصادر:
[1]. راجع الإمام الخميني، الآداب المعنوية للصلاة، المقالة الأولى.
[2]. سورة المؤمنون، الآيتان 1-2.
[3]. سورة المؤمنون، الآية 9.
[4]. العلامة الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن،ج20، ص17، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1417هـ.، ط 5.
[5]. الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج10، ص423، لا.م، لا.ن، لا.ت، لا.ط.
🔻 #الآداب_المعنوية_العامة_للصلاة [4-1].
👁 #يتبع ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
https://telegram.me/ZADCOM