💫 #الأخلاق_الإسلامية💫 #كن_صادقا🔶 #الدرس_السادس🔸 #مقام_الصدق_والصادقين_في_القرآنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔶﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ﴾
🔸﴿قَدَمَ صِدْقٍ﴾ سابقة ومنزلة رفيعة. سمّيت قدماً، لأنّ السبق والسعي بها، كما سمّيت النعمة يداً، لأنّها تُعطى باليد. وإضافتها إلى الصدق لتحقّقها، والتنبيه إلى أنّهم إنّما ينالونها بصدق القول والنيّة.
والمراد بقدم الصدق هو المنزلة الصادقة، كما يشير إليه قوله: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾، فإنّ الإيمان لما استتبع الزلفى والمنزلة عند الله كان الصدق في الإيمان يستتبع الصدق في المنزلة التي يستتبعها، فلهم منزلة الصدق كما أن لهم إيمان الصدق.
🔶﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾
🔸والمراد بالصدق صدق المتّقين في إيمانهم وعملهم.
أضيف إليه المقعد لملابسة ما، ويمكن أن يُراد به كون مقامهم ومالهم فيه صدقاً لا يشوبه كذب، فلهم حضور لا غيبة معه، وقرب لا بعد معه، ونعمة لا نقمة معها، وسرور لا غمّ معه، وبقاء لا فناء معه.
🔶﴿وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ ، وقال تعالى: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾
لسان الصدق: الكلمات والخطابات الَّتى تطابق الحقّ من تعليمات إلهيّة وأحكام حقّه ومعارف دينيّة تبقى إلى آخر الأزمنة، ويستفيد منها المتأخّرون فيما بعد.
وليس المراد حسن الذكر والتمجيد في ألسنتهم، فإنّ هذا المعنى أمر نفسانيّ، ولا يطابق النظر الخالص الروحانيّ.
وتدلّ على هذا المعنى الآية الآتية: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾، أي فهم متّصفون باللسان الصدق، ومتكلَّمون بالحقّ، ولا ينطقون إلَّا حقّاً وصدقاً.
🔶﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾
أن يكون الدخول والخروج في كلّ أمر منعوتاً بالصدق، جارياً على الحقيقة، من غير أن يخالف ظاهره باطنه أو يضادّ بعض أجزائه بعضاً، كأن يدعو الإنسان بلسانه إلى الله، وهو يريد بقلبه أن يسود الناس، أو يخلص في بعض دعوته لله، ويشرك في بعضها غيره.
📍من هم الصادقون؟
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [9].
في الآية من إطلاق الأمر بالتقوى، وإطلاق الصادقين، وإطلاق الأمر بالكون معهم، - والمعيّة هي المصاحبة في العمل، وهو الاتّباع - يدلّ على أنّ المراد بالصدق هو معناه الوسيع العامّ دون الخاصّ.
فالآية تأمر المؤمنين بالتقوى، واتّباع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم، وهو غير الأمر بالاتّصاف بصفتهم، فإنّه الكون منهم لا الكون معهم، وهو ظاهر [10].
الصادقون من استوت ظواهرهم وبواطنهم، أي من صدّق قوله فعله وصدّق فعله قوله وصدق اعتقاده فعله في كلّ الأحوال وعلى حدّ سواء في المستويات الثلاثة:
🚩1- مستوى الاعتقاد:
هم أصحاب الاعتقاد الكامل واليقين المطلق، لم يشكّوا ولم يرتابوا فيما يعتقدوا، ﴿آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ [11]
🚩2- مستوى الأعمال:
هم من كانت أعمالهم كاملة لا نقص فيها وتابعين لما يعتقدون به، ﴿وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [12].
🚩3- مستوى الأخلاق:
من كانت أخلاقهم نابعة من معتقداتهم الكاملة الحقّة، ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [13].
💫والآية تدلّ على عدّة أمور:
🔻1- المتّقون هم طائفة غير طائفة الصادقين، لأنّ الله أمر المتّقين بأن يكونوا مع الصادقين.
🔻2- إنّ استخدام لفظ "مَعَ" يدلّل على أنّ المتّقين لا يمكنهم أن يكونوا من الصادقين، وفي عرض واحد معهم، بل ينبغي للمتّقين الالتحاق بالصادقين.
🔻3- معنى أن يكون المتّقي مع الصادقين هي المعيّة الاقتدائيّة، أي أن يكون تابعاً لهم في أقوالهم واعتقاداتهم وسلوكيّاتهم.
🔻4- الطلب من المتّقين أن يلتحقوا بالصادقين، ويكونوا معهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 #المصادر:
[9]. سورة التوبة، الآية 119.
[10]. السيد الطباطبائي، تفسير الميزان، مصدر سابق، ج9، ص 402.
[11]. سورة ق، الآية 10.
[12]. سورة الأنفال، الآية 72.
[13]. سورة البقرة، الآية 177.
*⃣ #تم [2-2].
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
https://telegram.me/ZADCOM