🌼مقتطفات ولائية🌼

#لانجيز_النشر
Channel
Logo of the Telegram channel 🌼مقتطفات ولائية🌼
@mwelaaeyaPromote
2.3K
subscribers
11.5K
photos
1.12K
videos
1.64K
links
🌼 مقتطفات ولائية 🌼 خدمة منوعة تأتيكم من عش ال محمد (ص)
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السادسة_والخمسون

الخالة حميدة: ها نحن وصلنا، اسمعي عزيزتي، كوني مطمئنة، فبعد أن توقفت عن التسول غادرت المنزل بعد أن هددني زوجي بالقتل، أما أولادي فكل واحد منهم له طريقه، ومعي في هذه الشقة المتواضعة إبنتي منى فقط، والآن أنا وأبنتي وأنتِ، فلا تخشي شيئاً، ستكونين بخير، وسيعود لكِ حقكِ كاملاً بإذن الله.

ملاك: شكراً لكِ يا خالة، أتمنى ذلك.
دخلت ملاك مع الخالة ألى محل سكنها، و عرّفتها على إبنتها منى الشابة البسيطة في تفكيرها، العفوية في ردودها وانفعالاتها، رحبت منى بملاك بابتسامة عريضة ومن ثم باغتت امها: هيا لننام لقد تأخرتِ كثيراً.
الخالة: بالتأكيد سننام، ملاك هل أنتِ جائعة؟
لا يا خالة، فقط متعبة، متعبة جداً.
إذاً تعالي معي، أنا سأنام مع منى في غرفتها، وأنتِ نامي في غرفتي، وخذي راحتكِ تماماً كأنكِ في بيتك، غداً صباحاً سأكون في العمل، حينما تستيقظين، ادخلي المطبخ وأعدي لكِ ما تشائين لوجبة الفطور.
شكرا أيتها الخالة الطيبة.
أشرق الصباح، وأسفر عن أحداثٍ جديدة، خالد وحسين ووسام في غرفة التحقيق مع الضابط بعدما أطلقت صفارات الإنذار في الميتم واستيقظ الجميع، واكتشفوا أمر ما حدث، عيسى والأستاذ جميل يضعان اللمسات الأخيرة مع مدير قسم التحقيقات في الجريدة لإطلاق قنبلتهم الموقوته في أسرع وقت، الميتم مقلوبٌ رأساً على عقب بسبب هروب ملاك، والسيدة هند جنّ جنونها.
أمّا ملاك فبالكاد استطاعت أن تنام ساعتين لتستيقظ مرعوبة بعد كابوس داهمها فأطار الرقاد من عينيها، نهضت وأعدت لنفسها كوباً من الشاي، ثم حاولت أن تلملمم أفكارها استعداداً للقادم، هل تتصل بعيسى أم لا؟ كانت تخشى أن يكون هاتفه مراقباً وبالتالي سيعرفون مكانها، تسائلت بينها وبين نفسها، هل توصل إلى شيء في موضوع المعلومات التي أعطتها إياه؟ كانت في حيرةٍ من أمرها فقررت التريث لعل الله يحدث أمرا.
بعد يومين من الهروب، كان حسين وخالد ووسام خلف قضبان السجن وقد تعرضوا للتعذيب حتى يعترفوا بمكان ملاك، ولكنهم لا يعرفون أين هي، وكلما أقسموا بذلك ازدادوا ضرباً لهم، فمن ذا الذي سيصدقهم، بعد أن يأس المحققون منهم رموهم في زنانة واحدة، كان خالد وحسين قادران على التحمل رغم الألم، ولكنّ وسام كان منهاراً وقد اعترف بالكثير، وكلما تحدث بما يعرف كلما زادوا في جرعة تعذيبه أملاً منهم بالحصول على المزيد من المعلومات.
بين جدران السجن احتضن حسين وسام محاولاً مسح جراحه والإعتذار منه لأنه هو من أقحمه في هذه المشكلة، كان وسام في المقابل يبكي بحرقة يتأسف له لأنه لم يستطع أن يقاوم واعترف بكلّ ما لديه، ولكنّ حسين يعذره

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الخامسة_والخمسون

وحيث كانت شابة في مقتبل العمر، آثر أن يبقى معها حتى تأتي خالتها كما أخبرته، قاده الفضول إلى أن يسألها عن الكثير، إلا أنّ ملاك لم تكن مستعدة لا نفسياً ولا ذهنياً و لا أمنياً للإجابة على أسئلته، وكانت تدعو الله أن ينجيها من مجهول هذه الليلة المظلمة الطويلة، وما إن وصلت الخالة حميدة حتى رمت ملاك نفسها في حضنها لتشعر بالطمأنينة والأمان، واستدارت ناحية العم صاحب البقالة وقالت له: شكراً لك يا عم لانك لم تؤذيني، شكراً لك لأنك ما زلت طيباً في زمنٍ ندر فيه الطيبون"
كلام ملاك أدمع عينيه وقال لها مودعاً: حفظكِ الله يا أبنتي من كلّ مكروه، انتبهي لنفسكِ، في أمان الله وحفظه
كانت الخالة حميدة هي من تقود سيارة كبيرة تسع قرابة تسعة أشخاص، كانت ملاك تجول بعينيها في أرجاء السيارة ..
ملاك: خالة تلك سيارتكِ؟
الخالة: نعم يا ملاكي، اشتريتها بعد خروجي الأخير من السجن حينما كنت معكِ
-حقاً، هههههه أو تملكين قيمة سيارة وتتسولين وتستجدين الناس؟!
-أوووووه انتهينا يا ملاك، كل شيء قد تغير، فبعد خروجي من السجن جلستُ مع أبنائي في جلسة مصارحة، وأخبرتهم أني ما عدتُ أريد مالاً حراماً، ويكفينا ذل وإهانة لأنفسنا، وأني سأتوقف عن التسول، وعلى كل واحد منهم أن يعتمد على نفسه، وكنت قد ادخرتُ مبلغاً من المال في البنك دون علم زوجي المدمن الذي أضاع شقاء عمري في المخدرات.
-شقاء عمركِ يا خالة؟ هههههه، من جديد؟! كنتِ تتسولين وحسب، أين الشقاء في ذلك
صمتت الخالة حميدة هنيئة، ثم لاحظت ملاك دموعاً تنساب من عينيها، فبادرت معتذرة
خالة اعذريني ما كنتُ أقصد أن أجرحكِ كنتُ أمزح، ولكن يبدو اني تماديت
-لا بأس، فذلك هو واقعنا، صحيح أنني لم اعمل في وظيفة محترمة، ولكنني شقيتُ من نظرات الناس تارة وتقريعهم لي تارةً أخرى، شتم هنا، وطرد هناك، اشمئزاز من أحدهم، واستعطافٌ من آخر، شقاء وأيّ شقاء، شقاءٌ اجبرتُ عليه، وإلا كان نصيبي الضرب والطرد من المنزل، آآآآه وألف آآه
-أنا آسفة يا خالة، بحق متأسفة
-لا عليكِ، المهم أنني اليوم الخالة حميدة التي تسترزق من توصيل الأطفال كلّ يومٍ إلى مدارسهم، وإعادتهم ظهراً، وأشعر براحة بال لم أشعر بها طيلة حياتي، والفضل يعود لك يا ملاكي
-أنا؟بل الفضل يعود لله يا خالة،فكل ما يحدث لنا في هذه الحياة له سبب، وله حكمة، حتى الظلام بقدر ما نكرهه، فهو جميل لأنه يعطي جمالاً وقيمة للنور
-أحسنتِ،كلامكِ جميل أيتها الملاك، ولكن لحظة، أخذتني في الحديث عن نفسي ولم تخبريني شيئا عنكِ، ما الحكاية؟
وبدأت ملاك بسرد حكايتها طوال الطريق، حتى وصلتا إلى منزل الخالة حميدة

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الرابعة_والخمسون

وصلت بمحاذاة البوابة ولكنها لا تعرف أيّ المفاتيح هو الذي سيفتح معها، فأخذت نفساً من جديد وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم لا بحولي ولا بقوتي ولكن بحول الله وقوته، اللهم صل على محمد وآل محمد " وكانت في أثناء ذلك تجرب المفاتيح واحداً تلوَ الآخر، وإذا بأحدهم يفتح فصرخت: آآآه لقد فُتح الباب الحمد لله" خرجت بدون شعور وهي تعدو وتعدو لا تعرف وجهتها، هي فقط تريد الهروب، ولكنها فجأة توقفت وبدأت تدير عينيها في كل الأرجاء، ثم إلى السماء، بدأت تدور وتدور، واكتشفت أنها خارج الأسوار، خارج الحواجز والقيود والكتم والظلم، إلا أنها بدأت تفكر فتحكمت في نفسها ، وانزوت على جانب الطر يق وبدأت تكلم نفسها: ملاك لقد تخلصتِ من أسوار السيدة هند وقيودها وقوانينها الظالمة، ولكنّ هناك أسواراً لا تريدين التخلص منها فتذكري، دينكِ وقيمكِ وستركِ وعفتكِ ومبادئكِ تلك أسوارٌ تحميكِ لا تقيدكِ، ولذا عليّ أن اكون هادئة وأفكر، لو رآني أحدهم أركض في هذا الوقت المتأخر سيشك في أمري، وربما يحدث لي ما لا يحمد عقباه، إهدأي يا ملاك إهدأي" كانت ملاك قد أخذت معها قصاصة الورق التي أعطتها إياها الخالة حميدة في السجن، وكتبت عليها رقمها وطلبت منها أن تتصل لها في وقت حاجتها، ورأت ملاك أن تلك فرصة مواتية للإتصال بها، بدأت تمشي بهدوء وبحذر وخوف في ذات الوقت، فهي تمضي نحو المجهول، إلا انها اتخذت هذا القرار المرّ بعد أن رأت أنّ ما لفق لها من مكيدة هذه المرة سيكون فيه مضرة كبيرة لمستقبلها.
بعد قرابة نصف ساعة من المشي وجدت ملاك بقالة صغيرةعلى ناصية الطريق، أسرعت ناحيتها وإذا بها تجدُ رجلاً في متوسط العمر فاستأذنت منه ملاك للإتصال وقالت له أنها لا تملك نقوداً ولكنها حالما تحصل عليها ستعطيه، فابتسم الرجل وقال: تعالي يا إبنتي اتصلي، وهل النقود كل شيء في هذه الحياة، عمل الخير لا يقدر بثمن، تعالي تعالي ولا تبالي بشيء" فشكرته ملاك، وأدارت الرقم الذي لديها، ولكن الخالة حميدة لا ترد، فحاولت مرة أخرى ولكنها لا ترد، وثالثة، وإذا بها ترد ويبدو أنها كانت نائمة.
الخالة حميدة: ألو، من معي؟
ملاك: أنا ملاك يا خالة، أوتذكريني، ملاك التي كنت معكِ في زنزانة واحدة؟
وكيف انساكِ يا إبنتي لقد غيرتِ حياتي، كيف حالكِ؟ هل أنتِ بخير؟
أحتاج مساعدتكِ يا خالة، الآن، ولكنني لا أعرف أين أنا، سأعطيك صاحب البقالة ليشرح لكِ أين أكون.
حسناً حسناً، أعطيني إياه وسآتي حالاً لأخذكِ.
كانت نصف ساعة تفصل بين ملاك وعالمها الجديد، نصف ساعة حتى وصلت الخالة حميدة إلى حيث كانت ملاك وكان صاحب البقالة على وشك إغلاقها ، ولكنه حينما رأى ملاك ترتعد خوفا

ً#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثالثة_والخمسون

ليت السيدة هند تموت، لا أعرف لم تكره ملاك إلى هذا الحد؟
كيف ستتصرف يا حسين؟
سنلجأ إلى خالد، هكذا أوصت ملاك في رسالتها.
خالد، ذلك الشقي؟! ولكنك لا تحبه
علينا أن نحبه من الآن
وكيف ستقنعه؟ وكيف ستثق به؟
لا تخف كل شيء بتفاصيله مكتوب في طيات هذه الرسالة، ملاك لم تنس شيئاً
سلمّ حسين ذات الطفل الذي أرسلته ملاك ورقة صغيرة كتب فيها : "عند الساعة الحادية عشرة كوني جاهزة"
كان الوقت قصيراً جداً لا يحتمل التأخير، فانطلق حسين ناحية خالد، ونفذ خطة ملاك بحذافيرها، وتعجب وسام من تجاوب خالد السريع مع حسين، كأنما هناك كلمة سر، أو مفتاح غيّر كل الموازين، وتم التخطيط للهروب في تمام الساعة الحادية عشرة، ليلاً أي بعد إطفاء الأنوار في الميتم بمقدار ساعة، وخلود الجميع إلى النوم، عدا حارس الميتم لعم عبد الجبار، والذي فقد حاسة السمع ولكن كلّ حواسه الأخرى تعمل بشكل دقيق لا يوصف، ولذا لم تسجل حالة هروب واحدة خلال فترة عمله
كانت الخطة تقتضي تسلل ملاك من المبنى الرئيسي إلى صالة الألعاب الخارجية عبر الممر الخلفي في ملابس استعارتها مسبقاً من أبله حياة لأداء دور تمثيلي في حفلة الميتم، فطلبت منها أبله حياة ان تحتفظ بهم للذكرى
بينما يقوم كل من وسام وحسين ومن جهتين مختلفتين بافتعال حركة غريبة من خلال استخدام مصباح يدوي يلفت انتباه العم عبد الجبار فتجعله يضطر للتحرك للبحث عن مصدر الضوء، فكان حسين يشعل مصباحه من جهة، ليطفئه، ويبدأ وسام بإشعال مصباحه من الجهة الأخرى، وهكذا، حتى يصل العم عبد الجبار إلى حالة من الإرتباك فينقضّ خالد في الظلام ويقتنص الفرصة لخطف مفاتيح البوابة والهروب ناحية الصالة ورميها هناك لتستطيع ملاك من أخذها وفتح البوابة والهروب، بينما ينشغل العم عبد الجبار في الركض وراء خالد من جهه ومصدر الضوء من جهة أخرى
وجاء وقت تنفيذ الخطة ودّعت ملاك صديقاتها بقبلة على رأس كل واحدة منهنّ وهنّ نيام فهي لم تخبر أحداً بخطة هروبها للحفاظ عليهن، ثم سارت على أطراف أصابعها للخروج، وما إن وصلت إلى باب الغرفة حتى سمعت صوت أمينة وهي تقول: إلى أين؟ فجمدت ملاك في مكانها ولم تستطع أن تلتفت وراءها، ولكنها رسمت ابتسامة وتشجعت واستدارات لترد وإذا بأمينة تشخر وتغطّ في نوم عميق، فعرفت أنها كانت تحلم، فحمدت الله وواصلت طريقها، واستطاعت الوصول إلى موقع الصالة حسب الإتفاق، شعرت أنّ الوقت طويل، وكان قلبها يخفق بقوة ويكاد يقفز من بين أضلعها، ولكنها تمالكت نفسها وأخذت نفساً عميقاً، واستجمعت قوتها، وإذا بها تسمع صوت كومة المفاتيح وهي تسقط على الأرض، التقطتها وتركت رجلها للريح تعدو بقوة لم تشعر بها من قبل

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الخمسون

فنادت الانسة خديجة بحنق : يا آنسة، تعالي بسرعة.
وصلت خديجة لمكتبها وهي ترتعد.
السيدة هند: ما هذا يا آنسة، كيف يدخل هذا الإنسان إلى هنا بدون علمي، ماذا يريد؟
الآنسة خديجة: لا علم لي سيدتي، صدقيني.
السيدة هند: يبدو أنّني فقدت زمام السيطرة على هذا الميتم، وسأريكم ماذا سأعد لكم جميعاً.
في صباح اليوم الثاني أنزلت السيدة هند تعميما يقضي بموجبه تفتيش الميتم وأغراض الفتيات والفتيان بكل الأقسام، تفتيشاً دقيقاً جداً.
انتشر خبر التعميم في الميتم، وعمت البلبلة، وسارعت ملاك لتخبأة الهاتف لدى أبلة حياة، واتجهت ناحية الآنسة خديجة لتستفسر منها عن آخر الأوضاع
ملاك: آنسة ما الذي حدث، لماذا التفتيش، هل شعرت السيدة هند بشيء؟
الآنسة: عودي إلى صفكِ يا ملاك فالوضع مكهرب، نعم رأت عيسى وهو يأتي أكثر من مرة إلى الميتم في كاميرات المراقبة، وأحمد الله أنني استطعت التملص من الإجابة.
ملاك: أو تعتقدين أنها ستربط الموضوع بي؟
الآنسة خديجة: وهل هناك غيركِ؟!
ملاك: آنسة أرجوكِ اتصلي لعيسى وأخبريه عن هذه المستجدات.
الآنسة خديجة: حسناً حسناً، عودي الآن بسرعة لئلا يلتفت لوجودكِ أحد.
وصل خبر السيدة هند إلى عيسى وهو في طريقه لآخر صحيفة في قائمة اليوم، ضمن الصحف التي زارها ورفض رؤساء تحريرها حتى مقابلته، كانت رئيس تلك الصحيفة من الرجال المناضلين الذي يحمل تاريخاً نضالياً في البلد ضد الفساد وضد الظلم وضد كل ما هو معادٍ للإنسانية، وقد سمع وقرأ عيسى عنه الكثير، إلا أنه وضعه كورقة أخيرة لأن مبيعات صحيفته ليس كبقية الصحف، فالحكومة لا تدعم صحيفته كما الباقي لأنه لا يتملق لهم ولا يكترث بهم حين ينوي نشر أي موضوع في صحيفته.
حينما وصل عيسى لمكتب رئيس التحرير الأستاذ جميل، ذكر السكرتيرة باتصاله لها في صباح الأمس وبطلبه موعداً لأمرٍ ضروري فتذكرت وطلبت منه الإنتظار ريثما يخرج الضيف الذي معه.
كانت الدقائق بالنسبة إلى عيسى كما الساعات، شعر أنه انتظر كثيراً، قلقاً، متوتراً، وأخيراً حان الوقت
السكرتيرة: تفضل أخي، أستاذ جميل في انتظارك.
عيسى: شكراً لكِ
كان مكتب الأستاذ جميل مكتباً مريحاً فقد صُبغت جدرانه باللون الأبيض، وكان الضوء يدخل من خلال الزجاج الذي أخذ مساحة كبيرة من الجدار خلف المكتب، وتم كسر اللون الأبيض بستائر خضراء فاتحة من قماش الشيفون، مع تزيين الزوايا بزهريات تحمل زهرة الأوركيد، وكان الأستاذ جميل رجلاً خمسينياً وسيماً ووقوراً، ويفرض عليك احترامه لأنه يقابلك بابتسامة هادئة تشعرك بالراحة بمجرد أن تقابله
أبدى عيسى التحية وجلس على الكرسي المقابل للأستاذ جميل

#مهاجرة_إلى_الله
#لانجيز_النشر
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_التاسعة_الاربعون

ولكنني لم أرتح لها، ليست هي من أبحث عنها، نعم من اجل خاطر والدتي المريضة ذهبت للمقابلة ولكنني لم أكن مقتنعاً، هل تريدني يا أبي أن أتزوج وبعد فترة لا سمح الله أطلق؟
الحاج أحمد: لا لا يا ولدي، سأسكت ولن أتحدث في هذا الموضوع مجدداً، ولكن أنت تعلم، أنه بعد ذلك اليوم المشئوم، وبعد أن خسرنا كل عائلتنا، وورثنا عن السيد رضا الخير الكثير الذي سيكون لك بعد رحيلي بإذن الله، تمنيت أن أرى أبنائك لينعموا بكل ذلك الخير ولتبدأ في بناء أسرة الجواد مجدداً.
كاظم: لا تحمل أيّ همٍ يا أبي، في النهاية أؤمن أن الزواج هو طريق إلى الله، ولكن أذن الله لم يحن بعد.
تواصل عيسى مع ملاك في اليوم الثاني عبر الرسائل النصيّة، وأخبرها أنه لم ينم طيلة الليل ليصل إلى فكرة مناسبة لاستثمار ما لديهم من معلومات، وأنّه فكر في أمر يعنقد أنّه الأنسب والأسلم.
أثار تفاعل عيسى وحماسه فضول ملاك لمعرفة الفكرة، فطلبت منه أن يتصل لتستفهم أكثر، ولجأت كعادتها لمكتب الأبله حياة، واتصل بها عيسى فلم تمنحه ملاك فرصة الحديث بل باغتته بالقول: عيسى لقد حمستني للفكرة قل ما عندك.
فقال عيسى : في رأيي أن نقنع إحدى دور النشر المشهورة بتبني القصة، ونشرها، ونحولها إلى قضية رأي عام، حتى تحدث بلبلة فيفتح باب التحقيق في كل ما حدث ويحدث في الميتم.
ملاك: نعم أحسنت يا عيسى فكرة رائعة، خصوصاً أنّ الفساد مستشري في البلد وربما لو حملنا ما لدينا إلى أحد مسئولي الوزارة سيتستر على الموضوع ويطمسه لكونه متواطئاً أو يرغب في استغلال المعلومات لمآربه.
عيسى: بالضبط هذا ما فكرت فيه، ولكن سنواجه مشكلة يا ملاك
ملاك: ما هي
عيسى: كيف نقنع رئيس تحرير أي صحيفة مشهورة بمصداقية ما لدينا وبأهميته؟
ملاك: عيسى ثق أنّ من كان مع الله، كان الله معه. تعلمت من هذه الدنيا أنّه على الإنسان أن يواجهها بقلبٍ قوي وفي ذات الوقت يكون مرناً كالشجر إذا مرت به ريح عاصفة، فلا يقاومها حتى لا ينكسر، نحن نسعى يا أخي والتوفيق من الله.
عيسى: ونعم بالله يا ملاك، غداً سأنطلق من أجل تحقيق هذه المهمة الصعبة
في الطرف الآخر من المدينة وفي حيّ الأمراء بالتحديد، وصل الحاج احمد وابنه كاظم إلى المبنى الذي بنوه مجدداً على أنقاض العمارة التي سقطت وكان يسكنها الحاج رضا وعائلته، وذلك بعد أن قرروا العودة إلى الوطن، وكان على كاظم أن يسافر بين حين وآخر ليراعي أملاك والده بين المهجر و الوطن
في الميتم كانت السيدة هند تراجع ما سجلته كاميرات المراقبة، وإذا بها تشاهد مقطعاً يظهر فيه عيسى وهو يدخل إلى باب الميتم، فأوقفت الصورة، وتطاير الشرر من عينيها،فنادت الانسة خديجة بحنق:يا آنسة

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب 🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السابعة_الاربعون


هذا التشبيه الذي أطلقه عيسى كان بمثابة شرارة، أحدثت حالة شبيهة بالصعق الكهربائي لملاك وظلت تردد: جنة، جنة.

ألو ألو ملاك أين ذهبتِ، ما الذي حدث هل انقطع الإتصال.

حينها انتبهت ملاك فقد كانت سارحة في هذا الإسم الذي شعرت به كالحجر الذي يرمى على سطح بحرٍ ساكن فيحدث ضجّة مؤقتة من موجاتٍ متداخلة وكأنها حركت شيئاً راكداً في الأعماق.

أهلاً عيسى، معذرة فقد سرحتُ قليلاً.
خير، هل هناك ما يقلق
لا أبداً لا تشغل بالك.
المهم ملاك سأضع االخطة وسأطلعكِ عليها.
جيد، ولكن هل قرأت كل المعلومات الواردة في الفلاش؟
نعم، وصُعقت، أكاد لا أصدق، الله حفظكِ وسط هذا المستنقع، بصراحة الموضوع لا يحتمل أي تأجيل.
آآآآه، صدقت لقد تأخرنا كثيراً، وهناك الكثير ممن ضاعوا وانتهت حياتهم.
نعم للأسف
عيسى عليّ أن انهي المكالمة، أبله حياة تشير إلى قدوم أحدهم.
حسناً حسناً انتبهي لنفسكِ، مع السلامة.

في ذلك اليوم، كانت ملاك كثيرة السرحان، إلى درجة ملفتة، حتى انّ زينب كانت تمزح معها وسط الدرس حين لاحظت عليها ذلك، فهمست: ملاك، ما بكِ، هنيئاً لمن سرق قلبكِ. فنظرت إليها ملاك بطرف عينها مستهزءة ولم ترد عليها. فتعجبت زينب من تصرفها، وبعد انتهاء الحصة لجأت إلى أبله حياة في مكتبها :أبله، لا أعرف ما الذي حدث لملاك، حالها غير الحال، دائمة السرحان، لا تتحدث كثيراً، وحتى لو حاولت استفزازها لا ترد، حالتها مقلقة.

ليلى: اتركيها، ربما تفكر في شيء يشغلها، يحتاج الإنسان أن يكون وحده أحياناً، ستعود لطبيعتها بعد حين، لا تقلقي.

في الطرف الآخر كان الحاج أحمد يستعد للعودة إلى أرض الوطن كي يستقر نهائياً بعد غربة دامت أكثر من عشرين سنة.

كان ولده كاظم هو الإبن الوحيد الذي رزقه الله إياه بعد عشرة أعوام من زواجه، كان كاظم ذو الخامسة وعشرون عاماً الذراع اليمين لوالده، وهو من يدير أعماله وخصوصاً بعد انتهائه من دراسة الماجستير، كما أنّه الشخص الباقي له في هذه الحياة بعد وفاة والدته بمرض السرطان، كان الحاج أحمد متعلقاً به إلى درجة كبيرة، وكان كاظم ذو شخصية قيادية، له ملامح حادة وبنية عريضة وقويّة، مع هدوء ورصانة في التعامل، وكرزما تؤسر كل من يتعامل معه.

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~ 🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السادسة_الاربعون

عكف عيسى تلك الليلة على تفحص المواد الموجودة في كنز ملاك (الفلاش ميموري) وتفاجأ من كم وخطورة المعلومات التي استطاعت ملاك جمعها، كما وأنّه استطاع أن يدعم تلك المعلومات بطريقته، وبخبرته في مجال الصحافة من خلال ما تعلم ودرس، أسبوعان كاملان وهو معتكف في مكتبة جمعية الصحافة، فهناك استطاع ان يستفيد من أرشيف الصحافة الخاص بالجمعية، وبالكتب المخزنة الكترونياً في موقعها، وجمع معلومات ليست بالقليلة خلال هذين الأسبوعين.
حينما قرر التواصل مع ملاك، اتصل بالآنسة خديجة كي تساعده، وطلب منها ان تخبر ملاك بعبارة واحدة، وهي: حان وقت فتح الأمانة الساعة الخامسة مساءً
عرفت ملاك ما يقصد، وفتحت الهاتف النقال قبل الوقت المحدد بقليل، واستطاعت أن تضعه على الصامت رغم انها لم تتعامل قبلاً مع أي هاتف نقال، إلا بشكل بسيط جداً، كما أنها لجأت إلى أبلة حياة في الإرشيف حتى تأخذ راحتها في الحديث
وأخيراً هاهي الساعة تقترب من الخامسة ، كانت عقارب الساعة تتحرك ببطء يفوق بطء الحلزون، حتى أنّ أبله حياة شعرت بقلق ملاك، فقالت لها:
ما بكِ يا ملاكي؟ لمَ كلّ هذا القلق؟
ليس قلقاً أبله، إنه الإنتظار
وهل المنتظرون قلقون، أم مشتاقون.
تأملت ملاك قبل الرد ثم اجابتها:هم متأهبون، ومستعدون لّلقاء، ولكن حرارة الشوق تجعل الرائي لهم يعتقد أنهم قلقون
ابتسمت أبله حياة ابتسامة رضا عن تلميذتها وقالت: تأهبي واشتاقي ولكن لا تنسي التسليم والرضا
نظرت إليها ملاك وبادلتها الإبتسام وأخذت نفساً عميقاً وإذا بالهاتف يهتز
-ألو
-السلام عليكم ملاك
-عليكم السلام، لقد تاخرت كثيراً
-لم أتأخر إنها الخامسة تماماً
-تأخرت أسبوعان، وتقول انك لم تتاخر
ضحك عيسى وقال مازحاً: اشتقتِ لي أم للفلاش ميموري
هنا توردت وجنتا ملاك وشعرت بحرارة تعلوا وجهها وقالت مفتعلة نبرة حادة: أنا قلقة بشأن المعلومات التي اعطيتك إياها، هل حدث أي تقدّم في الموضوع؟
نعم يا ملاك، لم ارتح خلال هذين الأسبوعين، ولقد فوجئت مما وجدت من معلومات، أنتِ شابة ذكية يا ملاك، ومخلصة، بوركت مساعيكِ، طبعاً استطعت ولله الحمد أن أجد معلومات تؤكد وتعزز ما حصلتِ عليه.
حقاً، حقاً ما تقول؟ الحمد لله، والان ما هي الخطوة القادمة؟
هذا ما أردت التحدث معكِ بشأنه، لابد من وضع خطة محكمة وإلا ذهبت جهودكِ أدراج الرياح يا ملاك.
جهودنا، جهودنا يا عيسى، ما توصلنا إليه كان بفضل الكثير من الأحبة المخلصين، أبله حياة، ليلى، زينب، رؤى، حسين، الآنسة خديجة، وأنت، لست وحدي كلنا ساهمنا.
يااااه يالروعتكِ، ويالوفائكِ، انتِ بحق " جنة"
جنة؟!

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~ 🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الخامسة_الاربعون

نعم نعم، شكراً لك
اتركيه على الصامت دوماً، واحذري أن يراه أحد.
حسناً فهمت لا تخف.
في أمان الله، وكوني بخير.
في أمان الله.

خرج عيسى من الميتم بسلام، ومعه كنز ملاك، وعادت ملاك إلى زميلاتها ولديها هدية ثمينة يمكن أن تتغيّر حياتها بها.

في المساء وحينما انتهى هذا اليوم الطويل كان حسين في الطرف الآخر من الميتم قلقاً، مضطرباً، يتقلب على سريره، لاحظ وسام الصديق والأخ الأصغر لحسين الذي كان حسين يرعاه منذ طفولته، لاحظ حال حسين فاقترب من سريره، وقال له:

ما بالك يا أخي؟ ما الذي يقلقك، لقد لاحظت منذ مدّة أنك لست أنت، هل ثمّة ما يزعجك؟

اعتدل حسين في جلسته وقال: هل صحيح أنك تلاحظ عليّ تغييراً ما؟

هههه نعم يا أخي، ما الخبر؟ قل ما عندك هيا، كلي آذان صاغية، فأنا لا أنسى صنيعك معي منذ الطفولة، أنت وملاك كنتما خير أخٍ وأخت.
آآآه ملاك، ها أنت تذكر اسمها.
ما بها ملاك؟ حسين صارحني ما بك؟
لا أبداً فقط قلق عليها، فقد عانت الكثير، ولا أستطيع أن أقدم لها شيئاً، أحلم باليوم الذي أتحرر فيه حتى أعوضها عن جلّ آلامها.
تحبها؟
كثيراً، كثيراً يا أخي
كأخت؟
ها ! ما هذا السؤال الغريب المفاجيء؟
ردّ عليّ، ما هو شعورك الحقيقي نحوها؟
لم أفكر يوماً في ذلك، لقد فاجئتني.

في المقابل كانت ملاك تتسامر خفاءً مع زميلاتها ولكن بحذر شديد، خوفا من تنصت أمينة عليهن.

ليلى: ملاك، هيا أخبرينا ما الذي حدث مع عيسى؟
ملاك: اششش لا تذكري أيّ اسم، فلنسمه إسماً رمزيّاً نعرفه نحن فقط
زينب: هههه، نعم اسم فتاة مثلاً. رؤى: لا، أقترح شفرة اخرى شيء لا يمكن أن يشكوا فيه.

ملاك: امممم نعم صحيح، مثل ماذا ؟

ليلى: مثل بطاطس
ضحك الجميع فواصلت رؤى: أو كوسه
فواصلن في الضحك، فصرخت ملاك وهي مبتسمة: أوووه لا لا لن أقبل بتلك التسميات، فكلها تحط من قدره، وذلك لا يجوز في حقه.
تقدمت زينب نحو ملاك ببطء ووضعت وجهها مواجهاً لوجه ملاك وقالت: نعم نعم، ما الحكاية يا ملاك، يبدو أنّ القلب بدأ يخفق
فاحمرت وجنتا ملاك وأشاحت بوجهها عنها: ابتعدي عني أيتها المجنونة، أيّ قلبٍ وأي خفقان، كلّ ما في الأمر انّ ذلك لا يليق بشاب محترم مثله، إنه بحق كنسمة ربيع في صيفٍ قائظ.
قفزت ليلى: نسمة، آه ويلي، نسمة ، ما رأيكنّ يا صبايا؟ نسميه " نسمة الربيع" ههههه
نظرت إليهنّ ملاك بطرف عينها وقالت بعد أن كاد الخجل يقطر من وجهها: أوووه أنتنّ تسخرنّ مني، لن أواصل معكنّ.
ضحك الفتيات، وضحكت ملاك، وخلدنّ إلى النوم بعد يومٍ مفعمٍ بالأمل والرضا.

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~ 🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الرابعة_الاربعون

ثم أخرجت شيئاً صغيراً من جيب مريلتها، ونظرت إلى عيسى نظرةً حادة، وقالت:

ولكنني كنت أتوقع ما ستفعله السيدة هند، ولذا أرشفت كل ما حصلت عليه من معلومات هنا، في هذا.
إنه فلاش ميموري
إنه كنزي،وقد ساعدني أخي حسين للحصول عليه.
من حسين. وهل لكِ أخ؟
إنه أكثر من ذلك، هو السند والداعم إليّ منذ طفولتي في هذا الميتم.
أها، وما المطلوب مني الآن حيال المادة الموجودة فيه؟
ما هو تخصصك أخ عيسى؟ عرفت انك درست إعلام صح؟
نعم وما زلت أبحث عن وظيفة، تخصصي صحافة ... لحظة، فهمت قصدكِ، اممم ولكن كيف وأين سننشر المادة.
لا أعرف، المعلومات التي توصلت إليها خطيرة جداً، وبعضها مفاتيح لمعلومات يمكنك أن تبدأ منها، بالنسبة إليّ حاولت وحسب ما هو متاح إليّ أن أربط المعلومات ببعضها من خلال المستندات وأوراق الصحف القديمة الموجودة والبحث عبر النت، ولكنني وللأسف لم أستطع أن أكمل الطريق نتيجة قطع النت وسجني .. هنا استوقفها عيسى : صحيح ما قصة سجنكِ وهل بالفعل حاولتِ الهروب، وو

كفى يا عيسى، كفاكم ظلماً لي.
لا يا ملاك أنا أستفهم وحسب.
سأحكي لك القصة من أولها... وبدأت ملاك بسرد الكثير من الأحداث، وبدأت الصورة تتضح لعيسى شيئاً فشيئاً، حتى انّه اشتاط غضباً مما سمع من معاناة ملاك وبقية الأيتام في الميتم، تنفس الصعداء وقال: اعتمدي عليّ يا ملاك، فمهما اشتدت الظلمة، يوماً ما سيبزغ الفجر، صدقيني، أنا على يقين أنّ القدر يخبيء لكِ الجميل، فقط عليكِ أن تبقي هكذا ملاك كما كنتِ وكما انتِ. ابتسمت ملاك وأخفضت رأسها خجلاً وقالت: أشعر أنني صنيعة الله و تربيته، ومن رباني لن يتركني، معتمدي عليه وأملي علقته بحباله، لا يهمني أن أكون في قصرٍ أو ميتم، المهم أن أبقى معه ويبقى معي، معه فقط تكون الراحة الحقيقية.

في تلك اللحظة دخلت الآنسة خديجة وهي مرعوبة ولونها مُصفر: ملاك عيسى لقد وصلت السيدة هند، ويبدو أنّ مزاجها متعكر، هي الان في المكتب، فأرجو منك ان تغادر بسرعة، سأحاول أن ألهيها حتى لا تلتفت لكاميرات المراقبة، هيا بسرعة.

عيسى : حسناً سأغادر حالاً، ولكن لحظة، خذي يا ملاك، خبأي هذا الهاتف بسرعة.
ملاك: ما هذا ؟
إنه هاتف نقال، وبه بطاقة، هو يعمل خبأيه وسيكون أداة التواصل بيننا، هل فهمتني؟

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثالثة_الاربعون

عيسى: لا أبداً كنا نتحدث عن والدي، وأأ لا أدري أنا متأسف يا ملاك، لم أقصد إيذائكِ.
ملاك، لا تتمالك نفسها، فتضطر الانسة خديجة أن تطلب من عيسى الرحيل حتى لا يتفاقم الموقف، وتصل السيدة هند على حين غرّة ويحصل لهم ما لا يحمد عقباه، فيرفض عيسى الإنصراف، ولكنّ الآنسة خديجة تتوسل إليه بأن يرحل وتعده أن تطمئنه بنفسها على ملاك، فينصرف مرغماً.
ملاك ملاك، هل انتِ بخير؟ هل تشعرين بتحسن الآن.
ما الذي حصل؟ ليلى أين أنا؟
أنتِ هنا على سريركِ، لقد أخبرتنا الآنسة خديجة بكل ما حصل.
يا إلهي، أين عيسى؟ هل ذهب؟
أريد أن أسئله عن الكثير، هو يعرف كل شيء
إهدأي الآن، أنتِ متعبة، خذي قسطاً من الراحة ومن ثم نتكلم ونفكر فيما سنفعل
لم يستطع عيسى الإنتظار، فبادر بالاتصال بالآنسة خديجة ليطمئنّ على ملاك، ومن ثم رتب موعداً آخر ليحضر إلى الميتم بعدما عرف من الآنسة أنّ السيدة هند ستخرج مجدداً لأن المؤتمر الوزاري سيستمر لثلاثة أيام.

رتبت الآنسة جلستهما هذه المرة بالاتفاق مع أبله حياة ليكون في غرفة الأرشيف بوجود الأبلة.

عيسى: شكراً لك يا آنسة على لطفكِ معنا، لن أنسى صنيعكِ معنا ما حييت.
الانسة خديجة: لا أعرف لمَ أتعاون معكما، لكنني أشعر براحة كبيرة رغم الخطر المحدق بنا هههه, هيا فلندخل قبل أن يصل أحد المتطفلين" وسارت الآنسة وكان عيسى يسير في أثرها، إلا أنهما تفاجئا بالأستاذ راشد في طريقهما إلى الإرشيف، فسأل الآنسة خديجة: من هذا الذي معكِ يا آنسة؟
فارتبكت قليلاً ثم سارعت بالرد: آه إنه مبعوث من الوزارة جاء في مهمة للمكتبة"
وقف الأستاذ قليلاً ليتأمل في عيسى، ثم قال: أهلاً وسهلا بك تفضل تفضل باشر عملك
تنفست الآنسة خديجة الصعداء وتوجهت معه إلى الإرشيف، وهناك كانت ملاك في انتظاره بمعية الأبله حياة، عرفتهما على بعضهما، ثم تنحت الأبله جانباً وقالت: تستطيعان التحدث كما تشائان، وأنا ساكمل عملي
جلسا حول طاولة دائرية موجودة في زاوية الغرفة، فبدأ عيسى بالاعتذار إلى ملاك عن يوم أمس:

سامحيني، قسوت عليك دون قصد
لا ذنب لك، إنما هي قسوة القدر، اسمعني أخي، لا نريد أن نضيّع أي دقيقة، فلقد أرسلك الله لي من السماء.
تفضلي، ما جئت إلى هنا إلا من أجلكِ
عيسى، لقد قمت وزميلاتي منذ أكثر من عام تقريبا، بمهمة صعبة للغاية، ومن هنا من هذا المكان...
وشرحت ملاك إلى عيسى قصة المكان السري الذي اكتشفته مع زميلاتها، وقصة البحث الذي أجرته وحدها في مرحلة لاحقة ، وكيف استعانت بالوثائق والنت للوصول إلى الحقيقة، إلا أنّ الأحداث التي وقعت تباعا منعتها من إكمال طريقها نحو الهدف.
ثم أخرجت شيئاً صغيراً من جيب مريلتها

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثانية_الاربعون

- نعم بصراحة زيارتك تثير تساؤلي وتسعدني في ذات الوقت، أتسائل ما هو الدافع لاهتمامك بأن تتواصل معي بعد كلّ هذه السنوات، وسعيدة لأنك امتداد للإنسان الذي وهبني الحياة من جديد واختطفه القدر مني في غمضة عين. في هذه اللحظة لم تتمالك ملاك دموعها، مما أربك عيسى كثيراً وجعله الموقف في حيرةٍ من أمره لا يعرف كيف يتصرف.
مسحت ملاك دموعها وواصلت: أعتذر لك، ولكن هل تعرف ما كان يعنيه لي عمو عباس في ذلك العمر الصغير؟ كان كل شيء بالنسبة لي، لأنني لم أعرف غيره.
وما زلت أحلم بأن أغمض عينيّ كي أتذكر كما الآخرين أيّ شيء، أتعرف ما معنى أن لا تتذكر شيئاً عن طفولتك، أهلك، أمك وأبوك، سبب وجودك بعد الله في هذه الحياة.
هذه الكلمات كانت تقطع قلب عيسى الذي جرّب اليتم، ومع ذلك يعلم أنّ حال ملاك أسوأ منه بكثير، حاول أن يستوقفها: أرجوكِ كفى، لا أتحمل أن أسمع أكثر.
ملاك: آسفة، لا أعلم لم أخبرك بمشاعري، ربما لأنّ الزمان عاد إلى أربعة عشر عاماً للوراء.
عيسى: لا بأس عليكِ، لا يزعجني بوحكِ أبداً، إنما يؤلمني. اسمعيني يا ملاك، تأكدي أنني لم أنسكِ مذ كنتُ طفلاً حينما جاءت بي أمي إلى هنا وجرحت مشاعركِ، انطبع هذا المشهد في عقلي، كبُرت وكبر معي، وفي الأخيرعثرت على مذكرات أبي حينما كنتُ في الثالثة عشر من عمري، بعد أن تعمدت والدتي أن تخبئهم عني، قرأتُ فيها تفاصيل إنقاذه لكِ، تعلقه بكِ، حبه لتلك الطفلة الضحيّة، وصفَ ملامحكِ وبراءتكِ فجعلني أتعلق بكِ كما هو، بل وأحببت تلك الطفلة وكنت أحلم باللقاء بها، منعنتني والدتي طيلة تلك السنوات ولذا كتبت لكِ رسالتي قبل سفري بقرابة ثلاث سنوات، سافرت إلى الخارج ودرست الإعلام وأنهيت شهادة البكالريوس، في الغربة تعلمت الكثير، وقابلت الكثير، ولكنّ لغز ملاك ظلّ يلاحقني ويؤرقني.
رفعت ملاك رأسها متسائلة: لغزٌ؟ يلاحقك؟ ويؤرقك؟
عيسى: نعم – تنفس الصعداء وأكمل- لأنني وجدت في وصية أبي، جزءً خاصاً بكِ، أبي كتب في وصيته: إن أنا رحلت من هذه الدنيا قبل أن أستطيع أن أفعل شيئاً لهذه الطفلة، فوصيتي لأبني عيسى أن يكمل المشوار من بعدي، ولدي عيسى ملاك أمانتي بين يديك، هذه الطفلة الضحية المظلومة التي فقدت أهلها وكل ما تملك في هذه الحياة، إن أنت كبرت كن لها عوناً وسندا.
في هذه اللحظة اختنق عيسى بعبرته، ولكنّ ملاك اجهشت بالبكاء، كان الموقف صعبٌ جداً عليهما.

حاول عيسى تهدأت ملاك فلم يفلح، في هذه الأثناء وصلت الآنسة خديجة وإذا بها تشاهد حال ملاك وهي تبكي بصوتٍ مرتفع، ارتبكت ونظرت إلى عيسى مدهوشة: ما بها، هل حصل شيءٌ معكما؟
عيسى: لا أبداً كنا نتحدث عن والدي، وأأ لا أدري

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الواحد_الاربعون

أغلقت ملاك الخط، وظلّ الهاتف عالقاً في يدها وهي تقول: آنسة خديجة، سيأتي
- من الذي سيأتي؟
- من اتصلنا به
- تقصدين عيسى، هههه، وأين المشكلة؟ أهااا يبدو أنه مهتم للغاية ها؟
- وهذا ما يثير استغرابي
- إهداي عزيزتي لا غرابة في الأمر كلّ ما هنالك أنك تمثلين جزءً من حياة والده الذي رحل بغتةً.
- نعم صحيح أنتِ محقة، ولكن أتعتقدين بعدما فعله بالسيدة هند كما أخبرتني، ستوافق على أن يراني؟
- أنتِ محظوظة، السيدة هند خرجت في زيارة إلى الوزارة ولن تعود إلا حين انتهاء الدوام، هناك مؤتمر هام اليوم بحضور الوزير، وسأتدبر أنا الأمر، لا تخشي شيئاً.
بعد قرابة خمسة وأربعون دقيقة وصل عيسى، فرحبت به الآنسة خديجة أيما ترحيب وطمأنته بخصوص غياب السيدة هند وأرسلت في طلب ملاك بسرعة، كانت ملاك حينها في حصة الرياضيات التي تحبها كثيراً، استأذنت من مدرستها وخرجت، وكانت طوال الممر تفكر كيف ستستقبل هذا الضيف الغريب، فهي التي لم تتعود أن يزورها أحد أو يسأل عنها أحد.
وصلت ملاك إلى غرفة الاستقبال فكان اللقاء صادم بينهما، ملاك كانت في زيّها المدرسي، وملامحها الممزوجة بين براءة الطفولة ونضج تجارب الحياة، جمال ربانيّ أبدع فيه صانعه ممسوحة بملامح حزينة، ملامحٌ أضفت جمالاً على جمال وكأنها رتوش نهائية وضعتها الميكب آرتست لتعطي اللمسات الأخيرة للوحة فريدة الصنع.
كان عيسى منبهراً للوحة الربانية الواقفة أمامه فظل متجمداً دون حراك ودون كلام، والغريب أنّ ملاك كانت في نفس الحالة، فهي التي لم ترسم أيّة صورة مسبقة لعيسى في خيالها، وربما كان عمو عباس هو الأقرب إلى ذهنها، ولكنها اليوم تتفاجيء بشاب وسيم غاية في الوسامة، والأناقة يقف قبالتها.
بعد برهةً من الزمن التفتت ملاك إلى نفسها فأحنت رأسها بحياء، فبدأ عيسى بالسلام والتحية وسألها:
- أأنتِ ملاك؟
- نعم أنا، وهل أنت عيسى ابن العم عباس ؟
- نعم أنا، تفضلي بالجلوس لمَ أنتِ واقفة؟
- شكراً لك
كانت الآنسة خديجة تراقب المشهد بصمت وابتسامة مرسومة على مُحيّاها، فباغتتهما: هل أعدّ لكما شاي أو قهوة ؟
هنا بدأ كل واحد منهما يستوعب وجودها فشكرتها ملاك بعد أن احمرت وجنتيها : شكراً يا آنسة، لا أريد شيئاً.
أما عيسى فقد طلب كوب ماء
احضرت الآنسة خديجة كوب الماء ثم قالت: أستأذنكما فلديّ بعض المهام عليّ إنجازها فخذا راحتكما، سأعود حالما أنتهي.
بدأ عيسى حديثه: ملاك لا أريد أن يضيع الوقت في صمت كلٍّ منا، فظروفكِ صعبة ولربما تصل السيدة هند في أية لحظة ونخسر هذا اللقاء، اسمعيني جيداً لعلكِ تتسائلين عن سبب وجودي هنا بعد كلّ تلك السنوات؟

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الاربعون

ماذا؟! ومن هو؟ ما اسمه؟ كم عمره؟ كيف شكله؟
لحظة على رسلكِ، رويدكِ ملاك ما الذي حدث لكِ؟
آنسة خديجة اعذريني، فأنا أتشبث بخيط أمل يقودني إلى النور، أرجوكِ تكلمي بسرعة.
حبيبتي، أنتِ معذورة بالفعل، اسمعي عزيزتي، أو تذكرين العم عباس، الذي جاء بكِ إلى هنا؟
لربما لو كانت من تحدثينها إنسانة غيري لما تذكرت كلّ تفاصيل طفولتها، ولكن بالله عليكِ مثلي أنا هل لها ماضٍ ممتليء حتى تنسى شخصاً عزيزاً كعمو عباس؟!
نعم نعم، صدقتِ، آآآه رحمة الله عليه، المهم، لا أعلم إن كنتِ تذكرين الزيارة التي قامت بها زوجته إليكِ، حينها كان برفقتها ولد وبنت، من جاء بالورد، ومن عاد من الغربة لرؤيتكِ هو عيسى إبن عمو عباس.

هنا قفزت ملاك فرحاً وصرخت: حقاً، أيعقل ذلك، كيف، ولمَ لم تخبروني؟! لأنكِ كنتِ في السجن حينها.
ولكن السيدة هند لم تخبره بذلك، فحسب ما بلغني أنها أخبرته أنكِ ضمن من هربوا مع الشباب.
ماذا؟! كيف لها أن تكذب وتسيء إلي؟! ألا يكفي الظلم الذي وقع وما زال يقع عليّ بسببها.
للأسف، خرج عيسى متألماً جداً من هنا.
ألم يترك رقماً للتواصل، أو عنوانه؟
لا أبداً، لا شيء
اممممم ولكن لدينا اسمه كاملاً صح؟
اممم نعم نعم لقد أخذت منه هويته وما زلت أتذكر اسمه، عيسى عباس العادل.
ممتاز، هيا ساعديني يا أطيب آنسة في الوجود، فلنتصل باستعلامات الهاتف، ونسأل.

وهكذا بدأت الآنسة خديجة بمعية ملاك البحث عن الإسم عبر شركات الاتصالات، إلى ان حصلتا عليه.

وأخيراً آآآه لا أصدق، لقد حصلنا على الرقم، هيا اتصلي آنستي.

اتصلت الآنسة خديجة على الرقم الذي حصلتا عليه، فردّ عيسى على الهاتف

ألو
السلام عليكم عيسى كيف حالك؟
وعليكم السلام، أهلا وسهلاً، من معي؟
هناك من يريد أن يكلمك.
من؟ ألو.. ألو
ألو، السلام عليكم
وعليكم السلام
من المتحدث؟
أنا ملاك، أكلمك من الميتم.
من؟ ملاك ! لا أصدق، هل عدتِ، لماذا هربتِ يا ملاك، كيف حالكِ؟ هل أنتِ بخير، هل يمكنني أن أراكِ في أقرب فرصة.
على رسلك، كيف سأجيب على كل تلك الأسئلة
اسمعي، لا مجال لدينا اغلقي الهاتف، مسافة الطريق وسأكون في الميتم.

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_التاسعة_والثالثون

عادت ملاك إلى الميتم مرفوعة الرأس، وقد استقبلتها زميلاتها بحفاوة كبيرة، إلا أن السيدة هند شددت الخناق عليهم، واكتشفت ملاك أنها قد قطعت عليهم خدمة النت، متبجحة للوزارة بحادثة الهروب، فما عاد هناك من يلومها على حرمان الأيتام من أية خدمات من شأنها أن تعرضهم للخطر.
مرّ على حادثة الهروب، وخروج ملاك من السجن أكثر من شهرين، قضت ملاك معظمها في عزلة عن الجميع بين الدرس والبحث والقراءة،كانت ملاك قد توقعت ما فعلته السيدة هند من قطع النت، ولذا احتفظت بالكثير من المعلومات التي جمعتها عبر النت في مخزن للذاكرة( فلاش ميموري) استعانت بأبلة حياة لشرائه، وكان من أهم الوثائق التي أنزلتها هي صحف قديمة تعود إلى أيام حادثة العدوان الظالم على الوطن.
في ذلك اليوم قضّت ملاك وقتاً طويلا تبحث بين تلك الأعداد القديمة على العدد الذي يحمل أسماء العوائل التي استشهدت عن بكرة أبيها، بحثت كثيراً إلى أن وجدت ضالتها، حينها شعرت بقلبها يخفق بسرعة، وضعت يها على قلبها وبدأت تحّث قلبها وكأنه شخص: ما بالك أيها الفؤاد تخفق؟! إهدأ سنكون بخير أنا وأنت، خذ نفساً عميقاً هيا، ولنبدأ ببسم الله
شرعت ملاك في قراءة أسماء العوائل اسماً اسما:عائلة الماجد، عائلة الأبيض، عائلة الخباز، عائلة الراشد، عائلة الجواد، عائلة السادة... توقفت لبرهة ثم اكلت القراءة، وفجأة صرخت : وجدتها، سأطلب من الآنسة خديجة أن تساعدني في ايجاد أسماء أفراد كل عائلة ربما أتذكر اسماً، أو أي شيء
خرجت ملاك من المكتبة وهي في قمة حماسها، متوجهة إلى الآنسة خديجة لتطلب منها ما فكرت فيه، وما إن أبدت ملاك التحية، حتى صرخت الآنسة خديجة: يا ويلي، لقد نسيت أن أخبرك شيئاً مهماً جداً جداً.
ملاك: ما هو أقلقتني؟
أتتذكرين باقة الورد تلك التي وصلتكِ مع رسالة؟
نعم نعم لا يمكنني أن أنساها لأنني لم أستلم غيرها قط
فضحكتا، ثم أكملت الآنسة خديجة: لقد جاء صاحب الباقة إلى هنا حينما كنتِ في السجن

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثامنة_والثلاثون

استدارت السيدة حميدة ناحية ملاك وقالت: إبنتي ملاك، كلامكِ مؤثر جداً، للأسف لأول مرّة أشعر أنني متضايقة لأنني سأغادر السجن، هم يدفعون لي الكفالة لأنّهم يفتقدون الدجاجة التي تبيض ذهبا، ولذا يدفعون وينتظرون الأضعاف في أقصر وقت، و إلا، يا ويلي.

إبنتي ملاك، أعدكِ انني سأفكر في كلامك، وسأحاول. والآن حان وقت الوداع، وهذا رقم هاتفي، ربما تحاتجينه يوماً، أستودعكِ الله.

احتضنتها، وقبل أن تخرج استدارت ناحية ملاك مجدداً، فابتسمت ملاك في وجهها وقالت: تستطيعين يا خالة.

ثم أشارت ناحية صدرها وقالت : التغيير يبدأ من هنا، من هنا يا خالة لا تنسي.

بعد خروج الخالة حميدة عادت الشرطية ودخلت على ملاك في سجنها، وسألتها: وانتِ أيتها المسكينة، الا يوجد من يسأل عنكِ؟ يدفع كفالتكِ! غريب أمرك، مضى على حبسكِ قرابة الشهر ولم يسأل عنكِ أحد، هل تبرأ أهلكِ منكِ مثلاً لفعل مشين؟ ها؟ اعترفي.

رفعت ملاك رأسها وألم يعتصرُ قلبها ودمعة تترقرق في عينيها وأجابتها: في هذه الدنيا يا سيدتي نحن لا نختار من نكون، ولا نختار مصائرنا، ولا نتحكم في مجريات الأحداث، كلّ ما نملكه هو ملكٌ لله يفعل بنا ما يشاء كيفما يشاء لحكمةٍ هو أعلم بها منا، ولكنّه ملكنا عقولنا وخيارتنا في هذه الدنيا { إنّا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا} .. وانا يا سيدتي شاكرةٌ لربي أن جعلني أفتح عيناي على هذه الدنيا يتيمة الأب والأم، بل لا أعرف من أنا ومن أهلي، لأنني فقدتهم في عدوان اليوم الأسود، فقدتُ كلّ عائلتي، إلى درجة أنني حين أريدُ أن أشتاق لا أعرف إلى من أشتاق، فلا وجوه أعرفها ولا أسماء أتذكرها، ولا ذكريات أحنّ إليها، وحين أشتاق نعم أشتاق، ولكنّني أشتاق إلى حضن أم، ووجود أب، وحنان أخ، ودفء عائلة تضمني، تخافُ عليّ، تحميني، تشعرني بالأمان... ولم تكمل ملاك حديثها الذي أسهبت فيه دون وعي، ولم تسنيقظ إلا حينما سمعت نشيج الشرطية في البكاء تأثراً على حال ملاك.

ملاك: أنا آسفة
بل أنا من يدين لكِ باعتذار يا إبنتي.

في تلك الأثناء جاءت شرطية أخرى تهرول: أين النزيلة ملاك الضابطة تطلبها فوراً. أخذت الشرطية ملاك إلى مكتب الضابطة المناوبة ، التي استقبلتها بابتسامة وقالت لها:
ألف مبروك يا ملاك، لقد ظهرت براءتكِ، فقد تم القبض على زملائكِ الهاربين.
ملاك: ولكنهم ليسوا مجرمين حتى يتم القبض عليهم يا سيدتي، إنهم أيتام، وشباب يافع، وطبيعي أن تسكنهم روح المغامرة، فأرجو ان تاخذوا ذلك بعين الإعتبار؟
هههههه أنتِ أكبر من عمركِ بكثير تتحدثين كما الكبار، دعكِ من هذا الآن وجهزي نفسكِ للعودة للميتم، هيا.

#مهاجرة_إلى_الله
#ويبقى_الأمل 🌹

#لانجيز_النشر
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السابعة_والثلاثون

أنا حميدة، وجائوا بي إلى هنا، ههههه لأن هناك من وشى بي، وقد أمسكوا بي متلبسة وأنا أتسول. وماذا عنكِ؟ أنتِ فتاة جميلة، ويبدو انكِ خلوقة وطيبة، ما الذي رمى بكِ في السجن؟
تنهدت ملاك وقالت: إنها مشيئة الله يا خالة.
هههههه خالة، حلوة من فمكِ يا حلوة، لم يناديني أحد باحترام منذ زمن طويل.
رمقتها ملاك بنظرة تعجب وسألتها: وما الذي يضحك في كلمة خالة؟ هل أزعجتكِ؟
تأوهت السيدة حميدة وقالت: تزعجني؟ ههه، لا أبداً وإنما اعتدنا حياة الشوارع والإهانة، والشقاء.
ولمَ تتسولين يا خالة وأنتِ ما زلتِ في قوتكِ، إنّ مدّ اليد مُهين بالفعل، أليست لديكِ حرفة، خياطة، بيع، صناعة مخلالات، أي شيء يوفر لكِ عيشاً كريماً ويحميكِ من أي إهانة.
ههههه خياطة، أو ماذا، وما الذي تجنيه هذه المهن، فتافيت، لا شيء، الحياة يا إبنتي صعبة، ومُرّة.
ولكن طعم الذُل أكثر مرارة يا خالة.
طأطأت الخالة حميدة رأسها واغرورقت دمعة في عينيها وقالت: نعم، حقاً، الذُل طعمه مُر، ولكن ماذا لو كان لديكِ في البيت سبعة أفواه تنتظركِ، وزوج مدمن ينتظر نقوداً حتى يشتري بها سُماً له، وإن عدتِّ بمبلغ أقل من المتوقع يضربكِ حتى يدميكِ، أمّا أولادكِ فبدل أن يحموكِ، كلّ واحدٍ منهم ينتظر نصيبه، إما لسجائره، او آخر ليخرج مع رفقاء السوء، أو فتاة لتشتري لها حقيبة من احدث الماركات، ,أو مراهقاً يرغب في لعبة إلكترونية، فهل ستفكرين حينها في طعم الذُل ؟
سكتت ملاك بُرهة ثم أردفت: نعم يا خالة، سأفكر، في البدء اعتقدت أنّ أولادك أطفالاً جياعاً وأنكم تحتاجون اللقمة، ولكن ما فهمته الآن واقعاً مختلفاً تماماً.
خالة هل لي بسؤال؟
تفضلي، بالمناسبة لا أعرف اسمكِ
اسمي ملاك
تفضلي يا ملاك، إسألي
خالة، أجيبيني بصراحة، هل أنتِ راضية عن حياتكِ؟
آآآآه، وهل ليّ الحق أن أرضى أو لا أرضى؟
نعم، فالله لم يخلقنا سدى، خالة أنتِ تعيشين الظلم وترضين به، أنتِ إنسانة مستسلمة لواقع مرير، ولا تسعين لتغييره، زوجٌ يضربكِ بمعدلٍ يومي ولا تحركين ساكناً، أولاد أنانيون لا يفكرون إلا بأنفسهم وليس لديكِ أيّ محاولة لإيقافهم عند حدهم؟
أغيرّ؟ أغير ماذا؟ وكيف؟ صعب جداً انت تحلمين.
وما الضير أن نحلم، وهل يبدأ الواقع إلا من حُلم. نعم احلمي وغيري { إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}
لن يتغيّر واقعكِ يا خالة إلا إذا تغيرتِ أنتِ
في تلك الأثناء تدخل الشرطيّة لتنادي على الخالة حميدة: هي أنتِ، حميدة هيا لقد دفع أحدهم كفالتكِ، يمكنكِ الخروج.
لحظة أيتها الشرطية، امنحيني بضع دقائق.
حسناً أنتظركِ لحين جهوزيتكِ، لا تتأخري.
استدارت السيدة حميدة ناحية ملاك

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السادسة_والثلاثون

اسأل نفسك، ألم تكن منذ قليل تدافع عنها؟!
كيف لا تهرب إن كان أمثالكِ هم من يديرون ميتماً للأطفال، المفترض أن يكون كل من يعمل فيه منبعاً للأخلاق والحب والحنان، ولكن من سخرية القدر، ومن مفاسد الدهر، ان تكوني أنتِ وأمثالكِ في مثل هذه المواقع
استشاطت السيدة هند غضباً، وقبل أن تنبس ببنت شفة، ردّ عليها:
رويدكِ، لا تتعبي نفسكِ، أنا من سيخرج دون أن تكلفي نفسكِ عناء طردي، لأنه لا يشرفني البقاء مع امثالكِ
خرج عيسى مُسرعاً من غرفة السيدة هند بقلبٍ منكسر، وحينما مرّ على الاستقبال استوقفته الآنسة خديجة:
توقف يا أخ عيسى، لو سمحت، هل لي بسؤال واحد قبل أن تمضي؟
التفت إليها، وهو يلهث من شدة الحزن والالم، فسألته:
هل أنت من أرسل باقة الورد والرسالة منذ مدة طويلة إلى ملاك؟
نعم، انا – أنزل رأسه- وقد جئت اليوم على أمل اللقاء، ولكن آآآآه، لقد ضاع الأمل، أستأذن سيدتي، عليّ أن أرحل، في أمان الله
مضى مسرعاً، ووقفت الآنسة خديجة تراقبه وهي تتأوه: مسكينة يا ملاك، لا حظ لكِ
دخل عيسى البيت وهو في حالة شديدة من الحزن، استقبلته والدته بنظرات استفهام:
ولدي، ما الذي حلّ بك؟، أين كنت؟ هل فعلتها وذهبت إلى الميتم كما أخبرتني؟ ردّ علي.
نعم يا أمي لم أذهب إلا حين شعرت أنكِ راضية، إكراماً لأبي يا أمي.
ولمَ عدت حزيناً، ما الذي حصل؟
لم أجد ملاك، لم أجدها يا أمي.
كيف أين ذهبت؟
ما أخبروني به لا يصدق، تصوري أنهم يقولون أنها هربت.
هههههه وما الذي تتوقعه من أمثالها ها؟، آآآه الحمد لله كنتُ متوجسة من ذهابك، وخائفة جداً من لقائك بها، ولكنني لم أرد أن أحرمك من شيء فيه ذكرى والدك، ولكن هذه الفتاة بالنسبة إليّ نذير شؤم، فأحمد الله أنك لم تلتقي بها.
حرامٌ عليكِ أماه، لقد عاشت هذه الفتاة تجربة مريرة في حياتها، وفي ظروف صعبة، وأنتِ ما زلتِ حاقدة عليها رغم أنها لا ذنب لها في كلّ ما حدث
قاطعتهما علا : عيسى، أعتقد أنك بحاجة إلى الراحة، فأنت للتو وصلت البارحة من سفرك، ادخل إلى غرفتك وخذ قسطاً من الراحة وسنتحدث لاحقاً.
كان السجن لملاك فترة لاستعادة حياتها، خططها، تفكيرها، علاقتها بالله، علاقتها مع نفسها، ومع الآخرين، شاركتها زنزانتها إمرأة خمسينية تدعي الفقر، وتتسول في الشوارع لتجني المال بطريقة سهلة، مثلها مثل الكثير ممن امتهنوا ذات المهنة ليجنوا الكثير من جيوب الطيبين الذين ما زالت الأرض تقلهم، بينما الفقراء الحقيقيون متعففون، يأكلون القدّ والورق، حين تراهم تعتقد أنهم في أحسن حال، ولو عرفت الحقيقة لربما كانوا يتضورون جوعا.
اقتربت السيدة الخمسينية من ملاك وسلمت عليها، وعرّفت بنفسها: أنا حميدة

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الخامسة_والثلاثون

ثم خاطبت الله" ربّ أنا مؤمنة بحبك لي، وبأنك تبتليني لتقويني وتقربني منك، ولا أطلب منك شيئاً وأنا في محنتي، غير أن تجعلني راضيةً بقدرك مطمئنة بما قسمته لي" نزلت دموعها بصمت واستسلمت للنوم بعد أن سلّمت أمرها لبارئها.
في اليوم التالي يصل زائر غريب إلى الميتم، ويطلب لقاء ملاك، كانت الآنسة خديجة هي ذاتها في الإستقبال منذ أكثر من عشرين عاماً، طلبت الآنسة منه بطاقته الشخصية، قرأتها وراحت تحدّق به طويلاً ثم تعود لقراءة الإسم " عيسى عباس العادل ، فاستفهم منها متعجباً:
هل هناك أمرٌ ما؟ لم تحدّقين بي هكذا سيدتي؟!
- لا أبداً ولكنني اشتبهت بالإسم وحتى الشكل وكأني أعرفك منذ زمن، ولكن من أعرفه انتقل إلى رحمة الله منذ سنوات طويلة.
فردّ عليها : أعتقد أنكِ تعنين من تقصدين.
هذا يعني أنك أأأ
نعم أنا عيسى ابن البطل الشهم عباس، ذلك الرجل الطيب الذي أحضر ملاك طفلة إلى هنا، ثم جئت مع والدتي وأختي صغيراً ، أو تذكرين يا سيدتي؟
نعم نعم بالطبع، وكيف لي أن أنسى.
في هذا الوقت رصدت السيدة هند الضيف عبر كاميرات المراقبة التي وزعتها في أرجاء الميتم، فاتصلت عبر الهاتف الداخلي إلى الآنسة خديجة وسألتها عن الضيف الذي معها، وسبب إطالتها الحديث معه، فأخبرتها الآنسة بهويته، فهددتها السيدة هند بعدم البوح بأيّة معلومة عن ملاك وطلبت منها إدخاله عليها فوراً.
استقبلته السيدة هند بحفاوة مبالغ فيها، فعرّف عن نفسه، فاصطنعت حزناً سمجاً على وجهها، وقالت:
رحم الله والدك كان طيباً.
رحمه الله، أبي رحل جسداً ولكن من عرفه لا يمكن أن ينساه، فقد كان مُحباً للخير، ومساعدة الضعفاء.
آه نعم نعم، رحمه الله، وانت أين كنت طيلة هذه السنوات؟
كنت أدرس في الخارج، فقد ادخرت أمي مستحقات أبي بعد وفاته كي تضمن مستقبلي ومستقبل أختي، كما عملت ليل نهار من اجل ضمان العيش الكريم لنا، لقد تعبت كثيراً.
نعم، أذكرها حينما جاءت غاضبة تسأل عن المذكورة ملاك.
المذكورة؟ لمَ تنادينها بهذه الطريقة؟!
لأنها لا تستحق أكثر، صدقت والدتك حينما قالت أنها نذير شؤم.
وقف عيسى متعجباً من أسلوبها المتدني، وقد بدت على وجهه علامات الغضب، وقال:

يا سيدة هند المفترض أن تكوني إنسانةً تربوية، ألفاظها أرقى من ذلك، أوليس هؤلاء الأيتام بمثابة أبنائك؟
أبنائي؟! هؤلاء؟! أستغفر الله، كهذه الملاك مثلاً؟ ههههه أعوذ بالله.
لمَ؟! ما الذي فعلته ملاك؟
الآنسة المحترمة خططت تخطيطاً خبيثاً للقيام بمخيّم خارج الميتم، ومن ثم هربت مع مجموعة من شباب الميتم، هل عرفت لمَ أتحدث عنها هكذا؟
هربت؟ ,كيف؟ وأنا الذي جئت لزيارتها بعد كل هذه السنين؟ لمَ فعلت ذلك؟ لمَ؟

#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🍃🌸 هروب 🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الرابعة_والثلاثون

إنّما نحن السعداء الذين اختارنا الله ليصنع منا إنسان، او تعرفون معنى الإنسان الحقيقي؟ ذلك يعني أن نعيش الحياة بطبيعتها، فتلك سنة الحياة، جمالها في أنها كل يوم بلون، ألم تقرأوا قول الله جلّ وعلا { فإنّ مع العسر يسرا، إنّ مع العسر يسرا}، قال مع ولم يقل بعد العسر، "مع" يعني هناك معية هناك خطان متوازيان بين اليسر والعسر، أتفهمون ما أعني؟ ابتسموا هيا، هيا"

فرفع الجميع رؤوسهم ونظروا إليها بتعجب، فكررت: هيا ابتسموا واستعدوا للحرب القادمة مع السيدة هند.

فضحك أحد الشباب بقوة وضحك الجميع مُستعيدين حيويتهم ونشاطهم.

وما إن وصلوا إلى الميتم حتى بدأت قصة جديدة مع السيدة هند كما توقعوا، فبدأت التحقيق بمعيّة الشرطة في ملابسات الحادث، وكان الخطب مروعاً بالنسبة لها، فهروب سبعة طلبة يُعد كارثة في تاريخ خدمتها، وقد توعدت بالويل والثبور وعظائم الأمور.

لم تتفاجأ ملاك باستدعائها للتحقيق ضمن القوائم الأوليه، فقد اعتادت أن تتصدر قائمة الإتهامات في أية مصيبة تقع في الميتم، وقد آمنت انّ الشجرة المثمرة هي من تتعرض للقذف عادة، لكن ما جعلها تتفاجأ هو وجود زميلتها أمينة في التحقيق والتي اكتشفت أنها وشت بها لأنها كانت تتنصت عليهنّ ليلة موعد الرحلة وقد أبلغت السيدة هند بأمر مراسلة ملاك للوزارة من أجل التخطيط لهذه الرحلة، بل وإنها ادعت كذباً أنّها سمعت ملاك تخطط مع زميلاتها بشأن هروبهنّ مع الشباب من المخيّم.

ليلى، زينب، رؤى، وملاك وفي خلال أربعةً وعشرين ساعة كنّ وراء القضبان، وقد أتهموا ظلماً بالتخطيط للهروب مع بقية الفتية الهاربين وعلى رأسهم خالد ذلك الفتى الذي عُرف بشقاوته وتصرفاته الغريبة وأخلاقه السيئة في الميتم منذ الصغر.

كان البنات في حالة بكاء وانكسار وانهيار، فلم يتوقعنّ أن يكون مصيرهنّ السجن يوماً، امّا ملاك فقد انزوت جانباً واضعة رأسها بين ركبتيها تحاول استيعاب ما حدث.

بعد ثلاثة أيام في السجن، تم تبرأة ليلى وزينب ورؤى، مع استمرار حبس ملاك على ذمة التحقيق.

كان وداعاً قاسياً بين ملاك وصديقاتها، حاولت خلاله أن تحتفظ فيه برباطة جأشها، وأن تُهديء صديقاتها في أنّ الأمور ستؤول إلى خير، ولكن بمجرد خروجهن من السجن، حتى انهارت في بكاءٍ مرير.

لم تجد حينها وهي في وحدتها، وظلمة سجنها وظلامته إلا أن تتوجه بالشكوى إلى الله، أسبغت وضوئها واتجهت نحو قبلة المعشوق ونادت بصوتٍ حزين: { ربّ السجن أحب إلي } كررتها مراراً، وتكراراً ثم قرأت {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }


#مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
More