🔷 #الأخلاق_الإسلامية🔹 #الدرس_السابع📌 #روح_العبادة 👇🏻📍 #التوسل_والزيارةــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸معنى التوسّل وحقيقته:
•قال الراغب الأصفهاني في مفرداته في مادة وسل: الوسيلة التوصّل إلى الشيء برغبة.
وحقيقة الوسيلة إلى الله مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحرّي مكارم الشريعة [1].
•في اللغة: وسّل: وسّلت إلى ربّي وسيلة، أي عملت عملاً أتقرّب به إليه، وتوسّلت إلى فلان بكتاب أو قرابة، أي تقرّبت إليه.
•توسَّل إلى الله بوسيلةٍ: إذا تقرّب إليه بعمل.
•ووَسَّل فلانٌ إلى الله وسيلةً: إذا عمل عملاً تقرّب به إليه.
•وتوسّل إليه بكذا: تقرّب إليه بحرمةٍ تُعطفه عليه.
•والواسل الراغب إلى الله [2].
•الوسيلة: المنزلة عند الملك.
•والوسيلة: الدرجة، والقربة، والوصلة والقربى، وجمعها الوسائل [3].
وقد ورد في الدعاء: "اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضِيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ الْكَرِيمَة" [4].
•أي القرب من الله تعالى.
•وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة.
•وقيل: هي منزلة من منازل الجنّة.
والذي يتحصّل أن التوسّل والوسيلة، هي ما يجعله العبد من الواسطة بينه وبين ربّه لأجل التوصّل بها إلى تحصيل المقصود وهو القرب منه عزّ وجلّ، أو مطلق ما يوسّطه الشخص للتقرّب به إلى الغير من عمل أو كتاب أو قرابة أو غيرها.
•في الاصطلاح: والتوسُّل إلى الله تعالى بمعناه الاصطلاحي هو أن يتقرّب العبد إلى الله تعالى بشيء يكون وسيلةً لاستجابة الدعاء ونيل المطلوب.
وهو ما جاء به قوله تعالى: ﴿ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا ﴾ [5].
فهم بعد استغفارهم يتّخذون من استغفار الرسول لهم وسيلةً لنيل توبة الله عليهم ورحمته إيّاهم.
وهذا توسُّل بدعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته.
قال الله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [6].
الوسيلة ليست إلاّ توصلاً واتصالاً معنوياً بما يوصل بين العبد وربّه ويربط هذا بذاك، ولا رابط يربط العبد بربّه إلاّ ذلّة العبودية، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر إلى جنابه تعالى، فهذه هي الوسيلة أي الرابطة.
فابتغاء الوسيلة إذن ليست سوى التماس ما يقرّب العبد إلى ربّه استجابةً لأمره تعالى. وإن مخالفة أمره هو خروج عن العبودية.
🔸مفردات مرادفة للتوسّل:
إن توسّل العبد بالآيات الإلهيّة وتوجّهه وتشفّعه بالوسائط التي نصبها الله عزّ وجلّ من أجل قضاء حوائجه أو قبول توبته وعبادته ونيله للحظوة والقرب من الله تعالى، هو من باب الخضوع والعبودية والتوحيد الحقيقي والتام المرضيّ عند الله عزّ وجلّ كما أسلفنا.
ويوجد أكثر من مصطلح قد يكون مرادفاً للتوسُّل بهذا المعنى، منها:
🔻1. الاستشفاع: أو التشفّع، وهو اتّخاذ الشفيع إلى الله تعالى لاستجابة الدعاء ونيل القرب والرضا.
وقد كان الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبدعائه في حياته ثابتاً في سلوك المسلمين وثقافتهم، كما هو ثابتٌ أيضاً بعد وفاته، والإجماع قائمٌ على تحقّق شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم لأمّته يوم القيامة.
والشفيع بمثابة الوسيلة في الدعاء وطلب القربى.
🔻2. الاستغاثة: وهي طلب الاِغاثة من المستغاث به، إلى المغيث وهو الله تعالى.
🔻3. التوجّه: وهو التوجّه إلى الله تعالى بما له وجهٌ عنده.
🔸لماذا التوسّل؟:
إن حياة الإنسان في هذه الحياة الدنيا قائمةٌ على أساس الاستفادة من الوسائل ومن الأسباب والمسبّبات والوسائط المادية وغير المادية.
فكما أن الإنسان عند إحساسه بالعطش والجوع أو الحاجة للانتقال من مكان إلى آخر يتوسّل بالأطعمة والأشربة ووسائل النقل المختلفة.
كذلك يحتاج الإنسان أيضاً عند الإحساس بالفراغ المعنوي إلى التوسّل بالأسباب المعنوية والغيبية، التي لا انفكاك بينها وبين عالم المادة بالأصل ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وسبب هذه الغفلة شدّة الأنس بعالم المادة والانقطاع عن عالم الغيب والآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 #المصادر:
[1]. الراغب الأصفهاني، معجم مفردات ألفاظ القرآن مادة وسل، ص560 ـ 561.
[2]. ابن منظور، لسان العرب، مادة وسل.
[3]. م. ن.
[4]. الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص175.
[5]. سورة النساء، الآية 64.
[6]. سورة المائدة، الآية 35.
🔻 #التوسل_والزيارة [4-1].
👁 #يتبع ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
https://telegram.me/ZADCOM