#رحلة_الشهادة 🌱🔱🌱 #الطريق_إلى_الشهادة#ج20. جيش الحر الرياحي يجعجع بالركب الحسيني:
وصل الركب إلى منطقة "ذو الحسم" وهو جبل يقع بين شراف وبين منزل بيضة، فلما انتصف النهار كبّر أحد الرجال، فقال الإمام
#الحسين عليه السلام:
"الله أكبر، لِمَ كبرت؟"
فقال: رأيتُ نخلاً..
فأجابه قوم: ما رأينا نخلة قط في هذا المكان..
فسألهم الإمام عليه السلام عن الأمر، فقيل: إنها الخيل..
فقال الإمام عليه السلام: وأنا والله أرى ذلك.. أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟"
فتوجه الركب ناحية جبل "ذو الحسم"، وجاء القوم وهم ألف فارس مع
#الحر_بن_يزيد التميمي الرياحي حتى وقف هو وخيله مقابل الإمام عليه السلام في حر الظهيرة، والإمام ع وأصحابه معتمّون شاهرو السيوف، فلما رآهم سلام سلام الله عليه، أمر فتيانه بأن يسقوا القوم والخيل، ففعلوا.
بقي الحر مع الإمام ع حتى حضرت صلاة الظهر، وبعد رفع الأذان، وقف عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وخاطب القوم:
"أيها الناس، إنها معذرة إلى الله عز وجل وإليكم. إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم: أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام، لعل الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم".
ثم أقام عليه السلام للصلاة، وسأل الحر: "أتصلي بأصحابك؟"
فأجابه الحر: "بل تصلي أنت ونصلي بصلاتكَ".
فلما صلى الإمام ع، أمر القوم بالرحيل، وقد خطب في القوم خطبة ثانية:
"أما بعد أيها الناس، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان. وإن انتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم"
فقال له الحر بن يزيد: "إنا والله لا ندري ما هذه الكتب التي تذكر"
فقال الحسين عليه السلام:
"يا عقبة بن سمعان، أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلي".
فأخرج عقبة خرجَين مملوئين صحفاً فنشرها بين أيديهم.
فقال الحر: "فإنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أُمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله بن زياد"
فأجابه الإمام عليه السلام: "الموت أدنى إليك من ذلك".
ثم قال لأصحابه: "قوموا فاركبوا"
فركبوا وانتظروا حتى ركبت النساء، فطلب الإمام ع إلى أصحابه الانصراف، فحال الحر وجيشه دون ذلك، فقال عليه السلام للحر:
"ثكلتك أمك ما تريد؟".
فرد الحر: "أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله، كائناً من كان، ولكن والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه".
فقال الإمام عليه السلام: "فما تريد؟"
قال الحر: "أريد والله أن أنطلق بك إلى عبيد الله بن زياد"
فأجابه الإمام عليه السلام: "إذاً والله لا أتبعك".
فقال الحر: "إذاً والله لا أدعك؟"
فترادا القول ثلاث مرات، ولما كثر الكلام بينهما،
قال الحر: "إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة. فإذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة، لتكون بيني وبينك نصفاً، حتى أكتب إلى ابن زياد، وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية إن أردت أن تكتب إليه، أو إلى عبيد الله إن شئت، فلعل الله إلى ذاك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك"
#عاشوراءكتاب
#رحلة #الشهادة (بتصرف)
نشر:
#جمعية_المعارف_الاسلامية_الثقافية.
إعداد: معهد
#سيد_الشهداء للتبليغ والمنبر الحسيني.
https://www.facebook.com/read4uu/photos/a.941342562554510.1073741828.941333179222115/984058118282954/?type=3&theater