فإذا كان #آخر النهار وغربت الشمس، #احمر_وجه #فاطمة (عليها السلام) #فأشرق وجهها
#بالحمرة #فرحا #وشكرا لله عز وجل،
فكان #يدخل #حمرة_وجهها #حجرات القوم #وتحمر حيطانهم، فيعجبون من ذلك
#ويأتون #النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) #ويسألونه عن ذلك،
#فيرسلهم إلى #منزل_فاطمة (عليها السلام)،
#فيرونها جالسة #تسبح الله وتمجده ونور وجهها #يزهر بالحمرة، فيعلمون أن الذي رأوا كان من #نور_وجه السيدة #فاطمة (صلى الله عليها وآلها).
فلم #يزل ذلك #النور في #وجهها حتى ولد الامام #الحسين (صلى الله عليه وآله)، فهو #يتقلب في #وجوهنا
إلى يوم القيامة في #الأئمة #منا #أهل_البيت إمام بعد إمام (١).نكتة زاهرة لا تعارض بين العلل المذكورة والأحاديث المسطورة في تسمية السيدة
#فاطمة (صلى الله عليها وآلها)
بالزهراء،
بل كلها صحيحة ويمكن الجمع بينها بأن يقال:
إن من كانت في بدو إيجاد نورها المبارك
#تزهر #لأهل_السماوات_والأرضين وما
بينهما،
#وخلق من
#نورها ا#لمشرق الموفور بالسرور القبة الزهرائية بتلك الأوصاف،
لا يبعد أن
#تسطع #أنوارها الوجودية في عالم الملك صبحا وظهرا وغروبا على أهل
المدينة عموما،
#وتزهر #لأميرالمؤمنين على
وجه الخصوص شمسا وقمرا وكوكبا دريا.
ومن البديهي أن
#أميرالمؤمنين (صلى الله عليه و آله) كان يراها بعين الولاية والمحبة، وينظر إليها بعين الباطن والظاهر، فهو يرى ما لا يراه غيره،
#فتتجلى له على
وجه#الخصوص بشكل يختلف عما تتجلى به إلى أهل المدينة عامة.
وبعبارة أخرى: إن
#أميرالمؤمنين (صلى الله عليه و آله) كان
#يرى الشمس والقمر والكوكب
الدري بحقائقها،
أما الآخرون فيشاهدون
#شعاع الشمس وضوء القمر،
وهكذا قد #يُحجب #البعض حتى عن #رؤية أنوارها،
#ويحرم من #مشاهدة شعاعها #لعدم توفر الاستعداد والقابلية فيهم لتلقي الأنوار الفاطمية (ولهم أعين لا يبصرون بها) (٢)
و (إنهم عن لقاء ربهم لمحجوبون) (١).
وباختصار (٢): أتذكر حديث أحد فضلاء العصر في محضر من العلماء حيث
أجاب عن سبب اختلاف الألوان الباهرة الساطعة من فاطمة الصديقة الطاهرة،
فمرة البياض، ومرة الصفرة، وثالثة الحمرة، والأنوار، ولا شك أن لهذه التجليات والظهورات أسرارا وحكما مكنونة في أخبار أهل البيت (عليهم السلام) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).
لقد كان هذا الأمر مطروحا للبحث والنقاش مدة من زمان، وجالت فيه
الأنظار والأفكار، وقد اخترت وجهين فقط من جملة الوجوه الصائبة طلبا
للاختصار:
الوجه الأول:
إن التنور بالألوان الثلاثة في الأوقات الثلاثة إشارة إلى اختلاف حالات
تلك المطهرة الطاهرة حين العبادة وبعد الفراغ من أداء الفريضة في محرابها:
أما الصبح: فهو أول طلوع النبي الأعظم وابتداء إشراق الشمس من الأفق،
فبياض محيا السيدة الطاهرة يحكي الرحمات الإلهية الخاصة التي أفيضت عليها طيلة الليل من مصدر الرحمة الحقة، والبياض علامة الرحمة.
وهذه الصفة تشير إلى رجاءها وأملها بقبول العبادات والطاعات السابقة
واللاحقة.
أما وقت الظهر: فهو زمان نزول البركات العامة وهبوط ملائكة الرحمة،
والحد الوسط بين الصباح والمساء، وفيه الصلاة الوسطى، فكانت آثار الخوف
تسطع في جبين سيدة نساء العالمين وتظهر لعيون الملأ المشاهدين، وهذا الخوف يعني الحذر من الغفلة عن العبادات والذهول عن الطاعات، لئلا تكون قد قصرت في أداء حق من له الحق، فلم تؤده كما يستحقه، فهل من رجاء في العفو؟ وهل من
توفيق للطاعات في الزمن اللاحق؟
والأثر الطبيعي للخوف والخشية هو الإرتعاش والاضطراب واصفرار
الوجه، خصوصا في محضر الرب القاهر القادر الحاضر الناظر، إن مناجاته وطلب
الحاجة منه مخوف موحش حقا، كما روي عن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنهن كن لا يعرفن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل وقت الصلاة،
بل هكذا كان كل أئمة الدين والأوصياء
المرضيين (صلى الله عليهم)،
خصوصا الإمام
#السجاد (عليه السلام)، حيث روي أنه إذا حضرت الفريضة
ارتعدت فرائصه واصفر لونه (١).
أما وقت الغروب: فهو آخر زمان أداء التكاليف والوظائف اليومية، ووقت
إقبال الليل والمناجاة مع قاضي الحاجات، للنشاط والانبساط والسرور الذي
يعتريها من قبول الطاعات والتوفيق للعبادات لحضرة ذي الجلال، يعني أنها
كانت ترى وتلمس بالحس والعيان محبة الله تبارك وتعالى لها، فكانت تتوهج
وتهيج في أعماقها المحبة الباطنية التي تلمسها وتعيشها، فتتحرك إلى الله، وآية المحبة والشوق احمرار الوجه وإشراق المحيا، فشرط المحبة الحرارة والإشتعال والتوهج.
وهذه الحالات الثلاثة جميعها من لوازم العبودية وآثارها، ولهذا كانت
تتجلى (صلى الله عليها وآلها) في محرابها بهذه الأنوار وتسطع بهذه الألوان المختلفة.
تو و طوبى و ما و قامت يار * فكر هركس بقدر همت اوست (٢)
وهذه خلاصة الأفكار الأبكار وزبدة الآراء والأنظار لمولى البصائر
والأبصار.