كان رسول الله ﷺ كثير الصدقة، فهو أول المتصدقين وإمام الباذلين، وسيد المُنفقين. وكان يُشجع أصحابه أن يُنفقوا في سبيل الله، ويُعلمهم أن الصدقة من أسباب مغفرة الذنوب، فصح عنه ﷺ أنه قال: "والصَّدقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النَّارَ."
وكان رسول الله ﷺ يتصدق بمتاع الدنيا مهما غلى ولا يُبالي، وكان كالريح المرسلة بالخير صلوات ربي وسلامه عليه. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أنَّهم ذبحوا شاةً، فقالَ النَّبيُّ ﷺ: ما بقيَ منْها؟ قلت: ما بقيَ منْها إلَّا كتفُها. قالَ: بقيَ كلُّها غيرَ كتفِها.
اسألوه سلامة القلب، اسألوه الصحة والعافية، اسألوه المغفرة والعفو، اسألوه الرحمة، اسألوه من فضله، اسألوه مالًا حلالًا، وزوجًا صالحًا، وذُريّة طيّبة، اسألوه الرحمة للأموات، وحُسن الختام، وحُسن الخُلق، اسألوه ممّا سأله عبده ونبيّه مُحمّد -صلى الله عليه وسلم-، واسألوه الفردوس الأعلى والنجاة من النّار.
اقرنوا الدّعاء بالعافية، واسألوه حتى في شسع نعلكم لا تغفلوا عن الدّعاء في أدق أموركم، فما يمنعكم من الدّعاء؟ ما يمنعكم من رفع أيديكم لربّ مُجيب؟ حييٌّ كريم، يستحي أن يرد يدي عبده صفرًا خائبتين.