«عوِّد نفسك في هذه الأيام والليالي على الختمات المتتابعة للقرآن وقيام الليل؛ حتى إذا وصل رمضان كنت جاهزًا تذكّر رمضان الماضي لما نزلتَ إلى المضمار لتُسابق العُبَّاد كيف وجدت الأمر صعبًا والأماني لا تُفيد، والعباد قد سبقوك بمسافات؛ لما عوّدوا عليه أنفسهم بعد توفيق الله لهم».
تتابع الإشعارات، وتنساق خلف الأخبار والمنشورات، وكأن هذه الشاشة صارت بوابتك للعالم. ولكن !!
أخي ، أختي ، مهلاً ...!!
هل تذكرت أن تفتح كتاب الله ذلك الكتاب الذي لا يطلب منك سوى بضع دقائق ليملأ قلبك نوراً وسلاماً ، فلنجعل من هواتفنا جسراً نعبر به إلى آياته، وليس سداً يفصلنا عنها.
بالموت بتنتهي كل الحواجز اللي كانت بتمنع الإنسان يشوف الحقيقة. كل حاجة بتقع مرة واحدة: غطاء الشهوات اللي خلى المعاصي تبان جميلة، غطاء الصحاب اللي كانوا بيضللوه، وغطاء الإعلام والمشاهير وكل المؤثرات الزائفة. فجأة الإنسان بيلاقي نفسه قدام الحقيقة بكل وضوح، مفيش ضجيج ولا خداع حواليه، بس صوت واحد... صوت الحقيقة. وبيشوف مشهد واحد... الحق والعدل. وقتها بيحس قد إيه كان بعيد عن الحقيقة، وقد إيه كان راضي يعيش في خداع بسبب الحواجز اللي غطت على عينه. أما المؤمن، فالمشهد اللي كان مصدقه ومستنيه هو اللي شايفه فعلاً. الحقيقة هي هي، والآخرة زي ما آمن بيها تمام.
الطيب مش عبيط واللي دمعته قريبة مش ضعيف ، إنك تكون إنسان حسّاس وحنيّن وقلبك رقيق دي أعظم حاجه ممكن تبقى عند إنسان في الدنيا ، أه ممكن تتعب شوية بسبب تصرفات بعض البشر لكن كفاية إنك تكون ضمن اللي وصفهم سيدنا النبي ﷺ وقال (قلوبهم مثل أفئدة الطير) وتدخل الجنة بغير حساب والسبب بس رِقة قلبك دي.
ثمّ يأتي يوم الحساب، فترى صاحبك قد تاب واستقام بعد مماتك وأخوك قد حفظ القرآن، وأصحابك قد تبدلت أحوالهم إلى الحسنى! كلّ ذلك بعد وفاتك، وأنت لم ترجع إلى ربّك؛ فقط ألهاك الأمل حتى أتاك اليقين!
- أترضى أن تكون رفيق قومٍ لهم زاد وأنت بغيرِ زاد؟.